الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جداً (غرف غائبة ملاحقة)

نهار حسب الله

2013 / 11 / 6
الادب والفن


غرف
جرني فضولي القاتل لتأمل معمار ذلك القصر الفاخر.. هاجس غريب دعاني للدخول إليه خلسة وأكتشاف أسراره..
تجولت في أروقته وممراته، وتوقفت عند باب غرفة صاجي، كان قد كُتب عليه (التزم الهدوء الموتى ما زالوا نائمين)، ولم يكن ببالي إزعاج أحد، فانسحبت سائراً على أطراف أصابعي بخطى واهنة، لأجد نفسي أمام غرفة أخرى، غرفة بجدران حمراء قاتمة، بدت لي وكأنها حجرة إعدام.. تأملتها جيداً وكأني قد زرتها في وقت سابق.. وبعد دقائق من الشرود تأكدتُ بأن أحلامي اعدمت في ذات المكان..
آلمتني الذاكرة المرة فغادرت المكان مسرعاً لافتح باب غرفة ثالثة لأجد نفسي مكبلاً بالسلاسل، معتقلاً هناك..
أذهلني الموقف، فسألت نفسي ، كيف لي ان أكون معتقلاً هنا وأنا حر هناك؟
شتمتُ فضولي واعتزمت الهروب، إلا ان احدهم اوقفني تحت تهديد السلاح بداعي التسلل الى مديرية الامن.

غائبة
كَسرتُ قارورة العطر، وكأس النبيذ الأحمر، وأطفأت شموع العشق المشتعلة لأجلها وحدها تلك التي تمثل نون النسوة وغرامهن وحبهن...
خاصمت جمال الحياة من بعدها، وجمدتُ الدموع؛ وخبأتها تحت الجفون، حتى تبخرت وتحولت الى أنين وآهات فراق ووحدة قاتلة.
نسجتُ لنفسي فسحة أمل برؤياها.. علها تصلح ذاتي المتلاشي، وإذا بها تعود من غربتها البعيدة لتعيد ترميم أجزاء روحي المنكسرة، وتنير عتمتي بضيائها وتنثر أريجها النرجسي..
إلا انها عاتبتني بقسوة على طيشي وفوضويتي.. وقبلتني واعتزمت المغادرة!!!

ملاحقة
يلاحقني قدر مشؤوم، يتتبع خطاي كما الهارب.. ويتهمني الموت بالتسويف والمماطلة من أجل البقاء في زمن اللا أمل، اللا بقاء، اللا خلود..
غبي ومتسرع وأهوج ذلك الموت.. لا يعلم أني أركض باتجاهه.. أمضي مسرعاً لأرتمي بين أحضانه مرتعداً من ذلك العالم البشع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عوام في بحر الكلام -الأغاني المظلومة في مسيرة الشاعر إسماعيل


.. عوام في بحر الكلام - قصة حياة الشاعر الكبير إسماعيل الحبروك




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: الأسطورة الخالدة الأغ


.. عوام في بحر الكلام - ما قاله الكاتب الصحفي منير مطاوع عن الش




.. عوام في بحر الكلام - المناصب التي وصل لها الشاعر إسماعيل الح