الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا أمنا يا مصر

عدنان الأسمر

2013 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


يا أمنا يا مصر
أدرك مفكرو المسيحية المتصهينة والمحافظون الجدد أن مستقبل الكيان الصهيوني لم يعد مضمون وان هدفهم الاستراتيجي الأول , وهو حماية امن إسرائيل لا يمكن ضمانه أو الثقة بإمكانية استمرار تحققه وخاصة بعد تحرير الجنوب عام 200 وهزيمته الجيش الصهيوني أمام المقاومة اللبنانية عام 2006 وأمام المقاومة الفلسطينية أثناء العدوان على غزة عام 2008 فاخذوا يحيكون المؤامرات لإضعاف عناصر القوى لدى الأمة العربية وخلق حالة من الاضطرابات العميقة يصعب الخروج منها أو تجاوز أثارها ويأتي في هذا السياق ما يحدث في مصر أم الدنيا حيث غابت فلسطين واختفى علمها ولم يرفع الحصار عن غزة ولم تفتح المعابر بل تم شيطنة الفلسطيني وتقديم بعض القوى الفلسطينية وكأنها قوة عظما تتدخل في الشأن المصري وتنحاز لأحد أطراف الصراع كما استمرت المظاهرات الضخمة واسعة الانتشار مؤيدة ومعارضة منذ 30 / 6 وشهد المجتمع المصري حالة من الاضطراب العميق والتفجيرات والاعتداء العسكري على الجيش والأجهزة الأمنية المصرية والاغتيالات وانتهاك الحريات العامة والشخصية وإجراء كشف الحمل أو العذرية على البنات .
والأخطر من ذلك هو استبدال العدو الصهيوني بأعداء من أبناء الوطن والاحتفال بالانتصار عليهم بالرغم أن القتال العنيف بين أطراف الصراع في مصر يؤدي إلى نتائج وخيمة على الاقتصاد الوطني المصري بما يرفع الميزة النسبية التنافسية لاقتصاد العدو الصهيوني واهم تلك النتائج تعميق العجز في الميزان التجاري واستنزاف احتياط الدولة من العملات الأجنبية وضرب قطاعات السياحة والخدمات والزراعة وتباطأ نسب النمو وانخفاض قيمة الدخل الوطني الإجمالي والناتج الوطني الإجمالي وزيادة مستويات مديونية الدولة الداخلية والخارجية.
وانطلاقا من المصلحة القومية العليا والمصلحة الوطنية المصرية يجب على كافة القوى السياسية المصرية أن تسقط تصنيف العدو الداخلي وتعترف كل من القوى السياسية بالقوى الأخرى بغض النظر عن البرنامج السياسي أو الأيديولوجية وان تحترم نتائج الديمقراطية وتتوقف القوى السياسية عن تخوين الإخوان المسلمين في مصر كما يتوقف الإخوان المسلمين عن تكفير القوى الأخرى وان يحترم الجميع مبادئ الدستور التوافقي وألا يتم الانقلاب على المؤسسات الدستورية .
إن التمسك بجوهر الصراع العربي الصهيوني باعتبار العدو الصهيوني هو العدو الأساسي ولا يجوز استبداله بعدو ثانوي أو داخلي وإلا ينحرف الصراع عن وجهته الصحيحة يتطلب تنازل القوى السياسية المصرية وبحث عن قواسم مشتركة والالتقاء على الطريق الصحيح الذي يخرج مصر أم الصابرين من أزمتها الحالية وعلينا ألا ننسى تجربة جبهة الإنقاذ في الجزائر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا