الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراهنو ( الحب بالعافية !! ) يخسرون

ناصر المعروف

2005 / 6 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الحياة في منطقتنا بائسة وشقيّة وموحشة،
فالذي نصبح عليه دائما ما نمسي عليه، لا جديد فيها والله !!
فالناس الذين يعيشون ( بالفعل ! ) خارج هذه المنطقة الموبوءة يصبحون على آخر أخبار عارضات الأزياء والمغنيين والفنانين والرسامين أو أيّ إنتاج جميل وممتع ومفيد لعشاق من عشاق الحياة ومحبيها!!
ويمسون كذلك على آخر الاكتشافات والمبتكرات العلمية والأدبية والثقافة والفنية وحتى أخبارالفضائح الجنسية !!
وحتى عند نومهم يحلمون بالغد المترع بالأمل المشرق ليوم جديد مشرق
و يتمنون لو كان يومهم الواحد أكثر من ( أربع وعشرين ) ساعة !!
حتى ( لا يفوتهم ! ) شيئا، كانوا يودّون سماعه !! أو مشاهدته !! أو حتى خوض غمار أحداثه بأنفسهم وبكل تفاصيله الممتعة الجميلة الجذابة !!

أمّا في هذه المنطقة البائسة !!
فإنّنا نصبح على فتوى ( قتل و دمار وخراب !! ) وعند الظهر تترجم هذه الفتوى لفعل ( دامي !! ) والعصر نقدم واجب العزاء ( وأحيانا ) الشماتة !! وفي الليل نستعد للبلع والأكل كذخيرة لنا لكي نجترها مع أفلام الرعب التي نشاهدها في كل ليلة عربية إسلامية في كوابيس أحلامنا التي لا تنتهي !! وهكذا دوليك !!

فها هو( المحظوظ !!) الأخ الكريم الكاتب اللبناني العربي( سمير قصير ) نال شرف الشهادة مؤخرا ! وارتاح تماما من كل ما نعانيه !!
فهو بالتأكيد لم يكن يتمناها ويبتغيها لنفسه وبهذه الصورة المفزعة وخصوصا أن تصدر من أيدي عربية إسلامية !!
والدليل على ما ندعيه هو ما سطره الأخ الشهيد قبل سنتين فقط ، وهو في حالة نشوى عربية تامة ، ( حسب ما نعتقد ) !!

حينما كتب بتاريخ 15/8/2003م بجريدة النهار اللبنانية مقالة تحمل عنوانا ( استعادة العراق ) ولسوف أنقل لكم فقط الفقرة الأخيرة من هذه المقالة ( وبالنص الحرفي لها ) حيث يقول شهيد القومية العربية:-

{ وفي أي حال ، ثمة خطر أكبر من الخطر الإيراني في العراق ، أنه خطر التكويت ، أي أن يصبح العراقيون مثل الكويتيين ، يكفرون بانتمائهم إلى العروبة وبأقدس قضاياها وأعدلها ، فهل من شيء يلح أكثر من مهمة منع مثل هذه القطيعة واستعادة العراق ، ومن خلال جامعة العرب ؟ }

( انتهى كلام الكاتب ) !!
وانتهت به أيضا جميع مقالاته القومية العربية والتي كان يكتبها لنا في حياة الدنيا قبل يوم الخميس الأسود الفائت !!
والآن ، يا ترى !!
ماذا سوف يقول لنا الكاتب الشهيد وخاصة بعد الذي حدث الرهيب الذي حدث له ؟!
( وهي العملية الإرهابية العربية الإرهابية القذرة التي ( طيرت!! ) فيه رأسه وعبر نافذة سيارته ) !!
ألم يكن الكويتيون إذن ( يا شهيد القلم والعرب والعروبة والحب بالعافية ! ) محقوقين تماما في فيما ذهبوا إليه في مشاعرهم ومخاوفهم وحتى في كفرهم بالعرب والعروبة ؟!!

( وإن كان هذا الحكم أيّها الشهيد ليس صحيحا تماما ، لا من ناحية التعميم الذي افترضت دوامه ، ولا حتى من حيث الشواهد والوقائع التي حصلت وترجم به الكويتيون إلى أفعال ملموسة ودون أقوال رخيصة لا تغني ولا تسمن من جوع ! ولا حتى في نطاق المشاعر والأحاسيس التي ( أنهى ) بها الكويتيون صدمتهم المباغتة و آلالامهم جراء تلك الطعنة الصدامية العربية الغادرة التي وجهت لهم دون أدنى شعور بالرحمة لهم من قبل أغلب أخوتهم العرب لا في أثناء فاجعة الغزو وأحداثه المؤلمة !!
ولا حتى بعد زواله ومرحلة فترة النقاهة و تضميد الجراح !! )

ولكن اطمئن تماما يا أيّها الشهيد العربي الهوى ، من أنّ دعوة مقالتك السابقة هذه ، والتي تخص العراق وحدها دون الكويت !! قد ترجمت بحذافيذها لواقع ملموس يشهد أحداثها الدامية الموجعة في ساحة العراق المحررة الآن !!
فحتى ولو لم يرغم من العراقيين الأحرار الأخيار بهذه ( الاستعادة العربية الإسلامية المظفرة !! ) فلقد تطوع أفراد ومجاميع وكذلك دول كاملة السادة والتسلط عربية كانت أو إسلامية من ( حال بالها !! ) وهجموا ( كالجراد الأصفر ) من كل فج عميق على جميع أرجاء الجهورية العراقية المحررة ، تطالب وبلغة السلاح والقنبلة والسكين والتفخيخ !! أوحتى التهديد والوعيد بهذه الاستعادة العراقية ( القسرية !! ) للحضن أمتها العربية !!

ومن رفض أو امتنع أو وقف للحظة يفكر!! من الأخوة العراقيين طيروا رأسه ( كما طار رأسك تماما ! ) ولكن رأسك هنا يا سيدي قد طار لسبب هنا أو هناك !! وأنت تعلم ذلك تماما !!
أما رؤوس هؤلاء الأبرياء قد طارت دونما سبب يذكر !!
ودون أن تكون لهم الفرصة المناسبة لشمّ رائحة الحرية أو اتخاذ القرار المناسب أو حتى إعطاء الفرصة لمحاولة لملمت جراحات طعون الغدر العربية الإسلامية والتي تشنها عليها بسبب أو بدون سبب !!
وهنا يكمن الفرق الكبير والشديد مابين الرأسين اللذين قد طار !!
ولهذا فأنّ الحالة الكويتية أو العراقية لم تكن خطرا بتاتا بقدر ما كانت ردة فعل طبيعية تماما لما حدث لهما ، ولكن الخطر كل الخطر كان ومازال يكمن بذلك ( الحب بالعافية !! ) والقسري والإجباري الذي يكنّه العرب لبعضهم بعضا !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيك سوليفان: -قرار تجميد شحنة الأسلحة، لا يعني أننا سنتخلى ع


.. اتساع رقعة العمليات العسكرية في غزة رغم الدعوات الدولية لوقف




.. معارك ضارية في الفاشر والجيش يشن قصفا جويا على مواقع في الخر


.. -منذ شهور وأنا أبحث عن أخي-.. وسيم سالم من غزة يروي قصة بحثه




.. بلينكن: إذا قررت إسرائيل الذهاب لعملية واسعة في رفح فلن نكون