الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر بين انقلاب العسكر وثورة الشوارع

سيد يوسف

2013 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



ما حدث بمصر – ووفقا لأدبيات علم السياسة- هو انقلاب عسكرى فالذى يتصدر المشهد عسكر والمحافظون عسكر وعودة المحاكمات العسكرية للمدنيين خير دليل وانتشار المدرعات العسكرية فى الشوارع واختطاف رئيس شرعى واختفاء مهرجان البراءة للجميع و و و مما هو معلوم ولا ينكره سوى أهل العمى والذين استبدت بهم الكراهية فجعلوها دافعا للرقص للعسكر والغناء له بل وضع بيادات العسكر فوق رءوسهم احتقارا لأنفسهم نكاية فى خصومة سياسية ...كل هذا يؤكد أننا أمام انقلاب عسكرى، وما جلسة الكونجرس الأمريكي ومناقشته الأوضاع بمصر عنا ببعيد.

فى المقابل تثور الشوارع ولا يريد أن يرى العسكر ومن سار فى فلكهم أن من بالشوارع لا يمثل التيار الدينى فى حده الأقصى منه أكثر من 25% لا جرم فتلك رؤيتهم وهذا ما هداه إليهم تفكيرهم...ولسان حالهم " إنهم لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون" لا جرم فما مآلات الأمور فى مصر كما يأمل لها محركو قطع الشطرنج أو من بيدهم الريموت كنترول ؟! والذين هم غالبا ليسوا مصريين ولا يعيشون فى مصر.

بداية فإن مخرجات حكم العسكر فى مصر تؤكد أنهم لا يصلحون للحكم وأنهم غير مؤهلين له فنتائج مخرجاتهم فى مصر هى غاية فى السوء ووضعت مصر إلى ما نشهده الآن من انحدار فى الصحة والتعليم والمرور والمواصلات وحقوق الإنسان والشرطة والقضاء والإعلام والإسكان و و و ... مما هو واقع يعايشه الناس كل يوم.

إن تحليل البنية العقلية للعسكر تؤكد أننا أمام مجموعة يتسم أداؤها ب:
التباطؤ والفشل فى قراءة الواقع قراءة سياسية سليمة...وهم يتسمون بعناد يدفعهم لعدم التراجع عن قراراتهم، فضلا عن غموض رؤيتهم واضطراب التعامل مع الأحداث المستجدة وترك ذلك للظروف وبمعنى آخر افتقاد القدرة على التخطيط الجيد للتعامل مع الأزمات ( مثال ذلك التعامل مع انتشار التظاهرات المناهضة للانقلاب).وأمور أخرى يرجى متابعتها فى مقال سابق لكاتب هذه السطور بعنوان: تحليل البنية العقلية للمجلس العسكرى المصرى.

ولقائل أن يقول ما الذى يدفعك لكتابة ذلك؟ وما الذى يدفعك لإصدار تلك الأحكام بأن العسكر لا يصلحون لإدارة البلاد ؟
إن كل عاقل محب لوطنه لا يرتضى أبدا أن تتلوث يد الجيش – حقيقة أو اتهاما- بدماء المصريين، والمصريون ليسوا عجزة أن يردوا الصاع صاعين لمن ينفصل عنهم ويؤثر مصالح فلول النظام البائد بالتباطؤ أو بالتواطؤ...وليس لقائل أن يقول إن فئة ما محصنة ضد الفساد والتلوث فبعض أصحاب الأنبياء استبدت بهم الدنيا وركنوا إليها وانظروا إن شئتم تفسير قوله تعالى "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ * مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) الأعراف 175-178 وما بعض العسكر عن هذا ببعيد.

وبناء على ما سبق فمآلات الأمور أو السيناريوهات كما يتوقع أهل الصنعة غالبا ستسير نحو ما يلى وفقا لترتيب قوة كل مآل:
• استمرار ثورة الشوارع حتى النصر.
• استمرار قمع العسكر حتى الهزيمة.
• تحول الكتلة الصامتة نحو المضطهد فالمضطهد حبيب الشعوب.
• استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية حتى يصير الانقلابيون عبئا على الكيان الصهيوني والأمريكان.
• اضطرار الأطراف الخارجية إلى التسليم بضرورة الحل السياسى لا الأمنى.

ونصيحة أرجو أن تصل أو أن يبلغها من يمكنه ذلك إلى العسكر كأدوات يحركها أصحاب المصالح والإيديولوجيات: من لم يردعه القتل والحرق والاعتقال والإهانات ثم استمر فى مقاومته للعسكر، ومن يستفز الطلاب وهم عصب المقاومة ... فهو لن يتراجع ولعل شعار ( مكملين) يؤكد ذلك ومن ثم فلا مفر من بحث عن حل سياسى لا أمنى لأن غير ذلك هو استنزاف للوطن وشبابه ومكسب للصهاينة ومن وراءهم.

ولقد حذر الفاقهون مرارا وتكرارا: إذا فشلت الثورة السلمية فإن الثورة القادمة ستكون دموية لا محالة فأدركوا الخطر وأدركوا اللحظة الفارقة فإن جمهور الانقلابيين لا ينصرون حقا ولا يثبتون فى معركة وهم وإن جمعتهم الكراهية للدين أو للتيار الدينى فهم أقل من أن يواجهوا ثورة قادمة لا محالة...وأخيرا نقول لمن بيده الريموت كنترول : التعويل على الوقت ليس فى صالحكم وليس فى صالح البلاد إلا إذا أردتموها عوجا وساعتئذ فالنار حين تشب فإنها ستطال الجميع ولربما تكونون أنتم ووقودها.

إنه لمن المؤكد أننا أمام خيارين كليهما مر(1) فإما قبضة أمنية تنذر بتفجر الأوضاع فضعف رؤية العسكر ومن يفكرون لهم نيابة عنهم عن رؤية الطاقات النفسية والآمال للشباب المصرى ولقطاع عريض منه، وفشل القبضة الأمنية فى تحقيق الاستقرار المزعوم، واتساع الخرق على الراتق كل ذلك وغيره يستدعى قبضة أمنية تنذر بتفجر الأوضاع – وهذا ما يرجحه كاتب هذه السطور- (2) وإما غياب العسكر عن المشهد عبر التحكم من وراء الستار وهو ما يطمع فيه العسكر وكلا المشهدين ينذر بأخطار لا تحتملها البلاد إن القنبلة لا تنفجر مرتين بمعنى أن المصريين سيكتسبون خبرة فى التعامل مع الفترة الانتقالية المحتملة حين تتفجر الأوضاع إن قدر لها ذلك وهو ما تنذر به مؤشرات كثيرة.

لم أتحدث عن دور الغرب إذ مصر مسرح للساسة الكبار فى الخارج ذلك أنى أدرك أن أطراف القوة فى مصر ما هم إلا أداة تحركها الغرب فى دهاليز الدولة العميقة بكل مؤسساتها.

لابد من حل سياسى ( بالرجوع إلى الشعب صاحب القرار فى تقرير مصيره/ أو بعودة الشرعية مهما أفرزت من مخاطر/ أو بحل يمزج بين الأمرين) وإلا الكارثة ستعم على الجميع ...فلنتوقف عن العناد وسوء تقدير الموقف وسوء قراءة المشهد...إن مستقبل أطفالنا وبلادنا فى خطر يجب تداركه سريعا...الحلول واردة صحيح الثقة غير موجودة لكن بالتقارب يمكن الوصول إلى حلول ممكنة...لن تكون هناك مباراة صفرية لن تكون مهما زعم كل طرف امتلاك مقاليد القوة لذا فالبحث عن حلول سياسية غير دموية ولا أمنية يمكن أن يخفف من هذا النزيف والذى ترك ندوبا لن تعالج لأزمان عديدة.

سيد يوسف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة