الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يد واحدة

عبد العاطي جميل

2013 / 11 / 4
الادب والفن



أنا المهاجر ، العائد إلى أرض الوطن ، من شجن .. لست معارضا ، لست مؤيدا ، ربما لست محايدا و لست تقنوقراطيا كما تريد البلاد الرشيدة ..
قلت : سأبقى هنا ، أشم رائحة الخبز الذي تعده الجارات ، أفتح مقهى ، يلتقي فيها الشعراء والنمامون ، وربما السماسرة ،وهواة كرة القدم .. أتجرأ على العقار ،فأشتري فضاء في الهامش المسكون بالرفض والسخط وذوي السوابق في المظاهرات التي دعت إلى إسقاط الفوضى وإقامة النظام ..
وأنا أعيد ترتيب البيت،أعيد طلاء المقهى بلون الشمس .. وقف قائد المقاطعة مدججا برجلين لا يتشابهان ولايشبهان في الحي أحدا .. وقال بالحرف لي : لقد سهلنا لك الحصول على الرخصة ، سهلنا لك كل الوثائق .. ولا شك أنك ستتعاون معنا ولاتبخل على مصلحة الوطن .. قلت : كيف ؟؟ .. قال : الوطن يطلب منك أن توظف عينا واحدة عندك . تحرسك من البلطجيين ، وتحرس الوطن من الأعداد المتربصين به ..فالحي مسكون .. مشبوه . والموظف الجديد غير مشبوه .. يقوم الليل كله في حراسة المقهى التي سيبيت فيها ..كما سيحرس الحي وتجارتك التي ستكون مربحة بفضل الله ، وبفضل تعاونك معنا ..
.......
ومن أجل هذا الوطن .. أغلقت المقهى ، وفي فترة وجيزة جدا بعتها بأبخس الثمن كما يباع الجمل بما حمل .. وأعدت ترتيب الحقيبة لأهاجر مرة أخرى إلى هناك .. وعدلت عن الزواج الذي قررته وبموافقة الوالدة التي اختارت لي عروس المستقبل الذي لايأتي ...
... وأنا الآن في الباخرة في اتجاه البحر .. بحثا عن وطن جديد ، يحرس نفسه بنفسه ،ولا يحتاج إلى مقهى أو عيون تحرسه من أعداء وهميين أو افتراضيين .. وبعيدا عن وطن يرتدي جلباب تنمية آدمية تقودها وزارة داخلية وأخرى خارجية عن إرادة أبناء الحي .. وراحل إلى وطن لايضع كل فواكه الفصول في سلة واحدة وتحت رحمة يد واحدة ...
بعد أسبوع من وصولي ، زارني صديق أبي . وبلغة الوصي الواثق الموبخ قال لي : فعلتها قبلك . وندمت ...
....
نونبر 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده