الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حل المشاكل وصنع القرار بالتفكير

ياسين كريكر

2013 / 11 / 5
كتابات ساخرة


استهلال:
لا تقف رِؤيتنا عند حدود حل المشاكل وصنع القرار بالتفكير ، بل تتعداها إلى الأشخاص دوي الأحلام والمشاعر والأفكار، وذلك عندما يلتقي قلمنا بعالمك تحدث أمور رائعة لذلك نحن لا نبدع من أجل البعض بل نبدع من أجل الجميع، في كل كومبيوتر لوحي نرى فنانا مدهشا، في كل تلفزيون دكي أسرة متحابة، في كل كمرة نرى مصورا منعما، في كل ثلاجة مضيفا رائعا، في كل هاتف دكي شخصا يغير العالم، في مقالاتنا فنحن لا نكتفي بإطلاق الأوراق بل نهتم بإطلاق القدرات أيضا والسؤال الأهم ما الذي ستتلقه أنت؟

أعزاء القراء الكل منا يسأل، لكن لا أحد يفكر بطريقة متأنية ...لماذا؟ لأن الملاحظة اليومية لسلوك الناس من حولنا وخاصة في التعليم تشير إلى مدى اختلافهم في خصائص تفكيرهم فبعضهم يتميز بسرعة التفكير وأصالته ومرونته وعمقه وبعضهم الآخر يتميز ببطء التفكير وعدم القدرة على تجاوز الأطر والقوالب التي حفظها، وبالتالي يعجز عن إدراك العلاقات الجوهرية في ظواهر متشابهة مع أنها ترتبط فيما بينها بعلاقات مشتركة.
لذلك نجد البعض من يصف التفكير بأنه (نشاط عقلي) قائلين "بصورة عامة، التفكير هو أي عملية عقلية بصرف النظر عن الوصول إلى نتيجة". وهو تعريف صحيح لأنه يشمل كل شيء، لكنه مع ذلك، ليس تعريفا شافيا تماما. نرى على الجهة الأخرى تعاريف تصف التفكير بأنه (المنطق وتحكيم العقل) فتقول "التفكير عملية ذهنية لإخضاع المواقف للمبادئ العقلية ومحاولة الوصول إلى نتيجة ما تتعلق بأشياء معينة". لكن هذا التعريف أيضا يشمل مظهرا واحدا فقط.
أعزاء إليكم التعريف الذي اخترناه "التفكير هو التقصّي المدروس للخبرة من أجل غرض ما". قد يكون ذلك الغرض هو الفهم، أو اتخاذ القرار، أو التخطيط، أو حل المشكلات، أو الحكم على الأشياء، أو القيام بعمل ما، أو الإحساس بالبهجة، أو الخيال الجامح، أو الانغماس في أحلام اليقضة، وهلم جرا.
إن السؤال المطروح : لماذا نحتاج تفكير جديد عن التفكير في إطار حل المشكلات وصنع القرار؟
إن حياتنا عبارة عن اتخاذ قرارات، نتخذ قرار بأن نذهب للماكن الفلاني، أن نأكل هذا الطعام أو نشرب ذلك الشراب، أن نشتري الشيء الفلاني، أن نلبس هذا اللباس أو ذاك. وهنالك قرارات أعمق، كأن نتاجر بسلعة معاينة، أو نتخصص في أمر ما. وهكذا. واتخاذنا لهذه القرارات مبني على معلومات. إلا أن المعلومات وحدها لا تكفي لاتخاذ القرارات. فنحن بحاجة للتفكير لكي: نستفيد من المعلومات، وتصنيفها، والتعامل مع المستقبليات،وبالتالي تطوير هذه المعلومات.
إذن: المعلومات وحدها ليست كافية لتسيير الحاضر وصنع المستقبل، لذلك نحن بحاجة للتفكير. لذلك فإن كل شئ يحدث أولا في التفكير ... وقوة التفكير لها تأثير على أحاسيسك و سلوكك و نتائجك و بالتالي لها تأثير على واقع حياتك. فأية فكرة تضعها في ذهنك ستتحول إلى تركيز ثم إلى أحاسيس ثم سلوك ثم نتائج من نفس النوع وسوف تستمر في الحصول على نفس النتائج ولن يحدث تغير إلا لو قررت قرارا قاطعا بتغير الجذور التي بدأتها وهي الأفكار , كما قال الفيلسوف بلاتو "غير أفكارك تغير حياتك".
على هذا المنوال إن كل إنسان يرسم في داخله صورة عن نقسه في جميع أركان حياته ,الصورة الذاتية قد تكون من أهم أسباب النجاح أو الفشل و أيضا السعادة أو التعاسة وكل ذلك سببه الأفكار. ولو بحثنا عن أسباب كل هذه الحالات سواء كانت اكتئابا أو قلقا أو خوفا أو توترا أو إحباطا ...الخ تحدث أولا في العقل عن طريق الفكر و التفكير، لأن ما يفكر فيه العقل مثل ما حصل حول نتائج التربية والتكوين.
أيها الإنسان الذي لا حولة ولا قوة لك ألا تعرف أن هذا الذي نسميه التروي هو مصدر قوة لأنه سيساعدك على التفكير في الحل حتى تجده و بذلك تزداد مهارة و ثقة و قوة, ومصدر حرية لأنك ستتحرر من معاناة ألام التفكير السلبي. أعرف أنك ستقول كذا وكذا وأجيبك أنه من المحتمل ألا تستطيع التحكم في الظروف ولكن تستطيع التحكم في أفكارك فالتفكير الإيجابي يؤدي إلى الفعل الإيجابي و النتائج الإيجابية.
أقول من خلال هذا الرصد الفلسفي والسوسيوتقافي، أحببت أن أضع أمامكم قضية حيوية تتناول مجموعنا كله لأن حياة الفرد مستمدة من حياة المجموع، ولأن الأفكار الصادرة عن الأفراد لا تلبث أن تؤثر في أحوال المجموع إذا تناولتها الطبقة المتعلمة المتنورة وهذه الحقيقة تجعلنا ندرك إدراكاً جلياً حقيقة العلاقة بين حياة الأفراد وحياة المجموع وأهمية الأفكار في جعل هذه العلاقة شيئاً مفيداً للفرد وللمجموع، فالتفكير مظهر من مظاهر الحياة الراقية لأنه العمل الأساسي للعقل البشري.
إذن حتى لا نبالغ في هذه القراءة الشخصية نقرب لكم نتيجة الفوارق المهمة بين الأفراد، وبين ألأمم، ألفت نظركم إلى اختلاف الموقفين اللذين يقفهما كل من الإنسان الصحيح الحياة الجميل النفس والإنسان السقيم الحياة القبيح النفس. إن هذين الإنسانين إذا التقيا على طريق الحياة أدرك كل منهما أنه يختلف عن الآخر كل الاختلاف. فالواحد منهما تبدو عليه سيماء النشاط والذكاء والمرؤة، والآخر تظهر عليه دلائل الخمول والكسل والذل. الأول سليم الطية، صافي النفس، صريح القول حر الفعل، والثاني خبيث القلب، مشوب النفس مخاتل في القول، مستعبد في الفعل. وكل واحد منكم يمكنه أن يقدر في نفسه نتيجة احتكاك هذين الشخصين حين تجمعهما التقادير في مكان واحد، فالأول يشفق على الثاني ثم هو لا يلبث أن يحقد عليه. وهذه النتيجة، التي تحكم بسمو الأول وانحطاط الثاني، هي حق وعدل، ولكن الاختبار قد أظهر لنا أن من الناس من قد بلغ بهم الفساد حداً يعكسون معه الآية.
وأختم قولي مع الفيلسوف ويليام جيمس :" الفكرة الصادقة هي التي تؤدي بنا إلى النجاح في الحياة".

اعتمدنا في هذا المقال على كتاب التفكير التحليلي القدرة والمهارة والأسلوب د. أيمن عامر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - من نجوم شهر مايو الزعيم عادل إمام.. ومن أبرز أفلام


.. عمر عبدالحليم: نجاح «السرب» فاق توقعاتي ورأيت الجمهور يبكي ف




.. عمر عبدالحليم: كتبت لفيلم «السرب» 23 نسخة


.. أون سيت - 7 مليون جنيه إيرادات فيلم السرب في أول 3 أيام فقط




.. لا تفوتوا متابعة حلقة الليلة من The Stage عن الممثل الكبير ا