الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبيعة القانونية للمسألة السورية في وسائل الإعلام المختلفة

عبدالحق فيكري الكوش

2013 / 10 / 30
الصحافة والاعلام


أنشئت الأمم المتحدة يومه 24 أكتوبر من عامه 1945، كمنظمة دولية بديلة عن العصبة تلك التي فشلت في تحقيق رزنامة الأهداف التي لأجلها تم إحداثها، وقد أنشأ الأمم المتحدة 51 بلداً ملتزمين فيما بينهم بحفظ السلام عن طريق التعاون الدولي والأمن الجماعي. ويبلغ عدد أعضاء المنظمة الدولة 191 بلدا أي مجمل دول العالم، وهته العضوية تلزم هته الدول بمجموعات التزامات ضمن ميثاق يسمى "ميثاق الأمم المتحدة" و هو معاهدة دولية تحدد المبادئ الأساسية للعلاقات بين دول العالم -وفقاً لميثاق الأمم المتحدة - فهي تعمل أربعة مقاصد هي:
1 - صون السلم والأمن الدولي
2-تنمية العلاقات الودية بين الأمم
3- تحقيق التعاون على حل المشاكل الدولية وتعزيز احترام حقوق الإنسان
4 - جعل هذه الهيئة مركزاً لتنسيق أعمال الأمم.
والأمم المتحدة هي ليست حكومة عالمية ولا هي تضع قوانين، ولكنها توفر سبل المساعدة على حل النزاعات الدولية وصياغة السياسات المتعلقة بالمسائل التي تمس جميع سكان هذا الكوكب. وكل الدول الأعضاء كبيرها وصغيرها، غنيها وفقيرها، بما لها من آراء سياسية ونظم اجتماعية متباينة، لها في الأمم المتحدة أن تعرب عن آرائها وتدلي بأصواتها في هذه العملية. وضمن مسارها التاريخي هذا عالجت منظمة الأمم المتحدة مجموعة من الأزمات والحروب والنزاعات، لكن كان من أعقد ما واجهته الأمم المتحدة من ملفات كان "المسألة السورية" بحكم طبيعتها القانونية المعقدة وطبيعة الأطراف الدولية التي لها مصالح متشعبة في المنطقة.
وعودة الى الوراء وقراءة تاريخية لما قبل هذا الوضع الذي ستشهده سوريا اليوم، هو أن جذوره ليست طارئة ولا عارضة.. فقد عرفت سوريا ولادة نظام بملامح ديمقراطية بعد حكم كان الأجل بعد الانقلاب العسكري سنته 1963 واستلام حزب البعث مقاليد السلطة في هذا البلد ، ليتلوها انقلاب ق انقلاب عسكري آخر عُرف باسم الحركة التصحيحية عام 1970، أوصلت وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد إلى السلطة ليحكم سوريا قرابة أربعين عاما مؤسسا نظامًا معتمدًا على القبضة الأمنيّة، ومفهوم الحزب الوحيد « القائد للدولة والمجتمع» تم تصريف عقائده وأفكاره إلى جزء من مؤسسات الدولة والمناهج الدراسيّة واحتكار المناصب العليا وسلسلة من الامتيازات الأخرى؛ مع شبه غياب للحريات السياسيّة أو الاقتصاديّة أو حتى منظمات المجتمع المدني؛ وقطيعة مع دول الجوار مثل تركيا والعراق. وسنته 1979ستشهد سوريا «احتجاجات النقابات العمالية» التي تحولت لاحقًا لصدام عسكري امتدّ حتى 1982 ارتكبت في ختامه مجزرة حماه ضمن أحداث 1979 - 1982. وفي 10 يوليو 2000 استلم بشار الأسد السلطة بعد وفاة أبيه بعد تعديل دستوري ليتمكّن من الترشح، تساهل الحكم الجديد مع النشاطات السياسيّة الغير الجبهوية وعرفت تلك المرحلة باسم ربيع دمشق؛ كذلك اتجهت الدولة نحو تحرير الاقتصاد وتنمية المجتمع المدني؛ غير أن مرحلة الانفتاح السياسي سرعان ما انتهت باعتقال أغلب رموز ربيع دمشق أو هربهم خارج البلاد. ثم احتجاجات السويداء ضد النظام سنة 2001، وفي 2004 شهدت الحسكة والقامشلي ترحكات شعبية قوامها الرئيسي أكراد سوريا؛ وتولى الجيش قمع كلا التحركين، بالأسلحة الثقيلة. وخلال مؤتمر حزب البعث لعام 2005 تقرر رفع حالة الطوارئ وإقرار التعددية السياسية، غير أنّ أحدًا من هذه البنود لم يتحقق في العام نفسه، وبعد انسحاب الجيش السوري من لبنان، قام معارضون سوريون بإطلاق «إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي»؛ وبعد هبوب ما يعرف الربيع العربي على المنطقة العربية سيتسلل إلى سوريا سلميا لكن مع القمع الوحشي للنظام لهته الاحتجاجات ستحل محله بعدها لغة السلاح بمختلف أنواعه بما فيه الكيميائي..
وتتعدد التسميات التي تطلق على المسألة السورية في وسائل االإعلام الدولية لكنها تتفق في مجموعها على انه صراع داخلي صرف لكن حجم الخسائر واستعمال السلاح الكيميائي يستلزم تطبيق البنذ السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وتتعدد التسميات بهذا الشأن ك"الاحتجاجات السورية": وقد عمت هذه التسمية مع بداية المظاهرات العامة انطلاقًا من درعا وحمص احتجاجًا على ممارسات السلطة المتحكمة في سوريا. أو الانتفاضة السوريةو استخدم بعض الكتاب هذه التسمية ولازال بعضهم يستخدمها، كون المظاهرات أخذت شكل الانتفاضة الشعبية العامة وانتفلت بين المدن والأرياف. والثورة السورية و يستخدم هذه التسمية عموم المتظاهرين والناشطين المدنيين، والمعارضة السياسية الداخلية والخارجية، والمقاتلين المسلحين ضد السلطة المتحكمة في سوريا. والحرب الأهلية السورية: تستخدم هذه التسمية الكثير من الهيئات الدولية والدول الأوربية. والأزمة السورية: تستخدم هذه التسمية بعض الدول والتنظيمات الصديقة للسلطة المتحكمة في سوريا. والمؤامرة على سوريا: تستخدم هذه التسمية السلطة المتحكمة في سوريا. وسائل الإعلام فالأمر مختلف وتبق وسائل الاعلام هته تتماهى وسياسة بلدانها الرسمية فيما يخص الملف السوري. فكيف كانت إذن الطبيعة القانونية للمسألة السورية في وسائل الإعلام هته؟


المطلب الأول: الطبيعة القانونية للمسألة السورية اعلام النظام السوري وحليفه الأهم روسيا على سبيل المثال

الإعلام الرسمي سواءً أكان ممثلاً بوكالة سانا أم التلفزيون السوري الحكومي أم مختلف الصحف والمواقع الممولة من قبل الحكومة، فهي تتفق كلها حول وجود عصابات إرهابية مسلحة داخل سوريا يحركها الخارج لضرب استقرار سوريا؛ ويورد ما يثبت وجهة نظره.. ويسمي ما يجري بالمؤامرة الخارجية والعدوان الخارجي على سوريا وتدخلا أجنبيا في شؤون هذا البلد، أي أن هذا الاعلام يروج وجهة نظر بلاده الرسمية أي الحق في الدفاع عن النفس التي تنص عليها قرارات الامم المتحدة كنص القرار 2131 كانون الأول 1965 على “إعلان عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وحماية استقلالها وسيادتها". ويقول إعلان مبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول، الصادر بمقتضى التوصية 2625 بتاريخ 24 أكتوبر 1970 الصادر عن الجمعية العامة على أنه “ليس لدولة أو مجموعة من الدول الحق في التدخل المباشر أو غير المباشر ولأي سبب كان في الشؤون الداخلية أو الخارجية لدولة أخرى. ونتيجة لذلك اعتبر، ليس فقط التدخل العسكري، بل أيضاً كل أنواع التدخل أو التهديد الموجه ضد مكوناتها السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية مخالفاً للقانون الدولي”. وهناك أيضاً القرار 2734 ـ 16 كانون الأول 1970 (الإعلان الخاص بتعزيز الأمن الدولي)، والقرار (155/32/(A/RES 19 كانون الأول 1977،(إعلان تعميم، وتدعيم الانفراج الدولي). والقرار (103/39//RES (A 9 كانون الأول 1981، (إعلان بشأن عدم جواز التدخل بجميع أنواعه في الشؤون الداخلية للدول). وأكدت اتفاقية مونتيفيديو عام 1933 في مادتها الثامنة على مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول حيث نصت على أنه “ليس لأي دولة الحق في التدخل في الشؤون الداخلية والخارجية لأي دولة أخرى”. و القرار 1373) الذى اتخذه مجلس الأمن فى جلسته 4385، المعقودة فى 28 سبتمبر 2001، والذي يقول: "إن مجلس الأمن، إذ يعيد تأكيد قراريه 1269 (1999) المؤرخ 19 أكتوبر 1999 و1368 (2001) المؤرخ 12 سبتمبر 2001. وإذ يعيد أيضًا تأكيد إدانته الكاملة للهجمات الإرهابية التى وقعت فى نيويورك وواشنطن العاصمة وبنسلفانيا فى 11 سبتمبر 2001، وإذ يعرب عن تصميمه على منع جميع هذه الأعمال.. الخ"
أما من جانب الإعلام الروسي ومن خلال قناة روسيا اليوم الموجهة للجمهور العربي من خلال موقعها على الأنترنت التي نشرت أزيد من 21000 مقال عن الشأن السوري او الأزمة السورية وكلها تتحدث عن القانون الدولي وانتهاكه في المسألة السورية واحترام روسيا القانون الدولي في مسألة توريدها السلاح، و أن كافة العقود الموقعة مع دمشق تتماشى مع القانون الدولي..وهو يتفق مع نظيره السوري على تسميته بالعدوان وينقل تصريحات كبار المسؤولين الروسيين، ومنهم الرئيس بوتين نفسه الذي قال خلال اجتماع مجلس منظمة معاهدة الأمن الجماعي المنعقد الاثنين 23 سبتمبر في سوتشي،" بعدم جواز شن عدوان خارجي على دمشق". أي الإحالة على قرار قرار الجمعية العامة رقم 3314 / A/RES (الدورة /29/ 1974) والذي عرف العدوان في المادة الأولى على أنه " استعمال القوة المسلحة من قبل دولة ما ضد سيادة دولة أخرى أو سلامتها الإقليمية أو استقلالها السياسي، أو بأية صورة أخرى تتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة، وفقا لنص هذا التعريف.
ان وسائل الإعلام السورية وإعلام حلفاءها تنفي عنه صفة النزاع او الصراع الداخلي وتحشره في زاوية النزاع مع مجموعات مسلحة مؤيدة من الخارج.

المطلب الثاني: في باقي وسائل الاعلام الاجنبية والعربية والانترنت

في الصفحة العالمية ويكيبيديا الشهيرة ت اختلفلت المصطلحات بين اللغة العربية والفرنسية والأنجليزية، ففي اللغة العربية استعملت ثلاث مفاهيم الأزمة السورية أو الثورة السورية أو الحرب الأهلية السورية بينما في اللغة الفرنسية فتم الاقتصار على مصطلح الحرب الأهلية السورية "La guerre civile syrienne" وتطابقت مع نظيرتيها الأنجليزية في ترجمة حرفية للمصطلح الفرنسي "Syrian civil war" وكذلك الألمانية "Bürgerkrieg in Syrien" أي أنه صراع داخلي يستلزم تطبيق البند السابع من ميثاق اأامم المتحدة.
وأما الصحافة الاسرائيلية فقارنت "الجيش الحر بالكتائب الدولية وهم بمعظمهم من السلفيين والأجانب الذين جنّدتهم القوات البريطانية والقطرية وتستعمل أغلب الجرائد مصطلح الأزمة السورية وعلى سبيل المثال هذا ما نقرأه على موقع ” ديبكا ” الإستخباراتي الإسرائيلي يومه 27 غشت وأما الجرائد الفرنسية فتماهت مع موقف بلادها الرسمي فجريدة لوموند وحتى تاريخه 16 أكتوبر بقيت تصفه بالنزاع conflit وقد تردد مصطلح نزاع في مقالاتها منذ ولادة الأزمة حتى أنه تكرر 3 773 وكذلك جريدة ليبراسيون 255 مرة وأما جريدة نيويورك تايمز الجريدة الأمريكية فبلغ الرقم 17,700 في توظيفها لكلمة نزاع " Syria Conflict" و قليلا الحرب الأهلية السورية Uprising and Civil War أي توجيه جمهورها نحو البند السابع من ميثاق اأىمم المتحدة مركزة على الخسائر المادية والبشرية الكبيرة وعلى نسب استعمال السلاح الكيميائي للنظام الذي تسبب في مقتل ازيد من 1300 شخص...
الصحافة العربية ومن خلال الصحافة الخليجية وباعتبار بلدانها كانت داعمة للمعارضة السورية بالسلاح فقنوات كالعربية والجزيرة وغيرها كانت كلها تصفها بالثورة السورية وروجت لأطروحة تطبيق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة واستعجاليته في هته القضية، وشكلت أحد أهم وسائل الإعلام التي أثرت بشكل قوي في مسار الأحداث وصناعتها وتغذية الإعلام العالمي بالصورة ومقاطع الفيديو للترويج للأطروحة المضادة للإعلام السوري الرسمي وبقوة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه