الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد العزيز مخيون مرة أخرى: ليس أول مناضل يدفع ثمن انحيازه للجماهير

هويدا طه

2005 / 6 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


في مناخ ٍ اجتماعي وسياسي مريض.. خلقته ديكتاتورية النظام الحاكم.. في المجتمع المصري، وفي ظل فساد استشري في كل مفاصل الدولة.. لم يكن اندفاع عبد العزيز مخيون للدفاع بإخلاص.. عن حق الشعب الذي ينتمي إليه في الحرية والكرامة.. ليمر دون عقاب، من جانب هؤلاء الذين يلتفون الآن.. حول نظام ٍ يتهاوى.. ليستفيدون بانتهازية لا مثيل لها.. وبقدر ما يستطيعون.. من خطف فوائد غير مشروعة.. في اللحظات الأخيرة من عمر نظام.. أذاق المصريين كل صنوف الذل والإهانة.. لم يكن ليمر دون عقاب له على رقي موقفه.. سواء كان العقاب في صورة (تضخيم) فضيحة أسرية.. تعرض لها الفنان سيء الحظ.. في لحظة التحامه بالناس بكامل اختياره.. أو في أي صورة أخرى.. ربما كانت تبيت له.
عبد العزيز مخيون أنقذ سمعة الفنان المصري.. من وصمة الانحياز الانتهازي إلى السلطة الغبية.. في افتراسها للناس.. بعد أن كاد يلطخها فنان آخر هو عادل إمام.. عندما تطوع بإظهار زيف صورة البطل الجماهيري.. التي قدمها للناس على مدى عقود، حين انحاز للنظام الفاسد في قمعه لمظاهرات المواطنين.. ضد القمع والقهر والفقر والاستعباد.. في تصريح له أذاعته وكالات الأنباء.. وصف فيها تلك المظاهرات بأنها (ضد الوطن)، فرد عليه عبد العزيز مخيون في لقاء مباشر على قناة الجزيرة قائلا إنها مظاهرات سلمية.. يطالب فيها الشعب المصري بحقه في الحرية.
لكن ما تعرض له مخيون.. لا يشير فقط إلى ما ينتظر أي مناضل.. يرفض السكوت على الظلم، من تعمد السلطة وخدامها فضحه وتجريحه وتشويهه.. باختلاق الفضائح أو بالاصطياد في الماء العكر.. أمام من يدافع عنهم ويلوذ بهم، بل يشير أيضا إلى (ثقافة) اجتماعية كاملة.. لا تفرق بين (حياة الفرد الخاصة) و (دور الفرد العام).. ثقافة اجتماعية معقدة.. جاهزة لنهش هؤلاء الذين يتغلبون على أنانية طبيعية يتسم بها كل البشر.. يتسامون عليها.. فيضّحون بكل أو بعض آمالهم الخاصة وطموحاتهم الشخصية.. من أجل أشياء صارت مثيرة في نظر البعض للسخرية.. أو صارت في نظر البعض الآخر.. موضة قديمة.. أشياء تعبر عنها كلمات مثل.. الوطن.. الحرية.. الكرامة.. العدل.. التضحية...
مخيون ليس أول هؤلاء الذين ينهشهم الانتهازيون والغافلون على حد ٍ سواء.. ولن يكون آخرهم.. طالما أننا ما زلنا نعيش ثقافة (تخلط) بين حق الفرد في أن يعيش حياته الخاصة كباقي البشر.. يصيب فيها ويخطئ.. يعطي ويأخذ.. يغضب ويصفح.. يحب ويكره.. يضعف ويقوى، وبين حق نفس الفرد.. أن يؤدي دورا إيجابيا في مجتمع.. أحوج ما يكون إلى تغيير بناه الثقافية من جذورها.. دون أن يكون بالضرورة.. قديسا أو ملاكا طهورا..
ربما أخطأ من أراد بحسن نية أن يدافع عن مخيون (بإنكار) ما تعرض له من غدر زوجته، درءً للفضيحة التي طالته.. بل ينبغي أن (نفضح) تلك الثقافة.. التي تطلب من المناضل أن يكون (إنسانا كاملا).. أن نغيرها بالمواجهة.. لا بالإنكار.. لتكن زوجته خائنة أو بريئة.. لا يهمنا.. ليكن هو في حياته الخاصة.. مقصرا أو كريما.. لا يهمنا.. فهذه (حياته الخاصة).. لكل منا.. حياته الخاصة.. المتأثرة بكم ٍ ضخم من العوامل المتشابكة المعقدة.. ينبغي علينا أن نفضح ذلك النوع من الاصطياد في الماء العكر.. الذي يشوه عمدا هؤلاء الذين يتقدمون الصفوف في معركة التغيير.. في تلك اللحظة الحرجة الفاصلة في تاريخ بلادنا..
لهذا يتمنى الكثيرون.. ممن أحبوا عبد العزيز مخيون لاندفاعه الثوري الجميل.. ألا ينهار الرجل.. رغم عمق مأساته الشخصية.. يتمنى الكثيرون ألا ينزوي أو يطأطأ رأسه.. أو يستجيب لابتزاز هؤلاء الأشرار.. ويشعرهم أنهم استعبدوه..
عبد العزيز مخيون.. ذقت حلاوة أن ترفع رأسك أمام سلطة غاشمة.. فاستمر.. وارفع رأسك يا أخي....










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الضفة الغربية المحتلة: سياسة إسرائيلية ممنهجة لجعل حياة ا


.. إسرائيل تصادر أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقيات




.. مشاركة كبيرة متوقعة في الانتخابات التشريعية البريطانية


.. غزة.. أطفال شردهم القصف الإسرائيلي ونازحون ينزحون من جديد




.. ماذا قدم حزب المحافظين للبريطانيين وما مصيره؟