الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من رؤية واضحة في عراق اليوم؟ القسم الثالث:إستراتيجية الأمن القومي الوطني العراقي

خالد يونس خالد

2005 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


هل من رؤية واضحة في عراق اليوم؟ 3
القسم الثالث: إستراتيجية الأمن القومي الوطني العراقي
-دراسة تحليلية في حلقات لواقع العراق-

الأمن الوطني العراقي
أود هنا أن أستعمل مصطلح الأمن القومي الوطني وليس مصطلح الأمن القومي باعتبار أن العراق يمثل مجموعة من القوميات التي تكَون وحدة العراق الديمقراطي الفدرالي، وجَعْلِ هذه القوميات في ميزان التوازن الوطني. فالمعروف عليه في السياسة الدولية أن مصطلح "الأمن القومي" هو المتبع في التعامل في إطار النظام الدولي المعاصر وهذا المصطلح أوجدَتْه الأمريكيون بداية، وطبقوه عمليا في الولايات المتحدة الأمريكية.
يعني الأمن القومي بصورة عامة: "مجموعة من القواعد الدينامية يجب على الدولة المحافظة على احترامها، وأن تفرض على الدول المتعاملة معها مراعاتها لتستطيع أن تضمن لتفسها نوعا من الحماية الذاتية والوقاية بحيث لا تعرض كيانها القومي للمخاطر. والأمن القومي حالة من الشعور بالثقة ناتجة عن عدم وجود خطر حقيقي بفضل تدابير وقائية كفيلة بتحقيق الهدف. والأمن يرتبط بنوع من الادراك العالي المتولد عن الشعور بحالة التحرر من الخوف". (عامر رشيد: موسوعة الثقافة السياسية الاجتماعية الاقتصادية العسكرية، دار القلم العربي، حلب، ص162).

التفاعل بين العوامل العراقية والأقليمية الدولية
يجب ملاحظة الحقيقة القائلة أنه ليس هناك هدف مصيري ثابت في السياسة الدولية. ولايمكن ضمان تفاعل الهدف الثابت في المعادلة الداخلية العراقية فيما إذا سيطرت قوة استبدادية أو مذهبية أو طائفية على دفة الحكم في العراق، لأن تلك السيطرة تؤدي الى إزالة عوامل الثبات في الحالة العراقية، ويتحول العراق الى مراكز قوى أقليمية ودولية، يؤدي به الى الانقسام والتجزءة. ومن هنا أؤكد أن الفدرالية مثلا ليس هدف مصيري للشعب الكردي فيما إذا انتفت خصوصيات الحياة الديمقراطية وممارسة الكرد حقوقهم. ومن هنا تبدو أن الديمقراطية في سويسرا، مثلا عامل أساسي في أستراتيجية الامن القومي السويسري للحفاظ على وحدة سويسرا ذات القوميات الأربع: الالمانية والفرنسية والايطالية والرومانشية. وهكذا بالنسبة للعراق ذات الفسيفساء الخاص به. فإذا ما تحول العراق الى دائرة الصراع، فإن الشعب الكردي حاله حال الشعب العربي والأقليات القومية الأخرى تسعى الى خيارات أخرى غير خيار الحوار. وصدق فلاديمير لينين في قوله: إذا أردت أن يلتف حولك الشعب فهيأه للإستقلال. ومن هنا فإن عملية الحوار يرتكز على الشعب وإلتفافه حول القيادة، وهنا يكون للشعب دور كبير في الدائرة القومية الوطنية، والدائرة العراقية والدائرة الشرق أوسطية. هنا تأتي قوة المثل الأنكليزي :" الشعب يحمي ديمقراطيته".
إذن عامل الحوار بين أبناء الشعب الواحد أولا شرط أساسي لإجراء الحوار على المستوى الدولي أيضا، فالصراع الديمقراطي مقبول وهو حالة صحية، أما الصراع في حرب إقتتال الأخوة، وممارسة العنف والإرهاب فمرفوض رفضا تاما وكليا. لأن أية قوة تحت أي أسم كان، دينيا أو علمانيا، تفكر بالسلطة على أجساد أبناء الشعب هي قوة لا تستحق السلطة، ويجب على الشعب تنحيتها بالطرق الديمقراطية وبمساعدة المجتمع الدولي.
الحقيقة الفاعلة هي أنه يمكن مداهمة الديمقراطية ولكن يستحيل قهرها وإذلالها. من هذا المنطلق الحضاري يستطيع العراق الفدرالي الديمقراطي التعددي البرلماني أن يدخل الحوار الدولي بعد إجتياز الحوار الداخلي.
فالى المقال الرابع بعنوان: رؤية نقتنع بها ونقدمها للآخر" انشاء الله.
* باحث أكاديمي وكاتب صحفي مستقل
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ