الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سِفر الرؤيا

سائد السويركي

2013 / 11 / 7
الادب والفن


سِفرِ الرُؤْيا

عِندما يُومِضُ السحرُ ، امسكْ ومضَتك ، التقِطْها ، اصنعْ مِنها كوناً مِن نُورٍ ، يُومِضُ سِحُركَ في هذي الليلةِ ، تكتبُ فوقَ الجسدِ الحالمِ ، قلبُكَ دربُكَ فاتبعهُ ، ضِلعُكَ حارسُ شمعاتِ الليلِ فَلا تُطفِئها ، يداكَ دليلُ يَديكَ إِلى الحُبِّ ، تَلمَّسْ خَطوكَ بِيديكْ ، قدماكَ تَسِيرُ عَلى الغَيمةْ ، ألمسُ أرضاً أُخرى وَأَنا أَنظُر فِي عَيني رُوحِكِ ، يا شَطرِي
عِندما يُومِضُ سِحرٌ ، كُنْ أَنتَ الواثقَ مِن كُحلِ اللُغةِ العربيةِ ، واكتبْ فوقَ شِراعِ الرغبةِ ، هذي الرغبةُ ليستْ ما يَعتقِدُ العُشاقْ ، هذي الرغبةُ لحنٌ أصفى مِن عَسلِ الشمسْ ، هذي الرغبةُ مُوسيقى الربّْ ، هذي الرغبةُ شيءٌ أوسعُ مِن أفقٍ وَسِعتهُ سماواتٌ غيرُ سماواتِ الناسْ
أزعُمُ أنَّ الليلةَ ما كانتْ غيَر الجَنَّةِ حضرتْ فوقَ جناحِ يمامةْ ، أَزعُمُ أنّي حينَ فتحتُ يدايَ على شُرُفاتِكِ ما كُنتُ أَنا ، بلْ أنتِ
أَزعمُ ما أزعمُ ، أنَّ الليلةَ قالَ الربُّ :سأُطلقُ كلَّ عصافيرِ الرغبةِ فيكَ ، فكُنْ ومضةْ ، ولتذهبْ هذي المرةَ للحُلمِ نقياً
أَزعُمُ أنَّ الوردةَ ، يُمكِنُ للوردةِ أنْ تخلُقَ كوناً آخَر ، أنْ تفتحَ أبواباً أُخرى للنصِ ، لتعلمَ كيفَ تُشكِّلْ مِن نارِكَ نوَركَ ، مِنْ وردِكَ عِطراً بَرياً ، أَزعُمُ أنَّ الليلةَ لم تكُنْ الليلةْ ، كانتْ جسداً يتوحدُ في جَسدٍ ... لا تصلحُ هذي اللغةُ المأزومةُ للوصفْ
أزعمُ ، أنَّ اللمسةَ كانتْ تُشبِهُ فكَّ رموزِ العشاقِ جَميعاً ، أنَّ القبلةَ معجزةُ اللهِ ، وظلُّ الليلةِ كانَ مُضيئاً جِداً ، أُبصِرُ ما أُبصِرُ ، شيئاً بِي ، أشياءً أُخرى لمْ يُغلِقها النصُ بِوجْهي .
أنكشفُ الآنْ ، ماذا عَنكِ ؟ وماذا عَن ومضةِ رُوحكِ في الرَّغبةِ ، يسقطُ هذا الشِعُر العربيْ ، فالموسيقى في النصِّ رديئةْ ، كيفَ سيحملُ نصُكَّ كلَّ أَغاني اللهِ المنثورةَ فِي الكَونِ ، أُريدُكِ في رحلةِ كَشفِي عَنِّي ، لأقولَ أُحبُّكِ أكثرْ مِن كُلِّ عَصافيِر الشعرْ
كانَ الظلُّ مُضيئاً جِداً ، لمْ يقفِ الحارسُ بينَ النصِّ وبينِكْ ، لمْ يضعِ الصخرةَ والسيفَ على كفِّ رموزِي المغلقةِ عليّ
سأقولُ لقهوةِ ظِلكِ حينَ امتزجَ الظِّلانِ ، أُحبُكْ
أتشكَلُ فيكِ ، لن أخسرَ شيئاً حينَ أقولُ أُحِبُكِ إِلا هذا التَهشيم ، لنْ أخسرَ غيَر دموعٍ تُسرِجُ خيَل الليلْ ، لنْ أخسرَ غيرَ الخَجلِ التيهِ الحجرِ الجاثمِ في رُوحي ، الصحراءِ السيفِ القسوةِ ، لن أخسرَ غيرَ رصيفٍ وَحقائبْ ، سأقولُ أُحِبُكِ كي أُصبحَ طيراً يَغزِلُ من خيطِ الرغبةِ هذا العشْ ، لنْ أَخسَرَ إِلا الحزنَ ، الزاويةَ الموجوعةَ في النَّصِ الموجوعْ ، لنْ أخسَر إلا خَوفي مِنْ شيءٍ يُدعى الغدْ ، سأقولُ أُحِبُكِ ، حينَ أَقولُ أُحِبُكِ ، سَأَعرِفُ أَني لمْ أسقطْ بَعدْ في فخِ اليُتمْ
أتشكلُ فيكِ لأنامَ على خدِّ الدهشةِ كُلَّما غَفا نورسٌ على خدِّ موجةّْ ، هكذا ألقتْ عصفورةٌ فُتاتِ الخُبزِ لتطلعَ شمسٌ مِن هذي العتمةِ ، هكذا يُورِقُ الحُزنُ ليُنبِتَ عِناباً في حضرةِ عَينيها ، ما هذا ؟؟ لا أعرفْ ، شيءٌ يُشبِهُ ! ماذا يُشبِهْ ؟ شيءٌ يُشبِهُ نبضَ فراشاتٍ تغفو في النصِّ لتغزلَ نصاً مِن تُوتِ دَمِيْ
قالتْ سأنهضُ من الموتِ بعدَ ستينَ عاماً ... ستراني أتنفسُ الترابَ قبلَ أنْ تُوغِلَ الحياةُ في أَشلائي ، ستنظرُ كيفَ ستورِقُ نبتةٌ خرجتْ حيةً مِنَ الموتْ ، مَعْ كلِّ خُطوةٍ سأعودُ جميلةً كما كُنتْ ، ومع أَولِ عناقٍ ستعرِفُ كمْ كُنتُ أُحِبُكْ ، هكذا كانتِ الرؤيةْ
ما الذي جعلَ العدَو صديقاً ، من ذا الذي فتحَ التابوتْ ، ولماذا خرجتْ من حُضنِ الموتِ ضاحكةً كأُنثى تتجلى كأجملِ وردةٍ ، ولماذا بعدَ ستينَ عاماً ؟هكذا في الرؤيةِ تمتلكُ قلبَ فراشةٍ ... دمعةَ تمساحٍ أحياناً ... وأسئلةً مفتوحةْ
ثلاثُ خُطواتٍ فقطْ ...حتى تعرفَ كيفَ تموتُ الحياةُ ، وكيفَ ينهضُ الموتُ على قدمينْ ، كيفَ تشرقُ شمسٌ مِنْ تلك العينينْ ؟
لماذا ثلاثُ خطواتٍ ... فيما الموتُ قريبٌ جِدا
الوردةُ لصوفيةُ وحدَها من أدركتْ أنَّ مُطلقَ موتٍ مطلقُ حياةْ
لذا توقفْ عن لومِ نفسِكْ

السفر الثاني للرؤيا

قلبٌ واحدٌ لا يكفي العاشقَ
أرغبُ أن أعرفَ ماذا تَعني الأُنثى لي
للنصْ
للكونْ
حينَ تفرفطُ حبَّ الرُمانِ تخيلْ
كيفَ لُرمانكَ أن يتبعَ موسيقى الكَونِ
تناغمْ مع نفسِكَ ، معْ أنفاسِكَ
هذا الايقاعُ شهيٌ يُشبِهُ رقصَ الغجريةِ في الليلْ
حِينَ تُفرفِطُ حبَّ الرُمانْ
قُلْ للحبِّ : الحريةُ تُفضِي للقديسةِ
جَسدُ القديسةِ صفحةُ ماءٍ تصلحُ جسداً للمرآةْ
فاخلعْ نعليكَ أمامَ نجومِ النصّْ
فالرمانةُ بينَ يديكَ لتعرفَ
كيَف تُفرفطُ عنقودَ الشهوةِ مِن رُوحِكَ في روحِكْ
القاتِلُ حينَ القتلِ تموتُ ضُلوعُهْ
العاشِقُ عِندَ العِشقِ يُخاطِرْ
من يَجْمَعُ ما فَرَّقهُ النصُّ الأزليْ
من سيُفرِّقُ ما جَمَّعهُ النصُّ الأزليْ
تتوزعُ كُلكَ في هذيانِ الأشياءْ
فلتسألْ نفسَكَ
يا أَنتْ
كيفَ ستجمعُ روحَك حينَ تُقررُ أُنثى
أن تنثركَ كحبِّ الرُمانِ على صفحةِ مرآةِ الكونْ
في المشهدِ حاولْ فرفطةَ الأشياءْ
كُن جَسدَ الفِعلِ وقُلْ
سلمتُ عناقيدَ الروحْ .... ليديكِ
فلتفعلْ هذي القديسةُ ما شاءتْ
وليصرخَ جسدُكَ في النصِّ الأزليِّ
قبلتُ ، قبلتُ ، قبلتْ

سأستبدلُ رُوحي بروحٍ صوفيةٍ تطيرُ بجناحينِ من نورْ، هكذا أُريدُ للحبِّ أن ينامَ على غمامٍ شُتويٍ وقوسٍ قُزحْ ، البلادُ التي من حجارةٍ لم تَعُدْ مُغرمةً بالغناءْ ، جنديٌ مدججٌ بالنارِ على بُعدِ بُندقيةٍ وسياجٍ فاصلٍ يُلقي للأطفالِ دُمىً تخطفُ الهواءَ مِن صدرِ الطفولةْ ، في غزةَ هذه السماواتُ مغلقةٌ مُغلقةٌ ، تماماً كثُقبِ إبرةٍ مُلقاةٌ في العُتمةِ ، لا النهارُ نهارٌ ولا الروحُ تُشبِهُها ، مشنقةٌ لم تكُنْ في السقفِ ، بل في شباكِ المطبخِ الوحيدْ ، قالتْ في الرؤيا : يموتُ الصوفيونَ في الموتِ منَ الوجدِ وهُم حَزانى ، فالفكرةُ أكبرُ مِن هذا الوعي ، فاسمحْ لي أنْ أتركَ سربَ حمامٍ خَلفي ، قلماً ، دمعاً ، بِضعَ سطورٍ أتعبَها الحُبُّ ،قالتْ فِي الرؤيا : لا تقرأ سِفرَ اللحمْ ، فأنا حينَ اخترتُ الموتَ ... اخترتُكَ أنتْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟