الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستبقى الماركسية هي الحل الأمثل ؟

احمد مصارع

2005 / 6 / 1
ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي


ليس صحيحا أن نعبد المجتمع , ومن القماءة أن نقدس الفرد ؟
أنني أشرب السم , لأصنع العسل ؟فأين الخلل؟
والكل شاهر سيفه , أو واضع على شفتيه بسمة دراكولا ..؟
الصامت الذي لا يتكلم أبدا , منظره مضحك للغاية , وهو عظيم , وقلما يخطئ , انه مثل طفل يصطنع الأدب تمثيليا , ولكن لعدة لحظات , وهو غير عاجز عن تمثيل حالة الوقار الكاذب , ولا يدوم ذلك غير برهة قليلة من الزمن , وفي هذا تكليف ساخر لا طائل منه , لأن هذا الفيلسوف الصغير مازال مشروعا , ولم ينضج بعد , ولذلك سيتغير ويتغير , حتى لا يصدق هو بنفسه , بما كان قد وقع عليه من تغيير .
يخطرني النظر للماركسية بوصفها شمعة تنوس بين قطبي الشمال والجنوب , فالأول يدعوها للبرهنة على قدرتها في تفسير العالم , والثاني يدعوها نحو ضبط منهاجية التغيير بما يوافق التفسير العلمي , وبحق ستبقى الماركسية , خالدة نتيجة إخلاصها , في محاولتها التطابق مع العلومية الدقيقة ,ولا تساميها عن المنطق الثنائي , وهو منطق العلم الدقيق ,وفي لحظة تاريخية معينة كانت على الجوار القريب , بل كادت أن تكون غلافا له ,
منطق البنية التحتية والفوقية , والبروليتاريا والبرجوازية , بل وقوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج .
ولكن ماركس المتقارب للغاية , والمقترح للعلومية الاجتماعية التاريخية المتجاورة مع العلم , لم يدر بخلده امكان التغيير الدائم , وتناقض التغيير الدائم , لأنه من الواجب ليس فقط الاعتراف بالتغيير الدائم , بل وضرورة تغيرنا نحن معه , كما برهن على صحة ذلك هيراقليدس , أي انه لن يكون بامكان المرء أن يشرب من ماء النهر مرتين , ومن يشرب في المرة الثانية لن يكون هو الأول مطلقا .
من يفسر الآخر ؟ الصياد الكسول , أم الطريدة اليقظة ؟ ومن حين لآخر نشعر جميعا بصعقة الانجماد العقائدي , بل وبتحجر الفكر , وفقدان المعان لغزارتها , كما أن العالم يتصحر في غموض وبلادة , وتتبخر المعاني كما تتبخر الأماني , ويسخر من عطشنا السراب , من قلة الأمطار والجفاف ,تتضاءل ثمار الأفكار , فتتحجر الثقافة والأفكار , وتغرق الآداب والفنون في مستنقع التفاهة ..,
متى يعمل الفكر على التوحيد , ومتى يقر الانفصال ؟
ينبغي أن نعين بدقة , الفضاء الذي نفكر من خلاله , ونحن نسترشد بالعلم , حيث لاعلم للاجتماع يمكن له أن يكون مستقلا عن العلم الكوني أو الطبيعي , وحتى بالتحديد الصارم القسمات , ما يسمى بالعلوم الدقيقة , وخاصة بعد أن تجلى واضحا للعيان أمراض البيئة , وآثارها على المجتمع , وتعدد الأجناس البشرية وفقا للقارات , من الألوان والقامات , وتدريجاتها عند التخوم الواصلة , فالتوحيد الممكن عند الحدود غير ممكن عند الأطراف البعيدة , بدون فكر وعمل يستمدان , من النظرية العلمية وحتى الدقيقة منها .
مشكلة العلم الدقيق , مرجعها للمنطق الثنائي , الذي يحكم بشكل مؤقت ,بل ويراكم نفسه على نفس المنوال , ويقفز بطفرات يمكن تسميتها باللامعقولة , من جيل لآخر , وهو المبدأ الذي يسقط علومية المجتمع , بفكره وحراكه البليدين , وهما من النوع الذي لا يفرق بين السرعة كمفهوم بسيط , وبين التسارع كمفهوم مركب , ومن الممكن أن تلتقطه الحكمة , أو الفلسفة الشعبية , في حين تعجز عن إدراكه الأبنية الهندسية الوثوقية , بينما سيتداعى البنيان الشاهق من أهون زلزال .
الفكر غير العلومي , مولع بعملية استكمال المشهدية على هواه , وقد وصف ذلك بدقة المذهب النفسي الجيشتالتي ,وهو في ذلك يصف ولا ينتج , بل ولا يشرع , لأنه يصف الأخطاء , بينما العلوم الدقيقة , تتصرف على نحو آخر , فقد أنفق نخبة من العلماء , وبالعشرات وفي معمل أديسون , ولعشرات السنين ومن أعمارهم , من أجل إضاءة ليل هذا العالم , وفي حين كان آينشتاين يتوقع إصابته بالجنون مالم يتلقى دروسا عن تقوس المكان , وهو علم لائذ , من العلوم الرياضية الكمالية في ذلك العصر , والتي تشبه الى حد بعيد , من يبحث عن جمهورية أفلاطون التي تصور البعض انقراضها بصورة فجة , بينما آباء ( الكومبيوتر ) انقضت أعمارهم في البحث عن منطقة الرمز والحرف والكلمة , بل وفي تحويلها نحو الدوائر الكهربية , والدارة المتكاملة , فكل ما يقال أو يفكر به , هو بمثابة آلات ممنطقة للغاية , ومن الممكن معرفة جوانب الخلل في داراتها , وتصويبها لوكان ينفع التصويب , لأن التقريب الاجتماعي بالنسبة للعلم , متباعد جدا , بل غير متقارب , بل ومتخالف في مستويات الواقع , فالفراغ الرياضي أو الفيزياوي لحظي , في حين الفراغ الاجتماعي من النوع القدري ( على الله , ولايهم كم انقضى من زماني ) .
في القطب الآخر , لكهرباء التفاعل ( الاجتماعي ) أو الاشتراكي ( العلمي ) , تبرز الثورة والدولة و والتغيير المصاحب لها , ومن أعراضها المرضية استبداد الدولة , وهمجية الجمهرة , أو طاووسية الحزب , وربما بكل تواضع انفصامية الطبقة , والتقديس المتتالي للدولة , والحزب والدولة , وحين يضاف عليها الفرد المارق , والخارج عن العدالة , تتفاقم الأزمة , وتزداد الأمور سوءا , بل يخرج كل واهم بمستقبل أفضل , عن كل لحظة توافق مع العلم .
الأسئلة أكثر من الأجوبة , وما بين السؤال والجواب , والمنطق الثنائي الكومبيوتري , والعولمة بلا حدود , وقع التناقض الفظيع , مابين الأحفاد والجدود , تراكمت الحدود والسدود , وأمام الإنسانية الواحدة , التي ينبغي أن تكون بلا حدود ...
احمد مصارع
الرقه -2005










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل


.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ




.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا


.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكم