الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنيف2 وضرب حائط الائتلاف بجدار الداخل

علي مسلم

2013 / 11 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يبدو أن هناك إصرارا دوليا بقيادة روسيا وأمريكا والدول المعنية الأخرى باتجاه عقد جنيف2 بأي ثمن وذلك بالضغط المتزايد على المعارضة السياسية للموافقة على الحضور بغية التخلي عن بعض الشروط وإبقاء شروط حضورها مبهمة وفضفاضة بعض الشيء بغية تمرير مشاريع إقليمية ودولية لا تعبر عن أماني وطموحات الشعب السوري على المدى المنظور كتفكيك البرنامج النووي الإيراني أو الحد من تطويره ومنع إيران من الوصول إلى امتلاك القنبلة النووية وفي نفس السياق تصر إيران بدورها (على لسان رئيسها حسن روحاني ) على أن ذلك يمس أمنها الوطني كون ذلك من حقها الطبيعي يأتي ذلك في ظل المفاوضات التي تجري في جنيف حاليا بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد الدولية والتي لم تصل إلى اتفاق حتى الآن وسط تسرب أسماء لمواقع نووية إيرانية جديدة لم تكن معلنة مثل موقع أراك وموقع فوردو ، وهذا الإصرار يرافقه إصرارا من جانب المعارضة في تثبيت شروطها على الأرض كمخرج سياسي كون الثورة قامت على أساس تحقيق الحرية والتخلص من نظام البعث الاستبدادي والذي يتمثل في جوهره برحيل الأسد وتحقيق الحرية الكاملة كثمن لما تم من قتل وتدمير وتهجير وكذلك بغية رأب الصدع بينها وبين جناحها المسلح المتمثل بالجيش الحر وباقي الفصائل المقاتلة والتي أعلنت مؤخرا عدم اعترافها بالائتلاف في حال ذهابها إلى جنيف2 والذي عانى بدوره من إرهاصات أنشطة داعش المبهمة على اغلب الجبهات الساخنة الامر الذي أجبره من جديد للعودة إلى ترتيب صفوفه للتصدي للنشاط الملحوظ لقوات النظام خصوصا في جبهات حلب والشمال السوري ويأتي تركيز المعارضة على الحضور على أساس التمسك الكامل بنتائج جنيف 1 كمؤشر باتجاه الموافقة وإبداء المرونة شريطة غياب الأسد عن المرحلة الانتقالية المزمع تحقيقها وتمسكها بالإعلان عن الحكومة الانتقالية المختزلة ، من جانبه يقوم النظام بالتمسك بشروطه خصوصا بعد الموافقة على تفكيك برنامجه الكيميائي والذي يلفه الغموض من جهة عدد المواقع ونوعية الأسلحة وكميتها وإيحائها بأنها لن تجالس جهات طالبت بالتدخل الخارجي (يقصد بها الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة ) بالترافق مع وضع الجميع أمام تصور بأنه ما يزال يمتلك من أوراق القوة بحيث تمكنه من إعادة بسط نفوذه على مناطق كان قد فقدها سابقا وذلك بالاعتماد الكامل على قوات مستوردة ذات طابع طائفي من الحرس الثوري الإيراني وقوات حزب الله وعصابات أبو العباس الشيعية العراقية بعد انهيار جيشه النظامي وتداعي أجهزته الأمنية أمام تنامي الفعل المسلح للمعارضة ، يجري ذلك كله على حساب معاناة ومآسي الشعب السوري الذي ما يزال يدفع ثمن التقاعس الدولي والذي بات مشغولا بأجنداته الخاصة ، بيد أن الوضع الداخلي الذي يسير نحو المزيد من التأزم على المستوى المعاشي وغياب المستلزمات الحياتية الضرورية من ماء وكهرباء وغياب الأمن والتهجير القسري الذي يطال قطاعات واسعة من الشعب السوري كما يحصل في تجمع قرى تل حاصل وتل عرن جنوب حلب والحصار الذي يفرضه النظام على مناطق عديدة في دمشق وحمص وباقي المناطق السورية كلها أمور تضع المعارضة السياسية أمام إستحقاق وطني أقلها توفير مستلزمات التصدي للوصول إلى صيغة حل سياسي مبني على رحيل رأس النظام عبر تشكيل حكومة انتقال وطنية كاملة الصلاحيات بالاعتماد على مقررات جنيف1 تقود المرحلة الانتقالية والدعوة إلى مؤتمر وطني عام يحضره كل المكونات الوطنية وتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد للبلاد يحدد شكل الدولة السورية والتي يجب أن تكون اتحادية برلمانية ديموقراطية والدعوة إلى انتخابات برلمانية ورئاسية تضع سوريا الوطن في مسارها السياسي الصحيح علي مسلم – كاتب كردي من سوريا في 10/11/2013










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر


.. عبد الحميد أمين ناشط سياسي و نقابي بنقابة الاتحاد المغربي لل




.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي