الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابراهيم حجازين -باحث وكاتب أردني، ناشط يساري وعامل في مجال حقوق الإنسان- في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أحداث النهوض في البلاد العربية من منظور تاريخي .

ابراهيم حجازين

2013 / 11 / 10
مقابلات و حوارات


من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -116 - سيكون مع الأستاذ د.ابراهيم حجازين-باحث وكاتب أردني، ناشط يساري وعامل في مجال حقوق الإنسان -  حول: أحداث النهوض في البلاد العربية من منظور تاريخي .

 


1)مقدمة: هيراقليط عندما تكلم عن الحركة والتغيير الدءوبين افترض صيغة أن الإنسان لا يسبح في النهر مرتين على اعتبار أن ماء النهر يتحرك ويجري باستمرار لذا فالنهر ذاته يتغير أيضا باستمرار، هذه هي عملية التغيير والتطور القائمة على صعيد الواقع الموضوعي منذ أن استوى كوكبنا ضمن المجموعة الشمسية، لكن هيراقليط لم يفترض أو يتخيل بأي حال من الأحوال، أن يجلس احدهم على حافة النهر دون حتى أن يبل قدميه ويرى عملية التغيير من غير أن يتغير بل أن يعمل على منعها وعرقلتها. العالم تغير ويتغير باستمرار ونحن نقبع كبلاد وشعوب ومجتمعات وحكام في مكاننا دون تغيير حقيقي يولد مجتمعات حية ديناميكية منتجة. أما في المضمون فالحركة بطيئة وتسير في اتجاهات متناقضة. لم تظهر تلك الطبقة او الفئات الاجتماعية بعد التي لها مصلحة في التطوير من جهة والمرتبطة بالإنتاج والعلم من جهة أخرى، تلك القوى القادرة على قيادة حركة التغيير إلى الإمام وهدم كل ما هو معيق للتقدم وإعادة بناء المجتمع والتصدي للقوى المهيمنة طبقيا والقيام بعملية التنوير اللازمة لتحرر المجتمع. لقد عملت عوامل خارجية ولعبت الأنظمة المستبدة والرجعية دورا حاسما في لجم التغيير المجتمعي وقمعت أي حراك او تعبير جماهيري عن الرغبة او الإرادة في بناء مجتمعات حديثة.
لما دخلت أوروبا في المرحلة الرأسمالية كانت البلاد العربية ترزح تحت أنظمة قديمة هرمة كالمماليك والعثمانيين لاحقا. وفي الوقت التي كانت القوى الاجتماعية الناهضة في الغرب تخوض معاركها مع الإقطاع وسيطرة الكنيسة والأنظمة المستبدة حققت ترابط عضوي بين المصالح الحيوية في الربح وتراكم رأسمال وبين الاكتشافات والاختراعات، أي ربطت هذه الطبقات المعرفة الحديثة والقديمة المعاد دراستها بسبل ونمط الإنتاج بحيث أصبحت منتجة للرأسمال، هذا المزيج ولد دينامكية فعالة لم تكن موجودة حتى تلك اللحظة على وجه البسيطة وغيّر من وجه المجتمعات الغربية والتاريخ البشري وأعطاها قوة وقدرة وأساليب علمية لتكون قادرة على توجيه طاقاتها بما يخدم تلك المصالح الاقتصادية التي تظهر لأول مرة في التاريخ. في تلك المرحلة كان أسلوب او نمط الإقطاع الشرقي هو السائد في الشرق وهو الذي يتميز بقدرته العجائبية على ابتلاع كل فائض يتشكل ويمنع تراكم الرأسمال ويعيد بالتالي إنتاج نفسه من خلال التوسع الجغرافي حتى يصل إلى نهاية مداه وهكذا دخلت الدولة العثمانية بعد توسعها في أوروبا واسيا وأفريقيا في مرحلة النهاية وأصبحت رجل أوروبا المريض. من الحتمي في ظل السبق التاريخي للغرب أن نكون نحن ضحاياها في وضع التبعية عاجلا آم آجلا للمستعمر الغربي. وهو ما حدث.
عمد الغرب وخاصة بريطانيا لبسط سيطرته الاستعمارية على المنطقة العربية الخاضعة للحكم العثماني في سياق التنافس مع الدول الاستعمارية الأخرى وخاصة فرنسا إلى المحافظة على الدولة العثمانية في حالتها الضعيفة وإبقائها متماسكة وحال دون انهيارها انتظارا للظروف المناسبة لوراثة مناطق هيمنتها مع المحافظة على ضعف هذه أيضا، لذا نراه قد عرقل ومنع ظهور أية قوة ناهضة في المنطقة قد تجدد الدولة العثمانية وتعيد لها قواها او الحلول محلها ومن هنا حاصر وأجهض تجربة محمد علي في مصر لبناء دولة عربية واحدة تضم سوريا ومصر. وانتظر حتى قيام الحرب العالمية الأولى لتحقيق أهدافه في المنطقة.
البلاد العربية بدورها كانت في اضعف أوضاعها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا تحت الهيمنة العثمانية وبالرغم من ظهور فئات اقتصادية اجتماعية تحاول البحث عن سبل التحرر والإصلاح وأفرزت حالة محدودة من النهوض منذ أواسط القرن التاسع عشر. إلا أن هذه القوى لم تملك القوة الكافية للتخلص من الهيمنة الإقطاعية العثمانية ووضع مداميك التقدم والبناء، هذه القوى نشأت في إطار البنية الاجتماعية العثمانية وحملت خصائصها وطرقها. من هنا كانت اضعف من أن تلعب دورا نهضويا وتعبويا وتطرح بديلا تاريخيا يقتبس من الغرب او يتمثل به. وربما هذا يفسر قصور برنامج وضعف حركات الإصلاح التي ظهرت في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، واستمرت سمة الضعف هذه ملازمة للقوى الشعبية المتمثلة بالفئات المدينية المتوسطة وطبقة العمال وصغار الكسبة الطامحة إلى التغيير والتقدم والعدالة الاجتماعية حتى في المراحل اللاحقة للتحرر وبناء الدول القطرية وهذه السمة لا تزال مستمرة حتى اليوم.

 


2)هذا شكل بداية التناقض التاريخي، الذي لا يزال قائما حتى الآن، بين ما تتيحه البيئة التاريخية الاجتماعية العالمية من إمكانات هائلة لإعادة بناء المجتمعات العربية وفق متطلبات التنمية، وبناء المؤسسات الحديثة وترسيخ مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وبما يتيح مستوى معيشي لائق يحفظ الكرامة الإنسانية للفرد العربي بما فيها وتحرير العقل من موروثات القرون الوسطى، وبين نزعتين تعيقان هذا الاحتمال: الأولى تتمثل في رسوخ البنى الاجتماعية المحافظة والقديمة ورجعيتها التي ترفض وتقاوم كل تقدم وخاصة تلك البلدان التي تملك القوة الاقتصادية التي تأسست على اقتصاد الريع النفطي، ونزعة خارجية تمثلت بعد الحرب العالمية الأولى بالاستعمار المباشر وبعد الحرب الثانية بالاستعمار الجديد الذي قادته الولايات المتحدة. التي وقفت بالمرصاد ضد كل تجربة سعت او أظهرت توجها نحو رفض السيطرة الغربية والسير نحو التقدم وعملت على إجهاضها، وليس غريبا أن تلك النزعتين دخلتا في علاقات مصالح متبادلة قائمة على تبعية القوى المحلية ونخبها الحاكمة لمراكز الهيمنة العالمية والعداء السافر لطموحات ومصالح شعوب المنطقة في التحرر والبحث عن طريقها للتقدم والحرية والديمقراطية. وفي هذا السياق كان للقاعدة الإستراتيجية للاستعمار الغربي " الكيان الإسرائيلي" دورا أساسيا في محاصرة تلك التجارب المجهضة عبر الحروب التي شنتها وفي هذا كان هذا الكيان يقوم بدوره الوظيفي الموكل إليه منذ بدا التفكير في الأوساط الاستعمارية الغربية في إنشائه.
في فترة الكفاح ضد الاستعمار المباشر كانت طموحات الشعوب العربية وباقي الشعوب التي تقيم في المنطقة تتمثل في التحرر من الاستعمار وتقرير المصير وبناء دول كبيرة متوحدة قادرة على البقاء في عالم تقوده نزعات القوة والهيمنة، وكان ذلك حق لها، ولكن عوامل عديدة منعت التوجهات الوحدوية وبالتالي نشأت دول قطرية ضعيفة فشلت صهر مكوناتها في مجتمع واحد وهذا ليس من طبيعة الدولة القطرية مما أدى إلى فشلها أيضا في بناء الدولة الحديثة وتحولت القوى المتنفذة والحاكمة بغض النظر عن أصولها أكانت في قيادات حركات التحرر الوطني او من القوى التي شكلت قاعدة للهيمنة الأجنبية إلى أنظمة استبدادية مغرقة في عدائها للجماهير الشعبية ومصالحها. هذه الأوضاع والتي تشير إلى أزمة بنيوية عميقة في المجتمعات العربية تتناقض مع مجمل التقدم الحاصل في العالم وتشكل عائقا أمام عملية التنمية والانخراط في العملية التاريخية العالمية.
وهنا لا بد من الإشارة إلى مفارقة ذات أهمية في إلقاء الضوء على مغزى التحركات العربية التي ابتدأت منذ عامين ونيف. وهو انه بفعل التطور الهائل في قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج على المستوى العالمي حدث تدويل عميق للإنتاج والرأسمال عم كافة مناطق العالم ودمج في منظومته كل الأسواق العالمية خاصة بعد سقوط تجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي وباقي دول أوروبا الشرقية وانخراط هذه الدول في السوق الرأسمالي العالمي.هذا النجاح له استحقاقاته التي تتطلب بناء الكتل الاقتصادية الضخمة وتوسيع وتطوير الأسواق المختلفة بما يضمن سيل السلع والرأسمال دون عوائق في بيئة دولية مناسبة وتطوير الدول المختلفة ومجتمعاتها وفقا لذلك التطور، ومن بين هذه الاستحقاقات العمل على رفع المستوى المعيشي والاجتماعي والعلمي والثقافي لشعوب الأرض ومعالجة التشوهات التي تمنع انسياب منتجات العصر واستهلاكها بسهولة، صحيح أن الدول الرأسمالية قد أسست المنظمات الدولية الكفيلة بتحقيق انسياب سهل للبضائع مثل منظمة التجارة الدولية التي بإجراءاتها بإلغاء الرسوم الجمركية وصولا إلى صفر ضرائب جمركية، قد أضعفت نمو وتطور البلدان المختلفة وانعكس هذا على قدرة اسواقها في استهلاك المنتجات المختلفة وخاصة رفيعة التكنولوجيا وهذا يعد من العوامل التي قادت إلى الأزمة الاقتصادية العالمية. هذا التوجه المضاد لنزعة تدويل الإنتاج والرأسمال تمثل بمحاولة أمريكية لاستغلال آليات ذلك التدويل لفرض هيمنتها عبر ما اصطلح على تسميته العولمة بشن الحروب وتفتيت ما هو قائم من تكتلات اقتصادية دولية ومنع التوجهات نحو بناء تكتلات جديدة بدلا من دفعها إلى الأمام. ويمكن تفسير العدوان المستمر منذ اوائل التسعينات على المنطقة العربية ضمن هذا السياق. والذي لا يختلف عن النهج الأمريكي الذي عايناه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في تعاملها مع قضايا المنطقة. في هذا السياق عملت هذه السياسة على إخضاع المنطقة للإستراتيجية الأمريكية وتفتيتها وتعميق نزعة الصراعات المحلية. هذا النهج يشكل نقيض للتوجه التدويل ومتطلباته. قد يشكل كما يأمل البعض من يرون مستقبل أخر للبشرية تجمع بريكس اتجاها أكثر إيجابية في التعامل مع نزعة التدويل الحاصلة واستحقاقاتها وأهمها الدفع باتجاه بناء منظومة اقتصادية تفتح المجال لبناء سوق اقتصادي موحدة في المنطقة.
إشارتنا إلى تلك المفارقة التاريخية جاءت لتوضيح الفكرة الأساسية لموضوعنا، والمتمثلة في أن المنطقة العربية أصبحت حبلى بتناقضات عميقة تاريخية اجتماعية لدخول معظم دول العالم في مرحلة رفيعة من التقدم والتطور على كافة الأصعدة بسبب الثورات العلمية والتكنولوجية التي تركت أثارها في طراز معيشة الإنسان وطرق تفكيره، ورغباته وانخراطه في منظومة معلوماتية واسعة ومتشابكة قائمة على أساس الحرية وحرية تبادل المعلومات وانتشار قيم إنسانية كانت مقتصرة على الدول المتقدمة، واصطبحت اليوم متداولة وتشكل أساس لفهم عملية التقدم واحترام كرامة الإنسان وطموحاته. ومن أهم هذه القيم مبدأ حرية الشعوب وأنها هي من تملك السلطة وهي من تعطيها للحاكم بمشاركة حرة بانتخابه وهي من تسحبها منه إذا خرق العقد الاجتماعي الذي كان شكل الأساس للدولة الحديثة. كما تمثلت تلك المفارقة برفض استمرار الإذلال والاستلاب الذي يشكل أساس علاقة الحكام مع شعوبها وإحساس الجماهير الكادحة وخاصة مجتمعات الشباب التي وصلت في أفق مسدود وفقدان أي أمل بالمستقبل انه بإمكانها في ظل أنظمة منتخبة وديمقراطية أن تحسن من مستوى معيشتها وتعليمها وصحتها وان تفتح أمامها خيارات عديدة لتحسين مستقبلها بدلا من حالة العقم الاجتماعي القائمة والتي تسد كافة نوافذ الأمل بحياة كريمة.هذه التناقضات تزادا بمقارنة التقدم العالمي ومستوى البلدان العربية التاريخي المتخلف، وفي نفس الوقت الإحساس أن من مسببات هذه الأوضاع المزرية هي تبعية البلدان العربية لمراكز الهيمنة الدولية والمتمثلة بعداء الولايات المتحدة لأمال وطموحات الشعوب العربية وباقي شعوب المنطقة. والأهم الشعور القائم أن الوقت لا ينتظر فلا بد من القيام بالتغير بأي ثمن وبأسرع وقت في ظل التحديات التي تجابه الوطن العربية وأمنه القومي الذي أصبح معرض كليا للخطر.

 


3) ظهرت محاولات للخروج من هذه التناقضات عبر العقود الماضية الا انها كانت تجهض باستمرار وتم العمل على منع خروج ذلك إلى السطح أو حلها بطرق طبيعية عبر آليات لإدارة الأزمات بزرعها وتضخيمها وإدخال المنطقة بمتاهات الحروب والحروب الأهلية ولنا بالحرب الأهلية في الجزائر أو الحرب الإيرانية العراقية وغزو الكويت ومسبباته وحصار العراق والعدوان عليه أمثلة على ما تستطيعه قوى الهيمنة الدولية من استغلال لظروف وعوامل التفكيك في المنطقة بالزج بالفتن الطائفية والمذهبية والإثنية وغيرها لمنع سيرها بطريق التقدم الذي تتيحه البيئة التاريخية الدولية. إلا أن كل ذلك لم يمنع بل أجج الأزمة في البلاد العربية وجعلها متفجرة.
تأخر المخاض، تأخرت المنطقة العربية الحبلى بتناقضاتها من أن تختط طريقها وتحل التناقضات القائمة بما يلبي طموحات الأغلبية الشعبية بغض النظر عن التوجهات الفكرية والسياسية التي تتقاسمها، فكان لا بد من أن تتفجر المنطقة لا بل تأخر ذلك الانفجار، وكان من الممكن أن يسفر عن تغيير عميق في أوضاعها يضع الواقع العالمي أمام تحديات هائلة خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية والانكفاء المتوقع للقوة الأمريكية. فكان لا بد من إدارة الأزمة بما يمنع وصول الحالة إلى مداها وحل تناقضاتها في مصلحة الشعوب وبالتالي انهيار منظومة الهيمنة وأدواتها كافة في المنطقة من أنظمة وكيان إسرائيلي وبما يضمن المصالح الأمريكية في ظل متغيرات دولية خطيرة قد تضعها على حافة الهاوية.
وتأخر هذا المخاض بفعل الدولة الشمولية العربية التي طبعت بأدواتها الأمنية والرشوة والمحسوبية وقدرتها على اللعب على تناقضات المجتمع والمناورة بين الطبقات والفئات الاجتماعية، طبعت هذه الدولة المجتمع بطابعها وحولته إلى حالة من السكون والجمود المسكون بالخوف والقمع والإرهاب والركض وراء لقمة العيش والمنافع غير المشروعة والتهميش المفزع فأفسدته ودخل بفضلها الفرد في استلاب شديدة الوطأة، بكل تجلياته الاجتماعية والثقافية والسوسيولوجية. استفادت هذه الدولة من الصمت وفي كثير من الأحيان من التواطؤ الدولي ومن منظماته الذي كان يرى في هذه الحالة من الشمولية المطلقة عاملا مساعدا في تمرير مصالحه وتحقيق وتنفيذ مشروعاته في الوطن العربي الذي استباح صباحا ومساءا بثرواته وناسه وكرامة شعوبه وموقعه التابع للدول الكبرى وصراعاتها. ولم يعد للأمن القومي والسيادة الوطنية أثر يذكر إلا في بيانات المناسبات التلفزيونية. وهكذا جرى تاطير الفرد المستلب في دوامة الدولة الشمولية والتابعة.
وهكذا وفي ظل هذه الأوضاع كانت مراكز الدراسات والمؤسسات الدولية تتابع أوضاعنا وتضع السيناريوهات الكفيلة بمنع تفاقم الأحداث في سياق مختلف عما ترغب به، وهي التي لا تخفي عليها خافية ببرامج التجسس والمتابعة فهي من جهة تدفع باتجاه ترسيخ أفضل الظروف لتمرير مخططاتها ومن جهة أخرى تدرك بعين يقظة أن الأمور لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه وكان الخيار أن تتدخل لإدارة الأزمة وهي صاحبة الخبرة التاريخية بذلك. منذ طموحات محمد علي او في بدايات القرن العشرين في ظروف النهوض العربي الطامح للتخلص من الحكم العثماني وبناء دولة عربي موحدة في المنطقة بعد ذلك حيث انتهت الامور بتمزيق المنطقة ووضع الأسس لتجسيد المشروع الصهيوني. أو في القيام بالانقلاب المضاد لثورة مصدق في إيران من خلال تحركات جماهيرية مشبوهة. وكان للدور الذي لعبته الأجهزة الغربية في إملاء مسيرة التغيير خلال سقوط الاتحاد السوفياتي وباقي المنظومة الشرقية. لقد تراكمت تجربة وخبرة كبيرة لديها للتأثير على مجريات الإحداث في المنطقة منذ بداية الأحداث في تونس التي فاجأتها في البداية ولكنها استدركتها وأعادت نسج تحالفاتها في المنطقة ولو مؤقتا بما يضمن لها استمرار هيمنتها وفي أحداث مصر، ولا بد من الإشارة أن هذه الدولة العربية الكبرى كانت تموج بتيارات عارمة وتفجرها كان سيطيح بمخططات إدارة الأزمة. ثمة إشارات أن اتجاهات وتيارات سياسية مختلفة قد ساهمت في بداية الأحداث في مصر تحت تأثير حدة الأوضاع الداخلية وترديها وانفجار تونس. الاتجاه الأول تمثل بالحركات القومية واليسارية المصرية التي لم تغادر الشارع منذ صعود الساداتية ولاحقا حكم حسني مبارك وبالرغم من ضعفها ومحدودية تأثيرها، إلا أنها كانت دوما في موقع المبادرة فقد أرست خطابا وممارسات نضالية لا يمكن إنكارها بل اذكت دافعية الشعب المصري للتغيير خاصة في دورها في دفع فئة الشباب المصري نحو مرحلة ارقى من الوعي والرغبة في التغيير، ولا يمكن إغفال تداخل الوعي الشبابي ذاك مع تأثره بمعطيات وقيم الحريات الليبرالية التي انتشرت في العالم في العقود الأخيرة، وهنا لا بد من أن نشير إلى دور المنظمات غير الحكومية بأنواعها المختلفة وخاصة تلك الخاضعة للمركز الأجنبية التي تعتبر أدوات للتأثير على الحركة الجماهيرية وتوجيهها وهنا لا نغفل دورها وعلاقاتها مع بعض دول الخليج التي ساهمت عبر وسائل الإعلام الفضائية في تأجيج المشاعر ومساعدة الحركة على السير في طريق محدد خدمة للمخططات إياها. والقوة او الاتجاه الاهم والذي تاخر انخراطه في الحراك الحركة الإسلامية الأكثر تنظيما وتأثيرا على المجتمعات العربية التي شاركت في ظل تطمينات واضحة لدور أساسي ستلعبه في مستقبل البلدان العربية فتحركت بهدف تحقيق السبق بالحصاد.
سارت الأحداث في ظل صراع تلك القوى واتجاهات من النخب المتسيدة سابقا التي التقطت أنفاسها وكيفت تكتيكاتها وفقا للنتائج بعد سقوط مبارك، وهي التي تملك الأجهزة والتجربة والعلاقات وخاصة مستلزمات القوة وقامت بمبادرات بتحالفات مؤقتة وذكية مع مجمل التيارات التي الفاعلة في المنطقة او في مصر تحديدا. ووصل تطور الاوضاع إلى مرحلة اصبح المرء يتوقع عودة القديم إلى مواقعه السابقة. طبعا لا احد يتوقع ذلك فلن تعود أوضاع البلاد العربية إلى ما كانت عليه سابقا . ولكن في نفس الوقت لا يتوهم احد أن الأهداف التي اشرنا إليها من ضرورة بناء الدولة الديمقراطية والمدنية دولة المحافظة على كرامة الإنسان الدولة القادرة على وضع البلاد العربية في مسير التاريخ العالمي قد تحققت او انها في سبيلها للتحقق.
لماذا لم تتحقق الأهداف المتوخاة من الحراك العربي في السنوات المنصرمة. نقول في البداية، أن مسير التغيير لم تنتهي بعد حتى ولو سلكت طريقا مختلفا عن مراحل البداية أو اتخذت أشكال أخرى فهي لا زالت مستمرة ولكن ليس كما يرغب الجميع. الإنسان يصنع مستقبله من خلال المشاركة في صنعه ولكن ليس حسب رغبته، بل حسب قوة تاثيره، ولهذا نشير أن من أسباب ذلك أن القوى المرتبطة بمصالح الجماهير وبقيم التقدم والديمقراطية كانت الأضعف من كافة النواحي، فهي لم تمتلك برنامج واستعداد لهذه المرحلة بل يمكن أنها قد تفاجأت في بعض الجوانب من سعة الحراك وانخراط الجماهير به بل وارتبكت في التعامل معه، بينما كانت القوى والاتجاهات الأخرى، أفضل تنظيما وقدرة على التأثير على الأحداث بما فيها قوى النظام القديم.
من الضروري أن نشير أن من العوامل التي أربكت قوى التغيير والجماهير أيضا، أحداث ليبيا وتدخل الناتو بوحشية فيها مما أرعب شعوب المنطقة وأجهض الأمل بتطور سلمي لاحق للحراك العربي وساهم هذا في نكوص الجماهير عن الاستمرار في حراكها، وكذلك لعب التدخل الخارجي في سوريا ودور دول الخليج السلبي في ذلك مما فكك القاعدة الاجتماعية الواسعة لقوى التغيير والحراك ولا بد من التعرض هنا إلى الدور السلبي الذي لعبته الإعلام والقنوات الفضائية حيث أتت بنتائج عكس ما كانت ترجوه هي بالذات فبدلا من أن تكسب الجماهير لدعم توجهاتها خسرت أعدادا هائلة من المشاهدين وأثارت العداء للدول التي تشغلها مما يدل أن وعي الناس حتى في الأزمات الكبرى قد يكبح من التوجهات الخاطئة والتي قد تحرف النضال لدرجة انه قيل اذا أردت أن تخسر قضية دع قنوات الخليج تدافع عنها، وفي هذا درس هام للمستقبل . وكذلك لعب الدور الهام في إجهاض الحراك أو إضعاف وتيرته التكتيك الذي اتبعته الحركة الإسلامية في مختلف البلدان للاستئثار بنتائج النهوض العربي او الهيمنة عليه وإقصاء القوى الأخرى او معاداة الأقليات الطائفية والدينية مما فك من عرى التحالفات القائمة وعمق من الهوة بينها وبين القوى الجماهيرية الأخرى بالرغم من الآمال التي كانت معلقة على مثل هذه التحالفات. تطور الأوضاع في مصر لاحقا وسقوط الحكم الإسلامي وفي سوريا مع دخول الأوضاع إلى مرحلة العنف والتفتيت بتحريض من الخارج العربي والغربي أجهض الحراك الجماهيري وساهم في انتكاسته، وهذا يكشف أن الغرب وأمريكا بالتحديد أدار معركته بنجاح واستغل جوانب الضعف وعمل على إفشال حركة النهوض العربي.

 


4)انتهت الثورات الأوروبية من أعوام 1848 بانتصار الثورة المضادة عام 1849، ففي فرنسا وصل إلى رأس السلطة لوي بونابرت مع قيم العالم السفلي الذي أتى منه ونصب نفسه إمبراطورا ممثلا لقوى اجتماعية اشد رجعية وطفيلية من تلك التي انتفض ضدها الشعب الفرنسي في بداية ثورته، وكذلك الامر في ألمانيا حققت الثورة المضادة أيضا انتصارها، ومع ذلك لم يكن باستطاعة قوى الثورة المضادة أن تعود بالتاريخ الأوروبي إلى الوراء، لقد أزاحت تلك الثورات مزيدا من العراقيل وبقايا النظام الإقطاعي التي كانت تحد من تطور الرأسمالية في بلدان أوروبا. وأعطي دفعة للقوى الناهضة في المجتمع الأوروبي من برجوازية ليبرالية كما صعّد إلى المسرح التاريخي الطبقات العاملة التي بدأت تتحرر من أوهام التبعية للبرجوازية والبرجوازية الصغيرة وتشق طريقها المستقلة.
وكذلك انتهت المرحلة الأولى من النهوض الذي اجتاح البلاد العربية والتي بدأت بحرق بو عزيزي تاريخا من القمع والاستبداد والاستهانة بكرامة الإنسان. لكن في المحصلة لم تحل مهام المرحلة ولا التناقض الذي بدا وكأنه في سبيله إلى الحل وتحقيق الأهداف المنتظرة من الحراك الشعبي والشبابي، والمتمثلة بفك التبعية للمراكز الرأسمالية خاصة الولايات المتحدة ولم تتهيأ الظروف لطرح برنامج ديمقراطي نهضوي وحدوي عربي يضع نصب عينيه الحفاظ على الأمن القومي المهدد كليا بأجندات أجنبية وبدول الجوار، ويضع الأساس لتنمية شاملة في مصلحة الجماهير. انتهت المرحلة الأولى ولا تزال مسالة التناقض التاريخي بين المتاح وبين قدرة القوى المعادية لتقدم المنطقة من قوى استعمارية خارجية وقوى رجعية داخلية قائمة، وكأن الإحداث التي مرت لم تحقق أيا من أهدافها. ومع ذلك اكتسبت القوى مزيدا من الخبرات واكتشفت أن من أسباب ضعفها وعدم قدرتها على قيادة الحراك او اقلها التأثير بقوة فيه التمزق القائم في صفوفها، مما أعطى للخصوم القدرة على المبادرة وقيادة الأحداث في حين غابت القوى اليسارية او القومية وتذيلت للقوى الأخرى إسلامية كانت ام قوى النظام القديم . لعل خبرات النهوض في المرحلة السابقة تدفع تلك القوى لإعادة النظر بخطابها وقدرتها على تنظيم الجماهير ورفع وعيها لتحريرها من التبعية للقوى المضادة للثورة بكافة تلاوينها، وهذا يستدعي منها أن تتحرر هي أيضا من التبعية لهذه القوى ولكن في نفس الوقت أن تتقن وبحنكة صياغة التحالفات دون تذيل ولكن بهدف كسب القواعد الشعبية الواسعة بربط مصالحها الاجتماعية مع مهام التحرر من التبعية للمراكز الرأسمالية والتغيير الديمقراطي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لازالت نظرية المؤامره تنخر في فكرنا السياسي
احمد خلف الجعافره ( 2013 / 11 / 10 - 15:43 )
اشكر الاستاذ ابراهيم حجازين على التقديم الرائع عن مجمل الاوضاع العربيه ؛
قد نختلف في بعض التحليلات وقد نتفق مع الاخرى الا انها بالمحصله وجة نظر اصبحت معروفه للجميع وتكاد تكون مكرره لانها تعتمد على وجهة نظر احاديه تضع مسطرتها النظريه وتبدأ بالجز والاسقاط والاهمال وكل مايتبع ذالك من تدمير للفكره الناتج الحقيقي الذي يفترض ان نصل له ؛

اقول هذا الكلام من خلال اطلاعي على هذه المقدمه التي يتبدى فيه التحليل المادي
كتحليل اوحد للتاريخ في حين ان الحقيقه تقول ان التاريخ اكبر من ان يتم حشره في نظريه او منهاج سياسي محدد او ايدلوجيا مهما كانت قدسيتها لدى معتنقيها؛
من هنا نلاحظ تركيز الكاتب على نظرية المؤامره التي تبتها كثير من النخب الساسيه الدينيه في البدايه بناءا على الموقف التاريخي المعادي للغرب الكافر ثم امتد هذا العداء للقومين العرب الذين انهزم مثلهم الاعلى في الحرب العالميه الثانيه وبعدها امتد الى


2 - رد الى: احمد خلف الجعافره
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 10 - 16:37 )
اشكرك استاذي العزيز على هذا المدخل الذي وضحت به وجهة نظرك ولا اخفيك اني من اصحاب الموقف الذي يستند الى منهج واضح لمعالجة القضايا التي تهم قضايانا العربية والدولية ولكنه غير محدود ولا ضيق الافق فانت وكافة النشطاء الواعيين في حركتنا الديمقراطية في بلادنا يختارون مواقفهم وفقها لتحليل ليس بعيد عما اطرحه ، وكما ارى ان هذا المنهج قادر على شمول الموضوع من مختلف زواياه بعيدا عن النظرة الاحادية واذا كان هناك قصور ما في المراحل السابقة فسببه قصور الإدراك السليم له. مع ضرورة الاشارة اني لست من انصار ما يفهم انه مؤامرة في التاريخ لان ما لا نفهمه يمكن ان ندعوه معجزة او مؤامرة لكن بالاستناد الى ذات المنهج افهم ان خلفية مواقف الدول والطبقات هي مصالحها ولا اظن انك تختلف معي في هذا ومن هنا ارجع كافة السياسات التي تمارسها تلك القوى إلى مصالحها خاصة فهي واعية لها والخطأ فينا حيث لم ندرك بوعي مصالحنا، والموقف من الغرب ليس احادي النظرة فالغرب متنوع ففيه من يقف إلى جانب التقدم ويعمل على ازاحة العراقيل من امامه وهذا شان الديمقراطيين والمدافعين عن حق الشعوب في تقرير مصريها، وهناك من هو في خندق العداء له واقصد بهم من يقفون على هرم السلطة ويمثلون مصالح الشركات الكبرى. تجربتنا واضحة معه ولست بحاجة إلى طرح امثلة ولكن السياسات الرسمية للدول الغربية في تاريخها لم تكن إلى جانب قضايا تحررنا بل كانت عائق له وشاركت في منع تفتح الازهار التي طالما رغبت شعوبنا في رؤيتها تزهر في بلادنا، وخاصة في المرحلة التي نحن بصددها، فما جرى في ليبيا او سوريا او مصر وغيرها لدليل ان هناك من لم يرحب بالنهوض العربي وحاول حرف مسيره واخراجه من سياقه، علما اني قد اشرت أن الحراك العربي قام نتيجة لعوامل داخلية وبيئية عالمية مصدرها الغرب كما ورد في سياق التحليل وهي ذات مغزى تاريخي تهيئ وتساعد على التغيير الديمقراطي الذي لم ترغب به انظمتنا والقوى الرجعية والمحافظة وبهذا التقت مصالحها مع مصالح مركز القرار الدولي في التصدي لحركة شعوبنا


3 - تابع
احمد خلف الجعافره ( 2013 / 11 / 10 - 15:53 )
وتبع ذالك الشيوعين ونظرتهم للامبرياليه الغربيه وكل ذالك في كوم وتداعيات القضيه الفلسطينيه في كوم آخر خالص حيث تكرس لدى العربي ان اي عمل تقوم به الاداره الامريكيه هو من اجل صالح العدو الصهيوني وانا اذا لا انكر العلاقه الاستراتيجيه بين الاداره الامريكيه والعدو الصهيوني الا ان المؤكد ايضا ان السياسه لايوجد بها لاعدو دائم ولاصديق دائم بل يوجد بها مصلحه للدوله دائمه ومن هذه السياسه يمكن الدخول الى عالم الادراه الامريكيه لتقبل بالشروط العربيه في موضوع حل القضيه الفلسطينيه واعتقد ان الدوله السعوديه بدأت تضع يدها على الجرح الحقيقي من اجل معالجة هذه القضيه وحتى لا اتجنى على الاستاذ ابراهيم اريد ان انقل هنا مقطع من كلامه كما اورده في مقدمته ي

هذا يكشف أن الغرب وأمريكا بالتحديد أدار معركته بنجاح واستغل جوانب الضعف(

)وعمل على إفشال حركة النهوض العربيه(


4 - رد الى: احمد خلف الجعافره مع كل الاحترام
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 10 - 16:54 )
انت وافقتني ان المصالح الاستراتيجية للإدارة الامريكية تفترض الحفاظ على الكيان الصهيوني ومصالحه وانا افترض انك توافقني ايضا ان الكيان الاسرائيلي منذ نشأته كان اداة بل خلق لكي يكون اداة للغرب في بلادنا وهذه العلاقة لا تخضع لنظرية لا يوجد عدو دائم او صديق دائم بل يخضه لمفهوم اخر هل هذا الكيان يقوم بوظيفته لخدمة مصالح تلك الإدارة ام لا ، من هنا فانا استبعد ان تقف الولايات المتحدة يوما إلى جانب القضية الفلسطينية او ان تقبل بالشروط العربية في الظروف القائمة حاليا، يمكن في حالة إذا تغيرت الاوضاع العالمية واصطدمت مصالح الغرب بواقع عربي جديد قوامه مختلف عما هو قائم لان شبكة المصالح الامريكية وعلاقاتها في البلاد العربية تخدم سياساتها ولا افق لخروج الانظمة العربية منها فهي في موقع التبعية حتى ولو اضطر بعض الدبلوماسيون إلى تحمير اعينهم وهذا قطعا ليس بسبب جرعة شجاعة بل سوء فهم وعدم قدرة على استشفاف المستقبل. ومن هنا قلت ان الغرب وامريكا بالتحديد قد اداروا بنجاح واستغلوا نقاط الضعف وافشلوا حركة النهوض بالدفع نحو تمزيق وتفتيت وحدة الجماهير والقوى المشاركة في الحراك بالتدخل الوحشي في ليبيا ودعم التدخل العسكري الخارجي بأشكال مختلفة في سوريا مما اجهض الحراك وابعدوا الجماهير عنه. وهنا اود ان الفت الانتباه إلى فكرة اشرت لها وهي ان منطقتنا لا تزال حبلى بتناقضها فهي لم تحل مهام التغيير بعد وامامنا طريق طويل وشاق نحو التغيير


5 - خلل؟
مالك ابوعليا ( 2013 / 11 / 10 - 19:11 )
انا اوافق معك دكتور ابراهيم حجازين على اسلوبك في طرح القضية, وطريقة تحليلك, الرصينة له, والمناحي التي ذكرتها, الا أن هناك, كما اعتقد, خللاً نظرياً في فهمك لمسألة الدولة

(وهي من تعطيها للحاكم بمشاركة حرة بانتخابه وهي من تسحبها منه إذا خرق العقد الاجتماعي الذي كان شكل الأساس للدولة الحديثة)
فهل (العقد الاجتماعي) هو (شكل الأساس للدولة الحديثة)؟ لقد بين التاريخ خطل هذا الاعتقاد, حيث ان الدولة شكل من السيطرة الطبقية على فئات وطبقات اجتماعية اخرى, بالرغم من عدم (نقاوة) شكل الطبقة الحاكمة, الا ان هناك تحالفات طبقية حاكمة, وليس (عقد اجتماعي), فالقاريء لهذا المفهوم, يستجلي منه (التفسير الكلاسيكي) له, هل انت مع هذا التفسير للدولة؟ ولماذا؟
لن اذهب بعيداً في نقد هذا المفهوم, الا اذا تبين انك من انصاره, اما اذا كنت تعني امراً اخر, فأعلمنا به.

((كما تمثلت تلك المفارقة برفض استمرار الإذلال والاستلاب الذي يشكل أساس علاقة الحكام مع شعوبها وإحساس الجماهير الكادحة وخاصة مجتمعات الشباب التي وصلت في أفق مسدود وفقدان أي أمل بالمستقبل انه بإمكانها في ظل أنظمة منتخبة وديمقراطية أن تحسن من مستوى معيشتها وتعليمها وصحتها وان تفتح أمامها خيارات عديدة لتحسين مستقبلها بدلا من حالة العقم الاجتماعي القائمة والتي تسد كافة نوافذ الأمل بحياة كريمة.))

اريد أن اسأل, هل هناك (مجتمعات من الشباب)؟ نعم فئات واسعة من الشباب شاركت في الحراكات في مختلف الدول العربية, ولكن هل انت من انصار ما يقال بأن (الشباب) أو (الطلاب) مثلاً, هم فئات اجتماعية بذاتها؟


6 - رد الى: مالك ابوعليا وشكرا للملاحظات
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 10 - 19:48 )
الاستاذ مالك اود ان اشكرك على الملاحظات وهي ذات اهمية لتصحيح الانطباع الذي قد تصيغه حاجة الكتابة في بعض الاحيان للفت الانتباه لاهمية بعض القضايا، لا شك ان الدولة ظاهرة تاريخية واجتماعية وجذورها طبقية. لكن لحاجة توصيل فكرة محددة رغبت بالفصل بين الدولة القديمة والحديثة التي أرسيت دعائمها في فترة النهضة وتشكل الدولة القومية على اساس حاجة البرجوازية لها وما طرحه مفكروها مثل جون لوك الذين نظروا لطبيعة الدولة الحديثة من حيث هي عقد اجتماعي وكان يقصد به طابع العلاقة بين الحاكم والشعب وهذا كان الفهم الليبرالي وهذا طبق في الغرب أي ان الحاكم منتخب ومن حق الشعب الذي فوضه السلطة ان يسحبها منه اذا خرق ذلك العقد، حتى الان لا توجد في التاريخ ممارسة مناسبة لاختيار الحاكم غير طريق الانتخاب، إضافة إلى فكرة ان الحاكم خاضع للمسائلة طالما انه يمارس المسؤولية مسألة هامة في مجتمعاتنا، بغض النظر ان المجتمع الرأسمالي لا يمكن ان يدفع للسلطة إلا من هو ممثل لمصالح الطبقات المهيمنة، وحتى يتم الخيار الاخير يفترض ان يجري تغير تاريخي جذري على صعيد المجتمع وهذا ليس بالأفق بعد، ولكن حتى ذلك الوقت هل يفترض بشعوبنا ان تبقى تحت وطأة الانظمة المتسلطة ام يفترض ان ترتقي بوعيها وبممارستها لتكتشف انه يحق لها تغيير الحاكم اذا لم ينفذ سياسات في مصلحة الوطن والشعب وان تفهم بذات الوقت انها لا ترتكب جريمة بحق التقاليد والأيديولوجيا والثقافة السائدة إذا انتفضت ضده، أليس مطلوبا من القوى الاجتماعية التقدمية ان ترتقي مع فئات الشعب وتقوده في صقل خبرته وتحسين شروط حياته، طالما هذا سيعمق من حسه الاجتماعي ووعيه في النهاية لمصالحه الاساسيةـ أليست ممارسة العملية الديمقراطية مرحلة للارتقاء الحضاري والمدني للمجتمع ككل. هذه تساؤلات اجاب عليها واقعنا خلال الحراك حلال العامين الماضيين. دون أية اوهام نحن بحاجة إلى فترة زمنية لا بأس بها حتى نتجاوز ما اصابنا من امراض طوال المراحل السابقة وخاصة في عهد الاستبداد الذي زاد من تأخرنا وعمق من نزعات سلبية جدا في قبولنا الاخر وقضى على قيم انسانية هامة للارتقاء بشعوبنا نحو مستقبل افضل. اما بالنسبة للتساؤل حول مجتمعات الشباب، بالطبع هم فئة اجتماعية من حيث انها ذات روابط اجتماعية في بنية المجتمع ولكنها ليست مستقلة قطعا ولكنها بحكم موقعها كفئة عمرية وطموحاتها وحاجاتها الخاصة كان لا بد من اعطائها الاهتمام خاصة وان هذه الفئة ضمن الاوضاع السائدة تعاني بحكم فقدان الامل بالمستقبل في ظل الاوضاع السائدة بينما هي ترنو دوما إلى حياة افضل . في ظل هذا اليأس المطبق وانسداد نوافذ الامل هي معرضة كما تعلم لتأثيرات مختلفة قد تجعل من حراكها المجتمعي سلبي وتقع تحت تأثيرات خطيرة. لذا رغبت بان اضفي على واقعها اهمية خاصة باستخدام هذا المصطلح وهو بالمناسبة يستخدم دون تحفظ.


7 - التغيير
فهمي الكتوت ( 2013 / 11 / 10 - 19:43 )
كل الشكر والتقدير للصديق د. ابراهيم حجازين على التحليل العلمي الشامل حول طبيعة التناقضات التي يعيشها الوطن العربي، والحاجة الموضوعية للتغير، وادراكا منا لاهمية دور الحركات السياسية التقدمية بنشرالوعي السياسي والتأثير المباشر، والتقاط اللحظة التاريخية ،فهناك ظروف موضوعية لا يمكن تجاهلها، ليس من قبيل الصدفة أن شعارات الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية كانت الجامع المشترك الأعظم بين الثورات الشعبية في البلدان العربية، رغم أن لكل دولة خصوصيتها اقتصاديا واجتماعيا، إلا أن السمة العامة لهذه البلدان خضوعها للتبعية الأجنبية. فالاستقلال السياسي الذي انتزعته الشعوب العربية ، من أجل الحرية والاستقلال، تم استلابه من قبل الاستعمار الجديد المتمثل بالاستعمار الاقتصادي، بتمكين المراكز الرأسمالية من فرض شروط التبعية على البلدان النامية عامة وفي عدادها البلدان العربية، بعد اغراقها بالمديونية، واخضاعها لاملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين، والاستيلاء على مقدراتها. في ظل غياب الديمقراطية والشفافية، وتسلط الحكم المطلق وتفشي مظاهرالفساد الامر الذي ادى الى اضمحلال الطبقة الوسطى وافقار غالبية الجماهير الشعبية وتعميق الفجوة بين الفئات الاجتماعية. والتي تعتبر من اهم اسباب الثورات الشعبية.
ومن الطبيعي ان تحتل قضية التصدي للفساد والاستبداد، واقامة دولة ديمقراطية يسودها العدل والمساواة، والتخلص من هيمنة البرجوازية الطفيلية ووكلاء الشركات الأجنبية - الكمبرادور- على الاقتصاد الوطني، واعادة الثروات العربية المنهوبة، واستثمار الموارد العربية في مشروع تنموي اقتصادي اجتماعي، ومعالجة قضايا الفقر والبطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية جل اهتمام المطالب الشعبية، وان اخفاق القوى السياسية التي وصلت الى السلطة عبر صناديق الاقتراع في تبني هذا البرنامج، سيدفع الجماهير الشعبية نحو مواصلة نضالها من اجل تحيقيق اهدافها.


8 - الصديق العزيز فهمي الكتوت
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 10 - 20:08 )
اشكرك على مداخلتك القيمة والتي تكشف عمق الرؤية المطلوبة في مرحلتنا الراهنة لحراك شعوبنا ونهوضها من اجل تحقيق امالها في التخلص من الاستبداد وفك روابط التبعية لمركز الهيمنة العالمية ومؤسساتها المالية وكذلك الارتقاء بأوضاعها لتغدو في مصاف الامم المتقدمة ومن اجل انقاذ مستقبلها بوضع اسس جديدة لأمنها الوطني والقومي، كل هذا كان ولا شك من اسباب الاساسية والتاريخية للنهوض العربي في هذا الوقت بالذات بغض النظر عن الدواعي المباشرة لحركات الجماهير وخاصة الشباب. ومن هنا لا بد من الاشارة ان الاهداف التي تعتبر من صلب مهام هذه المرحلة لم تتحقق بالرغم من ان هناك مناخ جديد تتحرك به الكتل الشعبية المختلفة وخاصة فئات الكادحين يتمثل أساسا ان شعوبنا عرفت طريقها واصبحت اكثر استعدادا للكفاح في سبيل مطالبها، بالرغم من محاولات الاعداء لترويعها من الاستمرار بحراكها. لا شك ان القوى السياسية المناط بها التحرك مع الجماهير وقيادتها مطالبة ان تطور في خطابها وبرامجها وان ترتقي بصورة تؤدي الى مزيد من التألف بينها بالرغم من التباينات القائمة استعداد لمراحل قادمة لان التناقض الذي ولد الانفجار لا يزال قائما فبلادنا لا تزال في بداية طريقها وهي حبلى بالتغيير بالرغم من الصعوبات القائمة واهمها التدخل الخارجي وقدرة الطبقات القديمة على المراوغة واستخدام اساليب القمع بمختلف اشكاله إلا انها غير قادرة على الاستمرار بالحكم بالطريقة القديمة. من هنا ضرورة الارتقاء بالعامل الذاتي لقيادة حركة الجماهير


9 - منهجية سليمة
ماجد خمرة ( 2013 / 11 / 11 - 05:42 )
فبلادنا لا تزال في بداية طريقها وهي حبلى بالتغيير بالرغم من الصعوبات القائمة واهمها التدخل الخارجي وقدرة الطبقات القديمة على المراوغة واستخدام اساليب القمع بمختلف اشكاله إلا انها غير قادرة على الاستمرار بالحكم بالطريقة القديمة. من هنا ضرورة الارتقاء بالعامل الذاتي لقيادة حركة الجماهير

لعل هذا الالقتباس من تعليقك يلخص العام وياتي على الخاص- العامل الذاتي.

كعهدي بك فاستخدام المنهجية المادية وملائمتها لاوضاعنا لهي ضرب من الفنون العلمية.
فبلادنا واوضاعها لا تنساب بسهولة مع الشبلونات الجاهزة. وهذا هو ابداعنا. شكرا لاسهامك، الا انني استصعبت قراءة تحليلك ، لانه مصاغ على نفس واحدة أرهقتني أحيانا.


10 - لا للشبلونات الجاهزة ايها الصديق
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 11 - 16:39 )
فهلا ما نحتاجه كما فهمت من مداخلتك ان ندرس واقعنا الخاص ونجد الطرق الكفيلة بإنضاج العامل الذاتي للارتقاء بمستواه حتى يكون قادرا على التصدي للمهام الملقاة على عاتقه. واولا ان يتمتع بالقدرة على قراءة واقعه بعمق ويضع رؤيته وخططه بما يتناسب مع المرحلة التي نعبرها، بما فيها ان يقدر ان يصيغ تحالفاته. وحتى لا ابحث عن نماذج من التاريخ وخاصة تاريخنا، اقول انه في هذه الاوقات فان الحركة الديمقراطية وقواها في جزر مميت ولا تملك القوى الكافية للتأثير على الواقع. ولعل هذا الاستنتاج هو نتيجة عامين من كفاح الجماهير والتضحيات التي قدمت ودور تلك التيارات في المبادرة بالحراك. إلا انها لم تجد القوة الكافية لقيادة الحراك. ولم نجد إلا من استخف بالجماهير وبمصالحها ونصب نفسه قيما عليها، او كان السبب إلى ما وصلت إليه الاوطان من وهن واستلاب وتدمير من يتقدم للحصاد او استعادة انفاسه بعد ان تقطعت به السبل في خضم الحركة. يبدو انه سندروم اخر يلازمنا آن الاوان -وباتباع المنهج الغيبي- اقول ان السبب اننا لم نتطهر من الاخطاء التي ارتكبت سابقا وخطابنا لم يرتق فعلا لمستوى التغيير الذي حصل في العالم بعد وكل هذا بحاجة لجرأة في النقد دون تدمير للذات بل للنهوض بالواقع الخاص


11 - هل تخضع التغيرات في المنطقة العربية للتحليل العلمي
د. غالي الزبير- الصحراء الغربية ( 2013 / 11 / 11 - 11:03 )
بعد التحية والتقدير للمناضل والناشط الحقوقي الكبير ابراهيم حجازين
اقول استاذي الموقر ان تكثير من تحليلكم وقرأتكم لواقع هذه الأمة سليم بمقاييس التحليل العلمي ولكن هل يمكن أن يكون التحليل العلمي والقراءة التاريخية وسيلة لتفسير واقع الأمة العربية التي تسير عكس التيار دون أن نغرق في البحث عن السبب والمسبب ... لننظر ببساطة إلى حالات مايسمى بالربيع العربي في حراكها ونتائجها ... هل في مقدور أي عاقل أن يقرأ مسارها ويضع تنبؤات ولو قريبة لتطورها
ثم حالة الشعوب التي أدمنت السكون والسكوت هل تخضع حركتها إن كانت لها حركة لأي منطق علمي او تحليلي متماسك؟


12 - د. غالي الزبير- الصحراء الغربية
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 11 - 17:10 )
كل الشكر للتقدير واتفق معكم دكتور غالي ان التحليل السليم مع اهميته غير كافي بل المطلوب البحث عن طرق التغيير أظهرت حركة الشعوب في البلاد العربية رغم التفاوت في طبيعة الحراك من بلد إلى أخر رغبة عارمة لدى الشعوب في بناء أنظمة ديمقراطية تخرجها من الأسر وعصورها الوسطى وتفتح أمامها سبل العيش الحر بكرامة والسيطرة على مقدراتها ورسم مستقبلها دون إملاء من أحد وانتخاب حكوماتها بحرية وتؤكد من خلالها إرادتها وسيادتها . كان المطلب العام لهذا الحراك الشعبي هو بناء نظام ديمقراطي يتجاوب مع تطور العصر ولو يشكل متأخر عن الشعوب التي ولجت هذا الطريق منذ قرون. ولكن كما حاولت ان ابين فان هذا الطموح اصطدم بمعيقات في ظل اوضاعنا الراهنة منعته من تحقيق طموحه. ولكني واثق ان شيئا ما قد تغير باكتساب الشعوب وحركاتها مزيدا من الخبرات واكتشافها أن من أسباب ضعفها وعدم قدرتها على قيادة الحراك او اقلها التأثير بقوة فيه التمزق القائم في صفوفها، ولعل كل ذلك يكون درسا للتوجه بشكل جدي نحو دراسة واقعها. التاريخ يشير لنا من تجاربنا وتجارب الشعوب الاخرى انه لا يمكن العودة عما تحقق . فيتم اسقاط انظمة عرفت بدكتاتوريتها واستهتارها بحقوق شعوبها واستهانتها بأمنه واماله واهتزت عروش اخرين. وهذا في مقاييس الواقع خطوة هامة يمكن البناء عليه ولا يمكن التقليل من شانه. واشرت أيضا انه وبالرغم من انتصار الثورات المضادة في دول اخرى إلا ان ما حفر في التاريخ لم يتم دفنه او تخطيه بل اصبح خطوة نحو مزيد من التغيرات اللاحقة. بلادنا لا تزال حبلى بالتغير. وانا واثق من قدرة شعوبنا على ذلك. كنا نقول قبل حركة التغيير بمصر ان النيل مهما بدا سطحه هادئا إلا ان تيارات عارمة تموج في قعره وهذا ما ثبت صحته


13 - اي دول ؟ و اي نهر
بشير شريف البرغوثي ( 2013 / 11 / 11 - 18:13 )
كل التقدير للاستاذ ابراهيم
لفت انتباهي ذلك النهر الذي لا نزال نناقش تماهي مياهه او عدم تماهيها مع الاستحمام المتكرر مع انه لم يعد احد الان يستحم في النهر اصلا . قديما كانت القوى المسيطرة على تدفق الماء في النهر قوى غيبية و لكنها كانت سخية تتيح المجال امام الجميع للاستحمام اما الان ان الذي يقرر من يستحم و متى هي الدولة و تحالفات الدولة التي تسمح لخنازير طبريا بالاستحمام في مياه عربية قبل العرب .. اركز هنا على ان اسرائيل لم تعد قوة فاعلة بل مسيطرة يعني في هناك احتلال اجنبي يعني لا بد من
اتمام عملية التحرر الوطني العربي قبل الحديث عن دول عربية فهي ليست دولا حتى لو اضفنا عشرات الالاف من التعريفات الجديدة الى مفهوم الدولة فلن تندرج الكيانات القطرية الحالية ضمن اي منها لا من حيث انتقاص سيادتها كلها و لا من حيث تبعيتها المباشرة و غير المباشرة لذلك علينا اولا ان نوجد دولا و بعدها لكل حدث حديث


14 - بشير شريف البرغوثي
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 11 - 18:54 )
الاستاذ المحترم تحياتي الصادقة واحساسي اللامتناهي مع معاناة شعبنا الفلسطيني في ارضه فلسطين مع قناعتي ان هذه الكلمات لا معنى لها امام ما يواجه هذا الشعب المكافح من صعوبات على مختلف الاصعدة من الاحتلال ووسائله الغاشمة لنشر الياس والقبول في النهاية بما يهدف اليه وهي تصفية القضية وانهاء هوية الشعب الفلسطيني الوطنية والقومية. ومن هنا لا بد ان اتطرق الى محاولات عزل الفلسطينيين عن بيئتهم الطبيعية الشعوب العربية حيث لا يتوقف البعض إما عن عدم وعي او بما تمليه مصالحه الضيقة اعمال المزيد من اخراج القضية من حاضنتها العربية. وهنا لا بد من استعادة التاريخ. حين عملت الدوائر الاستعمارية في بريطانيا لتفتيت المنطقة وتمزيقها عبر اقامة جسم غريب في وسطها لم يكن الهدف فلسطين فقط بل كل المنطقة وما تعانيه شعوبها اليوم ما هو الا نتيجة طبيعية لذلك المشروع الاستيطاني وسيستمر واقعنا كما هو إذا لم نضع الهرم على قاعدته ونعمل على اساس ان القضية الفلسطينية واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني على ارضه هو هم عربي اولا واخيرا لكن ليس بالمعنى الذي كان سائدا في السابق لكن على اساس ان القضية واحدة والمعاناة واحدة. وتحقيق ذلك ليس سهلا بل يتطلب عملا دؤوبا على مستوى الوعي واعادة تربية الاجيال بخطورة مشروع الغرب المتجسد على ارضنا ، من هنا اوفقك الراي بقولك: - اتمام عملية التحرر الوطني العربي قبل الحديث عن دول عربية فهي ليست دولا حتى لو اضفنا عشرات الالاف من التعريفات الجديدة الى مفهوم الدولة فلن تندرج الكيانات القطرية الحالية ضمن اي منها. واستكمل حول الدولة العربية بما يلي:
الدولة العربية هي نتاج طبيعي لمسيرتها نتيجة عدم اكتمال مشروع النهضة العربية في بداية القرن الماضي وبعد تشكلها كجزء مجهض من كل وذلك تحت رعاية الدولة المستعمرة وفي ظل قوانينها الكولونيالية لا قوانين المجتمع الذي أطرته هذه الدولة أي عكس ما يجري في العالم الواقعي حيث يصيغ المضمون الشكل وكما القاعدة الاجتماعية تفرز بناءها الفوقي. فنشأت دول-أنظمة لا تملك من أمر نفسها ولا تملك المقومات لبناء دولة حديثة متطورة سيدة نفسها وتعكس إرادة مواطنيها، هذه الحالة مهدت للمرحلة اللاحقة حيث الفشل التام في برامج التنمية وبناء الدولة الحديثة فكان لا بد من تحول هذه الأنظمة إلى الحلول الأمنية واحتواء وتهميش القوى السياسية المعارضة بوسائل شتى. حتى خضع المجتمع للدولة –النظام، المؤسس حول نخب متجبرة وفاسدة أنتج نفسه كبناء فوقي وليس من تحت أي من قاعدة شعبية ومجتمعية ركيزتها المواطن. نظام زوَّر وشوَّه وظائف الدولة وأدواتها جميعها، وزور معها إرادة الفرد ولا نقول المواطن فلم يصل من يعد فردا في المجتمع إلى هذه المرتبة بعد، واستمدت هذه الأنظمة شرعيتها من تغييب الشعب، وإقصاءه عن أية مشاركة أو قرار، ومنعه من التعبير عن آرائه، وقطع أي تواصل سياسي بين فئاته وطبقاته وأفراده، وشق صفوفه وتحريض الناس ضد بعضهم بعض عبر منظومة قوانين وممارسات عرضت الوحدة الوطنية ومستقبل الوطن الى أخطار ماثلة ويتحسسها المواطن ولا يستطيع الفكاك منها، مما أشعل من الفتن والعنف الاجتماعي، وفي هذا تستوي معظم الدول العربية.
هذه هي النتيجة من ذلك المشروع الذي اجهض التاريخ والمسيرة الطبيعية للمنطقة والمصيبة ان كثيرون لا يدركون ذلك ويعتقدون ان هذا قدرنا. من هنا لابد من العمل بما يوضح ذلم على مستوى الوعي والكفاح واشكرك لمرورك ومشاركتك الحوار


15 - الربيع العربي
مالكة عسال ( 2013 / 11 / 11 - 22:24 )
،لقد أطلق على الحركات المناهضة لدكتاتوريات الحكام
بالربيع العربي .. في حين سقطت في محرقة قتل بعضها البعض ،واغتيال بعضها البعض ،الشيء الذي وسع النزاع بين تيارات ومذاهب مختلفة.. يمكن أن نطلق عليها بالربيع الأسود ،أو الربيع التخريبي القاتل ، وكان تمرد الشعوب على حكامها .. تقريبا دفعة واحدة في أغلب البلدان العربية ، :
ـــ ترى هل هذا التمرد كان من خلال الظروف المزرية أثمرتها صحوة الشعوب ،بهدف التغيير ..أم وراءها يد خفية أججت نارها لمصلحة في نفس يعقوب ؟؟
ـــ هل في نظركم سيعود الهدوء إلى الشعوب، وتنطفئ نار الغضب والأحقاد وتحتضن الأطراف الغاضبة المتنازعة بعضها البعض ،أم سيظل الوضع على ماهو عليه ؟؟؟
ـــ كيف تروا مستقبل البلدان العربية من زاويتكم الخاصة ؟؟؟
أخيرا تقبلوا احتراماتي


16 - إلى المحترمة مالكة عسال الربيع مختلف
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 12 - 18:36 )
الاصل ليس المسميات فالصحافة الغربية او العربية في بعض الاحيان مغرمة بأطلاق التسميات وقد سبقها مصطلحات اخر كالربيع المخملي او الثورات البرتقالية وكلها مسميات لا تنطبق على واقع ولا تعبر عن مساره زما تمخض عنه لا بالنسبة لما جرى في بعض البلدان في اوروبا الشرقية او في غيرها من البلدان هنا او هناك وهذا ينطبق ايضا على مسمى الربيع العربي مع تقديري ان المسميات في احيان اخرى تستخدم للتضليل كما دأبت على ذلك مؤسسات متخصصة بمتابعة ما يجري في بلداننا في المركز الدول الكبرى.
لم يكن مقيظا للحركات ان تحقق انتصاراها مع كل الآمال بذلك، فالواقع العربي اكثر تعقيدا من ان نضع مخطط لتطبيقه فيتحقق، والامور لا تجري حسب التمنيات فقوى عديدة متناقضة ومتصارعة شاركت في الحراك في خنادق مختلفة ومتحاربة، اخذا بعين الاعتبار ان ما جرى كان تعبير عن الحاجة الموضوعية للتغير، وليس صدفة أن الشعارات المنادية بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ورفض الاستبداد وبفك عرى التبعية للمراكز الرأسمالية العالمية كانت القاسم المشترك لكافة الحركات في البلدان العربية. ومع ذلك اشرت في محاولة للفهم في مداخلة الحوار أن ما كان يجري في بلادنا كان تحت اعين مركز متخصصة كان دورها ان تحاول كبح أي نهوض يضر بمصالح الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة. ومع ذلك لا يمكن اتهام الملايين في مصر ومئات الالوف في الشوارع والميادين العربي انهم كانوا رهن إشارة تلك المراكز مع عدم استبعاد تدخلهم للتأثير وحرف مسار هذه الحركات إما بواسطة التأثير المباشر بالتدخل الوحشي كما جرى في ليبيا او عبر احداث يمكن استعادة شريطها في الاعوام الماضية او من خلال بناء تحالفات او اتفاقات ضمنية مع بعض القوى، وكما كان المتابعون والنشطاء في بلادنا يتحسسون قبل الاحداث ام بلداننا مقبلة على احدث جسيمة، كل تلك العوامل وغيرها وخاصة قوى النظام القديم استعدت ووضعت السيناريوهات المناسبة لها، لذا لا يمكن القول ان النتيجة كانت محاكة او مفروضة من اتجاه او اتجاهين انها صنع كافة من شارك في الاعداد وفي فعاليات الحراك والاهم الجماهير الشعبية التي اندفعت خاصة في تونس ومصر وحتى اليمن وبينت بما لا يدع للشك ان شعوبنا تواقة للتحرر والانعتاق من قيود الاستبداد وان تتنقص حرية كما عبر نشطاء شاركوا في ذلك النهوض الشعبي.
لم تتحقق اهداف وامال الشعب حتى الان بالنتيجة بالرغم من التضحيات لأسباب لها علاقة بنضوج قيادة الحركات وانقسامها ومحاولات البعض الاستئثار بنتائج لم تترسخ بعد استباقا لتطور الاحداث في غير صالحها وكذلك لا نخفي التدخل الخارجي إن كان من دول كبرى أو الرجعية الاقليمية التي رات في ذلك التحرك الجماهيري ومطالبه خطر داهم على مستقبلها .
بما ان المهام الاساسية لهذه المرحلة لم تحل بعد أي لم تتحقق المطالب بالديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ومحاكمة عناصر النظام القديم وخاصة الفاسدين والموغلة أيديهم بدماء الشعب، فإن المنطقة ستبقى حبلى بتناقضاتها وهي عاجلا ام آجلا ستعود إلى السطح مرة اخرى، ومن هذا المنظار أرى المستقبل فإما ان تتعمق معاناة شعوبنا وتطول ويترتب على ذلك مزيد من التبعية وفرض اجندات خارجية تطول الامن القومي للبلاد العربية أو ان تقصر مدة ذلك تبعا لقدرة القوى الديمقراطية على استخلاص الدروس والعبر المناسبة واشعال امال الجماهير بالتغيير وتعميق ثقة هذه الاخيرة بها


17 - المخاض
جورج يوسف حزبون ( 2013 / 11 / 12 - 15:39 )
من المفترض ان الرفيق ابراهيم يتحدث ضمن رؤية مادية ، بحكم مكونه الفكري وانتمائه العقائدي ، لكني لا اجد ذلك القانون منسجم مع مجمل التليل ، واقعيا هناك جهد وهمة واماني طيبة وبعضها معبر عنه احباطيا ، ان الخروج عن مفهوم الصراع الطبقي ( قاطرة التاريخ ) يجعل التليل مرتبكا ، وان كانت هناك خصوصية فهي في اسلوب الانتاج الخاص بالمنطقة وليس لعدم الالتحاق بالتجربة الاوربية !! ان علاقات الانتاج العربية محكومة بالواقعالكمبرادوري ، والشكل المهيمن هي بقايا الاقطاع سواء كانت عبر الملكية او الفكر والعادات ، ولا زالت المنطقة غير قادرة على انتاج طبقة وسطى قادرة جمعية الا بشكل جنيني ، وفي غياب عوامل فكرية طلائعية موجهة ( كالحزب الطليعي ) تتاخر امكانيات النضوج ، وما تقدم الفكر العصبوي الاسلاموي الا نتاج فراغ وفرته قوى طليعية ناشطة شجاعة جماهيرية وليست نخبوية ، وهذا حسب رايء الازمة المزمنة ، لان احداث تغير يحتاج الى الاداة .......


18 - المناضل جورج يوسف حزبون المحترم
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 12 - 19:01 )
كانت مقاربة الواقع الاوروبي مهمة لفهم حركة التاريخ ومدى حاجة بلدننا للتغيير بحكم التناقضات الاجتماعية الحادة في داخلها من جهة والتناقص الاساسي الذي يحكم الاطار العالمي لسير الاحداث في بلادنا حيث اشرت انه يتمثل بنزعتين متناقضتين الاولى تشير ان العالم يتغير ويتطور باستمرار وتتيح هذه النزعة رياح ايجابية للسير ببلادنا باتجاه الخروج من ازمتها الخانقة ولحل التناقضات التي طالت زمنيا، والنزعة الاخرى النقيض وهي السياسات الاستعمارية للدول الرأسمالية ومحاولاتها ابقاء المنطقة تحت هيمنتها ولجم أي نهوض يستهدف إضاءة مستقبل المنطقة بفك عرى التبعية واقامة انظمة ديمقراطية تعبر عن ارادة شعوبها تحررها من الاستلاب وترسخ قيم العدالة الاجتماعية وتضع أسس علاقة وحدوية عربية تأكيدا لحاجة موضوعية ولميل التوحد التاريخي في العالم لبناء الدولة التي تعبر أيضا عن الاماني القومية لشعوب بلادنا ومن هنا أشرت بالرغم من التنبيه للتشابه القائم مع ثورات 1848-1849 في الغرب إلا اننا نفتقد للقوى الناهضة والديناميكية المحركة لعملية التغيير وهذا يفيد اننا يجب ان نبحث عن طريقنا، ولهذا وبالرغم من اختلافنا الظاهري إلا اننا في نفس الوقت متفقين على ضرورة بناء القوة القادرة على اخذ زمام المبادرة وبناء علاقات مع الناس العاديين واصحاب المصالح الحقيقية للتغيير وتفهم ظروفها ورفع الشعارات التي توجد بين مصالحها في الديمقراطية والعيش الكريم والاهداف التاريخية للنهوض بالمنطقة وتنميتها بعيدا عن الهيمنة وخاصة للتصدي للتوجهات الامريكية والصهيونية لتصفية قضية العرب الاولى فلسطين والتي ان تحقق ذلك للقوى المعادية تسقط المنطقة تحت هيمنهم كليا. وكما اشرت في تعقيبات سابقة على اخوات واخوة كرام إننا بحاجة للبحث عن الطريق الملائم لنا والذي قطعا لا يتناقض مع مطالب حركة الديمقراطية والتقدم على الصعيد العالمي


19 - خرافة الحراك السلمي
ناسان إسبر ( 2013 / 11 / 13 - 10:59 )
يقول د.حجازين: (من العوامل التي أربكت قوى التغيير والجماهير أيضا، أحداث ليبيا وتدخل الناتو بوحشية فيها مما أرعب شعوب المنطقة وأجهض الأمل بتطور سلمي لاحق للحراك العربي وساهم هذا في نكوص الجماهير عن الاستمرار في حراكها، وكذلك لعب التدخل الخارجي في سوريا ودور دول الخليج السلبي في ذلك مما فكك القاعدة الاجتماعية الواسعة لقوى التغيير والحراك).

يعني أن د.حجازين يرى بأن الحل السلمي هو الطريق الوحيد الذي يجب أن تتبعه الجماهير حتى تحقق (أهدافها).. طيب.. وماذا عن الطريق اللاسلمي الذي اتبعه القذافي ضد الحراك الجماهيري، هل كان من المفروض أن تقابل (الجماهير) ذلك بالأزهار والقبلات؟.
لقد كان تدخل الناتو ذريعة للتغطية على تخاذل كافة القوى التي وقفت في وجه الحراك الشعبي بما فيها اليسار الانتهازي الذي باع نفسه للسلطات منذ زمن طويل وراح يولول في الآونة الأخيرة على ضياع الحراك الجماهيري بعد تسلحه ضد السلطات الفاشية، كما لو كان النضال السلمي هو النضال الوحيد الذي يجب اتباعه ضد الفاشية، وهي بالطبع مقولة بورجوازية تلقفها اليسار المتقاعس ليغطي خيانته مصالح الجماهير، وعجزه عن التحليل الطبقي للقوى المتصارعة على الأرض وعجزه عن تحديد الموقف الحقيقي الذي يجب اتخاذه، إن لم يكن تعاميه عن كل ذلك بعد أن سمن من فتات السلطات.
نحن لا (نفتقد للقوى الناهضة والديناميكية المحركة لعملية التغيير) كما يقول د.حجازين، لأن هذه القوى متوفرة على الأرض بكثرة هائلة إلى درجة استجلبت كل قوى العالم للمشاركة في ذبح حراكها الشعبي وتشويهه كما يحدث في سورية، بل الـ (نحن) يفتقد لامتلاك الرؤية الموضوعية لمجريات الأحداث بعيداً عن التنظيرات البورجوازية حول حاجة الجماهير إلى الديموقراطية والحرية، الشعاران البورجوازيان الصغيران الذي استبدلت بقدرة قادر بهما مطالب الجماهير الحقيقية، و(حاجتنا) إلى (طريقنا الخاص) طريق خاص ينتهجه مثقفو البورجوازية الصغيرة بالتوافق مع اليسار الانتهازي لنيل رضا قوى العالم التي تحطم بكل السبل الانتفاضات الجماهيرية للربيع العربي.
إن عدم انتهاج الكفاح المسلح والقضاء على سلطة الدولة وإقامة سلطتها البديلة كان الخطأ التاريخي الذي ارتكبته كومونة باريس، وفي تكالب كل دول العالم واتحاد امبريالياته مع الأنظمة التابعة لها ضد الربيع العربي ونفخ الروح ودعم الثورات المضادة ما يثبت أن الربيع العربي كان في الاتجاه الصحيح، وأن الكلام الفارغ حول أبدية سلمية الحراك ليس إلا خيانة جديدة لدماء الشعوب الطامحة لحقوقها السليبة.
إن كل ما يفعله اليسار حتى الآن هو اللف والدوران لإخفاء موقفه الانتهازي من الربيع العربي.



اننا نفتقد للقوى الناهضة والديناميكية المحركة لعملية التغيير وهذا يفيد اننا يجب ان نبحث عن طريقنا، ولهذا وبالرغم من اختلافنا الظاهري إلا اننا في نفس الوقت متفقين على ضرورة بناء القوة القادرة على اخذ زمام المبادرة وبناء علاقات مع الناس العاديين واصحاب المصالح الحقيقية للتغيير وتفهم ظروفها ورفع الشعارات التي توجد بين مصالحها في الديمقراطية والعيش الكريم والاهداف التاريخية للنهوض بالمنطقة وتنميتها بعيدا عن الهيمنة وخاصة للتصدي للتوجهات الامريكية والصهيونية لتصفية قضية العرب الاولى فلسطين والتي ان تحقق ذلك للقوى المعادية تسقط المنطقة تحت هيمنهم كليا. وكما اشرت في تعقيبات سابقة على اخوات واخوة كرام إننا بحاجة للبحث عن الطريق الملائم لنا والذي قطعا لا يتناقض مع مطالب حركة الديمقراطية والتقدم على الصعيد العالمي


20 - رد الى: ناسان إسبر
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 13 - 17:57 )
انا فعلا مسرور لموقف يختلف جذريا عن مجمل الطرح الذي ساد الحوار حتى الآن حتى يتوضح للقارئ المنطق المتهافت لدعاة التدخل الخارجي وتدخل من؟ تدخل اكثر القوى عداء للانسانية والتي وقفت وتقف إلى جانب الانظمة الاكثر ظلامية في التاريخ، فهل تكون قوى الناتو التي وقفت إلى جانب جنرالات اليونان او نظمت الانقلابات الفاشية في امريكا اللاتينية وقتلت وصفت افضل ابناءها من شعراء وقادة نقاببين ونساء مناضلات ورجال دين معتبرين تصبح مدافعة وحريصة على الشعب الليبي وحقوقه، هل تصبح دول دمرت العراق بحجج واهية وكذب مكشوف ووقح وقتلت وهجرت ملايين من اطفاله ونساءه مطلوب تدخلها في البلدان العربية وغيرها لتحقيق الديمقراطية؟ سؤال استهجاني اطرحه لان العقل الانساني السوي لا يقبل مثل هذا الموقف.
مثل هذه المواقف هي وصمة عار في جبين من يدعي انه يقف إلى جانب الشعوب. فالسيد ناسان إسبر يوجه نقده لإطرواحات الطريق السلمي الذي دعوت له دون أن يكتشف او يكشف أن جوهر الموقف بالدعوة السلمية هو قطع الطريق امام مثل هذه التدخلات والتي ندرك نتائجها على المنطقة. والتي يعرف الانسان الناضج والذي يقف إلى جانب شعبه أن قطع الطريق امام العنف يستهدف عدا منع التدخل الخارجي أيضا فتح الطريق امام تطور ديمقراطي يرتقي بالشعوب العربية ويرسخ اساس الحضارة ويعطي دفعة لسيادة المجتمع المدني الحديث وليشكل نقيض تاريخي للهمجية والوحشية التي تشكل خيار الغرب الاول الذي يرغب بترسيخه في بلداننا ضمن نهجه الواضح لابقاء منطقتنا دوما متخلفة وتحت هيمنته. وإلا لماذا لم يقف هذا هذه الغرب ضد وحشية اسرائيل في كل معركة او حرب شنتها ضد شعوب المنطقة إن كان في فلسطين فعله الاجرامي الدائم او في لبنان والتي اصبحت مجازر قانا في لبنان وصمة عار في جبين المنافقين في مراكز القرار في دول الاستعمار في الغرب
وكأن القوى الديمقراطية العربية وبينها الحراك الأردني قد وافق على اساليب القمع التي تستخدمها الانظمة مهما كانت ضد الناس العزلاء والتي تطالب بحقوقها. بل كان الحراكيون الاردنيون من اوائل من ادانوا استخدام القوة ضد المتظاهرين الليبيين المطالبين وبشعارات سلمية واضحة بالديمقراطية وبحقوقهم وببناء نظام ديمقراطي في ليبيا يخرجها من واقعها إلى واقع اخر ياخذ بعين الاعتبار كرامة الانسان وحقوقه المعروفة
لكن ما يعبر عنه الأستاذ ناسان بصيغته- كان تدخل الناتو ذريعة للتغطية على تخاذل كافة القوى التي وقفت في وجه الحراك الشعبي بما فيها اليسار الانتهازي الذي باع نفسه للسلطات منذ زمن طويل- اود أن اشير أن تلك الصياغة المكشوفة توضح لنا انها ذريعة لإعطاء غطاء للتدخل الناتوي المتوحش والذي اراد اجهاض مسيرة نضال الشعب الليبي نحو حرب داخلية يكون الناتو ودوله هم المستفيدون من نتائجه. وها هي ليبيا كل ليبيا تئن تحت وضع لا إنساني ممزقة تنزف دما. لا اعتقد أن الديمقراطيين يقبلون أن تكون هذه المخرجات نتاج أيديهم، وانا الا اعتقد أن السيد ناسان يقبل بهذه النتائج إلا اذا كان يقصد فعلا كل كلمة آتاها. وارغب بمشاركة من يفكر على هذه الطريقة أن اليسار الحقيقي والديمقراطي لا يقبل ولو بلحظة واحد الانخراط او الدعوة لتدخل اكثر القوى رجعية ووحشية والتي وقفت دوما ضد الشعوب وطموحاتها في الاستقلال والتقدم والاستفادة من ثرواتها بدعوى انهم يدعمون حقوق الانسان. واذا كان الحرص على الشعب وضد تدمير ما بنته يداه عبر العقود الماضية في ظروف صعبة وكل ما راكمته من نضالات بعتبر انتهازية فلم يبقى إلا أن أقول ان الافتئأت على الماركسية والفكر الثوري قد اصبح مكشوفا اما اذا كانت نيتة من يقترف هذا الموقف صافية فلا بد من العودة إلى ما قاله احد الحكماء أن الطريق إلى جهنم مفروش بالنيات الحسنة. وياما ساهمت مثل هذه الاصوات في بعث الدمار وتحطيم ما تبنيه يد المناضلين في كل الاوقات مهما تغطت بالجمل الثورية


21 - مقال متميز
د.احمد موسى فاخر ( 2013 / 11 / 13 - 11:32 )
رفيق ابراهيم سعدت بقراءة تحليلك للأزمه المزمنه للشعوب العربيه في التبعيه والتنميه الشامله، لكني احب ان اسمع رأيك في تطور مستقبل المنطقه على ضوء الأزمه السوريه ودور اليسارالمشرقي في صياغه وبناء عالم عربي جديد اساسه الديمقراطيه والعداله الاجتماعيه، وشكرا لك


22 - رد الى: د.احمد موسى فاخر
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 13 - 18:18 )
صديقي العزيز الدكتور احمد تسعدني مشاركتك وأنا من المتابعين لمساهماتك واجتهادك في إطار العنوان الذي طرحته ولا أنكر أني أتقاسم وإياك كثير من المواقف التي تطرحها، واعتقد أن أمام اليسار مهام كثيرة وطريق طويل وأهمها بناء نفسه بنضوج وباستقلالية تامة عن الأنظمة والتيارات التي دفعت الحراك خارج متطلبات الاحداث وخارج سياقه المنطقي أيضا وأربكت الحراك بشعارات غير مفهومة ومواقف مغامرة أحيانا ومستسلمة أحيانا أخرى ومتخلية عن طموحات شعبنا. وانا اقرأ في مواقفك نضوج لا شك فيه، حتى يكون اليسار قادرا على قيادة الجماهير وبناء التحالفات الذكية والمرنة، لكن المهم في هذه الظروف أن يقدم بجرأة على دراسة حصيلة السنوات القليلة الماضية ويكتشف الوسائل الكفيلة لمتابعة قضايا الناس والدفاع عن مصالحها الآنية في معيشتها ومطالبها الاجتماعية وربطها بالمصالح الجذرية والتاريخية للمنطقة. ولا اخفيك اني متفق على ضرورة إعادة النظر بالموقف من القضية القومية. فلا اكثر وعيا وحرصا اليوم من القوى اليسارية الديمقراطية على ضرورة العمل لدراسة واقعنا لاستكشاف السبل للمساهمة في صياغة موقف ديمقراطي يستند إلى العدالة الاجتماعية ويحترم خصوصيات التنوع في بلادنا للعمل على توحيد المنطقة شعوبا ومستقبلا ومصالح بعد أن ثبت فشل الدولة ما بعد الاستقلال غير الناجز في بلوغ أهدافنا في التقدم والتنمية لتحقيق مستقبل أمن ومشرف لشعوبنا


23 - التقدير والاحترام للصديق أ. ابراهيم حجازين
غازي الصوراني ( 2013 / 11 / 13 - 21:10 )
صديقي العزيز ...تحياتي ..اطلعت على اسهامك الفكري الموضوعي الذي يحمل في طياته كل معاني ومتطلبات التغيير الثوري لمجتمعاتنا ...واوافقك تماما على ما ورد فيه خاصة قولك -لماذا لم تتحقق الأهداف المتوخاة من الحراك العربي في السنوات المنصرمة. نقول في البداية، أن مسير التغيير لم تنتهي بعد حتى ولو سلكت طريقا مختلفا عن مراحل البداية أو اتخذت أشكال أخرى فهي لا زالت مستمرة ولكن ليس كما يرغب الجميع. الإنسان يصنع مستقبله من خلال المشاركة في صنعه ولكن ليس حسب رغبته، بل حسب قوة تاثيره، ولهذا نشير أن من أسباب ذلك أن القوى المرتبطة بمصالح الجماهير وبقيم التقدم والديمقراطية كانت الأضعف من كافة النواحي، فهي لم تمتلك برنامج واستعداد لهذه المرحلة بل يمكن أنها قد تفاجأت في بعض الجوانب من سعة الحراك وانخراط الجماهير به بل وارتبكت في التعامل معه، بينما كانت القوى والاتجاهات الأخرى، أفضل تنظيما وقدرة على التأثير على الأحداث بما فيها قوى النظام القديم.


24 - محبتي واعتزازي بتقييمك الصديق غازي الصوراني
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 14 - 16:11 )
اعتز بتقييمك ايها الصديق العزيز خاصة واني من المتابعين الجاديين لمساهماتك النظرية في البحث بأوضاع الحركة الديمقراطية واليسارية، واجد نفسي متفق مع ما تطرحه لإعادة صياغة مفهومنا عن الاداة القادرة على تجاوز الثغرات التي واكبت نشاطها في الفكر والممارسة واجزم ان هذه المساهمات سيكون لها دورا هاما في المراحل القادمة من تطور الاحداث في بلادنا من جهة تحصين المناضلين واطرهم لمزيد من النضج النظري والكفاحي. أحييك وأشكرك مرة اخرى


25 - ماذا تعرف عن التغيير الاستراتيجي والسياسة المستقبل
الاستاذ الدكتور ربيع الالوسي ( 2013 / 11 / 16 - 20:20 )
حيالله الدكتور ابراهيم حجازين على ولوجه في هذا الموضوع الفائق الاهمية
ان ما طرحته من كلام عن مسيرة التغيير في البلاد العربية لا تعليق لدي عليه فهو صحيح نوعما
الا اني قد اصفك كبقية المنظرين والمفكرين والسياسيين ممن يدور في ذات الدوامة والفلك الذي تدور فيه بقية المجتمعات العربية وربما تناولت بعض من خصائص المجتمعات العالمية
انت كي تحصل على النظرة الحقيقية التي تصف حال جميع المجتمعات العالمية لاحيث المجتمع العربي جزيء منها فعليك ان ترتقي وتسمو وتخرج من قوقعتك ودوامتك التي تجعلك اسير افكار واوهام وثقافات وتفاصيل ومفاهيم سياسية قديمة اكل عليها الدهر وشرب

انت عليك ان تسمو وتخرج من هذه الدوامة وتتعلم كلمات معبرة افضل ومفاهيم وتفاصيل حياة افضل واوسع وارقى مما انت عليه

انت عليك ان تترك هذا الواقع وتتعلم كيف تنظر الى العالم ككل وان تضع الحلول للكل وليس للجزيء

انت عليك ان تحلل المرض الرئيسي الذي يدب كالصرطان في جسم المجتمعات البشرية كلها وليس فقط المجتمع العربي
انظر الى العالم ومن موقع عالي وسامي ومتطور وذلك بعد ان تتسلح بالعلوم والثقافات والمعارف الراقية وليس المتداولة بين طبقات المجتمع العربي

انت لا تختلف عن الجميع فانت جزيء منهم ولا تمتلك اكثر مما يمتلكون من علوم ومعارف وكل الذي لديك افضل منهم هو رجوعك الى الوراء والخلف وتذكرك باقوال الفلاسفة المتخلفين القدامى وتسترشد باقوالهم وكانهم رسل وانبياء وهم هراء تلك العصور السابقة ولو كان فيهم خيرا لما توارثنا هذا العالم المتعخلف المتناقض المهتريء

اخي عليك ان تترك ما انت عليه وان تفكر كيف تستطيع الخروج من هذه الدوامة وهذه المهزلة وكيف تنظف قلبك ونفسك وافكارك من هذه الهراءات المتخلفة
وبعد ان تتغير اوضاعك واتحسس ذلك فيك يبقى لي كلام ثاني معك

التغيير والتطوير الاستلاتيجي والسياسة المستقبلية الاستراتيجية للعالم ليست على النحو الذي تفكر فيه ولا على النحو الذي يفكر فيه زملائك ايضا

لي اكثر من اثنى عشر عاما وانا اعمل على هذا الموضوع ولدي من الدراسات الاستراتيجية العملاقة ما تشكل ثقل اكثر من عشرة جيجا بايت على قرص الكومبيوتر كلها علوم وثقافات وقوانين وانظمة وهياكل ودساتير ونحوها وعلى درجة عالية جدا من الحداثة والاستراتيج العميق.
حيالله الدكتور ابراهيم حجازين

ا د ربيع الالوسي
رئيس باحثين في البحث العلمي رالاستراتيجي
كندا


26 - الاستاذ الدكتور ربيع الالوسي
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 17 - 12:16 )
اشكر لك النصائح ، كنت اود ان توضح لنا اكثر عن رؤيتك لما يحدث في العالم ، ويا سيدي حتى انظف نفسي من الهراء كما تنعته لا بد من بديل كلنا بأمس الحاجة لتفهمه ، بانتظار ذلك اتمنى ان تسهم بتوضيح وجهة نظرك


27 - حراك سلمي أم كفاح مسلح
ناسان إسبر ( 2013 / 11 / 17 - 11:30 )

من المؤكد أن د.حجازين قد سُرَّ بذكري للناتو ليذكرنا بتاريخ الحلف الأسود كما لوكنتُ من مؤيديه، وكما لوعداؤه للناتو (تبنيه نظرية المؤامرة القومية) وساماً يزين به صدره الأيديولوجي هو وحده.

لقد تلقف د.حجازين قولي حول (رفض سلمية الجماهير ضد القذافي) على أنه تأييد للناتو، فهذه هي الذريعة التي يلوح بها اليسار الانتهازي ضد اليسار الذي يعلن الكفاح المسلح ضد فاشية السلطة، التي ردت على المطالب الجماهيرية بالإبادة والتشريد والتجويع.. وقد أنفق الحوار في هذه القضية المفروغ منها، مع أن مضمون حديثي كان حول (حراك سلمي أم مسلح)، وليس تأييد الناتو كما يزعم، ولكن على عادة اليسار البائد يتناول القشور ليغطي على المضمون الفعلي للقضية.

يرعب د.حجازين التدخل الخارجي (((إذا))) استنجدت به الجماهير (اليسار الوطني لم يفعل يا دكتور)، ولا يرعبه التدخل الخارجي من قبل إيران وروسيا وحزب اللـه وكتائب العباس والقاعدة بطلب من النظام السوري ضد الانتفاضة المسلحة التي يقودها جيش سورية الحر بعد ستة أشهر من المظاهرات السلمية (ستة أشهر سلمية يا دكتور).

يريد د.حجازين من الجماهير التي قابلتها الأنظمة بالإبادة أن تبقى سلمية حتى آخر مواطن، كما لوكان الكفاح المسلح ضد فاشية البورجوازية عيباً، من أين أتتكم فكرة النضال السلمي حتى آخر قطرة دم يا دكتور؟.. أليست هذه رضعة بورجوازية تناسب مصالح الارستقراطية المهيمنة ابتلعها مثقفو البورجوازية الصغيرة وراحوا يطبلون بها كي تتخدر الجماهير عن حقوقها؟..

بالنسبة لي تحدثت عن الكفاح المسلح ضد السلطة الفاشية، ولم يكن ذكري للناتو إلا لتبيان بأن الرد على فاشية السلطة لا يمكن أن يكون سلمياً كما يريد د. حجازين، وإنما إن لم ينفع النضال السلمي ضد الارستقراطية فلا بد من الرد على القمع بالكفاح المسلح، فهذه هي الطريقة الأخيرة لتحصل الجماهير على حقوقها، أما وان الناتو قد تنطع وقام بهذه المهمة عن الليبيين فهذا لأنه ومن وراءه لم يرغبوا بأن تصل الانتفاضة الليبية لخواتيمها الوطنية كما لو أن الليبيين قاموا بها.

نحن لم نطلب من الناتو ولا من غيره التدخل، ولسنا حمقى حتى لا ندرك أنه حينما تدخل الناتو تدخل من أجل مصالحه، وأنه حينما لم يتدخل في سورية فلأنه ليس من مصلحته، وكفاكم تهريجاً حول الناتو كمنقذ للشعوب، فهذه الفكرة أنتم من يعلك بها، وقد رفضتها الجماهير وهاهي تكافح الآن ضد أنظمتها التي أعلنت الحرب على شعوبها من أجل البقاء، بفضل حياد الناتو والعالم كل دول العالم وعداؤهما المستتر لكل الانتفاضات التحريرية، وبفضل صمتكم وتبريركم بنظرية المؤامرة ممارسات الأنظمة التي تتقنع بالمقاومة والممانعة ضد العدو الخارجي، وتوجه أسلحتها منذ نصف قرن إلى شعوبها.

لقد سكر اليسار الانتهازي ببطحة المقاومة والممانعة، وعربد القومجيون بالعداء للصهيونية والامبريالية، وانعمت بصيرة الإسلاميين بعقدة الخلافة ضد الغرب المتطور الكافر.. لكنهم تناسوا جميعاً شعوبهم وحاجاتها، وتناسوا أو أصابهم عمى البصر والبصيرة عن متطلبات المرحلة.. وتحديداً اليسار الميت الذي انتعش بدماء القتلى، فضيعت عليه انتهازيته اتجاه بوصلة النضال: أهي ضد العدو الخارجي أم ضد العدو الطبقي في الداخل؟..

وكما أن القعود مريح، فإلقاء اللوم على العدو الخارجي يريح من أعباء النضال ضد العدو الطبقي في الداخل، وعمالته للخارج، وائتماره بأمره في سياساته الداخلية.
لذلك يريد د.حجازين، ويساره المنتشي، أن يقعد مرتاحاً، ويفضل النضال السلمي للجماهير، لأنه يثق ومتأكد وعلى استعداد أن يحلف حلف بطرس بأن السلطات الحاكمة في بلداننا نزيهة، وتلبي مطالب الجماهير، وسجونها فارغة، وخزينتها مخصصة لتلبية حاجات الجماهير من عمل وتوظيف وتعليم وضمان صحي.. فمن أين أتته هذه الثقة بالبورجوازية الحاكمة حتى يواجهها سلمياً فقط، وهي التي يعرف أنها دنيئة وتابعة للناتو ومن خلفه؟..

عليه أن يجيب عن هذا السؤال.

يذكرنا د.حجازين بماهية الناتو والغرب.. شكراً.. ولكن الكرة الآن صارت في ملعب العدو الداخلي، ويجب تحديد موقف مما يحدث في الداخل، وعدم الاكتفاء بالمصطلحات الفضفاضة والمطاطة والغائمة.. المصطلحات المحببة للبورجوازية الصغيرة، والتي تستطيع بفضلها أن تطرح رأياً يتناسب مع ميوعتها.

والآن نحن بحاجة لتطبيق عملي على هذا الكلام: ما هو رأيك بما يحدث في سورية يا دكتور؟.

نحن بحاجة لتحليل طبقي للقوى المتصارعة وأهدافها وعلاقاتها.. مع الشكر لجهودكم الفذة.


28 - رد الى: ناسان إسبر
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 17 - 12:27 )
لم اسر يا سيد بذكرك الناتو بل صعقت بطرحك / وبما انك صاحب نظرية اليسار الانتهازي واليسار الحقيقي مع اني لا اشعر اني اتسابق مع حضرتك على أي من اللقبين ،لأنه فات اوان هذه اللغة العتيقة لمرحلة ما قبل العشرينات. وبصراحة ليس مطلوبا مني ان اتقدم بتحليل طبقي لأوضاع سوريا او غيرها فهناك ابناء البلاد الذين هم ادرى اكثر مني ولا اقول اكثر منك، لأنه يبدو انك ادري بشعاب مكة اكثر من اهليها لدرجة انك بوعيك رحبت بالناتو في كل من ليبيا وسوريا ويمكن أيضا انك اغفلت موقفك من تدخل الامريكان في العراق أيضا ولم تذكره حتى لا ينكشف طابق الموقف الذي تبشر به لما يجري في المنطقة. انا اسف ولست في مجال المهاترات التي لا تعجبني بتاتا


29 - المرجو قراءة الجاحظ
نجيب طــلال ( 2013 / 11 / 19 - 12:07 )
للعزيز:ابراهيم حجازين؛ تحية رفاقيةفي زمن كان اليسارقوة تتفاعل مع مجريات الأحداث؛ وبؤرة لبلورة المفاهيم والأفكار والقضايا؛ التي كان يرفضهاالطرف الأخر بدعوى الشرعية؛ شرعية انوجادعبررقع(الدينية/السياسية: التي كانت تتحكم في الوعي الجمعي للمجتمع(العربي)وبظهور-البرسترويكا-انهار الفكر اليساري؛ وأبان أنه هش وضعيف في بنية المجتمع العربي؛ نظرا ان مجتمعنا(العربي)هجين,بالمعنى القدحي؛ لأن تاريخيةوجودنا؛ مبنية على الهجانة؛ التي تتداخل فيها عوامل شتى؛ اسها الفكر الديني؛ وتفريعاته المذهبية التي لاتعدولاحصى؛والتي أنتجت صراعات دموية؛ وقاتلة؛ فلماذا قدمت النموذج الفرنسي؟ ولماذا افتتحت الأرضية بهيرافليط؟
النموذج الثوري الفرنسي؛ يختلف اختلافا جذريا عن الخصوصية العربية؛اذ إشكاليتنا أنناننظرل(الغرب)كأنموذج؛ يمكن الاحتداء به؛ فالثورة الفرنسية هدمت عهد اللويسات(أو) الملكية؛ واحتكمت للعقد الاجتماعي؛ كما سطره( روسو) وليس للإنجيل او الزابور؛ لأن العقد الآجتماعي؛ يتماشى والمنظور الليبرالي الذي كشفته حركة النهضة؛ بخلاف (نحن)أي ثورة كانت على( الملوك)في عهد فاروق/السنوسي/.بحيث كانت انقلابا داخليا؛ وليس جماهيريا؛ واٌلإنقلابيون؛ اصبحوا (ملوكا)باسم (الجمهورية)والعقد الإجتماعي الذي أسسوه الاستبداد والقمع الممنهج ؛ والتجويع من اجل التبعية المطلقة للحاكم؛ والأمر ليس غريبا؛ فالتاريخ العربي مليء بالثورات: ثورة الفاطميين/ القرامطة/الحشاشين/الزنج/الزيدية/...ماذا حققت في مسألة (التغيير)وعلى ذكر التغيير؛ لاحظت أغلب الردود تخلط بين(التغير/التغيير)وهذا ينم على أن بنيتنا الذهنية؛مهزوزة؛ وتحمل خللا مفاهيميا؛ بحيث التغيرآلية مجتمعية ترتبط بالبعد اللاشعوري؛ عند الفردحسب الظروف المحيطة به؛ بخلاف التغيير تلك الفاعلية الشعورية؛ التي ترتبط بالتخطيط والمرامي؛ وبالتالي فالثورات العربية على الدولة( العباسية/العثمانيين)ماهي إلا (تغير) وليس( تغيير) وإن كان وراءها(قادة/مرشدون)لأن البعد لم يكن سياسيا؛في تشكل منظوم مجتمعي مخالف؛ بقدر ماكان الوازع المذهبي؛ هو الغالب؛ الذي ادى بتطاحنات مريرة؛ وهذا يمكن أن يفسر لنا-أحداث النهوض العربي-الآن؛ بحيث الشباب هم الذين قادوا الانتفاضات فاليمن/مصر/تونس/سوريا/البحرين//...ومن نرى في الواجهة؛ من يتطاحن على(الكرسي)ولنا في مسرحية يوجين يونسكو؛ أمثلة رائعة وبالتالي فاليسار وغيره؛ انكشف بأنه لا يمتلك( برنامجا)استراتيجيالبناء الدولةرغم
توفر الظرفية؛ هذا يؤدي بنا؛ ان اٌلآفكار والتصورات التي كنا نحملها نحو(التغيير)ماهي إلا أضغات أحلام؛ فرضها الصراع بين النقيض والنقيض؛ وبالتالي؛ إشارتك أواستشهادك بهيراقليط؛ إشارة ضمنية للفكر- الماركسي-باعتبارأن هذا الأخيرمعلمه الرئيسي- هيراقليط- ولا مجال للمزايدة في هذا الموضوع؛ وعليه فالصراع الطبقي الذي طرحته الماركسية؛ كمدخل للتغيير وليس للتغير؛ فالمجتمع العربي؛ لا وجود للطبقية فيه؛ بل تداخل شريحات مجتمعية فيالمشهد الاجتماعي؛ ومن الصعوبة تصنيفها؛ بحيث كيف لفرد( بروليتاري/كادح/مقهور) يتهم رفيقه بالعلمانية والجحود؛ ويشي به في محاضر أمن الدولة؛ وفي نفس الوقت؛ نجد ذاك( البروليتاري) يمتلك سيارة فاهرة ومتلزمات العيش الرغيد؛ وهو ساكن في دور القصدير؛ وعلى ذكر تلك الدور العشوائية والهامشية؛ العديد من حملة الفكر الاشتراكي أو الشيوعي؛ ينتخبون في تلك الدوائر؛ ويفوزون بمقاعد برلمانية أومحلية؛ ولم يغيروا حتى صباغة الواجهة- لماذا؟ الأمر أن الحاكم/رئيس الدولةلتحقيق وجه من أوجه الديمقراطية( المزيفة)ينتهج أسلوب الاقتراع؛ فلماذا (هو)لم ينزل لٌلإقتراع( الشعبي) طبقا للدستور؟ فالاشكالية تكمن في شقين :مجتمع عربي هجين؛ ومجتمع عربي عشائري؛ وهنا لاعلاقة للغرب في تركيبتنا لكن المؤسف دائما؛ أن أي فعل في النسق العربي؛ نشير أن من ورائه (أمريكا)لحماية المصالح الاسرائلية؛ وهذا طرح مغلوط من أساسه؛ فأمريكا هي (ملحقة) لدولة اسرائيل؛ المنوجدة في كل بقاع العالم؛ ليس في الضفة؛ فحتى المفكرون والباحثون يمارسون التغليط في حق أبنائهم؛ فقراءة ( بروتوكولات حكماء صهيون) الذي يعد دستوراأبديا؛ سيفهم أكثر كيف تولدت( العولمة)وما أمريكا وحلفاؤها سوى منفذين ليس إلا؛ وبالتالي؛ فالوضع العربي؛ يجب أن يقرأ من خلال مافي الخزانة العربية من كتب؛ وللإشارة؛ فالمرجو قراءة كتاب( تاج الملوك)للحاحظ؛ ليعرف المرء؛ لماذا( العربي) منبطح؟؟؟؟؟؟؟؟؟


30 - الى نجيب طــلال مع التقدير
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 19 - 14:18 )
لماذا الجاحظ ، نحن نعيش الوضع. ردك فيه تساؤلات وساحاول ان اجد الاجابة عليها يوما ما . وعدا ذلك يوجد متسع للتفكير بالصوت العالي، لا اقدر الا ان اوافق ان اليسار العربي لم يتشكل او لم ينشأ كنموذج اصيل في المنطقة فكرا وسياسة رغم الميل الطبيعي لتشكل اتجاه يساري فحيث يوجد ظلم واستغلال ورغبة بالتقدم توجد الامكانيات لنشوء هذه النزعات لذا لا تشكل البيئة العرب استثناء خاصة في ظل ابتلاعها منذ بداية القرن الماضي في المنظومة الرأسمالية كمناطق مستعمرة من هنا تأثرت هذه البلاد بالصراع الذي نشب عالميا بين اتجاهي التحرر والاستعباد وبالبحث عن طريق يساهم في ذلك. بغض النظر عن قدرة العقل العربي نتيجة غياب من التاريخ استمر 1000 عام استيعاب التطور الذي حصل في الفكر العالمي وخاصة بعد ثورة وأكتوبر، إلا انه يسجل له ذلك التوجه حيث جرى كسر التقليدي والقراءة الغيبية للأحداث. المشكلة حدثت لاحقا، انه لم يجر تأصيل الفكر العلمي ولا عربنته ضمن بيئة لها خصوصيات ولكنها لا تشكل استثناء عن قوانين التطور الشاملة في العالم باسره، فعندنا رغم ما أشرت له حضرتك من هجانة مجتمعية وتعايش القديم جدا مع القديم والحديث إلا انه يمكن قراءة واقعنا بمنظور هيرقليط.
استشهادي بهذا الفيلسوف اليوناني لم يكن بالمنظار الذي اشرت له في ردك بل كان الهدف منه الاشارة في التغيير في مجمل البنية العالمية بينما لا زلنا نقبع في جمودنا ولربما كان هذا نفس السبب الذي دعي لقراءة الثورة الفرنسية وألمانيا فالدولتين استحق بهما التغيير مبكرا ولكن وبسبب قوى التخلف والاعاقة تأخرت الثورات وكانت النتيجة تطور خاص لهذه البلدان والعنف الذي رافق عمليات التغيير التي استهلكت عقود طويلة.
بالرغم من موقفي من ما تم حصاده من ديمقراطية زائفه تستفحل امراضها في بلادنا لكني ادعو في نفس الوقت لتغيير قواعد لعبتها إيجابا طبعا لعل وعسى نقلل من تأثير التأخير التاريخي المتوقع من تجارب الاخرين ان تكون مترافقة مع سلبيات مجتمعاتنا وشعوبنا ستعاني منها . والاهم العمل من اجل اوسع الجماهير الكادحة التي تدفع دوما ثمن كل ما يقع على بلادنا وفي بلادنا من مآسي ومحاربة الفئات التي انزلت ما شاءت من مصائب خدمة لمصالحها الطبقية الضيقة من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية واخراج شعوبنا من انفاق التخلف والتردي الحضاري


31 - هناك مؤمارة
توفيقي بلعيد ( 2013 / 11 / 21 - 07:30 )
أولا أشكر الأستاذ ابراهيم حجازين على هذا المجهود، والذي لست أنا هنا لمناقشة أفكاره، بل فقط سأشير لنقطتين، الأولى وتتعلق بما درجنا على تسميته بالمنطقة العربية، طامسين حقوق شعوب أو اثنيات تعيش في تلافيف هذه المنطقة، بما يعني أننا في إطار الوحدة العربية أو ماشابهه لم نحل قضية ما يُطلق عليه بالأقليات، من خلال الاعتراف بحقوقها اللغوية (الأمازيغ.الأكراد....) ومعتقادتها(اليهود.المسيحيين)..وهو مانتجت عنه -طوابير-خامسة داخل المشروع الوحدوي، ومقاومة له من الداخل لأنه يهضم حقوق مكوناته... ثانيا أنا أقول بوجود مؤامرة،على طول التاريخ الانساني، وخصوصا فيما يتعلق بأساليب الاستعمار، وما علينا سوى مراجعة الأرشيف السري للدول الاستعمارية ليتضح حجم المؤامرة... ولنسميها التخطيط للاستلاء على منابع الثروة والطاقة... معذرة عن هذا العبور السريع


32 - السيد توفيقي بلعيد
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 21 - 15:58 )
اشكرك على الملاحظات، بالنسبة للملاحظة الاولى انا اتفق معك كليا فيما يتعلق بالحقوق التي تخص كافة الشعوب والإثنيات التي تعيش وتوجد في المنطقة، بالرغم عدم ميلي لاستخدام مصطلح الاقليات من منطلق رفضي التقبيل من دورها ومكانتها . نعم لا بد من وضع حل يتمثل بحقها بتقرير المصير بما يخدم تطورها وتطور المنطقة باستقلالية وحرية ودون تدخلات خارجية ومن الضروري الاشارة ان المطالبة بالديمقراطية باشكالها كافة تعني ايضا حقوق من تعنيتهم بتعقيبك سيد توفيقي بلعيد. وانا اشرت بالاطار العام لهذه الحقوق في مداخلتي الرئيسية لكني لم اركز عليها كون الموضوع له هدف أخر. بالنسبة للملاحظة الثانية حول المؤامرة بالتاريخ لا اختلف معك انه توجد مخططات دوما لتمرير مصالح القوى المختلفة وخاصة الاستعمارية وهذا من تاريخنا الحديث، سمها ما ترى مناسبا ولكن علينا ان نعي ان ذلك ليس قدرا للشعوب الحية والواعية أيضا لمصالحها فمصطلح مؤامرة قد يعني ان ما يجري هو قدرنا ولا سبيل للفكاك منه وقد يعني أيضا ان المؤامرة لا يمكن التصدي لها بينما أرى اننا نقدر ان نتصدى ونسحق تلك السياسات وان ترسخ بنيان الحرية والعدالة الاجتماعية لشعوبنا بكافة مكوناتها . اشكرك للملاحظات


33 - بين الجاحظ والوضع خيط رفيع
نجيب طــلال ( 2013 / 11 / 22 - 12:28 )


إذا سمح الاستاذ ابراهيم؛ فتحية اعتزاز للشاعر توفيقي بلعيد؛ الذي غابت عني سحنته الشاعرية؛ وأفكاره النيرة؛ بعيد خروجه من المعتقل بسنوات...
وتحية تقديرعلى رحابة صدرك؛ للنقاش؛ ومبدئيا فردي السابق لم يكن مجرد تساؤلات؛ بل مسحة خاطفة للتركيب المجتمعي(العربي)وذلك لإثبات ماتلفظت به(الهجانة) بمعناها القدحي؛ لكن الأهم هاهنا سؤالكم الكريم لماذا- الجاحظ--نحن نعيش الوضع؛ ولم تردفه بعلامة استفهام(؟)وحبذا لو أردفته بعلامة التعجب؛ لكي نستفيض في النقاش أعمق؛ وللإشارة فردي هـذا؛ يندرج في سياق تعميق التحاور؛ وليس فيه نوع من المفهومية أو إعطاء نوع من الدروس أو ماشابه ذلك؛
والاشارة الثانية؛ إنني عمدا حرفت عنوان كتاب الحاحظ؛ الذي هو في الأصل(التاج في أخلاق الملوك)على أمل أن يدلو أحدهم بالرد لتصحيح الخطأ؛ وفي نفس الآن معرفة مدى مقروئية المرء العربي لتراثة؛ الذي ليس تراثا؛ بل امتدادا ضمنيا لوضعنا العربي؛
وعليه فالمجتمع العربي لم بخلق من فراغ أو عـدم؛ بل نتيجة ديمومة تاريخية؛ بعضها موضوعي وبعضها حتمي؛وبالتالي فالتهجير والهجرات للعديد من القبائل هنا وهناك؛ تفرض معها حمل التقاليد والعادات والأفكار؛في السياق ذاته -ف الجاحظ-عاش في مرحلة تاريخية من أهم مراحل المجتمع العربي ألا وهي فترة (العباسيين)التي تمظهر فيها القمع والقتل المباح والاستبداد؛أضعاف ما كان في الدولة الأموية؛ وفي أعقابها برزت(الشعوبية)السياسية وبجانبها الفرق الدينية المتعددة؛ والتي عارضت النظام العباسي حول( الخلافة)مما تمظهرت مؤلفات ورسائل متعددة؛ تدافع وتتتعاطف بشكل إما علني؛ أو رمزي؛ لكيفية تدبير (الملك) أو التنبيه لكيفية تدبيره شؤون البلاد؛ لكن كتاب( التاج في أخلاق الملوك) يعتبركتابا سياسيا والحاحظ يصرح بأنه( قانون)و يروي فيهِ بعض قصص الأمراء والملوك والولاة،وبالتالي يقدم -إيتيكيت- للكيفية التي يكـون عليهاالملوك والحكّام، مسترشدا بالفرس وبني ساسان والعـجم؛ إذ (الكتاب) أنموذج سابق عن (كتاب) الأميرلنيكولا ميكافيللي؛ وبالتالي فهو: يكشف وجهين لنظام الحكم؛ عوالم البذخ والترف والغناء ؛ في بلاطه؛ وهومن وراء الستارة؛ محجوبا عن الأنظار؛
يتلذذ بأشعار المدح والثناء؛ ويستطرب للطرب الذي يتماشى وسكراته ؛ ومايعقبه من تبذير ٌلآموال الدولة على الشعراء والقيان والجواري؛ ويعتبره(الحاحظ )حق من حقوق (الملك)إذ يقول:[..وإنما وضع الله الملوك؛ بهذه المواضع الرفيعة]مقابل العالم الداخلي؛ فالعالم الخارجي(الأمة) تصنف طبقات؛ ولامناص لتك الطبقات أن تخضع للحاكم؛ في
حضوره وغيابه؛ والمثيرأنه ينصح(الملوك) بعدم النزول عن موقعهم[.. ما شيء أضر على نفس ملكٍ من معاشرة سخيفٍ، أو مخاطبة وضيعٍ؛ لأنه كما أن النفس تصلح على مخاطبة الشريف الأديب الحسيب، كذلك تفسد بمعاشرة الدنيء الخسيس حتى يقدح ذلك فيها، ويزيلها عن فضيلتها...] و[كان أردشير يقـول:ما شيء أسرع في انتقال الدول، وخراب المملكة من انتقال هذه الطبقات عن مراتبها، حتى يرفع الوضيع إلى مرتبة الشريف، ويحط الشريف إلى مرتبة الوضيع] وهذا ماعلاقته بالوضع؟ مشروعية الاجابة؛ كل الأنظمة العربية؛ سارت ونهج( السابقين) رغم تغيير بالبنيان والعمران؛ وتدخل الاستعمار؛ الذي ساهم في تشكل وعي جماهيري؛ سواء يسايره أو مضاد له؛ فالحكام اصبحوا( ملوكا) ماديا؛ أما معنويا(جمهوريات)وبالتالي هل تنازل أحدهم عن كرسيه؛ طبقا للدستور؛ وللمطالب الشعبية؟ لا أحد؛ لأنهم تفننوا وتمرنوا على كيفية تدبير(الحكم) وإخضاع الشعب لطبيعة مزاجه وأوامره؛ فلنضع مقارنة فالجاحظ يقول[ ومن حق الملك أن لايرفع أحد من خاصته وبطانته؛ رأسه إلى حرمة له؛ صغرت أم كبرت؛ فكم من فيل، قد وطيءهامة عظيم وبطنه؛ حتى بدأت أمعاؤه؛ وكم من شريف وعزيزقوم؛ قد مزقته السباع وتمششته؛ وكم من جارية؛ كانت كريمة على قومها عزيزة في ناديها؛ قد أكلتها حيثان البحر] أليست هاته (الصورة) ماثلة أمامنا؛ في العديد من الأقطار؟ونموذج (القذافي )كيف تفنن في إخضاع شعبه وإذلاله؛ وما المعتقلات السرية التي انكشفت لخير دليل؛ إضافة للسرايا التي تعد( جنة) الخلد؛ وشعبه يعيش الحواري والصحاري؛ علما: أنه (كان) يعتبر نفسه( ملك الملوك) ولا أحد يستطيع مواجهته؛ أو تقليده؛ فإذا كان الجاحظ يقول[ وهذا عبد الملك بن مروان؛ كان إذا لبس الخف ا لأصفر؛ لم يلبس أحد من الخلق خفا أصفر، حتى يترعه] أليست هاته قمة الاستبداد؛ وبالتالي فالكتاب يكشف طبقة الشعراء والمغنين؛ كيف عليها أن تنال رضى( الحاكم) وامتيازاته؛ ودونه( المعارض) مأله العقاب طبقا للشريعة والنواميس؛ وبناء عليه؛ وضعنا الحالي؛ أليس المداحون من الشعراء والمغنين والفنانين؛ (هم) المستفيدين من الامتيازات و الغنائم ؛ والنموذج تعرى بالوثائق والاثباتات في (مصر)وبجولة سريعة؛ لماذا اعتقل الشاعر- محمد بن الذيب( قطر) صالح عواد الحويصي( السعودية)( سعود الحافي/ أورنس الرشيدي ( الكويت) جهاد علاونة(الأردن) وو..أليس اعتقال مبدع وشاعر بسبب تعبيره عن رأيه وأفكاره لأمرمستهجن ويتنافى مع الحد الأدنى من الحريات وهو يتناقض مع منطق الأشياء؛ فكيف يمكن للعرب مواكبة التحولات التكنولوجية والديمقراطية ؟ فبأي صفة يعتقلون..لأنهم تطاولوا على( الذات/الحاكمة) والحاجظ يؤكد في كتابه؛ على المراتب؛ ولا يحق لأحد تجاوزها؛ إذن :العلاقة ذات خيط رفيع بين الحاحظ والوضع العربي(الآن) وبالمناسبة؛ فالكتاب( التاج في أخلاق الملوك) لآ أحد من(العرب) تناوله بالدراسة والتحليل؛ رغم أن تحقيقه تم من طرف- أحمد زكي باش- سنة 1914لماذا سؤال عريض جدا؛ والمثير في الأمر وجدت دراسة وحيدة حوله؛ أين يا أستاذ – إبراهيم؟في كلية تدريب المعلمين العرب؛ مدارس – بيت بيرل- بإسرائيل تحت عنوان(اجناس ادبية كلاسيكية/// أدب مرايا الملوك كما انعكس في الادب العربي) ل( روان حاج يحيى/ غالب عنابسة) سنة 2012



















34 - رد الى: نجيب طــلال
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 22 - 15:08 )
اشكر مشاركتك مرة اخرى، لا شك ان التاريخ يلقي بظله على المستقبل وان ما يجري في بلادنا اليوم هو في التحليل النهائي من أثار الماضي. وسلوك الحكام والامراء كما اشرت ترك بصماته على حاضرنا. نحن بحاجة لإعادة قراءة التراث أي ما نسجته أيد كالجاحظ ودراسة تاريخنا ففي ذلك سنجد بعض من اجوبة للواقع الذي نعيشه. فانت بنفسك تشير إلى - وفي نفس الآن معرفة مدى مقروئية المرء العربي لتراثه؛ الذي ليس تراثا؛ بل امتدادا ضمنيا لوضعنا العربي؛ وعليه فالمجتمع العربي لم بخلق من فراغ أو عـدم؛ بل نتيجة ديمومة تاريخية؛ بعضها موضوعي وبعضها حتمي - .


35 - لمادا
محمد مغناجي المغرب ( 2013 / 11 / 23 - 01:37 )
تحياتي د.ابراهيم حجازين...معضلة وعائق مجتمعاتنا العربية , أمام كل تطورتتخلص في موروثها الثقافي المتمثل في العادات والتقاليد ونمط العيش والتركيبة القبلية والعقلية المتحجرة والتراتبية في السلطة-أكرر السلطة-داخل الاسرة,وداخل الكيان السياسي أيا كان....فلم يثبت في كل تاريخنا -مند وفاة الرسول-, أن ثم اختيارالحاكم (الخليفة أو......)الا قهرا...ولا زال هدا الحال الى يومنا...فالحاكم كان دائما ياخد مشروعيته أولا وقبل كل شيئ بالسيف...ثم بعد دلك يأتي نسبه الى أهل البيت أو الى قبيلة كدا أو ..أو .....لكن الاهم هو سيفه...وهكدا صنع منا التاريخ ..رعايا,خدام ,مريدين ,تابعين ولم نكن يوما ما مواطنين...*ثورات الربيع العربي*لم تكن الا حراكا شعبيافقط...لانها كانت تفتقر الى قيادات دات مشروع لنظام بديل ..بل كلها انطلقت بمطالب اجتماعية بعيدة عن السياسة ...لدا كان من السهل اختطافها من طرف من كان يملك تنظيما مهيكلا ومؤطرا بشكل جيد...وله تصور لنظام بديل
الدولة الاسلامية....
السؤال الكبير هنا لمادا؟؟؟
أوربا الشرقية بعد سقوط المعسكر الشيوعي تحولت الى دول ديمقراطية...ونحن اتجهنا الى الخلف ومحاولة انشاء دول قرنوسطية تجعل من جزء من سكانها -لا أقول مواطنيها-درجة سفلى , لأنهم لا يدينون بدين الدولة ... أو لأنهم عورات أو لأنهم علمانيون....الخ...لمادا نحن هكدا ؟ربما لأن تجار الدين ..ومند أربعة عشرة قرناصنعوا بنا ما نحن عليه..ولا زالوا ....انهم يعلموننا في المدارس بمناهجهم ومقرراتهم..وفي المساجد بخطبهم ..وفي اعلامهم ..ومنتدياتهم ...ولا صوت يعلوا على صوتهم........
ندائي الى كل الحداثيون في الوطن العربي......ناضلوا من أجل شعوبكم ..اقتربوا من شعوبكم , من المواطنين البسطاء انزلوا الى الأحياء الهامشية وأسمعوا الناس
.... آراءكم ...لا تكتفوا بالندوات واللقاءات بينكم فهي عقيمة
شكرا.....


36 - محمد مغناجي المغرب
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 23 - 17:32 )
اجد نفسي متفق مع بعض ما ذهبتم اليه في تشخيص واقعنا، مع اني لا آمل ان نصل إلى ما وصلت اليه اوروبا الشرقية بل ان نتجاوز عثراتها ونواقص ما حققته ، فشعوبها تكابد من شظف العيش مقارنة بما كانت عليه قبل انجاز -ثوراتها- ويبدو انها قد وقعت بمطب ما تحذر منه انت من اختطاف لآمال شعوبها بالديمقراطية من جهة والعدالة الاجتماعية من جهة اخرى. ولذلك او ان اشير ان اصحاب النهج الداعي للتحديث ان ينطلقوا بقوة وجراءة في توسع نشاطهم وعلى كافة الاصعدة الفكرية والتنويرية خاصة وان يتواصلوا مع شعوبهم ويقتربوا منها ويكونا قادرين على دمج المطالب المعيشية اليومية وقضاياهم التي تشغلهم مهما صغرت ودمجها بمصالحهم الحقيقية والجذرية في الديمقراطية والحرية والتغيير والتقدم . وهذا يعني ببساطة الخروج من الشرانق والنزول من الابراج العاجية ومخاطبة الناس ببساطة وبلغة مفهومة. اشكر مشارتك بالحوار ولعل ذلك يشكل اساس للاستمرار باستخلاص النتائج مما حصل, فنحن لا نزال في بداية الطريق


37 - لا خلاص للعرب و هم مرضى بالدين
حميد زناز ( 2013 / 11 / 23 - 12:30 )
لنقل ما نشاء و لنرقص على وقع المفاهيم و المصطلحات ...لا تقوم للعرب أو غيرهم من الاقوام الرازحة تحت نير الاسلام قائمة ما داموا في سجن الدين يهذون


38 - السيد حميد زناز
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 23 - 17:21 )
تحية في اشارتك ان الدين هو سبب الوضع الذي تمر به شعوبنا ، اود ان أشاركك ان كثير من الشعوب بما فيها شعوب اسلامية لم يقف الدين حجر عثر امام تقدمها وصعودها مرتبة متقدمة، لان الامر لا يعتمد على النص الديني بقدر اعتماد الامر على العقل والفكر وطريقة قراءة النص وهذا يستند كما اعتقد إلى تطور الواقع الاجتماعي وبالتالي الوعي الاجتماعي الذي يعكسه ومدى التقدم الذي يحرزه هذا الوعي والقدرة على قراءة معاصرة. واود ان اوضح ذلك بالمقاربة الآتية: ففي الوقت الذي كانت اوروبا تعيش في الظلام في القرون الوسطى كانت بلادنا محور للتقدم الفكري والذي مثله عديد من المفكرين الذين لعبوا دورا في تطور العلوم والفلسفة ولم يكن الدين مانعا في ذلك لكن اوروبا بينما واقع اوروبا جعل المؤسسات الاقطاعية والدينية كابحة للتطور ومع ذلك بنشأة واقع اقتصادي اجتماعي أخر انتقلت نقلة نوعية على الصعيد التاريخي بعد ان انجزت ثورتها على صعيد العقل، فحصل التنوير واجرت ثورتها الفلسفية وعبرت مرحلة الاصلاح الديني. ونحن حتى نكون قادرين على وضع الامور في نصابها وننتقل أيضا نوعيا على صعيد تحديث قراءتنا لتراثنا الديني بحاجة لثورات في العقل لنفي بحاجة القيام بإصلاحنا الخاص بنا نحن بحاجة لتحرير العقل بأن نخوض غمار التنوير الخاص بنا وموضعة الفلسفة في مدارسنا وجامعاتنا وهذه أيضا ثورة بحد ذاتها، وهذا ليس متعلقا كليا بالعامل الذاتي بل بالواقع الموضوعي والعوامل الدافعة لذلك . اقول ذلك ولو من منطلق عدم إلقاء اللوم على التاريخ والدين لنعفي انفسنا من القيام بالمهام الملقاة على عاتق الفئات الحديثة بالمجتمع. هناك حاجة موضوعية لثورة شاملة نحن في خضمها عندما تأخذ القوى الحديثة في المجتمع زمام المبادرة لبناء نظرتها الجديدة للعالم ولفهم الواقع الموضوعي العالمي والمحلي لتنجز ثوراتها التي اشرت اليها ويتطلب ذلك تحديد إلى من يفترض ان تتوجه نضالاتنا أي وضع استراتيجية علمية مدروسة لا ان نشير إلى اعداء غير حقيقيين . والدين بهذا المعنى ليس عدو، العدو هو من يفسر التراث لدعم مصالحه ويستعمل فهمه الخاص للدين لتكريس هيمنته. اشكرك ارجو ان يكون الحوار في هذا الموضوع فاتحة لحوار عقلاني منتج ومفيد


39 - مابين الديمومه والحتميه التاريخ مسافة بعمق التاريخ
د /الأمير سعيد الشهابي ( 2013 / 11 / 23 - 16:06 )
الأستاذ المفكر العربي إبراهيم حجازين ..من الروعة ان نقرأ هذا الكم من الحوارات حول قضية تثير جدلا بل دعني أقول صخبا فكريا أحيانا ..مابين الديمومة لأكل ماأفرزته عناصر التكوين
التاريخي من ثقافة سياسية وأزمات متعاقبه نتيجه لهذه الثقافه التي لم تستطع أن تتجرد من
مورث ألصقته بنفسها وخاصة في مايتعلق بالموروث الديثن الذي أسبغ على تفكير الكثير منا
نهج التبعية المطلق للساده ..لأن نظرية الحكم أساسا قامت على منطق ومبدأ الولاء والسمع
والطاعه (وفلسفة مقيته غرسوها في العقل العربي بمنطق ديني باهت كما تكونوا يول عليكم
وأنني حيث قرأت إستعراضكم التاريخي من باب المقاربه أحيانا وباب المقارنه أحيانا أخرى
لكن هناك محطات تارخيه في التاريخ المعاصر منذ إنهيار الدولة العثمانيه في بدايات القرن 19
وإنشاء كيانات سياسيه لم تك على خاطة الجغرافيا أو الديموغرافيا العربيه وإقامة ممالك وأقاليم
كانت تركيبة سياسية لخدم المصالح الأمبرياليه في المنطقة وكان من أبرزها قيام الكيان الصهيوني في الشرق العربي والأستعمار الأستيطاني الفرنسي في الجزائر .وهنا لا بد أن نذكر بكل الواقعيه أن قيام الكيان الصهيوني قد كانت له تداعيات خطيرة جدا على النظام العربي برمته ولم تنجح القوى الوطنيه المحليه في الأقطار العربيه أن تلعب دورا وطنيا فعالا في إدارة الصراع مع الأنظمة الرجعيه نظرا لأفتقارها أدوات النضال في ساحاحاتها الجماهيريه وغرقت الجماهير مابين طيف الأحزاب الأسلامويه والأحزاب اليساريه والأحزاب الشيوعيه وأحزاب وطنيه
و كان الكل يسعى لأستقطاب الساحة الجماهيريه وفي نفس الوقت كانت سببا في تفتي
حيث أصبح الصراع بين الأحزاب العربيه ظاهرة واضحة أضعفت من قوة الحركة الوطنيه
والجماهيريه في الشارع العربي للوقوف في وجه الأنظمة الرجعيه وفي وجه المشروع
الصهيوني فتاهت في الخيارات وكانت أحيانا تستعمل نظرية البدائل في شعاراتها التي
تطرحها كواجهة نضاليه لذلك نرى أن فترة ماسمي بحركة التحرر العربي والتي قادتها
الناصريه لم تك يحظى بدفع من الأحزاب التي كانت تعتبر نفسها على نقيض من الرجعيه
العربيه والأستعمار وأنهكها أولاء للشيوعيه واليساريه أولا قبل الأنمتاء للأوطان
من واقع أممية الفكر الذي إعتنقوه هنا نجد بعد إعادة ترتيب نتائج الحربين الأولى
والثانيه وإعادة ترتيب مصالح الغرب الأستعماري في المنطقه والعالم قد بدأ يأخذ
أشكالا خطيرة من الهيمنة الفكريه وخلط الأوراق وخلق الأسلام السياسي الذي وظف
لهدم الأتحاد السوفيتي السابق ودول النظومة الأشتراكيه لنفاجأ ألان أن بعض دول
الأتحاد السوفييتي أضحت منبعا لتفريخ المنظمات والعصابات الأرهابيه ليبق الجديد
في إدارة الصراع هو المسيطر وهو الذي يوجه الكثير من السياسات فأختلطت
الأمور ولم يعد هناك دور حقيقي للأحزاب العربيه في أي حركة نهوض حقيقي
ولم تستطع أن تكون رقما فاعلا في الساحة الوطنيه برؤية وطنيه قادرة على مواكبة الحدث
لنراها تقع في ردة الفعل على الحدث .وما يحصل في الساحات العربيه الآن نموضج حي
لأنتكاس حقيقي في مشاريع الأحزاب السياسيه العربيه لأفتقارها لبرامج ورؤى وطنيه
بل وقيادات وطنيه لمواجهة الموقف والخروج بالاوطان لبر الأمن والأمان ..أن ما يشهده
الوطن العربي يقودنا للقول أن ديمومة بعض الحقائق التاريخيه ثبت أنها غير صالحة
لأن التاريخ يتبدل والصراع يأخذ شكلا مغايرا لماسبق في الماضي والأدوات إختلف
والصوره معقده .وساعود حتما لأتشرف بكل قرآءة ومداخلة ورد على هذا الموضوع
الذي يبرز فيه أطر حوار عميق من أقطاب الفكر العربي على إختاف مشاربه
تمنياتي لك أستاذنا الكبير على متابعتك لكل مايكتب وردوك التي تدل على وفائك
وإنتمائك الأصيل


40 - الاستاذ د /الأمير سعيد الشهابي
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 23 - 18:09 )
اود ان اشكر لطفك للعبارات التي اسبغتها على ما كتبته في مداخلتي والحوار التي جرت على هذه الصفحة، تشير يا سيدي في معرض التعليق ان الصراعات والخلافات بين الاحزاب والقوى العربية بتياراتها المختلفة -أضعفت من قوة الحركة الوطنية والجماهيرية في الشارع العربي للوقوف في وجه الأنظمة الرجعية وفي وجه المشروع الصهيوني- وتؤكدون أيضا ان من اسباب ذلك ان ولاءات تلك القوى كانت للخارج وليس للأوطان واود ان اشير باني اتفق معكم بان الصراعات بين تلك التيارات قد اضعفتها . ولكن من اجل الحقيقة لا بد ان نشير انها أيضا لعبت دورا ايجابيا في مرحلة الاستقلال والتحرر الوطني وقمت تضحيات تحسب لها . وحتى في المرحلة اللاحقة وبالرغم من الاخطاء الكبيرة في سياساتها إلا انها لعبت دورا مهما على صعيد التنوير والدفاع عن مصالح الجماهير المعيشية الاجتماعية بشكل عام وخاضت نضالات للمحافظة على استقلالها وللفكاك من التبعية للمراكز الاجنبية. بالرغم من موافقتي على ان تلك المسيرة قد شابها كثير من السلبيات لكن هذا لا يقلل من شان استعداد من انتمى إليها لدفع اثمان في سبيل تحقيق اهدافها. وفي هذا أمل ان الاستعداد للتغيير باق دون احباط رغم النكسات التي واجهت الحراك في الفترة الاخيرة.
نحن الان في مرحلة جديدة من تاريخنا وهي تتطلب نهج جديد يتمثل كما ارى بضرورة وضع سياسات لتلك القوى المخلصة للأوطان وتناهض الاستعمار وترنو إلى التحديث والتقدم منطلقة من واقعنا بخصوصياته دون الوقوع بمطب الانعزال عن الواقع والفكر العالمي التقدمي، بأن تعود لقراءة تاريخنا وتراثنا بعقل نقدي جريء، وان تصيغ برامجا جديدة تتخلص فيها من سلبيات الماضي واستلابه، وان تضع نصب اعينها مصالح شعوبنا بالتخلص من التبعية للإمبريالية وبناء انتاج وطني متقدم وخوض معارك التنوير والتحديث والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وان تصعّد قيادات شابة تتلافى غيابها والذي تبين بشكل واضح خلال العامين الماضيين حيث افتقدنا الحنكة والحكمة والفعالية مما افقدنا لحظات مهمة في التاريخ فتم اختطاف وحرف نضالات وتضحيات الجماهير، ومع ذلك لا اعتقد ان ذلك قد مضى هباء بل لعله يكون مرتكز لصياغة مستقبلنا. الشعوب كما ثبت بالتاريخ أنها ما ان تتخلص من رعبها وتستبدل نظرتها إلى حكامنا انصاف الالهة تستمر في حراكها حتى ولو تتعرض لانتكاسات مؤقتة ولا شك ان المستقبل لها. اشكرك لمساهمتك في الحوار التي ولا بد انها قد اغنته


41 - الحوار لغة متحضره وإغناء فكري
د /الأمير سعيد الشهابي ( 2013 / 11 / 24 - 11:24 )
الأستاذ والصديق والرفيق إبراهيم حجازين
قرأت مداخلتك حول ماورد في مشاركتنا المتواضعه والتي تمثل إسهاما متواضعا في هذا الجهد الفكري والحوار الراقي الذي نسعى لتطوير أدواته من خلال أرقى مؤسسات الحوار التي تشرفنا
بحضورنا من خلالها ..نعم انه حوار متمدن متحضر ..سأبق متابعا لكل مايكتب حول الحدث التاريخي العربي وسنؤسس لمنهج قرآءة رصينه تتناول الواقع بعين متبصره مبصره لا مكان
فيها لخلافات بل إختلاف في الرؤية والطرح ..هكذا أقرأ الحوار من زواياه المختلفه التي تعمق
لنا الفهم لنحيط بكل مايفوتنا .
تحية لكل من أثرى ساحة النقاش والحوار وأعتذر عن بعض السهو الطباعي في تدوين الموضوع
لك خالص التحيه ولضيوف واحتك النقاشيه كل تقدير سأبق متابعا ..


42 - رد الى: د /الأمير سعيد الشهابي
ابراهيم حجازين ( 2013 / 11 / 24 - 11:35 )
تحياتي واشكرك على لطفك وكلماتك المشجعة ايها الصديق والرفيق د /الأمير سعيد الشهابي وانا ايضا ارى ضرورة الاستمرار بحوار راق نعمل على تطوير ادواته . لك تحياتي وتقديري الخاص . والشكر لكل من تابع وشارك في الحوار المتمدن الذي خضناه واعتذر من خلال تعقيبي هذا على مداخلتك اذا اخطأت بحق أي من المشاركين او من ظن ذلك لأني في النهاية وجدت ان الاساس هو انجاح الحوار حول العنوان المحدد دون الدخول في متاهات الشخصنة او غيرها

اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24