الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب البعث , حزب الدعوة , تماثل المضمون

عادل الخياط

2013 / 11 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حزب البعث , حزب الدعوة , تماثل المضمون

عادل الخياط

قد يكون الموضوع إنعكاس لمفهوم متوارد عن القيمة التي أفرزتها أحداث تغيير النظام في العراق ما بعد سقوطه على يد الغازي الأميركي ما بعد 2013 .. فلقد تكررت مواضيع تحتمل ذات المضمون , المضمون الذي يقول : إن الأحزاب التي تولت السلطة بعد رحيل البعث , هذه الأحزاب تحتمل ذات البُعد التنظيري لحزب السلطة القديم على الأخص في رؤيته للطرف السياسي الآخر أو بصورة شمولية , سواء كانت هذه الأحزاب إسلامية أو كردية , لكن لكون الواقع الكردي
خارج اطار البحث نتيجة خصوصيته , أو إن هذ الموضوع لا يعنيه في كل الأحوال , فإن الواقع العربي العراقي هو المحور , والمحور العربي هنا هو التكوين الشيعي الحاكم , لكونه هو المتنفذ في الواقع الحالي .

الممثل للتكوين الشيعي الحاكم هو حزب الدعوة الذي يترأسه رئيس الوزراء الحالي "نوري المالكي " ..في فترة تكوين الحكومة التي تبناها أو تبنى حل إشكاليتها رئيس إقليم كردستان وماقبل ذلك كانت وسائل الإعلام تشير أن ثمة إفتراق بين حزب الدعوة وبين بقية اللفيف الشيعي " جماعة الحكيم , وجماعة الجعفري والتكوين الصدري .. أخذ المخاض بين أولئك وبين القائمة العراقية ما يقرب السنتين .. اللفيف الشيعي كان سلوكه تمويهيا واضحا في قضية تأخر تكوين الحكومة , أعني بالتمويه هو إنه - المُكون الشيعي بجميع تشكيلاته كان يوحي من خلال وسائل الإعلام إنه على ذات النفس في التعامل مع جميع الكُتل السياسية , وذلك كان كذب مفضوح ( طبعا بالإضافة إنه كيف لجأ المالكي إلى المحكمة الإتحادية التي أقرت في نهاية المطاف على الفقرة الغامضة أو التي حُسبت غامضة عن من هو الذي له الحق في تولي رئاسة الحكومة : هل هو صاحب الأغلبية , أم تكوين التكتلات , ليجتمع التكتل الشيعي مع الإتحادية ليُسقطوا مفهوم الأغلبية ) إلى ذلك ما لعبته الإقليمية المؤثرة وعلى الأخص سوريا وإيران , أعتقد إن تلك التداعيات أي ساذج على بينة بها عن ظهر بطن وقلب وظهر , لكن ذكرها هنا هو إقترانها بواقع متواصل ويا للعنة !

التكوين الشيعي المتكون من بقية أحزاب الإسلام السياسي الشيعي والتي مجملها تابعة أتوماتيكيا لنظام الفقيه الإيراني كان من الطبيعي أن تُكون تحالفا مع حزب الدعوة الذي ينتهج نفس نهجها في التعامل السياسي والتابعية للحكم الإصولي الشيعي في طهران ,ولا تحتاج لبراهين عن إرتماء تلك الأحزاب والتكوينات في أحضان ملالي إيران , ليس فقط مذهبيا , إنما إن تلك الأحزاب تحتمل أفكار الحكم التشريعي .. في ذات الوقت إن تلك الأحزاب هي الوجه الآخر الشيعي لحكم الشريعة لتنظيم القاعدة والإخوان المسلمين , وهذا ليس تخرصا , فبإمكانك أن تسأل أي عضو في حزب الدعوة برئاسة المالكي أو آخر من المجلس الأعلى بقيادة الحكيم , أو حزب الفضيلة وغيرها من التكوينات الإسلاموية الشيعية المتنفذة اليوم في العراق , , ستجد الرد ذات الرد , طبعا الرد المتواري عن التشريع الإسلامي وما إليه , أما المُعلن سوف يمذر عليك بمفاهيم الديمقراطية , التعددية , فصل السلطات وغيرها .. "

وهنا إذن , كيف تتعامل مع نوعيات مثل تلك ؟ لو تعاملت بحسن نية مع خداعاتهم فسوف تبتلعك ديناصوراتهم لا محال , لأنهم من الخديعة وإستغلال الواقع الشعبي المتخلف ما لم تتمكن منه أدواتك الحضارية ! لذا عليك أن تكون نبها جدا .. والنباهة ليست تحديا ساذجا , النباهة لا تعني التحدي بذات أساليبهم , إنما بخرط دواليبهم في مستنقع الوهم الذي يتخبطون فيه .. كيف ؟ بالفكر ,الشخص الديني حتى وإن كان يمتلك التأثير على الشعبي , لكنه يظل ضئيلا في التأثير العام . الذي أعنيه : أن تلك تُعد بداية مرحلة العمل لسلخ الديني شيعي او سني عن واقع المجتمع العراقي .. المصريون ساعدتهم قوة ذات نفوذ في الواقع المصري التي هي الجيش .. العراق يحتاج لجهد جماهيري لسحق القوى الدينية التي تتحكم بالشارع العراقي . وهذه التي تتحكم بمصائر الناس اليوم هي ذات التنظيمات القديمة البعثية لكن تحت ستار ديني يُسمى حزب الدعوة ..

التنويه الأخير هو إنه حتى المرجعية الدينية التي تدعي تنصلها من تلك الأحزاب الدينية , هي في الواقع تدعم تلك الأحزاب تحت الغطاء , يُحركها دون مراء دودها الطائفي المتشرب في جيناتها الوراثية !















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دروس الدور الأول للانتخابات التشريعية : ماكرون خسر الرهان


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات اقتحام قوات الاحتلال في مخيم ن




.. اضطراب التأخر عن المواعيد.. مرض يعاني منه من يتأخرون دوما


.. أخبار الصباح | هل -التعايش- بين الرئيس والحكومة سابقة في فرن




.. إعلام إسرائيلي: إعلان نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أي