الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدام بين سروالين

فرات المحسن

2005 / 6 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا يؤلم الجرح إلا من به الألم. تلك قولة حق تنطبق على العراقيين ممن ذاقوا الأمرين وشبعوا بالفجيعة وتجرعوا المر الزعاف في عهد القذر صدام وحزبه الفاشي وهم اليوم شامتون بما آل أليه وضع جرذ العوجة. أي نعم شامتون وفرحون. إما من شبع وعب المال الحرام وترهل من هبات ذاك القذر فهو اليوم في كرب وضجر وغمة حين يشاهد ولي نعمته بعد أن أصبح بضاعة رخيصة ونكتة سوداء يتندر بها الناس .
العرب الأجلاف وأزلام البعث الفاشي يبكون سيدهم ويستصرخون الضمير الإنساني ليمنع عنه السوءة أو وضعه في موقع العيب. ليس الغريب صورة الطاغية بعد الهزيمة والمهانة ولكن الغريب موقف هؤلاء القردة ممن يرفعون اليوم عقيرتهم احتجاجا على عرض صور القذر صدام وهو عاري سوى من سروال داخلي.
ليس من السهولة تهشيم المتخيل في الذهنية البدوية. فتلك الذهنية مرتع خصب للهلوسة وتبرير الجريمة والفساد وتضخيم الأشياء. لذا فصدام العاري صورة مذمومة لشيخ قبيلة مهان منكس العقال معتدى عليه.وعلى البدو الأجلاف الاعتراض على عرض مهانة بطلهم وشيخ عشيرتهم لكي لا تضمحل أمامها صورة ذلك الزعيم القاصم الجبار المهاب فخر العشيرة صاحب الحسام المخضب بالون الأحمر والصنائع البيض والوقائع السود .
تلك الصورة المذلة وبالرغم من أنها نموذج جدا عادي وشائع وربما نجد لها الكثير من الشبه على شواطئ البحار أو في النماذج الدعائية للملابس الداخلية لرجال أشد نظافة بالجسد والسريرة من هذا الجرذ النتن وفي مختلف محلات بيع الملابس. وهناك أيضا مثيلاتها تعرض في المجلات للكثير من الشخصيات العامة والمسئولة. ولكن يبدوا أن صور صدام أصابت مقتلا عند العروبين البدو المتضمخين بعطن براز الإبل والأغنام، ولذا ضجوا واعترضوا واستغاثوا ليثبتوا انتمائهم ودون حياء لزمن ذلك الجرذ النافق.ويحاول بوقهم الرخيص عبد الباري عطوان وجريدته القدس تدارك تلك الانتكاسة ومحاولة محوها بالرد عليها من خلال تدبيج حواريات وقصص بطولية مضحكة تحدث فيها عبد حمود لمحاميه وكذلك طه رمضان عن موقف سيدهم. أن تلك الروايات تجلب الاحتقار والاستهزاء أكثر مما يراد لها تمجيد للجرذ القذر.
نشرت القدس العربية لصاحبها عطيوي هذه القصة والتي دبجت لإظهار بطولة صدام ولكن عطوان وقع في خطأ قاتل فانفضحت الرواية وبان خطلها ((خلال لقائه الاخير بمحاميه خليل الدليمي عبر الرئيس العراقي السابق صدام حسين عن أسفه لان القدر لم يسمح له بان يستشهد في لحظة اعتقاله، وقال تمنيت لو كانت معي بندقيتي في تلك اللحظة، لكنت استشهدت أو ذبحت أحد الامريكيين علي الاقل، لكن القدر لم يسمح لي بذلك .
وحسب رواية صدام، فانه اعتقل في منزل صديق في منطقة الدورة، حيث كان اقام لعدة ايام. وكان اعتقاله نتيجة لخيانة رفض تحديد مصدرها.وحدث الاعتقال قبل حلول آذان المغرب، حيث كان جالسا علي سجادة الصلاة، ويقرأ آيات من القرآن الكريم ويستعد لأداء الصلاة.وفيما كان يهم بالصلاة سمع صوت الصديق الذي يستضيفه يصرخ قائلا: لقد جاء الامريكيون.ودخل الجنود بسرعة شديدة وألقوه ارضا وانهالوا عليه بالضرب فكسروا فكه الايسر ورجله اليسري وجرحوا جبينه. )))ما يفند الرواية هي تلك الصور التي ظهرت لصدام بعد يومين من اعتقاله وهو يسير بين مجموعة من الجنود الأمريكان في طريقه الى الاستجواب في إحدى قاعات القصور التي يحتلها الأمريكان،دون أن يظهر على مشيته عرج أو أنه يستند على شخص فكيف كسرت رجله عند القبض عليه وبالتحديد الرجل اليسرى حسب ما تدعي رواية عطوان وخليل الدليمي. وكان المعروف والمؤكد أن رئيس عطوان صدام القذر وطيلة حياته كان سلاحه لا يفارقه حتى وهو نائم أو في المراحيض أو بين وزرائه ومريديه مثلما تظهره الصور الدعائية الكثيرة، فكيف عاف السلاح وهو مطارد ومطلوب للعدالة ولذا نقول والدلم للمحامي الشاطر خليل الدليمي ومن عطوان أبن عطوان أبن طكعان أبن عربان أبن ......وكل ما يدخل في وزن هذه الكلمة في العامية العراقية.

منظر الجرذ النافق صدام وهو يغسل ملابسه كانت عندي أشد إثارة من صورته وهو صلوخ فقد وجدت فيها ما يوحي برجوع الجرذ الى سابق عهده حين كان يتسكع في الشوارع دون أن يجد من يقدم له يد المساعدة في فترة عزوبيته ولذا امتهن الجريمة ثم انتمى لحزب البعث الفاشي لينهي حالة التشرد والتسكع بتوظيف مواهبه الإجرامية مع رفاقه داخل ذلك الحزب.وأن كانت صورته وهو يفرك ملابسه بيده قد ذكرتني بأغنية المرحومة المطربة عايدة الشاعر ((الطشت ألي .... ألطشت ألي.... يحلوه يلي أومي أستحمي )) فأن صورته بسرواله الداخلي ذكرتني أيضا بذلك الفلم الذي عرض وبعشرات المرات عبر شاشة التلفزيون العراقي لصدام وهو يسبح عبر النهر بالقرب من منطقة بيجي .قدم التلفزيون العراقي حينذاك صورة صدام يسبح وسط النهر محاط بشلة من حمايته كان العرض ردا على إشاعات تحدثت عن أصابته بمرض قاتل .ظهر صدام بجسد مشدود وعضلات مفتولة وبسروال سباحة مزركش لا يليق بغير رئيس عشيرة من عشائر جزر هايتي أو الكناري .لم يكن ذلك الفلم غير دعاية لجسد ذلك العاهر ولم يستحي حينها لا صدام ولا عائلته أو أبناء عشيرته أو مريديه من منظره وهو صلوخ بجسوة مزركشة أحمر وأخضر فرارات. وكان سبب عرض الفلم جزء من دعاية لتمجيد الطاغية واستعراض قوة جسده وتبيان خلوه من أي مرض أو إصابته بعجز أو عاهة. وأيضا عرض الفلم شماتة بالمعارضة التي توهمت بأن البيعار وبعكس القوانين الطبيعية ممكن أن يصاب بمرض جسدي. وقد حشد المرتزقة حينذاك أقلامهم لتمجيد فحولة زعيمهم وقوة شكيمته وقابلياته الجسدية، ووصل الأمر بأحد الصحفيين الأردنيين المرتزقة وما أكثرهم لكتابة غزل فاضح بقوة جسد صدام وعرض أكتافه ورشاقته وهو يخترق عباب النهر من أصعب مكان فيه، ووزعت تلك الصور لوسائل الأعلام وفي المدارس والدوائر الرسمية وكذلك في غرف نوم وزراءه وتوابعهم وحسب الطلب .واعتبرت تلك الصورة في ذلك الوقت تقليعة الموسم لدى كوادر القيادة في حزب العفالقة العفطية والبدو الأعراب .
يوم قبض على ذلك الجرذ محشورا في حفرة المياه الثقيلة (السبتتنك ) أعترض الأعراب وضجوا واستغاثوا فاختلقوا القصص والروايات المختلفة عن الغاز المنوم والنخلة والبلح في الشتاء والمعركة التي دامت ليومين والكثير من البدع التي أرادوا فيها رفع هامة ذلك الجرذ المفزوع الذي ظهر مستسلما ذليلا مطيعا بين يدي جندي طبابة أمريكي يرتدي القفازات تحوطا من أمراض معدية من المحتمل أن يحملها ذلك الجرذ المرعوب بعد أن عاش فترة ليست بالقصيرة في تلك الحفرة الوسخة.كانت يد الجندي الأمريكي تتقاذف رأسه الأشعث وتتفحص لغاليغه المتورمة وبدا ذلك الطاغية في أحقر وأرذل وأضعف موقف .كان رأسه يتمايل طيعا ذليلا مستسلما تحت يد الجندي الأمريكي دون اعتراض وإنما بدت على ملامحه حالة من الرضا وكأنه أطمئن لوقوعه بيد أمينة سوف تحافظ عليه.
عند تلك الصورة وذلك الموقف هب المرتزقة الأعراب الأجلاف ومدمنو المخدرات وقابضو كوبونات النفط والعاهرات والغلمان والمخصيون والمثيليون مطالبين بمنع عرض ذلك الفلم لأنهم اعتبروه إهانة لرئيس عربي كانوا يعدونه بطلا للتحرير القومي وخليفة لنبوخذ نصر والرشيد وصلاح الدين.ولكن هؤلاء من سقط المتاع والمخصيين صمتوا بل تغافلوا عمدا بل جهدوا للتضليل على مسألة حيوية في صلي شخصية ذلك الأرعن.ولم يدعوا أحدا البحث عن السبب الذي جعل ذلك الجرذ المطارد يحرص على أن يصبغ شعر رأسه وهو في تلك المحنة والحالة المزرية.لا يريدون ولم يرغبوا الخوض في تلك المسألة المهمة التي تثبت لوثة عقله ومرضه النفسي المستفحل ونرجسيته وحقيقة أنه بيعار بالمعنى الكامل للكلمة .
يتنقل هارب ومطارد من مكان الى أخر ويرقد في أقذر مكان في دار معزولة بعيدة عن المدينة ويختبيء في حوض المياه الثقيلة ولا تتوفر له أسباب العيش الكافية ولكنه في ذات الوقت كان حريصا على صبغ شعر رأسه المنفوش بالرغم من شدة قذارته التي بدا عليها.تلك المسألة تستحق التمعن والتدقيق عند الناس الأسوياء الذين يريدون معرفة واكتشاف شخصية هذا المعتوه القاتل. ولكن هؤلاء الأقزام المرتزقة أهملوا تلك الحالة للإبقاء على صورة بطلهم ورأس عشيرتهم دون أن تثلم وتشوه .وسوف يكررون الأمر مع كل صورة تخرج علينا وفيها هذا الوحش العاتي وقد اصبح في أرذل وأذل وضع وأحقر مكانة بعد أن تحول الى جرذ نافق وأختار بنفسه أن يكون أضحوكة تتندر بها وسائل الأعلام والناس وبالذات بعد خروجه من الحفرة بهيئة الشيطان الذي بالت عليه الثعالب.
يقال أن الرفيق بوش وحفاظا على الود القديم والعلاقات الرفاقية الجديدة مع الرفيق صدام وحزب البعث ،قد وبخ جريدة النيويورك تايمز ووجه لرئيس تحريرها خطاب شديد اللهجة بعد أن علم أن الصحيفة تمتلك صور فاضحة لصدام وفي أوضاع مختلفة لا تسر الصديق ولا العدو وهي المتعلقة بتكملة الفحوصات الأولية أي فحص اللغاليغ من جذورها والتي دارت حولها الشائعات عن اغتصاب صدام.لقد منع الرفيق بوش صحيفة النيويورك تايمز من نشر تلك الصور وكذلك إتلاف نسخها الأصلية حرصا على الود القديم والود الجديد ولأجل تعبيد طريق النصر المؤزر تحت شعار المرحلة الذي ينفذه الويلاد حرفيا (( أمك على البير ... وأمي على البير... وبالكرك والمسحاه صار اللغف هل يوم .. مو بالجفاجير ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إغلاق مراكز التصويت في الانتخابات البريطانية| #عاجل


.. إيران.. تعرف على مواقف جليلي وبزشكيان في ملفات السياسة الخار




.. مقابلة خاصة مع نائب وزير الخارجية التركي ياسين أكرم سرم


.. أوضاع الشرق الأوسط وحرب غزة تحظى باهتمام كبير في قمة شانغهاي




.. نتنياهو بين ضغط عائلات المحتجزين وتهديدات ائتلافه اليميني