الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب الصبر المعاصر أصل الأزمة .

رامي معين محسن

2013 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


ما من شك أن المجتمع الفلسطيني بكل أطيافه وأشكاله مأزوم ويعاني سياسياً، اجتماعياً، ثقافياً، واقتصادياً، فلا أعتقتنا قيادتنا "التاريخية" من الاحتلال ولا أنهت الحصار ولا وضعت حداً لتغول الفقر وتنامي البطالة بداخل الأسر حتى طالت تداعياتها الحدود الدنيا اللازمة لبقاء الإنسان الفلسطيني بكرامة، فأمست الحالة العامة لا كهرباء متوفرة، ولا غاز الطهي موجود، والمحروقات " في علب العرايس " كما يقول المثل الشعبي، ناهيكم عن ارتفاع الأسعار .
هذا كله ليس بمشكلة وربما يتلمس المواطن السبب لمسبباتها أو يتكيف مرغماً مع ذاك السواد الذي يكتنفه أولاً عن آخر، انطلاقاً من إيمانه بأن أغلب المجتمعات تتعرض لكبوات تمنع أو تعيق إشباع حاجيات ورغبات مواطنيها في ظروف محددة، وإنماً الفارق الجوهري هنا يكمن في شكل وخطاب وأساليب التدخل الرسمي من الإدارة التنفيذية " الحكومة " إذ في تلك المجتمعات التي تحترم نفسها ومواطنيها عادةً ما تُسخر كل الموارد والإمكانات لتذليل الصعاب وتعزيز صمود المواطنين والخروج من المأزق أي كان نوعه وشكله، إلا أن ما يحدث في بلادنا على النقيض من ذلك تماماً، بمعنى أن النظام والإدارة التنفيذية "الحكومتين" تتجه لخلاف الأصل فهي تدرك جيداً حجم التحديات العاصفة بالمواطن، وتعلم أيضاً أنه مقهور من ممارساتها التي أوصلته لحد لا يفكر فيها إلا بتوفير رغيف الخبز .

بالتأكيد هذا واقع مؤسف للغاية ويجب التوقف عنده فوراً انطلاقاً من مخاطر تلك الحالة وعلى كافة الأصعدة، فالجائعين، المضللين، سائر المحرومين، المهمشين، والطبالين لا تقوى سواعدهم على تحرير الوطن ولا صناعة الحرية وصياغة المشروع الوطني .
سيدتي الحكومة: لقد مل شعبنا بمكوناته من الكلام الفارط والوعود الغيبية والشعارات العبثية والسياسات العدمية التي لا تطعم ولا تسمن من جوع، واعلمي إن الدعوة للصبر ورد الأمور إلى القدر والمؤامرة باتت مرفوضة بالمجمل، لأن ما نحن فيه إنما هو راجع إلى تخلف الإدارة وعجز القائمين على رسمها وتنفيذها، وليس كما يصور البعض مستغلين التوظيف الخاطئ للدين على ما نحن فيه إنما هو امتحان، وهنا يتساءل المواطن ببراءة لما يمتحنني الله ولا يمتحن القيادة "بشقيها" ويدعوني للصبر ولا يدعو سواي؟! ، إننا بحاجة إلى جواب عقلاني منطقي، وهنا اعتقد أن كل الأديان أساساً دعت في جوهرها لتكريم الإنسان وصون كرامته لا لتجويعه وامتهانه وهو ما يستشف من أكثر من موضع وأثر، ففي عام الرمادة مثلاً عطلت الأحكام الشرعية على الجميع لا فرضت الضرائب ولا حرفت النصوص والوقائع، والرمادة حدث عام طال كل البشر في تلك الحقبة، فلا تكرش فيه الوالي ولا ماتت عجوز أو طفل صغير جوعاً، والأهم لم يخرج عليهم أحد بأقوال الحق الذي يراد به تخدير العقول ، مع ممارسة النقيض ، متناسين أن الكل كان يربط حينها على بطنه حجراً والراعي حجرين .. مفارقات .. .

وعليه فإن المطلوب فوراً إنهاء الانقسام الفلسطيني الحاد وإعادة اللحمة لشطري الوطن مع معالجة آثاره الكارثية والمدمرة على كافة الأصعدة، دون البحث عن مكسب لفصيل أو "شرعية لحكومة" هنا وآخر هناك، وتبني إستراتيجية وطنية تنموية موحدة وشاملة هدفها تعزيز صمود المواطن الفلسطيني بكل مكوناته، والتفرغ لمجابهة الاحتلال الإسرائيلي الآثم ومخططاته التوسعية والاستيطانية الهادفة لاقتلاع شعبنا ومقدساته، دون ذلك في اعتقادي أننا سنبقى نحوم في المجهول والمجهول فقط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم