الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين أخطا محمد مرسي والأخوان المسلمين .......

يعقوب القصاصفة

2013 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الإخوان المسلمين هم جماعة إسلامية، تصف نفسها بأنها "إصلاحية شاملة". وتعتبر من أكبر الحركات السياسية المعارضة في كثير من الدول العربية، تاسست في عام 1928 على يد حسن البنا .
هذه الحركة السياسية نجحت في حصد قاعدة جماهيرية واسعة من فئة المساكين والفقراء والمظلومين على مدى العقود السابقة نظراً لما تقدمه من دعم ومعونة لهذه الفئة والتي تعتبر من أكبر الشرائح الاجتماعية في المجتمع المصري، وبعد حرمان وكبت واضطهاد سياسي دام عقود من عهد جمال عبد الناصر وحتى انتهاء نظام حسني مبارك، رأى هذا الحزب النور عند حدوث ثورة يونيو والتي كانت بمثابة الفرصة التي لاتعوض والطريق التي لابد أن تستغل لاعتلاء سدت حكم أقوى وأهم دوله في الوطن العربي و أرض الكنانة وأم الدنيا، وكان لهم ذلك حيث نجح قادة الاخوان المسلمين باستخدام الخطاب الديني في رصد واستقطاب قاعدة جماهيرية واسعة لدعمهم في الانتخابات ونجحوا في ذلك، ولكن أين حدث الخلل ومتى بدأ الخطأ وكيف تحول هذا النجاح الى هزيمة ب 369 يوماً ؟؟؟؟؟؟؟
الخطأ الأول الذي وقع فيه الاخوان المسلمين هو الغرور والتكبر بعد نجاح التيارات الاسلامية في تونس والمغرب إذ إعتبروا ذلك انتصاراً للايديولوجية الدينية، وجعلهم يشعرون بأنهم من سيلعب دور القائد لهذه التيارات الدينية ولهذه الايديولوجية في الوطن العربي والمنطقة ككل مستغلين في ذلك مكانة مصر وثقلها ودورها الجيوسياسي .
الخطأ الثاني هو نقص خبرة جماعة الاخوان المسلمين ومرسي في ممارسة العمل السياسي الأمر الذي عقد الأمور وزاد من صعوبتها؛ هو حجم مصر ومكانتها فهي ليست جمعية خيرية ولا مكان للصلاة فالاستعدادات لممارسة السلطة عند جماعة الاخوان المسلمين لم يتناسب مع شخصية مصر وخصوصيتها ومكانتها كدوار جغرافي في المنطقة ومركز صنع قرار على مستوى ليس فقط عربي بل اقليمي .
الخطأ الثالث تمرير الدستور الجديد رغم رفض المسيحيين وجميع القوى المدنية له، تمريرٌ كان كفيلاً بإحداث صدع كبير بين جماعة الإخوان وباقي القوى المدنية والسياسية.
الخطأ الرابع رفض مبدأ حكومة توافق وطني، الأمر الذي أفقده عدداً من حلفائه المستقلين ومن حزب الوسط وخاصة بعد سلسلة التغييرات التي قام بها محمد مرسي على حكومة هشام قنديل، بالاضافة الى حادثة إقالة مستشار الرئيس خالد علم الدين، عضو الهيئة القيادية العليا في حزب النور السلفي، والتي تسببت في تأزم الأمور بين الحزبين .
الخطأ الخامس وهو أخطرها فشل مرسي في التعامل مع المؤسسة الأمنية والعسكرية حيث تسرع في إقالة عدد من القادة البارزين أمثال وزير الدفاع المشير طنطاوي ورئيس هيئة الأركان الفريق سامي عنان.
الخطأ السادس هو التعدي على السلطة القضائية بداية بمجلس الشعب ثم تفجرت أزمة جديدة بإقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود دون رغبته، بسبب تعرضه للتهديد من قبل جماعة الإخوان، من أجل ترك منصبه. وبعدها قام مرسي بتحويل المعركة إلى الدستور، في محاولة واضحة لتحجيم دور القضاء والسيطرة عبر نصوص دستورية، مما أثار الفوضى بين القضاة إذ اعتبروا الدستور الجديد تعد صارخ وسافرعلى استقلالية السلطة القضائية ومحاولة لأخونتها، وعتبارها جزءاً من سياسة التمكين .
الخطأ السابع هو ضعف السياسة الخارجية لمصر وفشلها في التعامل مع الملف الفلسطيني، حيث اكتفى مرسي في العدوان الأخير على غزة بسحب السفير المصري من تل أبيب وفتح معبر رفح متبعاً في ذلك نهج وسياسة حسني مبارك، كما فشل في التعامل مع الملف السوري مما اظهر ضعفاً كبيراً وقلل من هيبة ودور مصر في المنطقة .
الخطأ الثامن لم يأخذ مرسي في عين الإعتبار التعددية السياسية والفكرية والدينية التي تزخر بها مصر بل شاهد مصر وتعامل معها وكانها لون واحد وطرف واحد وهو اللون الإخواني .
في الختام لابد التأكيد على أن مصر دولة عظيمة فهي أم الدنيا وأم الحضارات وتستطيع أن تقييم نفسها وتقومها في أي وقت من الأوقات، أما مرسي ونظام الاخوان المسلمين تبين أنهم لم يفلحوا في فهم هذه الشخصية وهذا المزيج الذي لاتجوز فيه إلا براغماتية واضحة المعالم لامثالية الافكار والكلام وان سيطرة الحزب الواحد والفكر الواحد قضية أخرجها التاريخ من طياته ونفض عنها غباره، وإن هذا لدرس وعبرة للاحزاب الأخرى ليس فقط في مصر بل في الوطن العربي أجمع، وأتمنى أن تعود لأُم الدنيا صحتها وعافيتها ليس بديكتاتورية الأنظمة العسكرية بل بديمقراطية شعبها الجبار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل: مظاهرات عارمة في شوارع تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن


.. شاهد فيديو جميل لـ-قمر الزَهْرة- يضيء سماء لاس فيغاس




.. القصف والغارات تطرد النحل من صناديقه في جنوبي لبنان


.. شاحنات مساعدات تبدأ دخول غزة عبر معبر كرم أبو سالم| #الظهيرة




.. ما أبرز التطورات الميدانية للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة؟