الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة إلى التسامح

عبد العالي كركوب

2013 / 11 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


دعوة إلى التسامح
دعوة إلى التسامح، هذا ما يمكننا قوله كتعبير عن رأينا في رفض العنف و الصراع و الحروب… شكل هذا العنوان فكر فلاسفة كبار، أمثال: جون لوك و إيمانويل كانط… لكنه لا يرتبط بعصر محدد، لذا فهو صالح في كل زمان و مكان.
إن دعوتنا هذه لها معاني كثيرة، و يتم تحقيقها إذا ما تحلينا بقيم إنسانية سامية؛ كرفض كل أشكال التمييز العنصري، الإيمان بالاختلاف، و قبول الغير وفق مبدأ الاحترام المتبادل.
ففكرة التسامح ليست علاجا لمرض العنف، بل هي وقاية منه… أي أن وجودها هو نفي لكل صراع أو حرب…
لماذا الدعوة إلى التسامح؟
إن المتتبع للشأن الدولي و العربي خصوصا، يلمس مدى التطاحن الحاصل في عدة دول يدعي شعبها أنه واع بحراكه الثوري، لكنه حقيقة لا يدرك مدى الخراب الذي يسببه، لأنه لا يحمل أي مشروع فكري نظري يؤطر به عمله السياسي فيما بعد. و هذا ما يجعل الواقع المعاش هو نفسه رغم "نجاح الانتفاضات"… فالتغيير الذي وقع و سيقع فيما بعد هو تغيير لأشخاص و ليس لمنظومة سياسية، اقتصادية، و اجتماعية…
إن الربيع العربي هو أكبر خطيئة ارتكبتها الشعوب العربية "الثائرة"، لأنها أعطت الفرصة لعدة أطياف و فرق للتباري على السلطة وفق منطق الانتخابات النزيهة، منها من تمجد الدين كل حسب التيار الذي يناسبه: سني، شيعي… و منها من تمجد الليبرالية أو الرأسمالية… لكنها للأسف لا تكبد نفسها عناء البحث عن حلول لمشاكل التي يتخبط فيها المواطنون… فمنطق التطور يبدأ من الوحدة، و الوحدة تتحقق بمبدأ التسامح، فلماذا لا يبحثون عما هو مشترك بينهم و هو موجود؟ أليست الرغبة في العيش الكريم، و ضمان الكرامة و العدالة الاجتماعية و المساواة… و المحافظة على الأمن و السلم هي هاجس كل المطالبين بالتغيير؟ فما دخل المرجعيات في ذلك؟ هل هناك عيب في أن يمارس كل فرد حريته الدينية و الاعتقادية وفق إرادته؟ هل يؤذي بذلك شخصا آخر؟
لماذا سيكره السني الشيعي، أو المسلم المسيحي أو اليهودي أو العكس. يمكن أن يكرهوا بعضهم في حالة واحدة، و هي ارتباط الدين بالسياسة، فبما أننا نبحث عن الوحدة و هدفنا تحقيق فكرة التسامح، فلا ضرورة إلى إدراج الدين في العمل السياسي، فكما قال المفكر المغربي محمد عابد الجابري: "أنا مقتنع تماما بأن الإسلام الذي هو دين و دولة في آن واحد، لم يحدد لا بنص قرآني أو حديث نبوي الشكل الذي يجب أن تكون عليه الدولة فيه، و إنما ترك المسألة لاجتهاد المسلمين، فهي من جنس الأمور التي يصدق عليها قول الرسول عليه السلام أنتم أدرى بشؤون دنياكم . يدل ذلك على اختلاف الصحابة في سقيفة بني ساعدة إذ تناقشوا طويلا لينتهوا أخيرا إلى اختيار أبي بكر."
و هذا القول لا يصدق فقط على الإسلام، بل حتى على الأديان الأخرى، فلماذا نقحم الدين الذي يتميز بالقداسة في العمل السياسي الذي يسوده المكر و الخداع أحيانا كثيرة.
ليس الدين وحده من يؤدي إلى الصراع و الحروب، بل أيضا التطرف في تبني مرجعية فكرية سياسية معينة، كأن تدافع فئة عن اللبرالية، و الأخرى عن الاشتراكية… فبوقوفنا على فلسفة المفكر الأمريكي جون راولز يتضح لنا أنه استطاع الجمع بين المرجعيتين مؤسسا بذلك مرجعية جديدة و هي: الليبرالية اليسارية. فيا شعوب العالم تحلوا بالتسامح، و أجعلوا كل ما يسبب التطرف و الصراع حرية فردية و شخصية لا تلزموا بها الآخرين.
عبد العالي كركوب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل