الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية من منظور مختلف حوار مع د . يوسف سلامة

كامل عباس

2005 / 6 / 3
مقابلات و حوارات


انتفض قلبي داخل صدري فجأة ( وانا أتصفح عناوين مقالات نشرة كلنا شركاء في يوم 29 / 5/ 2005 ) عندما وصلت الى عنوان المقال التالي : د سلامة يرد على كامل عباس : لقد توقعت سيلا من الاتهامات الجديدة على شاكلة ما كتبه الاستاذ حمزة منذرفي جريدة قاسيون ردا على مقال لي بعنوان – سلطة النقل أقوى من سلطة العقل عند اليسار السوري - تتبعني الاستاذ منذر منذ ان كنت خلف القضبان حيث ارتجفت ركبي هناك في حين صمد رفاقي , وهو يتساءل ان كنت حقا يساري في تلك الفترة , وهو يقرر بكل بساطة أنني لم اعد يساريا حاليا ولكنه تكرم علي بوصفي – اليساري السابق - !!
من لايمارس مهنة الكتابة يصعب عليه تقدير وقع ردود القراء والنقاد على كتاباته . لقد قررت بعد ذلك المقال التوقف عن الكتابة تيمنا بالمثل القائل ( باب البيجيك منه الريح , سده واستريح) وانقطعت فعلا ثلاثة أشهر , ولكنني عدت الى الكتابة فهي سوسة اذا صح التعبير, مثل العرق بالنسبة للسكير , حقا لقد كان سبب خفقان قلبي فعلا منعكسا شرطيا ربط فيه بين كتاباتي التي تتناول من يفكرون بعقلية أيام الحرب الباردة حتى الآن , واتهامات بعضهم لي بانني مرتد – والمرتد يجب ان يقام عليه الحد -
لم يكن مقال الدكتور من هذاالنوع .على العكس تماما فقد كان فيه من الموضوعية والعمق الكثير, وهو السجال الذي تحتاجه سوريا في هذه الفترة حيث ننير الطريق لشبابنا من خلال المقارنة بين الرأي والرأي الآخر . ولقد استحثني هذا النقد على الكتابة لإغناء الحوار, فألف شكر للدكتور سلامة .
..........................................................................................
أعترف للدكتور ان ما كتبته عن السعودية في مقدمة مقالي وما جاء فيه من حدة كان بسبب الحكم الجائر على ثلاثة من اصلاحيها وفي مقدمتهم الشاعر علي الدميني . اعرف رد الدكتور مسبقا, فهي احكام مخففة برأيه اذا قورنت بمثيلاتها في سوريا ومصر وليبيا مثلا . ولكن بالله عليك يادكتور لو ان هؤلاء طالبوا بتحويل المملكة الى جمهورية بدلا من ملكية دستورية , واقترحوا اسم- جمهورية الجزيرة العربية - لكي لاتبقى تلك الارض ملكا لآل سعود وحدهم , كم سنة ضوئية كان سيحكم عليهم !! مع ذلك اوافق الدكتور بان سياسة السعودية فيها الكثير من الواقعية . ولكن اشاراتي ابعد من ذلك بكثير . من جهة أخرى ومن اجل الإنصاف يجب ان نعترف بان نظام البعث في سوريا والعراق , والناصرية في مصر, حاولت ان تكون سيدة على ارضها وقرارها من داخلها ولقد فشلت في ذلك لأنها اعتمدت على حكم الأجهزة وقمع الشعب , وهو درس لأجيال المستقبل لتتعلم ان لا استقلالية لقرارها إن لم يكن نابعا من المجتمع وياتي من اسفل الى اعلى وعبر اليمقراطية للشعب وقواه الحية . ولكن تلك المحاولة بالذات هي التي سببت تدمير العراق , فامريكا لا تقبل شريكا في الخليج تحديدا . بل تريد تابعا على شاكلة السعودية , لو ان كلامك كان عن الكويت وعن دول الخليج الأخرى لكان فيه الكثير من المصداقية . فما قدمته مجلة العربي على سبيل المثال لا الحصر ساهم الى حد بعيد في تنوير العقل العربي , اما السعودية فقد فعلت العكس ومليارات الدولارات التي قدموها لنشر الاسلام وبناء المساجد ونشر الصحف في ارجاء المعمورة لن تدعم حقنا العربي ابدا , على العكس من ذلك تماما تلك السلفية انتجت ظاهرة الأفغان العرب وربت المسلمين على الجهاد ضد الكفار اليهود والنصارى فجاء جهاد هؤلاء انتحاريا في فلسطين والعراق ودول الاتحاد السوفياتي الاسلامية . اعتقد ان الوقت مناسب يادكتور لنرفع صوتنا عاليا تضامنا مع اصلاحيي السعودية , لم يعد مقبولا في القرن الواحد والعشرين ان يساق الناس بالقوة الى الصلاة تحت اسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , لم يعد مقبولا منع المراة من قيادة السيارة . لم يعد مقبولا القول في المدارس – الخطان المتوازيان لا يلتقيان الا بارادة الله تعالى . لم يعد مقبولا حكم الملك العضوض باسم الاسلام . الاسلام دين الشورى ويقر بان تكون دول الاسلام تداولية وتعاقدية . وما لم ندفع السعودية وغيرها من الدول الاسلامية نحو اسلام معتدل مثل اسلام حزب الرفاهية التركي فلن يكون احد منا بمنجى من الارهاب الذي ضرب اقوى دولة في عقر دارها .
اسمح لي ايضا ان اخالفك في تقييمك للكاتب الكبير – نجيب محفوظ - لأنه لم يكن اشبه بمفتي السلطان ولم يكتب لكل زعيم مايرضيه , هذا موقف سياسي سوقه لنا نزار قباني وامثاله عمن اعتبروهم مهرولين نحو العدو . وانا بالنسبة لنجيب محفوظ لا اريد تقييمه من السياسة . بل من نقطة واحدة هو تحسس الأديب الحقيقي لمسألة الحرية , فالأدب والفن الحقيقي يعشق الحرية ويستشرف آفاق المستقبل, وهذا ماتجلى في عبقرية نجيب محفوظ اكثر من أي أديب في القرن العشرين , ودليلي على ذلك ان نجيب محفوظ كتب رواية - بداية ونهاية - عام 1949 . كثيرون حتى الآن يظنون انهه مكتوبة بعد ثورة يوليو والضابط الذي انتحر في النيل هو عبد الناصر .
نفس الأمر جرى بالنسبة لرواية - ثرثرة فوق النيل - كتبت الرواية قبل هزيمة حزيران
من يقرأ الرواية الآن يظن انها كتبت بوحي الهزيمة . هم نجيب محفوظ في اغلب رواياته . الكرنك . مرايا . ميرامار . هو القول ان القمع يجعل الشعب يهرب من تلك الحياة الى الفودكا والحشيش والجنس والأفيون فيضيع الوطن بالنهاية . او يهزم أمام اعدائه الخارجيين .
في النهاية ارى انك ظلمتني ياكدتور جدا بقولك عن كاتبنا السوري العظيم سعد اللة ونوس – أم انه كتب على عباقرة سوريا ظلم السلطة وظلم التقدميين الذين يدعون معارضتهم للسلطة _
انا شخصيا أنحني اجلالا لمجرد ذكر اسم سعد الله ونوس , ولقد كتبت عن سعد اللة ونوس اكثر من مرة في جريدتنا المحلية في اللاذقية – الوحدة - وقلت انه من اكثر الأدباء في التاريخ انسجاما في السلوك مع قناعاته . أي انه كان مناضلا بحق , وما اعجبني في كتاباته فضحة لازدواجية المثقفين ورائدهم في هذه الازدواجية ( ابن خلدون ) على حد وصفه له في مسرحية منمنمات تاريخية , هذا يعني لو انني انطلقت من السياسة لكان علي ان ارى قامة سعد اللة ونوس اكبر من قامة نجيب محفوظ , لكن اذا انطلقت من الأدب, فالواقعية تقتضي ان اقول : أن سعد اللة ونوس يبدو كالهاوي امام المحترف , ولا يمكن ان اوافقك بان كل ماكتبه نجيب محفوظ لا يعادل مسرحية واحدة لونوس . على الأقل في تعرية الديكتانورية وادانتها

كامل عباس – اللاذقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة