الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فشل الوساطة الافريقية في قضية ابيي

كور متيوك انيار

2013 / 10 / 29
السياسة والعلاقات الدولية


بعد فشل زيارة الاتحاد الافريقي لمنطقة ابيي في هذا الشهر و بعد تحديد موعدها مرتين متتاليتين ، خرجت الاتحاد الافريقي ببيان هزيل مثل هزالة الاتحاد الافريقي و ضعيف يشكو فيه ظلم الحكومة السودانية لها و مضايقتها في القيام بمهامها في متابعة الوضع في منطقة ابيي التي وصفتها بالخطيرة و الغير مستقرة و إنها تحتاج لمتابعة لصيقة محملاً الحكومة السودانية اي تطور سلبي في المنطقة و مشيراً الى الاحباط الكبير الذي يعانيه مواطني ابيي من عدم إجراء الاستفتاء في موعدها المحدد و مناشداً السودان لمساعدتها للقيام بمهماها المناط بها ، كما خرجت ببيان اخر يدين فيه إجراء مواطني دينكا نقوك استفتاء من جانب واحد ، و لماذا لا يقيم مواطني نقوك الاستفتاء من طرفهم طالما فشل الاتحاد الافريقي في القيام بمهامها على اكمل وجه ، لقد ظل مواطني دينكا نقوك منذ العام 2005م ينتظرون التحركات الاقليمية من قبل الاتحاد الافريقي و الدولية لمجلس الامن الدولي لكن ماذا حدث و لا شي إستمر السودان في التنصل عن إلتزاماتها القانونية و الاخلاقية المشهود لها دولياً ، لقد رفض السودان تقرير لجنة الخبراء و الذي ينبغي لها إن تكون ملزمة وفقاً لبروتكول منطقة ابيي ووفقاً للالتزامات التي تعهد بها طرفي اتفاقية السلام الشامل الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان و الحكومة السودانية ، لقد تم الاخلال بتلك التعهدات و رفض السودان الاعتراف بنتائج لجنة الخبراء ، و رغبة من مواطني دينكا نقوك للوصول لحل يضع نهاية للمعاناة تم الاتفاق على اللجوء لمحكمة التحكيم الدولية لحسم الجدل حول مدى تجاوز لجنة الخبراء لصلاحياتهم المتفقة عليها او عدم تجاوزهم لصلاحياتهم و على الرغم من إن النتائج التي توصل عليه محكمة التحكيم الدولية كانت ينبغي إن تكون ملزمة و على الرغم من إنها خصمت مساحات واسعة من اراضي دينكا نقوك لكن الرغبة في العيش بسلام ووضع نهاية للصراع كانت اقوى من تلك المساحة لكن ماذا حدث السودان رفض تنزيل مقررات محكمة التحكيم الدولية لارض الواقع ، و هي مازالت تحتفظ بقوات لها حتى اليوم داخل الحدود التي اقرتها المحكمة باعتبارها المنطقة التي كان يسكنها عشائر دينكا نقوك التسع في العام 1905م عندما تم تحويل المنطقة إدارياً الى كردفان بواسطة سلطات الاستعمار الانجليزي .
ماذا فعلت الاتحاد الافريقي عندما إحتلت القوات السودانية منطقة ابيي في العام 2008م و ماذا فعلت في العام 2011م لم يحدث شي لذلك نستغرب اشد الاستغراب إن الاتحاد الافريقي يقف في طريق مواطني دينكا نقوك في وقت هم يسعون لوضع نهاية للازمة بالطرق القانونية و السلمية عن طريق استفتاء سيعلن نتائجها في نهايات الشهر الجارئ .
لقد فقدت الوساطة الافريقية المصداقية كالية لحل قضية ابيي فهي لم تقم باي مجهود يذكر فقط تلك السفريات العديدة ما بين جوبا و الخرطوم دون ممارسة ضغط حقيقي للحكومتين للعمل بجدية من اجل وضع حد لازمة منطقة ابيي ، من الواضح إن الوسيط الافريقي اصبح يخشى إن وضع حل لقضية ابيي سيفقده إمتيازاته التي يتمتع بها الان من حسابات جارية مفتوحة و الاقامة في ارقى فنادق العالم و السفر على درجات رجال الاعمال المريحة فبينما يتضخم حسابات الوسيط الافريقي ثابو مبيكي بالدولارات ، يزداد يوماً بعد يوم معاناة المواطن في ابيي ما بين الفقر و الامراض و القتل ، من الواضح إن الحكومتين و الاتحاد الافريقي لا يضعون اي اهمية لمعاناة المواطن في ابيي لذلك يتحدثون ببساطة عن مساعيهم الحميدة و عن وساطاتهم التي لن تنتهي قبل إن يفنى مواطني ابيي و هم ينتظرون يوماً لن ياتي .
اعتقد مواطني ابيي خيراً في الوسيط الافريقي عندما جاء بمقترحه للحل النهائي و ظل ينتظر الجانب الاخر ليوافق على المقترح لكن كان يتم تمديد فترة التفاوض من وقت لاخر حتى يتسنى للطرفين المزيد من التشاور حتى حان الموعد الذي إقترحه الوسيط و لم يحدث شي إذاً كيف يريد الاتحاد الافريقي إن يضع فيه ثقة مجدداً بعد كل تلك الاخفاقات المتتالية ، يجب على الاتحاد الافريقي إن تضطلع بمهامها باكمل وجه ، كيف لها إن تقوم بتاجيل زيارة للمنطقة بسبب عدم إستقرار الاوضاع الامنية كما تم تبليغها من قبل السودان آلا يثق الاتحاد الافريقي بقواتها العاملة في المنطقة فإذا كانت تلك القوات لا تستطيع حماية وفد مجلس السلم والامن الافريقي الذين لا يتجاوزون العشرة اشخاص فما بال الاتحاد إن قواتها يعتمد عليها ما يفوق خمسين الف مواطن و هذا في حد زاتها اعتراف ضمني بعدم قدرة قواتها بحماية مواطني ابيي .
يجب على الاتحاد الافريقي إن تضطلع بمهامها بالقبول بالاستفتاء الشعبي الذي سيتم الاعلان عنها في اليومين القادمين و الضغط على الحكومة السودانية للقبول بتلك النتائج دون ذلك سيكون دور الاتحاد الافريقي دوراً فاشلاً يساهم في هشاشة الوضع الامني في القارة و ليس استتبابه ، و على الحكومة السودانية إن تعترف بانها ساهمت في معاناة شعب نقوك طيلة الفترات السابقة و ان تقوم باصلاح تلك الخطآ بالاعتراف بنتيجة الاستفتاء الشعبي و التحاور مع شركائها المسيرية الذين يضغطون عليها حول كيفية اعادة توطينهم و توفير خدمات تليق بهم كبشر من مدراس و مستشفيات و غيرها بدلاً من إستمرار إقناعهم بالزحف جنوباً كل سنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل توسع عمليات هدم منازل الفلسطينيين غير المرخصة في الق


.. عقب انتحار طالبة في المغرب مخاوف من تحول الأمر إلى ظاهرة بين




.. #فائق_الشيخ_علي: #صدام_حسين مجرم وسفاح ولكنه أشرف منهم كلهم.


.. نتنياهو يتوعد بضرب -الأعداء- وتحقيق النصر الشامل.. ويحشد على




.. في ظل دعوات دولية لإصلاح السلطة الفلسطينية.. أوروبا تربط مسا