الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحدة الوطنية ومستقبل العراق

محمد جبار كاظم الساعدي

2013 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



صورة العراق اليوم ملاءى بالمفارقات وهي تبدو للكثيرين من ابناء هذا الوطن وكأن البلد يعيش عصر الظلمة ,عصر الانكسار .فهناك مفارقات على الصعيد السياسي لم تخطر على بال احد وهناك مفارقات على الصعيد الاجتماعي ومفارقات على الصعيد الطائفي لاتقل خطورة عن سابقتيها .
ان هذه الفارقات تصفعنا والمواطن العراقي الذي يفكر في مايجري حوله حيث يشعر انه يغوص في الرمال المتحركة الغادرة في كعب وادي اليأس فنراه حتى لايأمل بالنجاة ويكاد يسلم النفس الاخير حتى قبل ان تبتلعه الرمال الرخوة .
غير ان الحياة اقوى من الموت ورغبة الحرية اقوى من الانقياد الى السلاسل ووهج النضال اكثر اشراقا من ظلمة دهاليز الاستسلام ,وفي احشاء التربة تتحرك بذرة الحياة بأرادة الوحدة وبالوحدة تستطيع الامم ان تنهض من الرماد .
لم يبقى امامنا الاان ننظر الى وضع البلد المتردي ,ان نستل سيف الخلاص من غمد اليأس وفي يقيننا ان الخلاص لاياتي الابفضل الوحدة فالتفتت بما يلازمه من وهن وضياع لايجابه الابا لوحدة وموقع العراق السياسي على الساحة الدولية لايمكن ان يتحسن تحسنا اساسيا الابا لوحدة والانفلات الامني والانهيار الاقتصادي وغيرها من القضايا لايمكن ان تحل الابالوحدة والاعتماد على النفس كذلك لايمكن تحقيقه عبر التجزئة والنزاعات الداخلية بين اطياف الشعب والبحبوحة المالية لايمكن انقاذها من الهدر والتآكل الابالوحدة والتي ستفعل عملية التنمية الحقيقية كما وان اكتساب القدرة التكنولوجية لايمكن ان تتم الا من خلال مؤسسات فاعلة للعلم والبحث وهذه لاتتم ايضا اذا لم تكن هناك وحدة وطنية بين اطياف الشعب .
هذه ليست تمنيات وآمال نلجأ اليها هربا من مرارة الواقع ولاهي طوباويات سهلة نتبناها هربا من انضباط المنطق ,على العكس انها من وحي الواقع المر والمنطق الصارم انها عشر كتلة الجليد الذي يطفو على السطح وما تحت فتسعة اعشار الكتلة المتبقية التي تتألف منها الحسابات الباردة والتحليلات الرصينة ومن بدائل جرى تقليبها وتمحيصها فلم تأت بجواب افضل واكثر اقناعا .
غير ان الوحدة التي تشفع لها كل الاسباب التي بيناها وكثير غيرها لاتتحقق بالتسبيح او التمجيد ولابالتحليل المقنع والبرهان القاطع , انها بحاجة لاقناع الجماهير وايمانهم ثم بانتظامهم في مؤسسات فاعلة وهي بحاجة الى قيادات ذات ايمان ثابت بضرورة انتشال المستقبل العراقي من الوضع الآسن وبالتالي الايمان بالوحدة هو اداة جبارة في عملية انقاذ البلد ولكي تتبلور هذه العملية لابد من عمل مكثف ومستمر على صعيد التوعية بضرورة الوحدة والنضال في سبيلها .
ان اعداء الوحدة كثيرون في الداخل والخارج ,ففي الداخل هناك بقايا ازلام النظام البائد والذين تضررت مصالحهم والذين كانوا يقتاتون على فضلات موائد سيدهم طاغوت العصر اما في الخارج فهناك الكثير ممن يصورون لنا الارهاب بأساليب حديثة كالحركات التكفيرية ومن يتباكون على سقوط الطاغية كالقنوات الفضائية التي تحاول ان تلبس الارهاب ثوب الجهاد والمقاومة ولاندري اين كانوا هؤلاء عندما كان صدام يعدم ابناء هذا الشعب واين كانت عروبتهم التي يدعون بها ولها واين كانوا من الحرب التي اقحمنا بها صدام وبعثه الكافر لثمان سنين مع الجارة المسلمة ايران واين كانوا عن المقابر الجماعية وما حدث في الانتفاضة الشعبيه في عام 1991
واين كانوا من الانفال وحلبجة وغيرها هل كانت عروبتهم مخدرة ام كانوا مخدرين بما يحقنهم به صدام من الافيون ومايمدهم به من الاموال ليجملوا صورته امام العالم ولماذا لم يفضحوا صورته البشعه ويكشفوا زيفه وزيف وطنيته التي كان يدعي بها ويدعوا لها .
ان النصر الاكبرللوحدة الوطنية يكون على الذات ,على الخوف ,يكون من الانتصار على استسلامنا للتجزئة على استساغة المصلحة الذاتية الحتمية في ظل الانانية على الجمود والكسل
فلابد من الصراع اذن ولابد ان يبدأهذا الصراع من ذلك الجانب من الذات غير الساعي الى الوحدة ومتى ما تحقق الانتصار في هذا الصراع وحسم الامر لصالح السعي الى الوحدة ,امكنت مجابهة باقي الاعداء داخل البلد وخارجه .
ان القضية في غاية البساطة فيما نعتقد اننا لانصدق ان العراقيين غير معنيين بمستقبل مشرف ,يجتمع لهم فيه الامن والامان والفاعلية السياسية والقوة الاقتصادية والرخاء والامل والمستقبل ,مستقبل يتزاوج فيه الحرية والتحرروالعدل والبحبوحة والقوة والكرامة .
فاذا كانوا معنيين بكل ذلك اي بمستقبل ابنائهم ومجتمعهم ,فلابد من الوحدة والنهوض من حالة التفتت والضعف والذل وحالة الارتهان للقوى الارهابية المعادية والكامنة داخل وخارج البلد .
بالوحدة فقط يكون المستقبل جديرا بان نتطلع اليه وننتظره بلهفة وربما نستطيع بالوحدة ان نحققه وعندما نحققه فقط نكون جديرين بالمستقبل المشرق ...


محمد جبار كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا تحظى سيارة بيك أب بشعبية كبيرة؟ | عالم السرعة


.. -بقنابل أمريكية تزن 2000 رطل-.. شاهد كيف علق حسام زملط على ت




.. عودة مرتقبة لمقتدى الصدر إلى المشهد السياسي| #الظهيرة


.. تقارير عن خطة لإدارة إسرائيلية مدنية لقطاع غزة لمدة قد تصل إ




.. قذائف تطلق من الطائرات المروحية الإسرائيلية على شمال غزة