الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت الفكرة .. ضياع الوطن

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2013 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


موت الفكرة .. ضياع الوطن
" دعه يعمل دعه يمر" . فكرة آدم سميث ، التى تبنتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة حتى سيطرت على مقدرات العالم بلا رحمة وتصدرت واجهة الدنيا فى المال والأعمال
" الإنسان الأمثل " هى الفكرة التى طرحها نيتشه وإنطلق منها الألمان باعتبارهم الأماثل والأقوياء والمفترض أنهم خير شعوب الأرض .
" شعب الله المختار " فكرة اليهود عن جنسهم المباح له قتل واستعباد الغويم فى كل أرجاء المعمورة .
" شرع الله. المرشد . حسن البنا . العسكر . الخونة . العملاء . العبيد . الكفار . الكلاب " أفكار إنطلق منها المصريون عقب ثورة 25 يناير وحتى تارخه ، نحو مسارات الجهل والتخلف والدماء المتناثرة فى نواحي البلاد عرضا وطولا واستجداء الخليج طلبا للمعونة وقوت اليوم لشعب لم يطلب التوبة العقلية ولم يحاول الوقوف على حد فكرة ما ، كي يعبر بها ضائقته الحياتية . خرج علينا بعض الموتورين للمناداة بالمشروع الإسلامي . جملة الحق المراد بها باطلا ، وحينما تسأله عن ما هية هذا المشروع وحدوده فى السياسة والإجتماع والإقتصاد فلا تجد سوى زبد الكلام والحديث عن الربا وبيع العينة والمضاربات وعدة مفاهيم لا تتجاوز مفاهيم تجار الدواجن فى سوق قرية نائية . بعيدا عن شكل ومضامين العلاقات الإقتصادية الدولية . فإن لم تحصل على ربا من صندوق النقد الدولي على سبيل المثال ، فستضع كافة المستثمرين والتجار وإقتصاد دولتك المهترئ والضعيف ، فى مهب كارثة عدم منحك أي إئتمانات بنكية عالمية . فبعدما كنت تبيع وتشتري عن طريق الإعتمادات البنكية ، لابد وأن تشتري بالنقد الكامل . وبالطبع يعد هذا الفعل تعطيلا لحركة الإستثمار فى الوطن ، لا لشئ إلا لأنك تمطيت بعد صلاة الظهر ورحت تخطب فى الناس " شرع الله ودين الله " دون أن يكون لديك أي مفردات من علم بخارطة العالم وسياسته . فيسقط الناس جوعا أثناء الصلاة ، ويمتنعون عن الحج لعدم كفاية المال ، ويمارسون الإغارة على بعضهم البعض طلبا للرزق الحرام الكافي لبقائهم على قيد الحياة ، ولو أننا نملك مثقال ذرة من عقل ، لسرنا على طريق القوة الإقتصادية والعسكرية الحامية للسلام المجتمعي ، حتى تستطيع أن تفرض رؤاك التى تحلم بها . فما الأحلام تتحقق على منابر الخطباء ولا قنوات تفسير الأحلام وشرب بول البعير وما شابه من رسائل ساقطة عقليا . ولا هي تتحقق بمشاريع المتعلمنيين الوجهاء على المحطات الفضائية التى تخاطب الناس فى جمل من باب - السوريالية اللحظية فى آنية الفعل البؤري الإنحطاطي – وما شابه من أفكار تهويمية لإثبات فعل المثاقفة . فلا الوطن تقدم ولا الأفكار تطورت ، وما أدركنا المتقدمين أو المتأخرين . بل أصبحنا وأصبح الملك لله ، فى ذيل الأمم المتقدمة . نأتمر بأمرهم ونسير على خطاهم حذوا بحذو ، وصدق القائل : حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلتموه " صلى الله عليه وسلم . فلو أننا نملك جملة واحدة . منها نسعى نحو النهضة المنشودة ، لكان خيرا للمجتمع من تلك الترهات والعبث الفكري الخرائي الذي شمل الساحة الفكرية المصرية . فخلطنا بين العدالة والمساواة وبين النهضة والتنمية ، وما بين المفكرين ومجاذيب الفايسبوك . لدينا الآن 60 مليون مفكر على مواقع التواصل الإجتماعي . وإن استمرت الحكومات فى السير خلف هؤلاء "الفايسبوكيين" ، دون عمل لجان من خبراء تحليل المضمون لمعرفة مشاكل الوطن عبر هذه المواقع . لانجررنا خلف كل مطروح عبثي تافه تحت دعوى – الشعب يريد – انتبهوا أيها السادة . لا وطن بلا منظر ونظرية وشعب مؤمن بالفكرة لا وطن يبنى على الغثاء الفكري وارتعاش الأيدي والخوف من المستقبل . لا وطن يبنى على الفايسبوك وتويتر . فهل آن الأوان ، أن نضع جملة نعبر منها نحو آفاق المستقبل . أشعر بأن المرحلة الآنية ليست فى حاجة إلا إلى ...
" لو أن فاطمة بنت محمد سرقت . لقطع محمد يدها " العدالة . العدالة . أو فضائيات نكاح الموتي . وعلى السيسي وعدلي منصور أن يختارا بين المسارين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث