الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة السودانية وقهر الإعلام

سامي الاخرس

2013 / 11 / 12
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


المرأة السودانية وقهر الاعلام
للمرة الثانية وأنا في مقهى" سوق الواحة" بقلب الخرطوم، ألتفت يمينًا وشمالًا وابتسامة موظفة المقهى الشابة تباغت المارة ذهابًا وإيابًا كنوع من الجلب وإتيكيت عملها ومهنتها ,جالت بخاطري هذه الصورة الجديدة للمرأة السودانية، حيث خاطبني صديق يساري أمس من غزة سائلًا هل يوجد جَلد للمرأة في شوارع السودان؟ وظُلم للمرأة واضطهاد لها ؟ا
أجابتني البديهية التلقائية .كانت حسب مشاهداتي للحالة الظاهرية الّتي شاهدتها في الخرطوم، وخاصة المتعلقة بالمرأة السودانية، أو بالمرأة عامة، مجيبًا ما أراه أن المرأة السودانية تتمتع بحرية ربما أكبر من حرية المرأة الغزاوية، هذا على صعيد الحرية الشخصية فأنا ومنذ عشرة أيام في الخرطوم أرى أن المرأة السودانية تتمتع بحريات عامة من حيث حرية الحركة، العمل، الملبس، فكل مكان تجد العنصر النسوي يعمل، وله دور مؤثر بالحياة العامة، كما أن هناك حريات في الملبس، حتى الأحاديث الّتي نقلها لي أصدقائي القدامى هنا تؤكد على أن المرأة السودانية تتمتع بسلطة في بيتها، هذه السلطة تمتد للتقرير أو اتخاذ القرار، وهو أحد أهم المؤشرات على أن المرأة السودانية تمتلك حريات عامة، هذه الحريات الّتي لا أعلم لماذا لم يُسلط الإعلام العربي الصورة عليها، وكذلك لماذا هذا الظلم البائن إعلاميًا على السودان وشعبه؟ فالصورة الّتي أشاهدها وألمسها هي صورة مغايرة تمامًا للواقع الذي أراه وأعيشه الآن، فلم أتوقع للحظة واحدة أن السودان بهذه الحالة نظرًا لما كنت أسمع عن السودان، أو الصورة الّتي كانت تُنقل لنا عن السودان، وهي تعمق الفكرة الّتي أؤمن بها قطعًا أن العولمة الاقتصادية لا يمكن لها في القرن الحادي والعشرين أن تستنكف عن غزو أيّ بقعة جغرافية على سطح المعمورة دون أن تغزوها لاستحلاب جيوب الفقراء واستهلاك الشعوب، وخاصة شعوب العالم الثالث، تحت عنوان التطور والتقدم والازدهار خاصة في ظّل الثورة المهولة في عالم الاتصالات والتكنولوجيا، فلم تعد مظاهر للتصحر، والتخلف إلَّا بقبائل معزولة عن العالم لم يتم اكتشافها بعد، حتى وجود هذه القبائل أمر مشكوك فيه في ظّل هذه الثورة الكبيرة في عالم الاتصال والتواصل والتكنولوجيا والاكتشافات والأقمار الصناعية
إذن هي الحقيقة الماثلة أمامي بمشاهداتها بأن المرأة السودانية هي مضطهدة فعلًا، ولكن اضطهادها من الإعلام العربي الذي لم ينقل الصورة الحقيقية لحال المرأة السودانية والسودان عامة، فالمرأة السودانية تغزو سوق العمل، والعلم، في كلَّ مناحي الحياة هنا بالسودان، بل يمكن لي أن أُجزم بأنها تمتلك حريات لا تمتلكها المرأة الفلسطينية في بعض المظاهر، والدليل أن السياسيين وبعض المثقفين الفلسطينيين منهم علمانيون قد عهروا المرأة الفلسطينية قبل عدة أشهر لأنّها خرجت تعبّر عن رأيها ضمن حقوقها السياسية، وهناك من أتهمها مباشرة بأنّها عاهرة، ومن رواد بيوت الدعارة" بيت أنيسه" ليشبعوا حقدهم الحزبي في كرامة امرأة خرجت لتعبر عن نفسها، وتناسوا كل شعارات الحرية للمرأة تحت أحذية حزبيتهم لينالوا من كرامة الفلسطينية الّتي ندعي كذبًا أنّها صاحبة حقوق، وتأخذ حقوقها في ظّل هاجس خطير يسيطر على تفكيرنا بأنّها لا زالت عورة، وأنّها لا يجوز لها الخروج عن طوع" سي السيد" حتى هذا السيد الذي يدعي الانفتاح والثقافة والتطور الفكري، والموقع السياسي، وعلينا أن نتخيل سياسي يلتقط الصور مع فنانات عربيات أشبه بالعري أمام الكاميرات مبتسمًا مفتخرًا ويعتز بهذه الصور، وفي نفس الوقت يُعهر المرأة الفلسطينية لأنّها خرجت تعبّر عن رأيها.
إذن فهل تمتلك المرأة الفلسطينية حرية عامة؟ في حال المقاربة والمقارنة مع مشاهداتي للمرأة في مصر والسودان أكاد أن أجزم أن المرأة الفلسطينية تحتاج لثورة لكي تتحرر من عقول تعاني من زكام وانفصام في رؤيتها للمرأة.
كما وأُجزم أن المرأة السودانية تحتاج لثورة ضد الإعلام العربي الذي يشوه حقيقة الواقع الذي تعيشه، فهي تمتلك حريات يمكن لي أن أوصفها بأنها الأكبر في منطقتنا العربية.
د. سامي الأخرس
[email protected]
10/11/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اذهب للمحاكم يا صديقي
ماجد ( 2013 / 11 / 12 - 14:34 )
من تناقضات الإسلام السياسي ما تراه ، أنت يا صديقي زرت سوق الواحة لكنك لم تزر المحاكم ، سترى ما يسرك ، نساء يجلدن جلد البعير بعضهن يتبولن من لألم و كلهن يصرخن من ألم السياط ... المعيار في تطبيق القانون هو اللامعيار فالمادة 152 من قانون النظام العام تتحدث عن اللبس الفاضح و السلوك الفاضح و لا تحدده بل تتركه عمدا لاجتهاد شرطي النظام العام و غالبا هو من الفاقد التربوي ، ثم لوكيل النيابة ثم للقاضي الذي يحاكم إيجازيا و (إيجازيا) للذين لا يعرفون معناها تعني محاكمة بلا تدوين غير النقاط الأساسية و تختلف عن المحاكمة العادية ... عندما جاءنا الإسلامويون كانوا يهتفون بحلقوم مشروخ ضد الربا و ضد الغرب و هم اليوم أحلوا الربا للضرورة بزعمهم و أصبحوا يلثمون حذاء الغرب طلبا للرضى ، أما المرأة فحيث تجلب الفلوس للنظام و محاسيبه فذلك عمل مشروع ، أما عندما تعارض فيمكن تلفيق تهمة لها من قانونهم إما اللبس الفاضح أو الفعل الفاضح أو كما كانوا يسمونها قديما (الشروع في الزنا) المجتمع السوداني يختلف عن المجتمعات العربية فهو مثلا لا يشعر بالعار بذكر اسم أمه أو أخته أو بنته و سيجبر قوى الظلام على التراجع


2 - احصائيات
ماجد ( 2013 / 11 / 12 - 17:45 )
نسيت يا سيدي أن أجلب لك الإحصائيات المهمة و هي إحصائيات رسمية أصدرتها وزارة الداخلية عن ولاية الخرطوم : (مليون و600 ألف جلدة فوق ظهور 40 ألف امرأة سودانية خلال عام واحد... ) المصدر : (نادي الفكر العربي 16 ديسمبر 2010
http://www.nadyelfikr.com/-print-thread.php?tid=40767&page=9
و إحصائيات أخرى :( وصلت البلاغات ضد النساء (43) ألف فى عام واحد 2008 بولاية الخرطوم وحدها بحسب إفادات مدير شرطة ولاية الخرطوم ، وأن شرطة أمن المجتمع بولاية الخرطوم استكتبت في العام المنصرم 2012م، (17) ألف فتاة، بتعهدات بعدم لبس الزي (الفاضح)، وبلغت جملة التعهدات التي استكتبتها إدارة الشرطة لعدة مخالفات (51) ألف تعهد خلال العام الماضي )... سكني قريب من إحدى المحاكم لذلك أشاهد يوميا جلد و آهات النساء و أغلبهن فتيات لا يعلمن لماذا جلدن 40 جلدة و بعدها يعرفن أن السبب البنطلون أو أن العباية حسب معايير الشرطي لبس فاضح ربما لأنه يراها ضيقة ... أنا يا سيدي خرجت من الغيبوبة بسبب ما رأيت و عرفت أن الدين الإسلامي ضد الكرامة البشرية ... تفضل بزيارة محاكمنا لترى ما يسرك .. تقبل تحياتي


3 - المرأة المسلمة بشكل عام
ألأمل المشرق ( 2013 / 11 / 15 - 04:16 )
لا فرق بين السودان ومصر وسوريا ولبنان والأردن وبغلادش وبريطانيا والدنمارك في حقوق المرأة المسلمة، المشلكة ليست الإسلام (السياسي) المشكلة الإسلام ...نقطة
المشكلة ان هذا
http://www.youtube.com/watch?v=rTnVKStYh-Y
http://www.youtube.com/watch?v=c79AXU8bOSQ
http://www.youtube.com/watch?v=CTRtIxN1kjY
هو سبب هذا
http://www.youtube.com/watch?v=awz98H-6ups
http://www.youtube.com/watch?v=s36XTyFczMw
http://www.youtube.com/watch?v=TgvF9nCZeAE
http://www.youtube.com/watch?v=nAcPOB65qDU
http://www.youtube.com/watch?v=u9ANoSrckHo

اخر الافلام

.. باحث في التاريخ القبطي: المسيحية ساوت بين الرجل والمرأة في ا


.. قصة ربيع أبو سنة.. تزوج 33 امرأة ولديه 35 ابنا و64 حفيدا




.. -فلسفة القائد أوجلان مفتاح الحل لكافة القضايا العالقة-


.. المعرض الدولي يسلط الضوء على واقع أدب الخيال العلمي وعلاقته




.. شذى الرعيني رسامة ومبدعة في الرسم