الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين المسيس قنابل موقوتة !!

عبدالسلام سامي محمد

2013 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


مهما اختلفت الاراء و وجهات النظر بصدد مساءلة الاديان و المعتقدات ,, الا ان التضرع و العبادة الى الله بقلوب صافية و طاهرة و نظيفة و نوايا حسنة و صادقة و بعيدة عن التسيس و المصالح الاءنانية والاستغلال و مظاهر التعصب و الحقد و الكراهية و النوايا الدفينة الدنيئة ,, ستبقى امرا مقبولا في كل زمان و مكان,, و في جميع المجتمعات البشرية اوقات السلام و الوئام ,, وهذا النوع من العبادة النزيهة يفرض احترامه على جميع الناس و على مختلف الشرائح و الطوائف و المكونات الاءجتماعية ,, فالعبادة التي راءيناها من خلال الطقوس الدينية و التي تلمسناها من خلال سلوكيات ابائنا و اجدادنا في السابق ,كانت من هذا النوع البريء الطاهر و الصادق ,, حيث كانت بعيدة عن مظاهر التسيس والعنف و التطرف و جوانب الحقد و الكراهية و المصالح الانانية الضيقة , و كانت تميزها عن العبادة الحالية فعلا باءنها كانت ذات طبيعة روحانية نزيهة صرفة متعلقة بين الذات الانسانية و خالقه ,, فمثل هذه العبادة و الطقوس الدينية لا تضر و لا تؤذي احدا , و لا تهدد كائنا من يكون , و لا تستهدف مصالح طرفا من الاطراف نظرا لاءنطوائها و احتوائها على جملة من القيم و المعايير الاءخلاقية النبيلة , و الالتزامات و الضوابط السلوكية المتزنة الرفيعة ,, و كان الهدف من وراء التدين في الماضي اءضافة الى كسب رضى كل من الله و المجتمع و الفوز بجنات الخلود , هو العمل على بناء شخصية سليمة و قويمة للفرد مبنية و مرتكزة على قاعدتين اساسيتين : الاولى تمثل في كيفية التحكم بالنفس و الشهوات و المغريات , و الثانية في ماهية التصرف و التعامل مع الاخرين ,, و من خلال هاتين القاعدتين المهمتين في الحياة ,, كان لابد للشخص المتدين ان يلجاء دوما الى مراجعة سلوكه اليومي بغية تقويمه و توجيهه توجيها سليما , و كان لا بد له ايضا من محاسبة نفسه و ضميره بغية تاءديبه من شر الذنوب , و تصفيته من الشوائب و العوالق , و تنقيته من الاخطاء و الرذائل , و اءصلاحه و كبح جماح الاطماع و طيش الشهوات و النزوات فيه , و العمل قدر الاءمكان على تجنب السقطات والهفوات و الزلات , كما كان من مستلزمات التدين و التصوف في حينها , بذل المساعي و الجهود لتقوية و ترسيخ اواصر المحبة و الاخاء بين الافراد و الجماعات , و الحفاظ على السلم الاجتماعي و الامن و الامان, و نبذ الفساد و المفسدين , والوقوف بوجه الظلم و الظلام , و الابتعاد عن الفحشاء و المنكر, و دعم العدل و العدالة ,ونشر روح التاخي و التسامح , و منع نمو العداوات و النزاعات و بروز الفتن و الصراعات , وتفادي الانزلاق في مستقنع الفواحش و الجرائم والانجرار وراء الخطايا و الذنوب , و الى تعليم النفس و تهذيبه , و كذلك ارشاد الغير على احترام و تقدير الاخرين , و تقديم المساعدة للفقراء و المعدومين , و مد يد العون اليهم عند الحاجة , و الاءرتقاء بالروح و النفس و الضمير, و تنمية و تقوية القناعة الذاتية اءيام الشدة , و الاءمر بالمعروف و النهي عن المنكر , كل ذلك بل و اكثر استجابة لاءوامر الرحمن , و طلبا للحصول على رحمته الواسعة , و خوفا من عذاب يوم اءليم و عظيم ,, هكذا كان يعني الدين , و هكذا كان يفهم منه و يتعامل من خلاله الشخص المتدين , و هكذا كانت العبادة في الماضي ,, اما بعد سيطرة حزب البعث الهمجي على هوة الحكم في العراق , و الذي عكر من صفوة الحياة واساء الى مفهومها ,و اجرم بحق جميع القيم و المباديء و عبث بحق كل المعتقدات و المقدسات , فاءنه تدخل بصورة مباشرة في كل تفاصيل و جزئيات الحياة و حتى الشخصية و العائلية منها , و بالاءخص في شؤون الدين و المعتقدات , و كاءول اجراء ظالم و سافر قام به , فاءنه مارس قتل و ذبح و ابعاد و ملاحقة اكثرية الشرفاء و النزهاء و المعتدلين من رجال الدين و مفكريه , والمجيء بغيرهم من الملالي الانتهازيين المنحرفين , و الائمة المشعوذين المزيفين , و شيوخ العمالة و الارتزاق , فحول من هيئة او جمعية علماء المسلمين الى هيئة للخطباء البعثيين ,و لبس رجال الاءمن و المخابرات الجبة و العمامة ليحلو محل رجال الدين المعتدلين , و زج بين صفوف المصلين في المساجد و الجوامع و الكنائس بمجاميع من عملاء البعث و المرتزقة و الجواسيس و رجال الاءمن و المخابرات و المجرمين ,و بهذه الطريقة تمكن و بسرعة قياسية ان يسيطر على دور الطاعة و العبادة و بقبضة من حديد , كي يتمكن من تحويلها الى محلات و اماكن للاءجتماعات و الندوات الحزبية , و الى منابر اءعلامية نفاقية لشخص هدام و حزبه الحاكم , و بهذا الاجراء التعسفي في التعدي على حرمات الاديان و المعتقدات , غابت عن بيوت الله الطاعة و العبادة , و تلاشى الخطاب الديني المعتدل و المتزن , و حل محله خطب حزبية ملفقة و محرضة و مكرسة لخدمة التطرف والتفرقة العنصرية و غرس سموم الجهل و التخلف و الحقد و الطائفية , وهكذا تحولت منابر دور العبادة جميعها الى منابر لتمجيد القائد الواحد الاءوحد, و تعظيم مكانته و و دوره , التطبيل له و لحروبه اللاوطنية و اللااءخلاقية , و لمغامراته اليومية الرعناء , و لنهجه و ممارساته و جرائمه و فسقه و فساده الاكثر من فاحش , و هكذا ايضا تخرج من دور العبادة حفنة من المرتزقة و العملاء من الحاقدين و العنصريين المتخلفين الفاسدين الفاسقين المؤهلين و المدربين على مباديء العنف والقتل و الذبح و الجريمة , اناس لا يفرقون الفضيلة عن الرذيلة , و لا يعرفون من الدين الا الشعوذة و الخرافة و الكذب و النفاق و التعصب و التطرف , اضافة الى كل ما حصل للدين من تسيس و اجرام , و لرجاله و انصاره و مواليه من تصفيات جسدية و روحية و عمليات قمع و كبت و تحريف في الداخل , فاءن الطاغية لم يتوقف عند هذا الحد , و انما استنجد بدعم الفضائيات العربية و بمناصرة ملالي الفسق و الفجور من جميع الدول العربية و العالم , و حول اليهم وعلى ارصدتهم الخارحية مئات الملايين من اموال العراقيين المعدومين , و حولهم جميعا الى مرتزقة و عملاء و ابواق مسمومة لنصرة افكاره و مخططاته الهمجية , و الدفاع عن حروبه القذرة ودعم و مساندة سياساته الخبيثة و نهجه الاجرامي , كما جعل من العراق ارضا خصبة و ماءوى امن و مصدر تمويل و ساحة تدريب و تاءهيل لاءوكار القاعدة و المنظمات الاسلامية الجهادية و غير الاسلامية الارهابية , و الى بؤرة فتنة و فساد و مرتع خصب لاءيواء القتلة والسفاحين و المجرمين من كل مكان , و بعد رحيل نظام المقبور و بعض الانظمة الشمولية الاخرى في المنطقة , تعاظم دور الملالي و دور الاحزاب الاسلامية المتطرفة على المسرح السياسي العراقي و المنطقة , و تعاظمت و استفحلت سرقاتهم المليونية , و كثرت فضائياتهم و تقوت اعلامهم القاتل المشعوذ بشكل لم يسبق له مثيل , فتسممت الاجواء السياسية و الاجتماعية و الفكرية و الدينية العامة للمنطقة برمتها , و ابدعت الفضائيات الاسلامية و ملالي الفتنة و الفساد في ابتكار مختلف انواع الفتاوى الدينية المتطرفة المحرضة على القتل و الجريمة , للاءنتقام من الابرياء و كل من يخالفهم افكارهم و مصالحهم الطائفية المقيتة , و بدعم و تمويل مادي و معنوي لا مثيل له في التاريخ من موارد و عقول شيوخ السلفية و الوهابية و الاخوانية القذرة , و من موارد البترودولارات لكل من العراق و ايران و السعودية و الخليج , فزاد الطين بلة يوما بعد يوم , و اءنقسم العراق و الدولة الواحدة والمنطقة و حتى العائلة الواحدة على نفسها , و تحول العراق و المنطقة بين ليلة و ضحاها الى ساحة مفتوحة كبيرة و معقدة لحروب و نزاعات و صراعات طائفية دموية مريرة و سافرة , بين ابناء الوطن الواحد من الدين الواحد و بين الطوائف الدينية المختلفة , و بتدخل كبير و مباشر من دول الجوار , فسادت الفوضى و الاجرام كل مكان ,و اصبح القتل و الذبح على الهوية مشهدا يوميا في هذه البلاد , و فقد المواطن الاءمن و الامان و الاستقرار و كل مستلزمات العيش الكريم و كل الطموحات و الامال, و بها تراجع العراق و الكثير من دول المنطقة فكريا و حضاريا الى عصور ماقبل التاءريخ , و لا زال هذا المشهد المروع مسيطر على الواقع العام , و ليس هناك امل في الافاق يذكر للتخلص منهذا الكابوس و تجاوزه .
خلاصة القول .. ان ما حصل و ما يحصل للعراق و المنطقة من قتل و ذبح و دمار واستهانة لحقوق و كرامة الانسان , يعود سببه و قبل اي شيء اخر, الى تدخل الدين و رجالها المفسدين في الامر السياسي , و استغلال الملالي الفاسدين و الاحزاب و القيادات و الحكام الفاسدين الدين و ظاهرة تخلف المجتمعات الشرقية للوصول و الحفاظ على مصالحهم الطائفية الاجرامية المقيتة , و عليه فمن واجب الجميع , و خاصة المدافعين عن سلامة الدين و عفته , عدم الانجرار اكثر فاءكثر وراء فتاوى شيوخ القتل و الاجرام , و مخططات تلك الحفنة الاجرامية الفاسدة المستفيدة من الدين على حساب دماء الابرياء , و القيام بتعرية نواياهم الشريرة , و الوقوف بوجههم و فضح افعالهم و ممارساتهم القذرة , لوقف استنزاف مزيد من الدماء و اءحتواء هذه الاءزمة المعقدة و الكارثة الكبيرة التي حلت بالمنطقة , حفاظا على اءمن و سلامة و وحدة و حقوق الجميع .
و اخيرا ,, نريد ان نرفع رسالة خطية الى حكومة الاقليم و الى الجميع , باءن دولة اتاتورك الاسلامية العنصرية و حكومتها , و التي تعيش من وراء خيرات الاقليم و العراق و المنطقة , اصبحت الجهة الاخرى التي تقوم بدور خبيث في حياكة المؤامرات المستمرة في المنطقة , فهي الاخرى تقوم بدعم و مساندة و تدريب و تاءهيل الارهابيين من القاعدة وجماعاة القتل و الذبح من جبهة النصرة و الدولة الاسلامية الارهابية في العراق و الشام على ارضها , لتبعثهم و بكل علانية و تحت انظار المجتمع الدولي , لممارسة اعمال القتل و الذبح بحق شعبنا الكوردي المسالم في سوريا , و بحق الشعب السوري المسكين و المبتلي بنظامه الشمولي المستبد ,و بالاءسلام السياسي المتطرف و احزابها الهمجية البربرية الوقحة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-