الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تباريح التغيير

مجدي شندي

2002 / 11 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

 

كل عمليات التغيير التي جرت في مصر علي امتداد ربع القرن الماضي لا تختلف كثيرا عن عمليات غسيل الكلي , مجرد علاج وقتي لمرض مزمن كلنا نعرفه دون اقتراب من المرض نفسه . علي مقعد رئيس الوزارة تناوب كثيرون من اول خالد محي الدين وحتي عاطف عبيد  , جميع رؤساء الوزارات كانو مجرد سكرتاريه للرئيس هم ووزراؤهم علي حد وصف يوسف والي , لانعرف أزمة واحدة تم حلها , الأحوال الاقتصادية تسوء كل يوم أكثر من سابقة , سعر الدولار يقفز رغم انه يهبط في العالم كله , الفقراء يزدادون فقرا وفي كل عام يضمون اليهم شرائح جديدة.. الموظفون , اساتذة الجامعات , المهنيون , لم يعد هناك من لايشكو الفقر وسوء الأحوال وضيق ذات اليد الا الطبقة الطفيلية التي فتحت لها البنوك خزائنها فنهبت دون شبع , شهدنا ظواهر جديدة , رشوة قضاة واساتذة جامعات ومسئولين علي اعلي المستويات, مالذي يجعل مسئولا يمد يده  ليرتشي الا لأنه غير قادر علي تأمين متطلباته المعيشية في الحاضر أو غير واثق من المستقبل

انتهي الأمر لم يعد الناس مؤمنين بجدوي عمليات التجميل التي تجري بين حين وآخر , فاذا جئت بقرد وانتدبت له أعظم خبراء التجميل في العالم , ماذا يمكن أن يفعل؟

مصر بحاجة الي زرع كلي جديدة , بحاجة الي كنس كل الطبقة الحاكمة والنخب التابعة لها , ووضعها جنب الحائط دعوا افكارا جديدة ودماء جديدة تجرب حظها في الحكم وادارة الشأن العام في مصر , لا نريد من النخبة الحاكمة الحالية ان تتوالد ولا أن يخرج من جلبابها حكام جدد , ولا ان تحاول اقناعنا بأن شبابا سترشحهم لتولي مقاليد الأمور . كلهم سواء شبابهم مثل شيوخهم , وقديمهم لايختلف كثيرا عن جديدهم , والطريق التي بدأناها منذ انحرف السادات بالوطن عن طريق الاعتماد علي الذات , وبعث كل القدرات والامكانات الكامنة في بلدنا , هذه الطريق التي حرفتنا اليها السلطة  لم تنقلنا الا من خراب الي خراب ومن يأس الي احباط , ضيقت علينا معيشتنا وضيقت وطننا الي حد تجعل كل من هم فيه اما حالمين بفرصة سفر أو باحثين عنها . منذ متي وفي اي العصور كان المصريون يستدينون ويدفعون مااستدانوه ثمنا لعقد عمل في الخارج , العمل خارج الوطن لم يكن ضمن الأدبيات المصرية حتي جاء السادات الذي يحيا بيننا حتي اليوم ومعه جيوش الخراب يهدمون ماانبني, ويهيلون التراب فوق كل انجاز يحمي مقدرات الشعب من القطاع العام الي البنوك مرورا بالاستقلال الذاتي والكرامة الوطنيه .

لا تغيير طالما الحزب الوطني والأحزاب التي صنعتها السلطة جاثمة فوق صدورنا , بحاجة نحن الي ثورة اداريه تطيح بكل من تولي منصب مدير عام فما فوق , وعضو مكتب سياسي في اي حزب حتي رئاسته , من الخطأ ان يتصور أحد امكانية قهر الناس للأبد , فاجهزة الأمن بمقدورها الحفاظ علي الاستقرارسنوات قليلة  لكن جهاز الأمن الحقيقي الذي يكفل الطمأنينة لأي سلطة هو الانجاز , لست اقصد مايذاع علي شاشات التليفزيون ويحتل مانشيتات الصحف,  الأنجاز الحقيقي هو مايحس به الناس منعكسا علي حياتهم في القاهرة كما في أبعد قرية ونجع

كفانا أكاذيب ولنواجه الحقيقة ولو مرة واحدة في حياتنا , ليس من المعقول أن تظل الجماهير مفعول بها هكذا طوال الوقت !!

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل