الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذي أوصل الحزب الشيوعي الكردستاني لهذا الحال؟!..

بختيار توفيق حريري

2013 / 11 / 5
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


البحث عن الاسباب والمسببات التي جعلت الحزب الشيوعي العراقي ومن ثم الكردستاني لاحقاً من حزباً جماهيراً كبيراً له تأثير ونفوذ بين الجماهير العراقية والكردية تكاد تكون هي نفسها ذات الاسباب من عام 1976 التي بدأت في المؤتمر الثالث، التي كرست سياسة خاطئة جوهرها امكانية تطبيق الاشتراكية سوية مع الحزب الفاشي العفلقي للبعثيين العنصريين الذين يمثلون اعتى اليمين في الاوساط العربية ..
وجوهر الخطأ هو ذاته في المجال الكردستاني والميل للتحالف مع القوى العشائرية والقبلية والاسلامية ومعهم المرتزقة المجرمون من الجحوش ومدمري كردستان في الانفال وما قبلها ..
أن الاوضاع الشاذة في كردستان التي تجعل من رئيس العشيرة المشترك في تدمير كردستان اكثر احتراماً من الشهداء وابنائهم وفي المقدمة منهم شهداء الحزب الشيوعي، جعلت من الجمهور يبتعد عن الشيوعيين ويميلون لتأييد حركة كوران ويصوتون لها ، لأن مواقف وسياسة الكوران افضل للناس من سياسة الحزب الشيوعي الذي اندمج مع سياسة الحكومة الفاسدة وابتعد عن الكادحين والفقراء والمضحين في كردستان ..
وعلى سبيل المثال ولا اود الدخول في تفاصيل شخصية أو ذاتية ولكن سأضرب مثلا على هذه السياسة التي تجعل من اقرب الناس للشيوعيين يتساءلون عن الأسباب التي تجعل قيادتهم تتقوقع في المقرات ولا تزور قبور الشهداء ..
ابي توفيق الحريري القيادي الذي كان عضواً في لجنة اقليم كردستان والذي استشهد عام 1985 لم يستكمل قبره لحد الان، ولم يزره احداً من رفاقه القياديين ولا اصدقاءه .. اتساءل كم حالة مثل حالتنا تتواجد في كردستان والعراق..
هذا هو حال وضع حزب الشهداء .. اين انتم من شهداء الحزب؟ وماذا قدمتهم لهم؟ .. اية حقوق حصل عليها الشيوعيون في كردستان مقابل ما يغدقه البارتي واليكتي على اعضائهم من امتيازات ، ناهيك عن عطاياهم واحتظانهم للجحوش والمرتزقة والقتلة وتقديمهم في المناسبات وفسح المجال لهم لتبؤ المراكز الحساسة في البرلمان والسلطة واجهزة الحزبين ..
هذه المقارنة تجعلني وغيري أن نتساءل.. ماجدوى مواصلة تأييد سياسة الحزب الخاطئة ؟!..
اننا لا نفرح لهذا الوضع المأساوي للشيوعيين في كردستان والعراق ، ولكن ماذا نفعل لسلسلة الاخطاء والنواقص التي حولت اكبر حزب سياسي في الشرق الاوسط الى ديكور وسط هذا الانحطاط السياسي الذي بات فيه المواطن لا يعرف لمن يلتجأ ،بعد ان كانت الاحزاب الثورية تحميه وتدافع عنه ..
ها نحن امام حالة لا يجدي معها نفع أوالانتقاد .. والامر يسيء من سيء للاسوء بالنسبة للشيوعيين في كردستان والمطلوب وقفة جدية ومسؤولة من لدن اعضاء ومآزري الحزب امام هذا الانحراف، والحل يكمن في التدقيق بمن يقود المسيرة وفسح المجال للأكفاء والحريصين لأن الحزب بحاجة لقيادة ميدانية تختلط بالناس وتستوعب همومهم أمام هذا التمادي من قبل الحزبين في اهانة ابناء شعبنا وتهاونهم مع القوى الدينية التي باتت تخطط لنسف الاوضاع في كردستان، بحكم ما يحيط بها من مؤيدين يندفعون وراء المد الأصولي للحصول على المنافع والامتيازات من قبل من يدفع لهم في الدول الاقليمية والمجاورة ..
أن الشيوعيين امام مسؤولية تاريخية في تحديد موقفهم مما يحدث في كردستان من تجاوزات على حقوق الناس والاستحواذ على الواردات والتجارة ومافيات الاحزاب المهيمنة على كل شيئ كأننا نواجه احزاب بعثية كردية فاشية اسلامية تقلد تجربة حزب البعث وعهده المقبور غير آبهة بصرخات الاحتجاج ولا بانتقاد الناس ..
اننا نتطلع لحزب الشهداء بعين فيها الكثير من الدمع والألم حينما نرى حزب الشهداء قد تحول في دهاليز السياسة الخاطئة الى حالة ارتزاق تبدأ بالقيادة التي اصطفت لنفسها امتيازات ولا تنتهي عند حدود الحُراس والاعظاء الذين اخذوا يناضلون لقاء رواتب مجزية وامتيازات يكفلها وجودهم في حزب ليس له الا التصفيق وترديد شعارات تأييد لأحزاب وحكومة لا تخرج من اطار العشيرة والقبيلة ..
أن الدعوى لعقد مؤتمر استثنائي للشيوعيين بات مطلباً ملحاً لا يجوز التغافل عنه واليوم إذ نعلن تأييدنا لمحتوى النداء الذي اصدره عدد من البيشمركة الحريصين على مستقبل الشيوعيين وسياستهم المدافعة عن الكادحين، يحذونا الأمل في أن تستجيب قيادة الحزب الراهنة الى الاعتراف بأخطائها واقرار عجزها عن مواجهة القوى المهيمنة على الساحة الكردية ..
اننا نتطلع للقوى الثورية الشابة التي تنمو في صفوف الحزب والى جمهرة الكادر الحريص والبيشمركة القدامى للتكاتف وخوض النضال من اجل تغيير الاوضاع في الحزب في المؤتمر القادم ..
لا لمواصلة الاخطاء
لا للقيادة البيروقراطية الفاشلة
لا لمهادنة الاحزاب العشائرية
لا للبقاء في الموقع القيادي والتشبث بكرسي السلطة
نعم للتغيير
نعم لسياسة الدفاع عن مصالح الكادحين والفقراء في كردستان
نحو مؤتمر استثنائي عاجل يكفل وضع حد للتدهور في وضع الحزب الشيوعي الكردستاني
المجد للشهداء
ـــــــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى كل أعضاء حشك وحشع، ومحبيهما، اجيبوا!
سمير طبلة ( 2013 / 11 / 5 - 01:51 )
كلمات مخلصة تفطر قلب كل حريص. فهل من مستمتع ومجيب و...مجدّد، يضع مصلحة العباد والبلاد قبل اي شي آخر؟


2 - لا بد من عمل
ابو محمد ( 2013 / 11 / 5 - 16:57 )
نتأسف للحاله التي وصل اليها سمعة الحزب الشيوعي الكردستاني ولو كانت هناك قياده مخلصه وشيوعيه حقيقيه وليس ديكوريه لانتفضت على نفسها ودعت الى مؤتمر استثنائى لدراسة الحاله التي وصلت اليها سمعة الحزب ولكن هذه القيادة تسمى قيادة الامتيازات لان دورها محصور فقط لتاييد الحكومه واخذ الامتيازات الى ان يدمر الحزب ويحل نفسه فعليه لابد من عمل اولا العمل الدؤوب من خلال الصحافه وكذلك القيام بفعاليه سلميه من قبل البيشمركه القدامى وانصار الحزب ومحبيه امام المقر العام للحزب من اجل اعلان سخط الجماهير على هذه القياده وعسى ان يصحح المسار وشكرا


3 - ركوب الموجة الديمقراطية
كاظم الخفاجي ( 2013 / 11 / 5 - 19:18 )
أن ركوب الموجة الديمقراطية الامريكية وكل سلبياتها لا بدأن تنتج نتائج سلبية على القوى لثورية الديمقراطية وفي مقدمتها الاحزاب الشيوعية نحن الشيوعيين العراقيين كردا وعربا لم نعرف يوما تمزقا سياسيا في الحزب الشيوعي العراقي كل الذي حصل بتحول لجنة الاقليم الى حزب شيوعي جديد باسم الحزب الشيوعي الكردستاني ونحن نعرف أو هكذا أتعلمنا بان الاحزاب الشيوعية هي احزاب اممية عابر للقوميات والمذاهب والطوائف أن الاصطفات مع الاحزاب القومية والعشائرية هو تدمير للعقيدة الشيوعية ولمبادى الماركسية وتتحول هذا الاحزاب اردنا ام لم نرد الى ديوان لكل هذا المتنقضات ويتحول الحزب من حزب ثوري للعمال والفلاحين الى حزب تسودة الانانية والمحسوبية والعشائرية والنزعة للوصل الى كرسي هزيل فهذا المرفق الحكومي أو ذاك


4 - الخطأ الرئيس !
ديار ( 2013 / 11 / 5 - 21:09 )
يكمن في تقسيم الحزب الشيوعي العراقي الى قسمين حيث ولد الحزب الشيوعي الكردستاني ( سفاحا ) ! ولان الحزب هو اممي فلماذا ( طعمّوه ) بالقومي خلافا لمبادئه ! وذلك لسهولة السيطرة عليه وتطويعه ! من قبل احزاب قومية معروفة علما انا لم اكن شيوعيا ولكني احترم الشيوعيين تقديرا لتضحياتهم ونضالاتهم في العهود السابقة والان قادتهم الطارئين هم اصبحوا يزورون لبتكايا والسرايا وبيوت الاغوات ولا يتفقدون اصحابهم وانصارهم وكأنهم اصبحوا من الماضي المنسي ..


5 - سرُّ الماء الآسن
د. حيدر إسماعيل ( 2013 / 11 / 5 - 22:28 )
فيما يتعلق بوضع الحزب الشيوعي الكردستاني سأجلب رأيا لايعجب غالبية الكرد الشيوعيين، سواء كانوا من الأعضاء الحاليين في الحزب (المتنفذين خاصة) اوالساخطين عليه. ولعل رأيي يتلخص في خطا تأسيس حزب شيوعي خاص لأقليم كردستان، ولو انه مازال شكليا جزءً من الحزب الأم-حشع
أما السؤال الاصعب: لماذا فعل الشيوعيون الاكراد ذلك؟
إن الجواب العلمي المحايد على هذا السؤال المربك قد يساعد على إشكالية المسألة برمتها. ومن هنا نستطيع أن ندرك صعوبة تعامل حشع مع متنفذي حشك، في وضع يتسم بالسلبية والمحسوبية واللآمبالاة القاتلة
إن وضع كثير من الأحزاب الشيوعية في عالم اليوم،منها بعض الدول العربية، كسوريا ولبنان خاصة، ليس بافضل كثيرا من الشيوعيين الكورد
خذوا مثلا الحزب الشيوعي اللبناني العتيد في الماضي (حتى لانقول السوري الذي لايستحق الذكر!) فإنه يعاني منذ سنوات من أزمة مركبة:فكرية/تنظيمية (ضبابية في الفكر وانحسار في العدد). ولعل السبب في لبنان يعزو إلى الغالبية من الإعضاء الشيعة،الذين يتماهون مع فكر التشيع (المقاوم) ويعجزون عن ردع هيمنة حزب الله على البسطاء من الأعضاء، الأمر الذي تسبب في وضع حزبي مايع وبروز الانتهازية

اخر الافلام

.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش




.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -


.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش




.. كلمة عضو مجلس الأمة سعود العصفور في الحلقة النقاشية -إلغاء ا