الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف يسود العالم

اسعد الامارة

2005 / 6 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


من وجهة ا لنظر ا لنفسية ا لسائدة في عا لمنا ا لحالي ، أن ا لخوف و ا لقلق و ا لترقب و ا ليأ س
هو ا لشعور ا لغا لب ا لذي يستطيع اي منا ان يدركه لاول مشاهدة له لوسائل الاعلام وا لمحطات
الفضائيه ، وهو الشعورالسائد بين ا لناس وهم يتابعون بقلق أجواء التهديد وعرض القوة والتلويح با لحروب وا لدمار من جانب الاقوياء في مواجهة المنافسين حتى ولو كانوا من ا لضعفاء ، وهو ما يذكرنا منذ اقدم العصور الاولى للبشرية بقانون ا لغاب وسيادة الاقوى وفناء الاضعف .
ان عالمنا ا لراهن بكل ما انتج من وسا ئل ترفيه وتكنولوجيا واشباع للحاجات ا لفرديه للناس
وللشعوب ، الا انه عُد من أ قسى عصور الصراعات الانسانيه منذ عهد آ دم نبي ا لبشريه الاول ، فالحروب وا لقتل وا لدمار لم تكن في عصر من ا لعصور بهذا الحجم في كل بقاع الارض مثل ا لذ روة التي وصلت اليها في عصرنا ا لحديث ... فا لبشريه عاشت أزمان قاسيه لا مثيل لها تمثلت في الحربين الكونيتين الاولى والثانيه في القرن الماضي ، الا ان بشاعة ما يجري في العالم فاق كل التصورات في زمننا ا لحاضر ، بعد ان تحول ا لعالما لى بؤر ساخنه للصراع حا ليا ومهيأة للاشتعال في اماكن اخرى من ا لعالم بعد حين ، وكأن دوامة ا لعنف تنتعش بفعل ا لسياسات ا لداعمة لها وا لمؤيدة من بني ا لبشر ... فمن اراد ان يتسلى بمشاهدة ا لواقع وليس الخيا ل السينمائي ، عليه ان يشاهد نشرات الاخبار .. فمشاهد القتل وجثث الضحايا ،وطرق الفتك بالجنس البشري الجماعي او الفردي تجري امام نواظر ملايين البشر عبر شاشات التلفزيون او كما تحملها ثقافة الانترنيت الاكثر حرية في العقد الاخير ،فضلا عنأزيز المدافع وا لقذائف ا لتي تفتك با لبشر وتسبب ا لدمار للمباني وا لممتلكات صارت معتادة ومتكررة لدرجة لم تعد تحرك ا لكثير من مشاعر ا لناس في انحاء عديدة من الارض ... وا لفارق هنا ليس متباين
بين شريعة وقانون ا لغاب وبين ما يقوم به الانسان نحو اخيه الانسان ... وهنا توجب ا لمقارنه بين
سفك دماء ا لحيوانات ، وا لغبن ا لواقع عليها من قبل الانسان وممارسة ا لقتل ضدها بصورة محددة ،
ولاهداف واضحه ، هي ا لحصول على ا لغذاء و ا لتلذذ بأكل لحومها ، وبين ا لصورة الاخرى في قتل
الانسان وسفك دماءه وسلب ممتلكاته والتمثيل بجسده بصور شتى ومسميات متناقضه يطلقها كل طرف ليمارس تحت تسميتها القتل والعنف والتدمير مثل "الارهاب" و"ومكافحة الارهاب" و"الاحتلال وا لمقاومه "، وهي في النتيجة قتل اعظم مخلوق عرفته البشرية وهو الانسان بكل ما حمل من مشاعر واحاسيس ، يقتل هذا الانسان تحت انظار الساسة والعامة من الناس بأسم " حرب التحرير" او من اجل استعادة الكرسي والمال والسلطة وشعارات أخرى تتصل بالمعتقد والدين وحقوق الانسا ن والعداله المطلقه والحريه الدائمه ، والفتح الجديد، وهي في النهايه محصلة لصراعات وعنف وقتل ودمار ومآسي أنسانيه ..
أ ين آذن الجانب الانساني في السياسة ؟واين اذن تبادل المنفعة ؟
أين الوسائل الاخرى البديله ا لمتمثله في لاعنف ا لدين والانبياء وا لرسل وتقبل الاخر؟
نحن بحاجة ا ليوم ا لى وسيلة انجح من تلك الاسا ليب وا لوسائل ا لقديمة التي لم تطرد الدكتاتور
والظلم وتغير الشعوب نحو ا لديمقراطيه فقط ،بل انجب الدكتاتور دكتاتوريات جديدة متعددة الاهداف والوجوه، تعمل تارة تحت ستار الدين وتارة تحت ستار الوطنيةوتارة اخرى تحت ستار التحرير من الذي ازال الدكتاتور والى الابد.

لم يعد السلوك العدواني بحاجة الى تفسير وخصوصا ،العدوان الناجم عن بعض المعتقدات المتطرفة دينيا، وهي الجماعات الاسلامية السياسية، وتساوي دوافع العنف في مثل هذه الحالات التي باتت متفشية بين جيل الشباب اكثر من الافراد الذين يعانون من الاضطرابات العقلية، حتى عد البعض ان هؤلاء الافراد في تطرفهم في سلوك العنف والعدوان يساوي تطرف مرضى العقل في سلوكهم العنيف،وعليه فان الدوافع وان اختلفت بين الجماعات الاسلامية ومرضى العقول ولكن نتائجها ظلت واحدة وهي القتل العمد وتشويه الضحية والتمثيل به، ما الفرق اذن بين المتطرف والمجنون ،لا سيما ان الذين يقاسون من امراض نفسية يمكن ان يصدر عنهم سلوك عدواني واساليب عنف غير متوقعة ،وقد يوقعون عدوانهم ويصيبون اذاهم على الذين يقومون برعايتهم والعناية بهم، وهوالحال ذاته عند المتطرفين الاسلاميين في توجيه عدوانهم نحو من يؤدي فريضة الصلاة في مسجد او معبد او مكان مقدس مثل الكنيسة ،فالامر سيان .
هناك مجموعتين من الاسباب تقود الى السلوك العدواني حيث تشمل
المجموعة الاولى:اسباب تعود الى طبيعة الاتصال الاجتماعي والتفاعل في سياق الحياة الاجتماعية ، فالعنف في هذا المستوى قد ينجم من قوة دافعية المعتقد المتطرف اسلاميا كان ام دينيا ام ثورياً.
اما المجموعة الثانية من العوامل فتعود الى خلفيات سيكولوجية تتصل بطبيعة الانسان وتكوينه واستعداده للفعل العنيف،سواء صدر من دوافع المعتقد او دوافع القتل بحد ذاته، فربما تكون فطرة او نزعة غريزية في الذات وجدت ظالتها في الدين او في عصابات السلب والنهب ، كما هو حال الشخصية المثيرة للجدل في العراق اليوم، المدعو احمد الخلايلة"ابو مصعب الزرقاوي"، الاردني المولد والمنشأ والتكوين والتربية، فهو كان تائها في شوارع الزرقاء وعمان يبحث عن اية جهة تستطيع استخراج طاقاته وشحناته المكبوتة وتستطيع ان توجهها بالاتجاه الذي تريده نحو العنف والسلوك العدواني ، فعمل بالفعل في مجال العنف المنظم تحت راية العصابات وقطاع الطرق فترة وجيزة من الزمن، ولكنه لم يجد فيها مبتغاه فتحول الى الاسلام المتطرف الذي يؤمن بالعنف كسلوك وطريق موصل لتحقيق الاهداف حتى وان كانت على رقاب الابرياء،فنجح في الانخراط في تلك المجموعات وتبوأ فيها مواقع متقدمة واصبح صاحب الخبرة العتيدة بالقتل وقاد مجموعات آمنت بالقتل والعنف فعلا فهو كان بحق وما زال الرجل المناسب في المكان المناسب وخدمه ذلك كثيرا السياق الاجتماعي ومستوى العلاقات بين هذه الجماعات المتطرفة ووسائل شحن الهمم وتوجيه الدوافع نحو القتل والعنف تحت مسمى اكثر تأثيراً على عواطف الناس وهو الدين. وازاء ذلك نقول ان العنف هو منظومة اجتماعية نفسية مكونة من مجموعة عناصر منوعة تحركها بالاتجاه الذي منه تلقى الدعم وتولد العنف وتكبح الجانب المتعقل من الذات وتوجه مساره على النحو الذي تريده في نسق هذه القيم وفي بنية هذه الاتجاهات وفي عمق هذه المعتقدات المتطرفة .
















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع حالة التأهب في إسرائيل ومنع التجمعات في الشمال


.. ما حدث في الضاحية يهدف لتحييد حزب الله والمقاومة عما يجري ف




.. أهم المحطات في مسيرة حزب الله اللبناني • فرانس 24 / FRANCE 2


.. حالة من الذهول والصدمة في بيروت • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بين نعيم قاسم وهاشم صفي الدين.. إليكم من قد يخلف حسن نصرالله