الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هندسة الحجاج كمجال للحركة حاضر بقوة في يوميات الإنسان

ياسين كريكر

2013 / 10 / 31
كتابات ساخرة


في هذا الصدد يناقش كل من جورج لاكوف ومارك جونسون في كتابهما المؤتر "الاستعارات التي نحيا بها" الدور الذي تلعبه الاستعارات في فهمنا للعالم وبشكل عام، يؤكد الكاتبان أن البشر يتوصلون إلى فهم العالم من حولهم عن طريق تبادل المعلومات في شكل الاستعارات التي توفر سياقاً مألوفاً لفهم المعلومات الجديدة. ولأن هذه الاستعارات تعبر بصورة متأصلة عن نظرتنا للواقع، يعتقد كل من لاكوف وجونسون أن دراسة هذه الاستعارات يمكن أن توضح فهمنا للعالم. وأعتقد أنه من الممكن تحقيق نفس هذا القدر من التوضيح من خلال دراسة الاستعارات السائدة في مناقشاتنا أثناء المحاججة.
إن من أكثر الاستعارات استخدام خلال المحاججة تلك التي تتعلق بالأفعال التي تدل على الحركة. ولنا أن تتأمل وصف ما يفعله الناس عندما يحاججون. فهم يقومون بما يلي:

تحريك الجمهور، ترقية المواقف، التأثير على المعارضين، إعادة توجيه الأسئلة، تتبع خطوط المحاججة، اتخاذ مواقف منطقية، التراجع عن الادّعاءات، طرح القضايا، توجيه النقاط إلى أهدافها، التوصل إلى استنتاجات، وما إلى ذلك توضح هذه الاستعارة المتعلقة بالحركة وجهة نظرنا حول المحاججة.
أعزاء القراء فنحن عندما نتحدث عن فن المحاججة باستخدام لغة الحركة، فإننا نشير إلى أمرين مهمين على الأقل: أولاً، نَعتبر المحاججة عملية مفعمة بالحيوية وانسيابية وعابرة؛ ثانياً، نتخيل أن هناك بعد مكاني للمحاججة.

يوفر فَهْم هذه الاستعارة بصورة أكثر دقة الفرصةَ للتَغَلُّب على التحدي الذي يرافق المحاججة كوسيلة مفعمة بالحركية عن طريق إيجاد الطرق المناسبة لجعلها وسيلة أكثر استقرار اً.

إن القول أن المحاججة عملية مفعمة بالحيوية وعابرة وانسيابية يستند إلى نموذج المحاججة، وبدراسة هذه البنية الأساسية للحجج، حددنا معنى النموذج الأساسي كنماذج يمثل نقل الجمهور من ذلك الذي يعتقدونه مسبقا (الدعم) إلى ذلك الذي لا يعتقدونه بعد (الادعاء).

تتكرر وتتوسع عملية النقل المميزة المعبر عنها في هذا النموذج الأساسي للحجة خلال عملية المحاججة. إذا ما افترضنا أن أي موقف معين اتخذه أحد المؤيدين هو عبارة عن مجموعة من الحجج البسيطة التي تعمل مع بعضها البعض في تناغم لإثبات فكرة معينة، وإذا ما افترضنا أن هذا المؤيد قد وضع حججه في سياق يجعل أحد المعارضين يسعى إلى مواجهة حججه في نفس السياق، وإذا ما افترضنا أن هؤلاء المؤيدين للرأي المخالف يعملون مع بعض زملائهم في الفريق للنهوض بموقفهم، وإذا ما افترضنا أنه في الأساليب العالمية للمناظرة يوجد أربعة فرق في كل جولة، يؤدي ذلك كله إلى جعل تركيبة الحركة المحتملة في جولة المناظرة تأخذ منحى تصاعد. وبوجود هذا القدر الكبير من الجهود المتزامنة والمتنافسة لتحريك الجمهور، يصبح وقوع الالتباس أكثر احتمالا .

ولكن الاستعارة المتعلقة بالحركة تتيح الفرصة للتغلب على هذا الالتباس. تشير هذه الاستعارة ضمنياً إلى أننا نتصور المحاججة كأنها توجد في سياق مكاني، وهي شئ يجب أن يشغل حيزاً من الفراغ )أو على الأقل يمكن التفكير فيها كأنها مماثل لشيء ما يشغل حيزاً من الفراغ). فعلى الرغم من أن الحجج التي يتبادلها المناظرون في جولات المناظرات ليس لها شكل مادي، إلا أنه عند التعامل معها، بمعنى أنه عندما نقيم الحجج الخاصة بنا، أو نفند حجج خصومنا، أو نحاول المقارنة بين موقفي الجانبين، فإننا نفعل ذلك أولاً من خلال إلحاق تلك الحجج بنقطة مرجعية.

خلاصة القول تتيح لنا هذه النقطة، هذا المكان الوهمي الواقع في الحيز الخيالي الذي تتحرك فيه الحجج، التعرف على الحجج المتنافسة وفهمها وتقييمها على نحو أكثر فعالية مما كنا سنستطيع فعله إذا ما ظلت في إطارها الحركي.

إعتمدنا في هذا المقال على كتاب ليونيل بلينجر، ترجمة : عبد الرفيق البوركي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي