الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء التاسع

عصام عبد الامير

2013 / 10 / 29
سيرة ذاتية


أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء التاسع
أن الحادثة ألتي أستذكرها هذاألأسير بعد العودة ألى أرض الوطن وكان لذكر تلك الحادثة ألأثر في تأكيد الشعور بالحرية لديه وبالأصرار على البحث عنها ونيلها في يوم من ألأيام والتي وعدنا في الجزء السابق أن نرويها لما لها من علاقة بالموظوع الذي نتحدث عنه وهو ألأسير والبحث عن الحرية وهي أن في عام 1992 في معسكر في منافي ألأرض كأنه في نهاية العالم يقع بالقرب من سلسلة الجبال الحمراء ويقال حسب أحد الجنود ألأيرانيين أن هنالك دفن جنكيز خان وعلى الحدود مع جمهورية تركمنستان السوفيتية سابقا وفي منطقة أسمها ( سرخس) يقع هذا المعسكر وأسمه (مازدوند )كان ألأسير الذي نتحدث عنه يعيش مع ألف وأربعمائة أسير هؤلاء اكثرهم بل غالبيتهم هم من البعثيين والظباط وأصحاب الدرجات الحزبية العليا و عدد أخر ألتحق بهم في ألأسر نتيجة الترغيب والترهيب وكان منهم عدد ليس بالقليل من الناس البسطاء الذين وعدوا بمكاسب وأمتيازات سيحصلون عليها بعد خروجهم من ألأسر نتيجة لمواقفهم البطولية في التصدي للأيرانيين والوقوف بجانب الحزب والثورة ومبايعة الرئيس القائد كان هذا المعسكر خاضعا لعقوبات صارمة وأجرائات أستثنائية لما له من صفة ذكرناها قبل سطور تم جمع هؤلاء من جميع معسكرات ألأسرى في أيران وبشكل تم أختيارهم وتشخيصهم من قبل التوابين السائرين على نهج الخميني وأنصار الجمهورية ألأسلامية ألأيرانية من ألأسرى وقبل أن نروي لكم الحادثة التي ذكرناها سابقا لا بد من العودة قليل الى الوراء هؤلاء ألأسرى المعاقبين والخاضعين لأشراف مباشر من قبل المخابرات ألأيرانية وتحت مراقبة شديدة كانوا في معسكر سابق أسمه (سنك بست ) وهو عبارة عن قلعة قديمة شيدة زمن الشاه عباس الصفوي وكانت تلك القلعة مرعبة ومخيفة الى الحد الذي فقد فيها عدد من ألأسرى عقولهم فيها حيث مورس فيها أشد أنواع التعذيب والقسوة بحق ألأسرى شبابيك هذه القلعة صغيرة في السقف وسمك جدارها متر تقريبا مشيدة من ألآجرالقديم أبوابها صغيرة وداخل هذه ألأبواب قاعات تسمى( ليوانات) يقطن فيها ألأسرى بأعداد مختلفة حسب مساحة ألقاعة في بعضها مئتان وفي بعضها الأخر اربعمائة تم نقلهم من هذا المعسكر الى (مازدوند) عام 1988وفيما بعد علموا أن سبب نقلهم كان بسبب نهاية الحرب في هذا المعسكر كان هنالك تنظيم حزبي يقوده شخص عضو قيادة فرع ومعه مجموعة من أعضاء الشعب والفرق كان هذا التنظيم يسيطرعلى شؤون ومقدرات ألأسرى وكانت مجموعة صغيرة من ألأسرى خارج هذا التنظيم ولا تحضر أجتماعاته أو محاضرات المسؤلين والقائمين عليه وهؤلاء يصنفون كالأتي أربعة أشخاص متصوفين قد أنغمسوا بالدين ومجموعة أخرى من ألأخوة ألكرد الذين يعتزون بأنتمائهم القومي وشخص وجودي سارتري وأخرعبثيا أما هذا الأسير الذي نتحدث عنه وكان يتصدر قائمة المستقلين وخارج تنظيم البعث فكان معروف ومتداول بين ألأسرى بأنه شيوعي حتى عندما تم نقله الى المعسكر السابق القلعة (سنك بست) وبشكل منفرد وهي حالة نادرة حيث أغلب ألأسرى نقلوا الى هذا المعسكر بشكل جماعي كان يلقبوه ألأيرانين (كومنستي ) أي شيوعي وكان ألأيرانين من جنود ومسؤولين في المعسكر يندهشون من هذه الحالة الغريبة والنادرة ولكن وبألحقيقة هو لم يكن شيوعيا بمعنى التنظيمي بل كان ماركسيا مستقل وصديق مجهول للحزب الشيوعي العراقي أود أن أذكر نقطة مهمة وهي أن ألوقت الذي سبق نقل معسكر القلعة الى هذا المكان الجديد وذلك في بداية تموز عام 1988تم حجب وسائل الأعلام عن ألأسرى وبشكل مفاجىء وهذه الوسائل تتمثل بجهاز التلفاز والصحف التي تصدر عن المعارضة ألأسلامية العراقية في أيران حينها بقى ألأسرى لمدة طويلة لا يعلمون أي شيء وما يدورمن أحداث في العالم الخارجي وصلتهم بعض ألأخبار بأن الحرب أنتهت وتم وقف أطلاق النار ولكنها بقت مجرد كلام وأشاعات حتى حصل ألأسرى وعن طريق أحد ألجنود على جهاز مذياع صغير مع بطاريات وذلك بأعطائه بالمقابل خاتم ذهب كان أحد ألأسرى يخفيه طيلة الفترة السابقة وبعد أن تم الحصول على هذا الجهاز تم حفظه عند المسؤل الحزبي ومعاونيه وبدأت حينها نشرات خبرية يومية تنقل الى الأسرى وعن طريق الشباك حيث هنالك أربعة (كمبات ) قاعات تلقى الورقة التي فيها ألأخبار ليتم قرائتها على ألأسرى عندها وصلت ألأخبار المفاجئة والمذهلة (تطبيق البند ألأول من قرار مجلس ألأمن بوقف أطلاق النار,موت الخميني ,بداية وبوادر تفكك الكتلة الشرقية وألأتحاد السوفيتي ,تم تبادل وجبة وعدد قليل من ألأسرى المعوقين ما بين الطرفين ) تم حدوث فوضى وضوضاء عم أرجاء القاعة من فرحة بنهاية الحرب التي كان يعتقد ألأسرى بأنها لن تنتهي مصحوبة هذه الفرحة بالذهول والحماس مما حصل بقى ألأسرى يتابعون ألأخبار من خلال تلك القناة وكانوا ينتظرون الخبر المتوقع بتنفيذ بقية بنود قرار مجلس ألأمن وعلى أولوياتها تبادل ألأسرى ولكن وفي يوم من ألأيام وصلت نشرة ألأخبار كالمعتاد وقبل قراءتها كان هنالك تحرك غير طبيعي وفرحة بادية على وجوه البعثيين كانوا مبتسمين ويتبادلون القبل والتهاني كانت يعتقد هذا ألأسير أن هنالك خبر يتعلق بتبادل ألأسرى ولكن حينما بدأ الرفيق الحزبي بقراءة ألأخبار حتى تفاجىء الجميع من الذين لم يصل لهم الخبروهذا الخبرهو دخول القوات العراقية الى الكويت وهروب أل صباح الى السعودية عمت الفرحة والبهجة والسرور وعلت ألأبتسامات وجوه ألأسرى وتبادلوا التهاني والقبلات حتى صرخ الرفيق الحزبي الذي كان يقرأ الأخبار بهم وقال( كفى لا تثيروا أنتباه الجنود الأيرانين خارج القاعة وألتزموا بالهدوء لأكمل ألأخبار) فجاء الخبر التالي ليثير الدهشة والذهول حيث رسالة صدام حسين الى رفسنجاني وعبارته الشهيرة (وهذا كل ما أرتدموه ) أي الموافقة على كل الشروط ألأيرانية وبذلك تم الاتفاق على تبادل ألأسرى ذهب هذا ألأسيرويحمل في رأسه هموم كبيرة كلها أحباط وألم مما يحدث وخوف كبير من القادم أستلقى على فراشه وهو يراقب ألأخرين فرحين ومبتهجين ولا يعلمون ما الذي يخبأ لهم قادم ألأيام بل السنين وبدأ يخاطب نفسه قائل (نعم صدام لقد خرجت من الحرب التي اشعلتها وبأرادة أمريكية وأقليمية وأنت بخير ولكنك لن تنجو من فعلتك هذه ولكن للأسف سيكون على حساب الشعب العراقي والثمن تدمير البلد )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب