الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشق أدبي

هالة حجازي

2013 / 11 / 11
الادب والفن


من منا لا يعرف الكاتب, الرسام, النحات اللبناني ,ابن شمال لبنان جبران خليل جبران، النابغة العبقري وأسطورة عصره الشاعر المتفرد , رسول الإحساس ولسان الحكمة الذي ترك لنا إرثاً عظيماً في سماء الفكر والأدب , إنه إكسير العطر والعطاء السابح في بيداء الروح والعقل.

و من منا لا يعرف مي زيادة تلك الظاهرة الأدبية ,الكاتبة , الناقدة , والباحثة والخطيبة من الطراز الرفيع التي تألقت وتفردت وسط باقة من عمالقة الفكر والثقافة في عصر لم يكن مسموحاً فيه للمرأة أن تلتقي بهذا الكم من الرجال في صالون أدبي يحملُ اسمها يجتمع فيه رواد الفكر ومناهل الأدب في ندوات ثقافية وملتقيات أدبية.

تعذب بحب تلك المرأة الشاعرة كل أدباء وشعراء عصرها لكن قلبها كان مأخوذاً بجبران وحده .. نعم يحق له .. فمن لا يُسحر بقلم جبران الشامخ؟

التقتْ بالعديد من رجالات الأدب والفكر في ديوانها الأدبي ولم تلتقِ بتوأم روحها وبلسم جروحها وحبها الأوحد وذاك الأشم المتسق فيها حد الجنون , المتدفق في وتينها عشق قلبها المفتون ذاك الذي فجر القلم فنطق أجمل كلامه وأيقظَ الأصمَ من غفوةِ زمانهِ.

لماذا لم يُوقظْ فيها تلك الرغبة الجامحة للقاء لماذا لم يدفعها الفضول - على الأقل - وحب الاكتشاف إلى الاندفاع للقاء حبيبها , ألم تتقد في مي شعلةُ شوقٍ تدفعها لرؤية ذاك السر الكامن في شخصية جبران ؟

لماذا لم يتحدَوا الزمان ويكفروا بخطيئة المسافات ؟

لماذا لم يحتلْ جبران على الوقت ويطوي الزمان والمكان ويتواجد في حضرة جلالة تلك النابغة؟

لماذا لم تثمر شجرةُ حبهما ؟ إلا مراسلة أدبية طريفة ومساجلات فكرية وروحية ألفت بين قلبي الأديبين حباً فريداً عن بعد لا مثيل له في تاريخ الأدب .

هل هذا حب ؟ أم عذاب؟

المتأمل في قصة هذين العبقريين تصيبه الدهشة والحيرة فيقف مشدوهاً امام قصة واقعية من حيث شخصياتها لكنها تقف على حافة الخيال الأقرب إلى الحلم من حيث وقائعها.

حبهما لم يثمر إلا في عالم الفكر والروح زهاء عشرين عاماً ؟ لم يلتقيا إلا بين أبيات القوافي وتحت ألسنة المعاني وفوق غيوم الفكر !! أليس غريباً؟

هل كانت تلهم روحه أكثر مما تجعله يجنح إلى جنون العشق؟ وإلا ما الذي كان يمنع لقاءه بها والتنعم بقربها طيلة تلك السنوات؟، هل كان يخاف أن يخمد بركان إلهامه؟ أم تُطفَئ جذوة هُيامه؟

جبران لم يوفرِ امرأة من النساء فله من المغامرات ما له، تُرى هل كان مكتفياً من رغبة جسده بمن حوله من النساء؟ ويبحث فقط عن إشباع رغبة إلهامه بعشق أفضل ما يقال عنه أنه حب ٌعن بُعد ؟ ! أم أنه لم يحب فيها إلا شعلة فكرها واتقاد عقلها وربما لم تثر فيه كأنثى أي حافزٍ

للُقياها .. في العقل والقلب جنون السؤال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا


.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور




.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان


.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل




.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين