الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انطنوينوا غرامشي اشكالية الثقافة

خضير عباس محسن

2013 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


- في الثقافة يؤمن غرامشي بالتعددية الثقافية التي تكون دعامة للكتلة التاريخية حيث تعتمد الثقافة على محورين هما الفهم والاحساس واذا كان الفهم يقتصر على المثقف النخبوي او العضوي فأن الاحساس يتلازم مع الانسان الشعبي وبالتالي تكون الثقافة ممارسة يكون فيها كل الناس مثقفون .
- والالتقاء الثقافات هو ليس للحوار وتبادل الافكار فحسب بل هو تكوين كتلة ثقافية تعددية مهمتها التصدي للتسلط الثقافي المحافظ والذي يصنع النظام التسلطي .
- في المجتعات المعاصره تكون الثقافة على محورين :
1. ثقافة الفهم وهي الثقافة النخبوية ومصدرها المرتكز على الفلسفة والعلم .
2. ثقافة الحس وهي الثقافة الشعبية ومصدرها على الاغلب الحس الديني والحس الاجتماعي اذن هي ثقافة الانسان الشعبي ومارساته اليومية .
- وهنا الجدلية الثقافية عند غرامشي هي ضرورة تداخل ثقافة الفهم مع ثقافة الحس أي انصهار الانسان النخبوية في الانسان الشعبي واتحادهما ضد ثقافة التسلط . ويرى غرامشي ان هذا الالتقاء لا يتم الأ على اساس النضال من اجل صياغة ايجاد الدولة المدنيه والمجتمع المدني وبالتالي انبثاق الكتلة التاريخية الثقافية من مؤسسات المجتمع المدني والدولة المدنية والكتلة التاريخية هنا ليس تحالفات تكتيكيه من اطراف اجتماعية او سياسية او صياغات وقتية . فالكتلة التاريخية الثقافية هي التي تستطيع ان تسلهم الثقافة الشعبية الدينية والاجتماعية وتحويلها الى خدمة الصالح الشعبي العام الذي تنبثق منه الدولة المدنية ومن ثم المؤسسات المدنية والتي تصب في النهاية في خدمة بناء المجتمع الانساني والاشتراكي .
- أذن هنا يرى غرامشي أن ثقافة النخبة (الفهم) لا تعمل على صياغة ثقافة متخصصة موجهة الى فئة ضيقة بل يجب ان تكون ثقافة تعطي مسافة مابينها وبين النظرية أي تتوجه الى ثقافة الحس المشترك أي الثقافة الشعبية السائده وتحويلها الى خدمة الكتلة التاريخية الثقافية التي تصب في بناء الدولة المدنيه , وعليه يرى غرامشي ان الثقافة هي الممارسة هذه تتحرك في فضاء واسع وهو ألاطار الشعبي وهو اوسع من الفضاء النظري حيث تنزل الممارسة الى الطقوس والفلكلور الشعبي والديانه الشعبية وتتبلور في ممارسة شعبية يرجى تحويلها من قبل النخب او الثقافة العضوية الى ثقافة تخدم الكتلة التاريخية المعول عليها في صياغة الدولة المدنية , ويرى غرامشي هنا مثلما يحاول المثقف الجمعي الامير (الحزب الطليعي) بالتعاون مع باقي الثقافات في تحويل نشاطات واسهامات المجتمع المدني صوب الكتلة التاريخية في صياغة الدولة المدنية باتجاه الاشتراكية كذلك يحاول المثقف الجمعي (الحزب الطليعي) الانصهار في الثقافة الشعبية وتحويلها من سلطة ضيقة الى سلطة شعبية باتجاه المؤسسات المدنية واعطاء الفضاء الواسع من الكتلة التاريخية اي كتلة تكون ذات اوجه تقافية واجتماعيه وسياسية تسلهم الممارسة الشعبية المسخره الى بناء الدولة المدنية والمجتمع المدني باتجاه الاشتراكية وبالتالي تكون الاشتراكية على المدى التاريخي هذف اجتماعي شعبي شامل يتجسد فيه مقولة كارل ماركس (الانسان اثمن رأس مال ) ويكون الانسان هدف الاشتراكية وغايتها لا وسيلتها .
- المثقف النخبوي العضوي عند غرامشي لا يزعم ولايدعي انه يمتلك الحقيقة بل هو المثقف الذي ينطلق من الفلسفة العفوية التي تتكون من الفطرة السليمة والممارسة الشعبية لأجل ان يؤسس فلسفة نقدية تؤسس الذات وممارستها النظرية في الوجود التاريخي .
- اذن المثقف الحقيقي عند غرامشي هو المثقف الذي بيدأ وينطلق من ثقافة الحس المشترك وهي الثقافة الشعبية السائده ومحاولة استيعابها وتوجه بها صوب الثقافة التي تخدم الكتلة التاريخية وبالتالي صوب الدولة المدنية والمؤسسات المدنية وهنا غرامشي يحاول تلافي وتجاوز اتجاهيين سادا في الماركسية التقليدية وهما :
1. تجاوز وتلافي نقد الثقافة الدينية لانها مصدر أساسي للثقافة الشعبية ثقافة الحس المشترك وهنا يحاول غرامشي الأخذ بهذه الثقافة من الحس (ألاطار الشعبي) الى الفهم (أطار النخبوي) ومحاولة تطويعها من سلطة ثقافية تخدم اتجاهات محافظة الى خدمة الاتجاه الذي يخدم الدولة المدنية والاشتراكية .
2. تجاوز مسألة التلاحم المطلق للنظرية والتطبيق وذلك من خلال ايجاد فضاء واسع للممارسة الشعبية ولأجل التهام الممارسات الشعبية والدينية والسير بها نحو الفهم (ألاطار النظري الذي يؤسس للدولة المدنية والمؤسسات المدنية والاشتراكية كهدف تاريخي تكون به بداية التاريخ الانساني كما يراى ماركس ان الاشتراكية هي بداية التاريخ الانساني وهذا ينشأ من الدولة المدنية ) .
- وأخيراً نقول مع اومببرتوا سابا (أذا توفرت لديك ألارداة تستطيع ان تنظم اكثر الاناشيد صرحاً وفي أشد السجون قسوه ) هذا هو غرامشي . فاغرامشي من اشد السجون الفاشية وعبر اكثر من احدى عشر عاماً في سجون موسيلني الفاشية صاغ غرامشي افكاراً عظميه ساهمت في تطوير وأغناء الماركسية حيث صنفت في الماضي تلك الافكار من قبل الماركسية السوفيتيه المنهاره بالتحريفية ولكنها اي افكار غرامشي تظهر الان في فضاء ماركس لتجعل من فكر ماركس معاصراً وافكار غرامشي هي وريت فكر ماركس بحق طاردت التحريفية التي لحقت بماركس زمناً طويلاً وتحت مسميات شتا .




المصادر
• تشريح الفكر الغربي / زهير الخويلدي
• سيوسيلوجيا التقافة والمثقفيين / د. عبدالسلام حمير
• فصل عن غرامشي في كتاب (الفلسفة الغربية المعاصره ) / د. احمد عطار والكتاب من أعداد الدكتور علي عبود المحمدواي
• حداثة غرامشي / ميشيل بروند مينو (فصل من كتاب غرامشي في العالم العربي )
• غرامشي دراسة ومختارات / جاك تكسية



31/10/2013 بغداد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان