الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلوجيون ... وديماغوجية الفرصة

ياسين الياسين

2013 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


في العراق .. القديم الجديد صار كل شيء فيه اليوم ممكناً ، وقد آل الأمر فيه إلى مراقي جديدة في البحوث النفسية لدرجة أن أحداً من كبار الأختصاصيين عجز حين سألته في أن يجيبني بدقائق عمّا يجري داخل النفس البشرية للعراقي من السياسيين على الأقل في هذا الوقت داخل المشهد السياسي ، وبدا عليه وكأنّه يريد لنفسه أن يلملم كلمات أوبالأحرى مصطلحات تتناسب والمرحلة التي نعيشها ليعبّر عنها بدقة ، وقد قدّرت له ذلك ولكني قطعت الطريق على بداية تسلسل أفكاره لأنه بدا لي سيكون سيلاً جارفاً ربما لاقبلَ لي به .
من المؤكد أن الأميركيين خططوا لكل شيء بأستثناء خروجهم المبكر الذي لم يكن لهم بالحسبان ، وأنّهم ولاشك لم يأتوا إلينا لأنّهم أبناء عمومتنا ، أولأن حدقات عيون أمّهاتهم إكتحلن بدموع ساكبات ليل نهار حزناً ومأساتاً على المجازر الجماعية لنظام الطاغية ، والشيء الوحيد المتيقن في صميم المثقفين والواعين من المتعلّمين أنّهم جاؤوا لتنفيذ أجندة أعدّت بدقة وخطط لها ، ورسمت سيناريوهاتها منذ زمن ليس بالقصير ، وأميركا وكما عهدناها بلد العم سام لم تخطو بغير حسبان ، ولم تضع لها موطيء قدم في غير محلّه أو على أرض رخوة .
إذا والحال هذا فكل شيء يجري عندهم بحسبان وإلى أمر هو عندهم في نهاية كل مطاف قراراً مكين ، فكما يزرعون الأمل في كل بقعة يطأونها بأقدامهم بحجة التحرير موهمين أهل تلك البقعة بالأنتقال بهم إلى رحاب الديمقراطية وعالم الحريات الجديد ، فأنّهم ولابد يزرعون بذرة نفاق وشقاق ، ويضعون حجر الأساس لها بين فئاته وأطيافه ساعة يريدون وساعة يشتهون ، فأن أرادوا لتينك أن تينع وَتَخْصَبّ وتنبت كما شاؤوا حرّكوا لهم أصابعاً قذرة وَسّمُوها بحنّاء الذل والمهانة والتسليم والخنوع بمختلف الأساليب ، ويكونون عندها قد دقّوا أسفيناً كبيراً في جدار وحدة الأمة الصلد لتبدأ بعد ذلك عمليات التكسير والتفتيت على أمل دق المسمار النهائي في نعش تينك الأمة .
وهنا وفي خضمّ كهذا من ضبابية في المشهد ومن خلط للأوراق ، وتداخل البعض من الفئات في تصفية الحساب مع البعض يستتب أمر لذوي النفوس الضعاف من أصحاب الأجندات الداخلية فتلعب لعبتها على دماء الشهداء وتدق على وتر الضعفاء والمستضعفين في عمليات كذب كبيرة ومراوغة ، وذر الرماد في العيون ، ومن خلال بث الأكاذيب تلو الأكاذيب عن طريق سرد سير جهادية ونضالية لاوجود لها في واقع الأمر ، وهم عارفين مسبقاً أن الدق والضرب على هذا الوتر الحساس والمهم جداً للناس ، وهو وتر الجهادية والصدام مع نظام الطاغية المقبور ، وهو الأمر الذي يدغدغ مشاعر البسطاء من الناس ويبهرهم هذا السفر الجهادي الديماغوجي المختلق والمبني أصلاً على الكذب والمراوغة والخداع لتضليل أكبر عدد ممكن من الجمهور ، والحصول على تأييده ونصره لغرض كسب الأصوات في معركته الوصولية والأنتهازية والتي أجاد لعبتها بشكل كبير .
وبعض من أولائك الوصوليين والمخادعين ممّن لم يكن له أي فعل سياسي على الأرض ولاجهادي يذكر بل أن من هوان أمره على العراقيين في أن يكون بوقاً من أبواق الطاغية المقبور وواحداً من جواسيسه ، وحصل ذات مرة أن كلّفه الطاغية المقبور بأمر تجسسي من خلال تعيينه سفيراً للعراق في واحدة من الدول التي فيها مصالح للطاغية ، ومكث هذا العلوجي في هذا البلد ستة شهور فقط ولاغير سفيراً للعراق هناك ، ومن ثم تم إعفاؤه من منصبه أي طرده من منصبه وبقي مستقراً خارج العراق حتى سنة سقوط النظام على أيدي قوات الأحتلال الأميركي ، فعاد مع من عاد وليته لم يعد فقد تنجّست والله أرض العراق بدخول أولائك من تينك الأصناف التي تعافها نفوس الشرفاء من أبناء الوطن ، وبدأ هذا الكذّاب ومن لحظة دخوله العراق يستعرض على الفضائيات المأجورة من تلك التي تخدم أزلام الطاغية وأيتامه شريطاً طويلاً من ذكريات وسيرة من صنع ذاكرته المريضة مختلقاً قصصاً وروايات مضمّخة بالكذب الفاحش حتى بدت ولاحتى حكايات ألف ليلة وليلة ، فلم يبقى هناك رئيس في المعمورة لم يسلم من نصح وإرشادات هذا المخادع الكبير ، وبدا كأنّه المصلح الأممي والمرشد لزعامات العالم ورؤسائه لكثرة مايستعرض كاذباً في أنه نصح الرئيس الفلاني أن لاتفعل كذا وكذا ، وبأنه لم يلتزم بنصيحته العلوجية تلك فحصل له الذي حصل ، وهكذا إستخدم طريقة أكذب .. أكذب .. أكذب حتى يصدقك الآخرون ، ولكن الرجل العلوجي هذا وقع في مطب آخر وهو الأشد عليه في قابل الأيام ، فبدا عليه ولسوء طالعه هو ولحسن حظ البسطاء من أبناء الأمة أن يصدّق كل مايقوله من كذب فتراءى له أنّه من صنع حقيقة ولاغير .
وأخيراً بدأت عليه ملامح التعب والأنهيار بعد أن حصل على كل المكاسب التي يريد لنفسه وأراد وتحقق له منها الشيء الكثير ، ودخل بفعل سحري قبة البرلمان وتجلبب عباءة المنافقين من البرلمانيين ولكنه برع بينهم لأنه أستاذهم في الكذب والمراوغة ، وحصل الذي حصل حين حاصرته صيحات الأمة الجائعة التي طالبت بألغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانيين ، فلم يستطع الصمت فكسر الطوق وإخترق جدار الكياسة الذي يتخفى خلفه وصرخ بأنّه لم ولن يسمح لأحد بالمرة بقطع راتبه التقاعدي ، ولكنّه وبعد أن رأى إصرار الشعب وإرادة الجماهير الممتدة على طول مساحة الوطن ، والتي أفزعته بألغاء الرواتب بقرار قضائي صار الأمر به إلى إنتكاسة نفسية وردات فعل عكسية ، وإحتار بأمره وفي كيفية أن يحارب الشعب وأن يحارب أمة إثباتاً لوجوده هو وأنه هو الأقوى ، فراح يجمع وبخفّي حنين تواقيع لمضلّلين ومغفّلين ولفسقة ومنافقين من صنفه ونوعه ومن ثم الضغط على الحكومة من خلال هذه الحملة عالمياً وعن طريق الهيئات الدولية للأفراج عن مجرمي النظام السابق من أولائك الذين يرزحون تحت السجون ومن الذين أذاقوا الشعب والأمة الأمرّين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف