الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقالت فى حضنى -أمين - ... (( قصة قصيرة ))

نها سليمان

2013 / 11 / 10
الادب والفن


كانت تُصلى عارية ؛ حقيقةً لا اعرف أكانت تصلى ام لا ، وإن كانت تُصلى فأى
صلاة هذه ؟ . لكنها إرتأت لى كمُصلية خاشعة صادقة لكن عارية ! _ رغم أننى
لا اعرف كيف يجب أن يكون المُصلين _ تغسل الدموع وجنتيها فى وقار ، عيناها
ملتهبتان من كثرة البكاء ، فم ُمغلقُ وشفاهُ مرتعشة .

ترددت أن اتقدم خُطوة اخرى بعد باب غرفتها المفتوح نصف فتحة ، ووقفت ما بين الدخول والمغادرة يقتلنى الفضول . فى هدوء التفت لى وهى تمسح عينيها بيدها
اليُسرى ، ثم سحبت ثوبها الملقى على حافة السرير المنسدل بين السقوط والبقاء مكانه .

_ اتفضلى ادخلى
_شكرا

" كان بداخلى رغبة شديدة لأسألها هل كنتِ تُصلين ؟

_ فيه حاجه تحبى تسألينى عنها
_لا ، أه ؛ كنت هسألك عن صحتك النهارده لكن يبدو انك حزينه
_ الحزن وجبه يوميه ما ينفعش تنسانى
_هتكونى افضل بعد العملية الجراحيه
_ هكون امرأة ينقصها شئ
_ كلنا بينقصنا اشياء
_كان الصح اقولك هكون أنثى ناقصه

"لم اجد كلاماً يصلح فى مثل هذه المواقف مع امرأة تُدرك جيدا ماهى مُقبلة عليه لاستمر فى الحديث ، فقلت لها كلاماً اعلم جيدا رأيها به واحفظه كما قالته مرات ومرات ، كما اعرف الرفض الشديد لهذا الاقتراح من امرأة تعشق الطبيعة والوضوح "


"فكرت أن اغير مجرى الحوار وأسألها أكانت تُصلى ؟ . لكنها تركتنى ووقفت أمام المرآة ، وانتابها دفقة من الحماس والنشاط ولمعت عيناها المجهدتان " وقالت لى :

_ هخرج أشترى أجمل ...........

"لم تكمل وعاودت البكاء وكأنها رأت حلماً يوافق هواها ثم أدركت واقعا كالكابوس
طعن ما تبقى بها من فرح مفاجئ "

"التفت لى وكأنها لا تملك فى حياتها سوى لحظتها هذه ولا تعرف من البشر
سواى ، وكل نظرة منها تطلق ذراعي غريق يُمسك باطراف ملابسى لينجو "

_أنا مش خايفة أموت وعارفة ان العلم اتطور جدا ، أنا خايفه منه هو
_هو مين ؟

"لم تجب سوى بالصمت . أردت أن أنتشلها من معركتها الداخلية التى ارتفع
صوتها حتى سبب لى كآبة وحزن . شعرت أن كل نساء الأرض تحولن لانثى واحدة
وانتقلت ألام احداهن للاخرى فأخذت من الامها . "

_إنتِ كنتِ بتصلى ؟

_تفتكرى هيتخلى عنى ؟
_هو مين ؟

"تجاهلت سؤلى مرة اخرى "
_ إنت بتفكرى فى العُرى ولا الصلاة ؟

" ابتسمت لاتخطى ذكاء ملاحظتها فى سؤالى "

_ بسأل مُجرد سؤال
_عامة مش هتفرق الاتنين واحد

لم افهم ما تعنيه بـ "الاتنين واحد"

بدأت احدثها عن الجراحة التى فى انتظارها بعد يومين ، واعدد لها اسماء بعض المريضات وصورهن بعد الجراحة وبعد ما عالجته جراحات اخرى لما خلفته الجراحه .
وعن نجاحاتهم وعن حياتهم بعدها .
تابعتنى بنصف تركيز " :_ ثم قالت لى


_تفتكرى الحب ممكن يدارى عيوبنا ؟
_الحب ممكن يخلينا نتغاضى عن عيوب بعض ونقدر نتعايش معاها
_وبعد االجراحة ؟
_لكن دا مش هيكون عيب
_ وبعد الجراحة ؟
_هتكونى اقوى وأجمل _ لو جواكِ مؤمن بقوتك وجمالك
_والبُعد ؟
_زى القُرب أوقات بيكون هو الحل المناسب
لما بنتمنى القُرب لازم نفضى مساحة لاختيارات الاخرين يتنفسوا فيها حتى لو المساحة دى كانت قرار فراق يمكن بيكون افضل لانهم اضعف من تحمل ظروفنا
والانسب نحترم ضعفهم
_ بيكون رفض لينا
_بيكون رفض لظروفنا
_مش ديما
_حسب الأنسب بنستمر

طلبت منى ان احتضنها وقالت فى حضنى "أمين "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب