الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مامعنى البحث عن الزمن الضائع؟

حامد رمضان المسافر

2013 / 11 / 7
الادب والفن


مارسيل بروست (Marcel Proust؛ 10 يوليو 1871 - 18 نوفمبر 1922) روائي فرنسي عاش في أواخر القرن 19 وأوائل القرن 20 في باريس، من أبرز أعماله سلسلة روايات بحثا عن الزمن الضائع (بالفرنسية: À-;---;-- la recherche du temps perdu) والتي تتألف من سبعة أجزاء نشرت بين عامي 1913 و1927، وهي اليوم تعتبر من أشهر الأعمال الأدبية الفرنسية. تستعرض كتاباته تأثير الماضي على الحاضر. كان بروست ناقداً ومترجماً واجتماعياً أيضاً.

ولد بروست بالقرب من باريس في عام 1871 لعائلة غنية، ودرس القانون والأدب. ارتباطاته الاجتماعية جعلته يرتاد غرف الضيوف الفخمة لدى النبلاء. قام بروست بكتابة عدد من المقالات للصحف الباريسية. نشر أيضاً القصص مثل "المتع والأيام" (1896). عانى من مرض الربو منذ طفولته، وأصبح مبتعداً عن المجتمع مع حلول العام 1897 بعدما ازدادت حالته الصحية سوء. كما أثرت وفاة والدته في العام 1905 على جعله أكثر انعزالاً. كان بروست نصف يهودي وأيد ألفرد دريفس كثيراً.

أهم اعماله : البحث عن الزمن الضائع بدأكتابتها في عام 1909 بالفرنسية، يتكون من سبعة مجلدات يبلغ مجموعها حوالي 3200 صفحة (حوالي 4300 في الترجمة المكتبة الحديثة). ودعا غراهام غرين بروست بالروائي الأعظم "في القرن 20"، وجورج سومرست موم يسمى رواية الخيال بالأكبر "حتى الآن". توفي بروست قبل أن يتمكن لاستكمال تنقيح مشاريعه والمجلدات الثلاثة الأخيرة التي نشرت بعد وفاته حررها شقيقه روبرت.

وقد ترجم الكتاب إلى اللغة الإنكليزية من قبل سكوت مونكريف كورونا، وظهرت تحت عنوان ذكرى الأشياء السابقة بين 1922 و 1931. ترجمة سكوت مونكريف من خلال ستة مجلدات واحدة من سبع مجلدات باسم الموت قبل الانتهاء من الماضي. وصدر هذا المجلد الأخير من قبل مترجمين آخرين في أوقات مختلفة. عندما تم تنقيح الترجمة في وقت لاحق سكوت مونكريف مع تغيير العنوان بترجمة أكثر حرفية وهو البحث عن الزمن الضائع.
عندما أكون في عذاب الخلوة بنفسي فأجلس مرتخيا إلي الخلف و أتذكر الزمن الماضي
بهذا المعني يبدأ الكاتب الفرنسي الكبير مارسيل بروست روايتة الخالدة البحث عن الزمن المفقود وهي ربما أبلغ ما قيل وأعمق ما كتب عن هذه الظاهرة الفريدة التي هي أساس الوجود الانساني .
و مارسيل بروست ما هو الا واحد من مئات الفلاسفة والفنانين الذين طالما تعجبوا وتاملوا وتغنوا بالزمن بكل ما فيه من سحر وغرابة و قسوه والتأمل والتغني بالزمن ليس من أبتكار الحضارة الأوربية الحديثة بل هو من أهم هموم الانسان منذ أن دون التاريخ. يقول عمر الخيام في إحدي رباعياته: غدا في ظهر الغيب و اليوم لي/ وكم يخيب الظن في المقبل. ثم يربط ذلك بقوله : لبست ثوب العيش لم استشر /و حرت فيه بين شتي الفكر/ و سوف أنضو الثوب عني ولم أدرك/ لماذا جئت أين المفر .
وهكذا ارتبط الزمان بالوجود من خلال بداية و نهاية الحياة فيما تتصوره الوجودية بالعبث . و تستمر هذه الافكار في كثير من الاشعار العربية الحديثة كقول إليا ابو ماضي : جئت لا أعلم من أين و لكني أتيت .
هل يمكن أن نفصل مشاعرنا عن الزمن من المضمون العلمي للزمن بفرض أن مثل هذا المضمون له وجود محايد خارج عالم المشاعر و داخل عالم القياس التجريبي؟ وبافتراض ان ذلك ممكن فسوف احاول في الفقرات القادمه أن ألخص أهم ما هو معروف في الوقت الحالي عن ظاهره مرور الزمن في إطار علمي لهذا المفهوم.
وقد رأيت أنه لا يمكن فهم هذه الرواية من دون فهم عنوانها (البحث عن الزمن المفقود) ومساءلته عن سبب البحث عن الزمن المفقود، وإذا عرفنا معنى البحث وأهدافه، فنحن لا نعرف ما الزمن المفقود الذي يعنيه مارسيل بروست، لذلك كان لابدّ من العودة إلى السيرة الذاتية للكاتب لفهم هذا العنوان، ومن بعد، فهم الرواية.
فالكاتب، بسبب يهودية أمه، كان يبحث عن الزمن الجميل الذي قالت به الحكايات اليهودية الشفوية التي سمعها من أمه، ومن جدته لأمه. وفي الحق أن هاتين المرأتين أثّرتا في الكاتب تأثيراً كبيراً جداً، لأن الرواية تردد تلك الحكايات الشفوية التي لا تخلو من الأسى، والفقد، والعزلة، والقلق، والغربة، والخوف، والأسئلة.. وهذه المعاني هي المعاني التي لفت حياة اليهود في المجتمع الغربي، فكل أسى وفقد وعزلة وقلق وغربة وخوف وأسئلة.. عاناها الكاتب حوّلها من معاناة (خاصة) إلى معاناة (عامة) تشمل يهود أوربا جميعاً، وبات البحث عن زمنه المفقود بحثاً عن زمن مفقود للجماعات اليهودية، وهو زمن قار في الحكايات الشفوية من جهة، وفي وعي اليهود الذين رفضوا فكرة الاندماج في المجتمعات الأوربية من جهة أخرى.
حين وصلتُ إلى هذه القناعة.. عرفت يقيناً لماذا لم يقم نقاد الغرب، ونقاد العرب، بتلخيص مضمون هذه الرواية، ولماذا لفتهم الحيرة حين راحوا يتحدثون عن زمن الرواية؟ ولماذا لم يتساءلوا عن أي زمن مفقود يغصّ به مارسيل بروست حتى ليكاد يفقد روحه عبر التجوال، والتنقيب، والطواف بالأزمنة الماضية.. استحضاراً لها، ودعوةً لاستعادتها بكل معانيها وطاقاتها..؟ ولماذا أخذت هذه الرواية كل هذه الشهرة حتى ليكاد الأدب الفرنسي يعرّف بها؟!
وهنا أتساءل، إذا كان الناقد الغربي حريصاً على الإضمار والسكوت تجاه ما جاءت به الرواية، ترى لماذا يبدو الناقد العربي حريصاً أيضاً على الإضمار والسكوت تجاه هذه الرواية؟! ترى أما آن الأوان للناقد العربي، وبعد مرور السنوات الطوال، وزوال الظروف الضاغطة على الترجمة، والأفكار.. أن يقرأ المدونات الغربية، وغير الغربية، بعيوننا وعقولنا، أي بموضوعية، وبعيداً عن النوازع والأهواء، وأن نكف جميعاً عن رذيلة الاستتباع والنقل الضرير؟! الجواب: بلى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا