الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحيفة -الحياة- والليبرالية الزائفة

نزار حسن

2005 / 6 / 4
الصحافة والاعلام



موقع "الرأي"، المرتبط بحزب الشعب الديمقراطي السوري (سابقاً: الحزب الشيوعي السوري ـ المكتب السياسي) نشر النصّ الكامل لمقالة باتريك سيل، المعنونة "سورية في قلب الاعصار"، والتي نشرتها صحيفة "الحياة" السعودية ـ اللندنية بعد ان اخضعتها لمقصّ الرقابة الحريص على عدم اغضاب السلطة السورية. وقال محرر "الرأي"، كمقدمة للنص الاصلي: ((من جديد تلجأ صحيفة "الحياة"، التي تزعم الليبرالية وحرية التعبير في كلّ امر آخر غير الملفات السعودية، الى ممارسة الرقابة على مقالات باتريك سيل الناقدة للنظام السوري، وذلك رغم معرفة الجميع ان سيل صديق تاريخي للنظام وصاحب السيرة الشهيرة عن حافظ الاسد)).
وفي الواقع باتريك سيل ليس اهم كتاب "الحياة" فقط، وليس افضل "خبراء" الصحيفة في الشؤون السورية فقط، ولكنه صديق شخصي لصاحب الصحيفة الامير خالد بن سلطان، والكاتب الحقيقي لمآثر وبطولات الامير في حرب الخليج الثانية والتي حملت عنوان "مقاتل من الصحراء". اضافة إلى هذا يندر ان يكتب باتريك سيل مقالة ناقدة للنظام السوري، وحين يفعل فإنه يكون تحت شغط شديد للمحافظة على مصداقيته ككاتب غربي رصين وذي سمعة شخصية لا يجوز التفريط بها. ولهذا فإن مقالاته الناقدة النادرة ترتدي اهمية بالغة لأنها تصبح محط اهتمام الكثيرين في الدوائر الغربية، وهي بالنتيجة تساعد قوى المعارضة الديمقراطية السورية في ممارسة المزيد من الشغط على النظام من اجل القيام باصلاحات عاجلة يظلّ الشعب والمجتمع في سوريا بحاجة ماسة اليها.
لكن صحيفة "الحياة" لها رأي آخر، لانها في الحقيقة اقتطعت من مقالة باتريك سيل كل ما يشكل ادانة للاستبداد والدكتاتورية والفساد، بل وتسترت حتى على الفساد السوري في لبنان. فمثلاً جرى حذف هذه العبارة: " كذلك وقعت اعمال سرقة مسلحة قامت يها عصابات اجرامية، بعضها على ما يبدو على صلة بشواذ على القانون ابناء عمّ للرئيس الاسد، أو على صلة حتى بشقيقه العقيد ماهر الاسد قائد الحرس الجمهوري. ورئيس المخابرات السورية السابق في لبنان العميد رستم غزالي، وثلاثة من ابناء عائلته، اتُهموا بسلب عشرات الملايين من الدولارات من بنك المدينة اللبناني"...
لماذا؟ هل ينكر فرسان التحرير في "الحياة" هذه الحقائق التي يعرفها القاصي والداني، ويقرّ بها علناً كاتب بريطاني بارز هو صديق للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد وكاتب سيرته الشهيرة؟ ثمّ كيف سمحت "الحياة" لنفسها ان تحذف هذا الاقتباس الذي استقاه باتريك سيل من صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية: "سوريا دكتاتورية من غير دكتاتور"؟
بل كيف استساغ الليبراليون (الزائفون)، القابعون في مكاتب "الحياة" الأنيقة في لندن، ان يحذفوا صفة "الخشنة" التي استخدمها باتريك سيل في وصف حملة اعتقالات الهيئة الإدارية لمنتدى الاتاسي؟ هل يهتقدون ان الحملة لم تكن خشنة؟ ام ربما يعتبرونها كانت ناعمة ورقيقة وشاعرية؟
واين الخشونة، التي لا تجرح الا رجال السلطة في سوريا ورجال الليبرالية الكاذبة في صحيفة "الحياة"، حين يتحدث باتريك سيل عن "بارونات" النظام؟ او "اقرباء الرئيس"؟ تخيّلوا صحيفة تزعم انها ليبرالية، وتصدر من لندن، ويكتب فيها السادة العناتر المتأمركون المؤمركون من امثال حازم صاغية وفريد عبد المجيد وسلامة نعمات ودلال البزري وصالح بشير، وتخشى كتابة عبارة "اقرباء الرئيس"، فتحذفها تماماً، ليس من مقالة كاتب سوري او عربي، بل من كاتب غربي بريطاني لا يشق له غبار في القضايا السورية!!!
الا يخجل العناتر من الحقيقة الساطعة التي تشير الى ان عشرات العبارات المماثلة تنشر كل يوم في معظم الصحف الخليجية، وكذلك الصحف السعودية ذاتها التي تصدر في الرياض وجدة والقصيم؟
ولكن كما قال الشاعر: لقد اسمعت لو ناديت، ولكن لا حياة لمن تنادي!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأوكراني يقر بأن موسكو تتقدم في منطقة خاركيف الأوكران


.. بوتين يقيل مهندس حروبه وعدو بريغوجين اللدود.. فما سبب عزل شو




.. اجتماع للمندوبين الدائمين في الجامعة العربية تحضيرا لقمة الب


.. نتنياهو: إسرائيل تدافع عن نفسها بنفسها ولا تطلب ذلك من الجنو




.. كلمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو | #عاجل