الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الفلسطينية الى اين ؟!!

جورج حزبون

2013 / 11 / 8
القضية الفلسطينية


المصالح و الاطماع للدول تنشئ عندما تتحول الى قوة اقتصادية هائلة تحميها قوة عسكرية قادرة ، فتكون قد احتاجت الى التوسع حتى لا تعيش مرحلة كساد ، و تحتاج الى عوالم اخرى تنهب خيراتها و تستخدم شعبها عبيداً و تجعله مجتمع استهلاكي ، و هذا مضمون النشوء الامبريالي حسب ( لينين ) ، لم تتغير القاعدة ، و ان اخذت اشكالاً جديدة ، حسب المعطيات العالمية الموضوعية ، و لقد كانت منطقتنا مشمولة بالشهوة الامبريالية ، منذ الثورة الصناعية في اوروبا ،لقربها والموقعها ولتخلفها الاجتماعي والاقتصادي ولعدد سكانها ، و مع بروز اميركا كدولة كبرى اقتصادياً و عسكرياً تنامىت هذه الاطماع ، و ليست المماحكات مع السلطة العثمانية الا مبررات للاستيلاء على المنطقة ، و من هنا فان الاستناد الى اية رواية مهما كانت دينية او انسانية او غير ذلك ليست سوى ( قصص تفصيلية اسطورية الهائية ) ، فالمصالح هي التي حكمت المواقف و لا تزال ، و هي ذاتها المصالح التي وجدت حسب تقلب الظروف و بحكم طبيعة الامور ، كما كانت عملية تحرير العبيد في اميركا قد اصبحت مصلحة ، فان اقامة دويلات عربية و ليس دولة واحدة مصلحة تقضيها المتغيرات ، و لضمان تلك الاستمرارية وجدت الامبريالية مصلحة لها بالتحالف مع المشروع الصهيوني .
قبل اكتشاف النفط ، و الجزيرة العربية ارض بدو و صحارى و لقد كتب / كلوب باشا / الضابط البريطاني الذي قاد الجيش العربي الاردني في حرب 1948 ، وكان قد خدم في العراق و السعودية و خطط الحدود بين البلدين ، و في عدة كتب له منها جندي مع العرب و الامور المتغيرة في الحياة -، يشرح احوال تلك المناطق و صراعتها على الرعي ، و كيف كانت بريطانيا تدفع رواتب حكام السعودية و باقي الامارات المنتشرة على ضفاف الخليج .
مبكراً ادرك البريطانيون ان القوة العربية المركزية هي مصر و العراق و الشام ، و حتى بعد اكتشاف النفط في الثلاثينيات ، تابعوا نفس السياسية ، لانهم اهتموا بابقاء تلك المناطق غارقة في الدين و الترف ( و الاوتوقراطية ) ، و اتجهت بالتعاون مع الاميركين الوارثين الجدد للمنطقة ، بتدمير القوى الوطنية العربية و محاولة عزل العراق بالقيادات العميلة و الاحلاف العسكرية ، و شجعت في مصر نظرية الامة المصرية حتى تحدث في ذلك عميد الادب العربي طه حسين ، و اهتمت بتقسيم الشام ، فانفصلت الاسكندرون و لبنان ثم الاردن و فلسطين ، و الشام هي مولد الدولة العربية القومية منذ معاوية بن ابي سفيان ، و منها خرجت مفاهيم الثقافة و الفكر و الوحدة العربية ، و فيها تشكلت احزاب قومية و يسارية و انعزالية ، و انطلق منها مهاجراً او مناضلاً مختلف القيادات لارجاء الوطن العربي و الى بلد ان المهجر دون التخلي عن المسؤولية الوطنية و تحفيز الجماهير ضد الاستعمار و تحالفه مع اسرائيل فاستعانت اميركا بالانظمة العربية التابعة لضرب حركات التحرر العربي ، و التي بدورها استعانت بالدين غطاء لها ، كما ظلت تلك الانظمة منفتحة على العلاقة مع اسرائيل سواء بشكل مباشر ، ( حسب مذكرات بن جوريون / و الياهوساسون ) و غيرهم او بشكل غير مباشر عبر الجواسيس و انظمة الحكم الاستبدادي الذي لم يطور جيوش محترفة و لا تعيئه جماهير مقاتلة .
بالتأكيد كانت مرحلة الناصرية حاضنة نهوض ثوري عربياً اعاد مصر الى دروها القيادي و الطلائعي ، فكانت ان اصبحت مستهدفة ، و كانت عام 1967 ، و كانت افغانستان ثم الثورة الاسلامية الايراني ، فتراجعت القومية العربية ، و اخذ الاسلام السياسي حيزا كبيراً ، حيث وجدت اميركا فيه استثماراً هاماً امام السوفيت ، رغم ان تلك اللعبة انشئت الاسلام الجهادي الارهابي ، و لكن الحاجة لا ز النت ملحة امام مجموعات الاسلان المنغلقة ، و المهم اليوم هي اعادة تقسيم الاوطان العربية ، و أرجعاها الى عصور البداوة وما قبل الصناعة ، و هذا بالتعاون مع حكام الجزيرة بمختلف أطرها و هي لا تمتلك طموحات سياسية خارج الحفاظ على كياناتها و ترفها ، الى ان القرار هنا اميركي اسرائيلي ، فقامت بتمويل الارهاب ، لتصبح اسرائيل اليوم اقوى دولة في المنطقة بكافة النواحي ، مما يهدد الطموح العثماني الاردوغاني ، و الذي يتماحك مع اسرائيل دون اي خطوة جدية عبر تحالفهم الاستراتيجي والعسكري معاً لانه يدرك خطورة اسرائيل على فرص تمدده بالمنطقة ، الا ان الخلاف على النفوذ ، فالطموح الايراني ممكن حصرها خليجياً و يكفيه العراق او دويلة منها ، او جره الى حرب استنزافية لاحتوئه او اضعافه .
لكل ما سبق نستنتج ان الامور وصلت الى ضرورة دخول مرحلة جديدة ، و تنظيم جديدة سياسي للمنطقة ، قد لا تكون جزيرة العرب و تابيعها غائبة عن الهدف ، لان المصالح دائماً هي صاحبة القرار ، و مع ضرورة ان تعيد اميركا ترتيب اوراقها و الاهتمام اكثر بالمنطقة الاسيوية ، مع عدم التخلي الكلي عن المنطقة فان الحليف الاسرائيلي يستطيع ان يقوم بذلك ، الا انه له مطالب و هو يدرك طبيعة المرحلة و من حقه ان يطلب ، فيريد الانتهاء من امر ايران ، و اقامة علاقات طبيعية مع العرب حسب مشروعهم المسمى مشروع الملك عبدالله للسلام ، و تبقى الشوكة في المؤخرة حسب اوباما عن نتنياهو ، و لذلك يجب الاسراع في انها الملف الفلسطيني ، خاصة العرب اليوم غير مكترثين و الجيوش العربية باستناء مصر تحتاج الى عقود لتعاود الحضور ، و بالتالي فان زيارات ( كيري ) المبشرة بتزفيت شوراع و الاصرار على استمرار المفاوضات ، غايتها فرض صيغة / حسب اوباما / مطلع عام 2014 ، و بالطبع ستكون مرضية لاسرائيل و على حساب الفلسطيني الذي لم يعودوا يمكلون سوى التهديد باللجوء الى الامم المتحدة التي اثبتت الازمة السورية انها مجرد منبر سياسي اخلاقي دون حول ولا قوة .
ودون الاقلال من اهمية استمرار الحراك السياسي ، وهو احد المجالات المتاحة في الساحة الفلسطينية ، ويجب الملاحظة هنا ان ضعف الحركة الوطنية والانقسامات الداخلية ، ابرزت نقدا متزايدا للسلطة، مع تزايد الهجمة الاستيطانية الاسرائيلية وعدوانية الاحتلال على الشعب الفلسطيني عبر عمليات القتل المتعمد على الفئات الشابة بذرائع واهية ، هي ليست الا عناصر تحفيز لانتفاضة شعبية تخرج اسرائيل من ازمتها السياسية ، وتعيد انعاش ذهنية الترنسفير لتبديد قضية اللاجئين وفلسطين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة