الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقِدٌ على الطريق

أسماء الرومي

2013 / 11 / 8
الادب والفن


كنا في أحدِ الأسواقِ الكبيرةِ والذي هو مجمع لأسواقٍ عديدةٍ ، وحين خرجنا من أحدها وابتعدنا مسافةً أرادتّ حفيدتي أن تنزلَ من عربتها لتتمشى معنا ، إلتفتُ لقدميها فلم أرَ غير فردةِ حذاءٍ واحدةٍ . نظرنا داخلَ العربة لم نجدَ الأخرى ، قلتُ لأبنتي عودي للطريق الذي جئنا به وإلقِ نظرةً سريعةً . نظرت إليَ ابنتي بعيونٍ متعبةٍ قائلةً : كنتُ أود الجلوسَ في المقهى القريب لأستريح قلتُ : حاولي وبخطىً سريعةً ولا تطيلي البحثَ وسنتدبر الأمرَ ، وعند عودتكِ سندخل هذا المقهى فأنا أحبُ قهوتهُ والخبزَ الذي يعده داخل المقهى
بعد أن ابتعدتّ ابنتي أخرجتّ حذاءَها سندريلا والذي كانتّ تخفيه خلفها ووضعتهُ في يدي
رفعتُ يدي علّ أمها تراه من بعيد وتعود.
كان المساءُ قد بدأَ ينسابُ ومعه بدتْ لسعةُ بردٍ ، إلتفتُ إلى يميني على إمتدادِ الشارعِ رأيتُ موقداً متقداً بجوانبٍ شفافةٍ . إقتربتُ والصغيرة ، جلستُ في الأماكنِ المعدةِ حول الموقدِ الذي جذبني بشفافيتهِ وبجمالِ لهبهِ .
بداَ الناسُ يتزايدون كم جميلةً لمّةٌ حول هذا اللهب لو كانتْ لمّةُ أحبابٍ لكانتْ تعدلَ الدنيا نظرتُ للصغيرةِ لعيونِها التي أخذتْ تغمضُ مع الدفءِ وهي تحضنُ لعبتَها ولا تريد تركها .
جذبتني نظراتُ طفلٍ في حضنِ أمه ، أي نظرةِ تعجبٍ في عينيهِ وأي سعادةٍ تبدو عليه وهو ينظرُ للهبِ ، ونظرتُ لطفلةٍ لا تريد الأقتراب خائفةٌ تتشبثُ بثيابِ أمها وتنظر بحذرٍ.
بدأ المكانُ يزدحم فكم جميلةٌ هذه النارُ المتقدة لتلمّ على المحبةِ البشر . ليت كل النيرانِ لغرسِ المحبةِ لا لزرعِ الخوفِ والرعبِ . وجميلٌ كان السوقُ الكبيرُ بترتيبهِ وبما فيه وإن شُغِلنا بالبحثِ عن حذائكِ سندريلا الصغيرة .
من لمّةِ غرباءٍ دبَّ دفءٌ
ومن لهبٍ رقّ جناحٌ وظلٌّ
مجمعٌ به مع اللهبِ رفّتْ أنسامٌ
ودنتْ لتسقيني
وطافتْ وجوهٌ
ونشوى هممتُ أخطو للقياهم
فتراءى بين وهجِ اللهبِ
قلبيَ المسجونِ
وذكّرتني همسةُ دفءٍ بأغنيةٍ
ذكّرتني بعصريةِ عيد
يا سائراً بدربِ الغربةِ
كيف نسيتَ المواعيد
يا طوفانَ القلبِ لو مالتْ الأنسامُ
ودارتْ حيرى سواحلُ الحبِ
ورحلتْ مع الراحلين
وذاك المسافِرُ مع النجمِ يلوح
يا جامعةَ الدروب
توهجي برفّةٍ من مواقدِ الأحبابِ
حنّي وبدموعِ الوردِ انسكبي
يا دمعةَ الهوى
كيف أنكروكِ
ودارتْ مواقدُ الأحبابِ
وسجى الليلُ بثغرِ جرحٍ
به قلبي سرى
ذبلَ مثل زهرةٍ
ومثلُ لحنٍ حزين
تكَسّرَ على دربِ الوجدِ
من صمتِ الزمانِ خطّ الهوى دربي
ومن طيبِ نايٍ ينزفُ رأيتُ قيثارةً
بقربي
وإن تنكرَتْ دروبٌ
وإن نُثِرتْ برمادِ المواقدِ القلوب
فالوردُ يبقى بالعطرِ يفوح
وتدورُ عيونُ حبيبتي
يا عيونَ الحبِ مرآةُ نهرٍ بل بحرٍ
ويُطبقُ النعاسُ جفونَها الحبيبه
لتنسابَ وقلبي دفئاً من لمساتِ
الموقدِ
كُتبتْ 7ـ 11 ـ 2013
في لوس أنجلس
أم يمامة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال