الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي و الصدر حلفاء الأمس أعداء اليوم

محمد الياسين

2013 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


يبدوا ان الصفعات التي تلقاها السيد نوري المالكي خلال زيارته إلى واشنطن أفقدته السيطرة على أعصابه واصابته بالهستيريا ، عندما أصدر مكتبه الإعلامي بياناً شديد اللهجة ضد التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر ، متهماً إياه بارتكاب جرائم ضد العراقيين ، والتعاون مع دول خارجية ضد البلاد .
خرج المالكي برسالته تلك عن كافة التقاليد والاعراف السياسية حينما وجه نقده الشديد للسيد مقتدى الصدر، صاحب الفضل الكبير بإفشال مشروع سحب الثقة من المالكي ، رغم تحجيم الآخير لدور الصدريين ونفوذهم "الميليشياوي" في العاصمة بغداد وغالبية مدن الجنوب من خلال عملية صولة الفرسان العسكرية في العام 2008 ، والتي ادت إلى تراجع نفوذ ميليشيا المهدي في الشارع العراقي ، مقارنة بنفوذ عصائب أهل الحق وجيش البطاط المُتحالفين مع المالكي بأوامر من طهران.
رغم رفضي الشديد " لطوئفة " المجتمع العراقي والكيان السياسي للدولة ، وإعتقادي بأن الدور الذي يؤديه رجال الدين في الحقل السياسي ، سبب البلاء والوباء الذي أصاب العراق ، لكن السيد مقتدى الصدر لم يخطأ عندما قال : إن المالكي ذهب لواشنطن "ليستجدي" ، فالاخير ذهب فعلاً يستجدي دعم الإدارة الاميركية لولاية ثالثة ، إلا أنه قوبل بهجمة شرسة من قبل أعضاء في الكونغرس وحملة مكثفة من قبل الصحف ووسائل الإعلام الاميركية ، وتظاهرات المعارضين العراقيين والايرانيين أمام البيت الابيض ، إضافة إلى الإمتعاض الذي بدا واضحا على ملامح وجه الرئيس الاميركي خلال لقاءه المالكي .
لم يدرك المالكي فداحة الخطأ الذي ارتكبه لنفسه وهو يوجه إتهامه المباشر للصدر بقتل العراقيين ، معلناً في الوقت نفسه علمه بتلك الاعمال الإجرامية ، والفوضى التي شهدتها البلاد ، دون ان يتخذ أي إجراء قانوني ضد الجناة ، ما يجعله شريكاً اساسياً بكافة الجرائم التي ارتكبتها تلك الميليشيات ضد العراقيين.
يبدوا ان المالكي لم يفشل بإدارة الحكومة وإحتواء الأزمات فحسب، بل فشل ايضاً في المحافظة على شركائه وحلفاءه السياسيين ، كون الصدريين يشكلون الثقل الأكبر والاهم بعملية حسم من يتولى منصب رئاسة الوزراء، يتضح ايضاً من موقف المالكي هذا ، أنه يعمد إلى تصعيد امني وسياسي خلال هذه الفترة ، أما من الطرف المقابل ، الصدريين ،فهم قادرون على الذهاب بخيار التصعيد والمواجهة ضد المالكي ، إلا ان زعيمهم مقتدى الصدر اتخذ موقفا ضعيفا بالرد ، مدركا بذلك نية المالكي المُبيته، حينما دعا انصاره الى تجاهل ما صدر من المالكي ، واصفا إياه بالفاشل سياسياً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية