الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة و التنمية,سياسية الديني

حميد المصباحي

2013 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


العدالة والتنمية بين الدين والسياسة,فهل هو حزب سياسي,أم حزب ديني يسعى لممارسة السياسة بالمغرب؟
كيف يجمع بين القداسة و كذب الساسة,أو سوء تقديرهم؟
1الدعوية في الحزب
جمعية التوحيد و الإصلاح,هي بؤرة الحزب التعبوية,بهياكلها و قدرتها على التعبئة و التحرك في الصيغة التوعوية بالإسلام,تميز ذاتها و تمتد بهذه الصيغة لأبعد مناطق نفوذ الزوايا أو المخزن العميق بكل أبعاده,فهي دينامية لا يمكن الوقوف في وجهها,و إلا صار الطرف المتصدي لها ضد الإسلام,كما أن هذا التاكتيك الإختباري لقدرات الدعاة على التجييش يعتبر مقياسا للفعالية الخطابية و القدرة على التواصل مع المجتمع بكل فئاته,المتعلمة و غير المتعلمة,و لأنها كذلك,أي دعوة دينية,فهي لا تميز بين المدعويين,كيفما كانت وظائفهم و مستوياتهم,الإجتماعية و الإقتصادية و الثقافية,فلا فرق بين المدني و العسكري,و الغني و الفقير,فالدعوة هنا تخلق التماثل بين الناس,و هنا يشتغل المقدس بكل أبعاده,أي توحيد الناس و حتى الحركات الدعوية,مع تجديد آليات التواصل بما يسمح لها بأن تكون أكثر فعالية و استقطابا للمستمعين و المتعاطفين المحتملين مع حركة الدعوة هاته.
2السياسية في الحزب
هنا تتحرك آليات الإستقطاب بشكل مزدوج,فأمام الفعاليات المعارضة برلمانيا من خلال أحزابها,يجد العدالة و التنمية,ليبدو كحزب,إسلامي بطريقته,يضع البرامج و يحاول فرض رؤاه,فإن نجحت اعتبرها اجتهادا إسلاميا,أما إن فشلت فهي مجرد إجراءات سياسية فرضها الواقع السياسي المغربي,أو شوهها الخصوم فانزاحت عن طريقها ,و هنا لا يصرح الحزب بيمينيته أو يساريته,فهو منفتح على الكل,شريطة الإنخراط الفعال معه لتحقيق شعاراته,تلك التي فرضها عليه الربيع العربي مغربيا,مادامت الحركة الدعوية له,تمارس التحريض على قوى اليسار دعويا,بينما الحزب سياسيا لا مانع لديه لاجتذاب الحلفاء من كل الإتجاهات بعيدا عن الثوابت الإيديولوجية,تلك التي له مجال تصريفها بعيدا عن مؤسسات التمثيل السياسي الحزبي البرلماني,بل إنه فرط في اقرب المقربين منه,أي حزب الإستقلال,القريب جدا من الفكر السلفي الإصلاحي,لأنه هو نفسه يعمل بآلية التوحيد الديني,رغم طموحاته المحافظة,فكيف يوفق العدالة و التنمية بين هذه التجاذبات و ما هي الغاية منها؟
هو لا يريد التفريط في رصيده التعبوي الدعوي,و لا يمكنه استبدال خطابه السياسي قيد التشكل بالخطاب الدعوي,بحيث يصير خصما لكل القوى السياسية التي لا تمتح من الدعوية الإسلامية,و إلا صار ساعيا لمزاحمة الدولة في شكلها الديني,مما سوف يعرضه لنتكاسة سياسية,يخسر بها موقعه و فعالياته السياسية,التي لها طموحاتها كباقي الساسة غيرهم,باختصار,إن الخطابات الدعوية الدينية,غايتها الحفاظ على الهيمنة اجتماعيا,بينما يسعى الحزب ليبدو سياسيا في نظر الدولة و باقي الأحزاب السياسية,و هذه الآلية شبيهة بالإزدواجية التنظيمية التي قد تلجأ لها بعض القوى السياسية تمهيدا للتخلص من ثراتها السري العنيف.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر يبدع في تحضير جاج بالفريكة ????


.. ما تأثير وفاة رئيسي على السياسة الخارجية الإيرانية؟ • فرانس




.. كيف سقطت مروحية الرئيس الإيراني رئيسي؟ وما سبب تحطمها؟


.. كيف حولت أميركا طائرات إيران إلى -نعوش طائرة-؟




.. بعد مقتل رئيسي.. كيف أثرت العقوبات الأميركية على قطاع الطيرا