الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدمار الشامل للاحزاب السياسية .... بعد الثورة

وليد الميموني

2013 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


وليد الميموني
في الماضي كان اللوم كل اللوم يقع على الشعوب العربية بسبب انقيادها الاعمى وراء دعوات شياطين السياسة في بلادها بمختلف توجهاتهم ومشاربهم السياسية. الشعوب هي وحدها من تخسر وهي وحدها من يدفع الثمن. اما شياطين السياسة عندما تسد كل الطرق امامهم يلجؤون الى التسويات السياسية. اما الشعوب تكون قد قتلت بعضها البعض وتشردت وجاعت وعريت. شياطين السياسة بعد ان يفرغوا من القاء خطاباتهم الحماسية على اتباعهم يذهبون الى بيوتهم اما اتباع هذا السياسي او ذاك من الشعب يفترشون الشوارع والارصفة بناء على توجيهات قادتهم السياسيين وفي حال شاهدوا منافسيهم في السياسة من ابناء الشعب ينقضوا عليهم وتبدأ المجازر بين بعضهم البعض ,وفي اليوم التالي يكون قسم منهم في السجون وقسم منهم في المستشفيات وقسم منهم في المقابر وبعدها يخرج قادتهم السياسيون ويتبرؤون من نهج العنف. الشعوب الغبية تذهب ضحية تحت الاقدام .
فادا كان في الماضي الحكم في العالم العربي مغنماً، الآن اصبخ مغرماً بعد أن استيقظت الشعوب وارتفع سقف مطالبها وأحلامها وطموحاتها. صحيح أن هناك قطاعات شعبية كبيرة يمكن أن تسوقها كما تسوق القطيع، لكن يكفي أن هناك الآن طلائع أفرزتها الثورات يمكن أن تحوّل حياة اي حكومة إلى جحيم فيما لو لعبت بذيلها.
فإذا أردت أن تقضي على أي حزب أو جماعة أو قائد فسلمه الحكم بعد الثورة، فبعد الثورات تكون طموحات الشعوب عالية جداً، ناهيك عن أنها تكون متحفزة لتصحيح أي انحراف أو خطأ يقع فيه الحكم الجديد. لهذا كان الله في عون القيادات التي تصارع في حقبة ما بعد الثورات، فمهما فعلت ستكون مقصرة في نظر الشعوب التي رفعت كثيراً من سقف تطلعاتها وأحلامها. هذا بالنسبة للبلدان التي أنجزت ثوراتها بقليل من الخسائر البشرية والمادية، فما بالك ببلد مثل سورية التي ذبجوها بشرياً وعمرانياً ومادياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً، فكيف سيكون حال الذي يسحكمونها بعد أن يضع الصراع أوزاره؟

فلا شك أن اي سلطة ستحكم سورية لاحقاً ستكون في وضع يرثى له على أقل تقدير كي لا نقول في وضع كارثي بكل المقاييس. لهذا أضحك كثيراً عندما اسمع بعض المغفلين من شبيحة النظام والمعارضة وهم يتوعدون بعضهم البعض بعد "النصر"، خاصة عندما تسمع أحد الحثالة وهو يهدد الآخرين بمنعهم من العودة إلى سورية. أي نصر أيها الأوغاد؟ هل بعد كل ما فعلتموه بسورية مازالتم تتحدثون عن نصر وعن ثواب وعقاب وتوزيع شهادات وطنية وشرف وحسن سلوك؟ كم أنتم تافهون. النصر الحقيقي في سورية سيكون نصراً على الأحقاد التي زرعتموها وإعادة اللُحمة الوطنية إلى شعب مزقتموه إلى ملل ونحل وطوائف وقبائل متناحرة، نصراً على الفقر الذي يقبع تحت خطه الآن أكثر من عشرين مليون سوري حسب إحصائيات الأمم المتحدة، نصراً على في مجال إعادة إعمار البلاد التي عادت خمسين عاماً إلى الوراء، نصراً في مجال إرجاع حوالي عشرة ملايين سوري إلى بيوتهم التي دمرتموها أو أحرقتموها.

كان الله في عون اي سلطة ستحكم سورية مستقبلاً، بعد أن شاهدنا ما حصل للذين حاولوا أن يحكموا مصر وتونس واليمن وليبيا والصومال بعد الثورات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة


.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا




.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة


.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-




.. عادات وشعوب | مدينة في الصين تدفع ثمن سياسة -الطفل الواحد-