الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات العراق القادمه تغييراً لا مفر منه

محمد فريق الركابي

2013 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


مما لا شك فيه ان العراق اليوم يعيش موجه عنيفه من المهاترات السياسيه التي يسعى من يقف ورائها الدفاع عن نفسه و اسقاط خصومه و في الوقت نفسه كي يحافظ على اقل تقدير على مكانه في المشهد السياسي القادم بعد الانتخابات و بالتأكيد ستستخدم الاحزاب كافه وسائلها الترغيبيه و الترهيبيه في سبيل ذلك و لكن هذه المره لن تنطلي الاعيب التدين و التمذهب و غيرها من الامور التي كانت وراء وصول الاحزاب الاسلاميه على اختلاف مذهبها او معتقدها الى السلطه و ذلك بسبب الغضب الشعبي المتواصل ضد الفساد الذي لا يعرف مداه و ايضا الفضائح التي يخرج بها النواب من خلال ملفات الفساد التي يملكها بعضهم على بعض و هو ما نتج عن حكومه الشراكه الوطنيه التي و من المفترض ان يعمل وزرائها من اجل الشعب لا من اجل جمع ملفات الفساد و هم سواء كانوا يشعرون او لا يشعرون اسقطوا انفسهم قبل اسقاط غيرهم.

ان المشهد السياسي العراقي الجديد الذي سينتج بعد انتخابات 2014 لن يشهد تكرار ما جرى في الانتخابات التي مضت و لعدة اسباب منها الداخليه التي تتعلق بما يعيشه الشعب من حرمان و عدم استقرار امني و منها ما هو خارجي يتعلق بما يعيشه المحيط الاقليمي من ازمات يتطلب تغيير الاوراق في العراق نظرا لما يلعبه موقع العراق المهم لبعض اطراف الصراع الاقليمي و لكلا من هذه الاسباب مدى معين من القوه فقوة السبب الاول لم تكن كافيه للتغيير في السنوات العشر الماضيه نظرا لوجود التأثير الديني من قبل الاحزاب الدينيه و استغلال التعطش الشعبي له خصوصا بعد انتهاء وجود النظام السابق و العوامل الخارجيه لم تكن قد وجدت بعد ابان الدوره الانتخابيه السابقه و هو ما جعل المشهد السياسي في العراق جامدا لا مبرر لتغييره انذاك.

لو رجعنا الى الشارع العراقي نجده يغلي بشده هذه المره بسبب عمليات الفساد التي تصل لمبالغ ربما يعجز البعض عن قرائتها و التي تذهب اما لمشاريع وهميه او لمنافع شخصيه للمسؤولين العراقيين و ربما ما نشر اخيرا عن العمليات الجراحيه التي قام بها اعضاء مجلس النواب و عددا من الوزراء زادت من حدة الصراع بين الشعب و السلطه فهم يبحثون عن سببا مقنعا للتمييز بين الشعب و المسؤول الذي يذهب للعلاج في ارقى مستشفيا العالم و على نفقة الدوله بينما المواطن البسيط يموت يوميا لعدم وجود العلاج و دون ان يكون دوله رغبه في علاجه و ايضا التظاهرات الشعبيه التي خرجت و لاكثر من مره لالغاء التقاعد الخيالي لاعضاء مجلس النواب و التي قوبلت بالرفض الشديد و العلني من البرلمانيين و ايضا تقاعد الرئاسات الثلاث التي يصح تسميتها الرئاستين نظرا لغياب رئيس الجمهوريه الذي يجعل الحكومه غير دستوريه منذ اجتياز غياب الرئيس الفتره المحدده دستوريا و ايضا غياب الخدمات بشكلا شبه كامل و غياب كامل للتعيين على ملاكات الدوله للخريجين و الاهم من ذلك غياب الامن الذي يعتبر من اهم اولويات الحكومه فعلى الرغم من الميزانيات الضخمه التي كانت من نصيب وزارتي الدفاع و الداخليه التي لم يعين لهما وزير حتى هذه اللحظه في مفارقه هي الاولى في العالم فهاتين الوزارتين يعدان عصب الدوله لكن في العراق فلا داعي لوجودهما و رغم ذلك نجد ان العمليات الارهابيه تفتك بالعراقيين صباح مساء دون ردة فعل من الحكومه و غيرها من الامور التي لو تأمل فيها عاقل لسأل اين الدوله مما يجري ؟

اما على المستوى الاقليمي فالنزاع السوري يشكل العقبه الكبرى و الاهم التي سيكون لها الدور في عدم رغبة الولايات المتحده الامريكيه تجديد دعمها لاحزاب السلطه في العراق و ايضا النزاع الايراني الغربي بشأن برنامجها النووي الذي لم يحرز اي تقدم ملحوظ حتى بعد تغيير الحكومه في طهران فعلى مستوى القضيه السوريه فلا يخفى على القاصي و الداني ان ايران هي الراعي الرسمي لعمليات قوات النظام و هي الممول الاول لها من ثم روسيا و هي (ايران) صرحت و لاكثر من مره ان التعدي على النظام السوري هو تعدي على ايران مباشرةً و فيما يخص العراق فهو كان قد تحفظ على كثير من القرارت التي صدرت من جامعة الدول العربيه و ايضا الامم المتحده و اجهزتها و التي لم تكن لصالح نظام الاسد و هو امرا جاء لصالح ايران خصوصا و ان التأثير الايراني في الشؤون الداخليه للعراق لم يعد خفيا و صرحت به ايران و الولايات المتحده الامريكيه و لاكثر من مره و قد استغلت ايران هذا التأثير لجعل العراق ممرا يصلها الى سوريا لارسال الامداددات العسكريه او الماليه او ارسال المقاتلين و عندما طلبت الولايات المتحده الامركيه من العراق تفتيش الطائرات الايرانيه التي تعبر الاجواء العراقيه متجهه نحو سوريا كان رد وزير الخارجيه العراقي هوشيار زيباري واضحا لا يحتاج الى تحليل و جاء بالنص العراق لا يملك ان يفتش الطائرات الايرانيه لقلة الامكانيات و هو امرا جعل الموقف العراقي في غاية الحرج فكيف يخرج رئيس الحكومه و يعلن عن ان العراق يملك السياده على ارضه و لا يمكن لاحد اختراق اجوائه دون تفتيش و اذن منه (العراق) و كيف كان تصريح وزير الخارجيه الصريح و هنا ربما يكون من صالح الولايات المتحده الامريكيه تغيير الوضع العراقي او على اقل تقدير عدم دعم الحكومه الحاليه التي تتألف من احزاب لها علاقه قويه بأيران كي تضع حدا لتدخل ايران في العراق و بالتالي في سوريا و تحسم الامر لصالحها.

و ايضا و الاهم هو وضع الولايات المتحده الامريكيه المتأزم داخيا و الذي لم يستطع التكتيم الاعلامي اخفائه فهي تعاني من تدهور اقتصادي حرج و ايضا الصراع الجمهوري الديمقراطي فالجمهوريين و كما يبدو منزعجين من سياسة اوباما التي لم تعد تنفع في ادارة السياسه الخارجيه للولايات المتحده الامركيه و دورها الاساسي و المهم في العالم و قد انعكست اثاره في تصريحات اوباما بعد لقائه رئيس الحكومه العراقيه و الذي انتقد فيها ادائه في ادارة الحكومه و نفور الاحزاب الاخرى او بالاحرى ابعادها من المشهد السياسي و سيطرة الحزب الحاكم على اهم المواقع الحكوميه و هو امرا يأكد ما طرحناه في بداية حدينا و بالتالي نجد ان بوادر التغيير قادمه دون ادنى شك بتوافر العاملين الداخلي و الذي يمثل صوت الشعب و الخارجي و الذي يمثل رغبة الولايات المتحده و الذي يتوافق مع مصلحتها تغيير شكل الحكومه كي تكون لها وسيله للظغط على ايران لمحاولة حلحلة الازمه السوريه و ايضا مساومتها في قضية البرنامج النووي الايراني ذلك و في حالة حدوث تغيير في العراق ستكون ايران في مواجهه شرسه بين محيطها الاقليمي(الدول العربيه) و ايضا مع الغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة