الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحن على طريق الديمقراطية؟

داود روفائيل خشبة

2013 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


هل نحن على طريق الديمقراطية؟ نعم و لا، وقد تكون "لا" أسبق من "نعم". حتى بضعة شهور مضت كنا نمضى فى الاتجاه العكسى، كنا نندفع نحو الوقوع تحت استبداد فكر واحد، وهذه فى حدّ ذاتها طامة، لكن الطامة تكون أفدح حين يكون الفكر الأحادى فكرا رجعيا متخلفا. ثم جرى ما جرى وأسقطنا من على كاهلنا نير السيطرة الإخوانية. فهل كفل لنا ذلك التقدم فى طريق الحرية والديمقراطية؟
التخلص من سيطرة الإخوان أزاح عن طريقنا مانعا كان ينفى كل احتمال للتحرك إلى الأمام. لكن الطريق لا يزال يعجّ بالكثير من العوائق والعراقيل، ليس أهونها أن الرؤية أمامنا غائمة تكتنفها شكوك وتساؤلات لا سبيل لملاقاتها بإجابات ناجعة.
تضافرت فى الإطاحة بسيطرة الإخوان قوتان، حركة شعبية ومساندة إيجابة فعالة من القوات المسلحة. وكما كان الحال فى حركة يناير/فبراير 2011 فإن حركة يونية/يولية 2013 كانت غير منظمة، غير مخططة، غير موحدة، ولعلها تحاول الآن أن تتلافى بعض هذا النقص. من جهة أخرى فإن أغراض وأهداف القوات المسلحة لا يمكن معرفتها فى يقين. فعلى الرغم من أن علينا أن نكون ممتنين للدور الذى قامت به القوات المسلحة، وعلى الرغم من أن ما أعلِن من جانب القوات المسلحة فى هذا الصدد إيجابى وجيّد، فإن احترامنا لعقولنا يحتم علينا القول بأن ذلك لا يكفى لينير لنا الطريق.
شـُكلت لجنة العشرة ثم لجنة الخمسين لإعداد الدستور، وضمت لجنة الخمسين أشخاصا جديرين بكل احترام وكل ثقة، إلا أن عمل اللجنة فى مجمله شابته شوائب وأحاط بجوانب منه غموض لا يبعث على الاطمئنان، وليس أقل ما يبعث على الريبة هذا الوضع الخاص الذى يبدو أن حزب النور السلفى يحظى به. على كل، إنه لم يكن من المعقول أن نتوقـّع دستورا مثاليا يحقق كل طموحاتنا وأحلامنا دفعة واحدة. كان حتما أن يأتى الدستور مناسبا لأحوال وأوضاع مجتمعنا، ومجتمعنا، كما لا بدّ أن نعترف، ينقصه الكثير من النضج وينقصه الكثير من الوعى ولا يزال يرزح تحت ميراث ثقيل من المفاهيم الرجعية والعقائد البالية، ويفرض كل ذلك ضرورات لا مفر من الخضوع لها. ومع ذلك يحق لنا القول أننا كنا ننتظر من اللجنة الموقرة شيئا أفضل مما يبدو أنها توصّلت إليه، فنحن لا نعرف بعد الصورة النهائية للدستور المقترح، ونرجو ألا يكون أسوأ مما توحى به توجساتنا.
هل يعنى هذا أن نفقد الأمل؟ كلا. أن نفقد الأمل يعنى أن نستسلم للموت. إنما علينا أن نكون يقظين، وعلينا أن ندرك فى وضوح أننا لم نبلغ مما نريد إلا القليل، ويجب أن يستقرّ فى وعينا أن الطريق طويل، وأن أمامنا نضال كثير، ليس أقله العمل على محاربة الجهل والجمود الفكرى والاستكانة للمُسَلـّمات المتوارثة.
علينا نشر الاستنارة الفكرية لكى نمهّد الطريق لديمقراطية علمانية تصون الحريات وتكفل الحقوق وتصون كرامة الإنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي