الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن حق حرية التعبير

سامي الغامدي

2013 / 10 / 30
حقوق الانسان


كيف سنعرف ما يدور في عقول بعضنا البعض إن لم نتحدث به نكتبه  نصوره في عمل أو نلحنه في عمل موسيقي إن كل ماسبق هي بشكل أو اخر تعبير عن أفكار تدور في عقولنا نقوم بترجتمها وإخراجها من قمقمها إلى ساحة الوجود لنوصل بها مانريد .

حسنا من يمنعنا من هذا التعبير وتحت أي سبب  ؟

في أوطاننا العربية كثيرة هي الموانع والحدود التي تعوقنا من التعبير عن ارائنا عن أي موضوع ومنها أسباب موضوعية ومنها مما جرت العادة على المنع من الكلام بشأنه " ضغوط اجتماعية "

كالحديث عن أسرار الدولة أو التشهير أو الانتقاص من أحد فهذي بعض الأسباب الموضوعية المقبولة شيئا ما لكنها لاتمثل إلا نسبة ضئيلة جدا أمام الموانع المعتاد عليها والتي يرددها المجتمع لتكميم أفواه أفراده ، كالشيوخ أبخص أو العالم الفلاني قال رأيه في الموضوع وانتهى ، وغيرها من موانع لا تصمد كثيرا أمام التساؤلات عن أسبابها

 

لماذا حرية التعبير ضرورية

أكره ماتقول لكني سأدافع حتى الموت عن حقك في أن تقوله – هذه العبارة المنسوبة لفلوتير – توضح أن حرية التعبير جديرة بالإستماتة في الدفاع عنها فدفاعك عن الكلام الذي لاتود سماعه يجب أن يتساوى تماما مع دفاعك عن الكلام الذي تود سماعه

فالتعبير عن الآراء والحرية في هذا التعبير يجعل من الفضاء العام حيوي مليء بالأفكار الجديدة دوما متشابك في نقاشاته وحواراته وكل هذا يرفع ويزيد من وعي الأفراد ففي البيئات التي تحرم أو تجرم حرية التعبير في بعض المواضيع يكون المناخ السائد فيها منغلقا منكفئا على ذاته رأيا أحاديا سائدا مملا لا روح فيه ولا تجديد مما يولد بالتالي ثقافة الاستبداد حتى تكون هي الثقافة السائدة

ضرورة حرية التعبير غير أنها حق انساني يعبر عن جوهر الانسان وفردانيته في قول مايشاء باعتباره كائن عاقل وسماع وقراءة مايشاء سواء كان مايقوله صحيحا أم خاطئا مفيدا أم غير ذلك

أيضا فإن لها الكثير من الفوائد النفعية على مستوى ازدهار الأفراد والمجتمع فكريا واقتصاديا

ثم إن حرية التعبير تكفل للأفكار الأقوى بالصمود في سوق الأفكار وتتداول بشكل موسع أكثر من الأفكار الضعيفة وبالتالي تقود تلك الأفكار ازدهار المجتمع وتمنحه الفرصة لتطور والابداع

ولعلي استعرض بعض حجج ستيورات مل المنطقية هنا في الدفاع عن حرية التعبير

يركز مل على عدم الاستبداد على اراء الأقلية وإسكاتها ولو كان فردا واحدا لما قد يكون من هذه الأفكار المغيبة عن الساحة من حضور قوي في تغيير البشرية بأكملها

حجة العصمة من الخطأ حيث أن من يستبد على رأي الاخرين يفترض أن رأيه يحمل العصمة من الزلل والخطأ

حجة العقائد الميتة ويقول فيها أن الأفكار المعصومة من النقد وتفرض نفسها بالقوة تتحول لعقائد دوغمائية ميتة لاروح فيها

ماحدود حرية التعبير ؟

 لاحدود لحرية التعبير من حيث المبدأ في الأوضاع الطبيعية فلكل انسان الحق في التعبير عن مايدور برأسه دون أي تخوين أو اعتقال أو تجريم

يتم تحديد حرية التعبير في الظروف الخاصة كالحروب مثلا والنزاعات يكون حرية التعبير عن بعض الخطط العسكرية مثلا خيانة عظمى لما يترتب عليها من نتائج قد تؤدي لكوارث على المستوى القومي

أو أن يكون الكلام يؤول بشكل مباشر إلى ارتكاب جريمة  

 

ختاما فإن حرية التعبير يجب أن تكون مكفولة للجميع دون استثناء وفي جميع المواضيع بلا استثناء والأفكار المريضة والخاطئة ستموت في مهدها إن لم يتم قبولها ولن يبقى إلا الأفكار القوية في كل مولد جديد للأفكار

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون


.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر




.. كل يوم - خالد أبو بكر: الغذاء ينفد والوقود يتضاءل -المجاعة س