الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أثَر الفراشة

كوكب محسن

2013 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


أثَر الفراشة
كوكب محسن
ليتني حجر لا أَحنُّ الى أيِّ شيءٍ فلا أَمسِ يمضي، ولا الغَدُ يأتي ولا حاضري يتقدمُ أو يتراجعُ لا شيء يحدث لي ، مقطع للرائع محمود درويش يئن من فرط العجز والجمود، هي حالة يستحيل معاها السكون وان كان التكبيل مادي فالحراك في اكثر من اتجاه لا يستكين ، ما نحلم به يقض مضاجعنا ، فمابالك بشعب حلم وثار ، ثم كبل بأكثر مما كان من قبل ، هل يستكين ؟ منذ عام كان للتحرير اثر الفراشة ، وطن على قدم وساق في مساحة متر مربع نتنفس حرية وننطق ولعا بكل ما يجول في دواخلنا من أمال وأحلام ، ليس لنا فقط بل لجيل مضى وجيل حالي وأجيال قادمة . حلمنا ونقشنا الحلم وشما بداخلنا حقوق وحريات ، تفتحت عقولنا وعيوننا على حاضر جديد لا مجال معه للعودة الى الوراء ، اصبح الجمود حالة مؤقتة مهما كبلنا الواقع . على مدار الأعوام الثلاثة الماضية لم يمت الأمل ولا الحلم رغم موت الكثيرين من الحالمين والساعين للحرية ، دماءهم جفت على الوشم وصارت جزء منه ، اثر الفراشة لا يزول كما يقولون ، محاولات عدة متناقضة حاولت ولا تزال القضاء على حلم الاستقلال من الجهل والتبعية والتخلف ، أنظمة فاشية تتوالى للقضاء على الحلم ، لكن أمدها قصير ومستقبلها بلا ملامح . الحنين لا ينقطع لذاك الشعور ، نريد ممارسة حرياتنا ، التمتع بحقوقنا في التعبير دون خوف من اعتقالات وملاحقات أمنية ومحاكمات عسكرية . بعيداً، وراء خطاه ذئابٌ تعضُّ شعاع القمرْ بعيداً، أمام خطاه نجوم تضيء أَعالي الشجرْ وفي القرب منه دمٌ نازفٌ من عروق الحجرْ ويظل اثر الفراشة يئن طلبا للقصاص ، أملا في الحرية ، سعيا وراء غد افضل لجيل ترسم البراءة أحلامه ، بعد ان فقدنا البراءة على أرصفة الشقاء وفي مواجهة القدر . وأخيرا ليس وراءنا الا الوراء من وحي اثر الفراشة .. على قلبي مشيتُ، كأنَّ قلبي طريقٌ، أو رصيفٌ، أو هواءُ فقال القلبُ: أتعبَنِي التماهي مع الأشياء، وانكسر الفضاءُ وأَتعبني سؤالُكَ: أين نمضي ولا أرضٌ هنا... ولا سماءُ وأنتَ تطيعني... مُرني بشيء وصوِّبني لأفعل ما تشاءُ فقلتُ له: نسيتُكَ مذ مشينا وأَنت تَعِلَّتي، وأنا النداءُ تمرَّدْ ما استطعت عليَّ، واركُضْ فليس وراءنا إلاَّ الوراءُ! هذا ما تعيده الذاكرة مرار وتكرارا ، ليس وراءنا الا الوراء ، ما انقضى لن يعود وان اعتقلت الأجساد ، لن يكون هناك متسع للأفكار والأرواح المستميتة في سبيل الحرية ، على الأقل لجيل البراءة الذي لا يرى سوى الدم ، ولا يسمع سوى طلقات الخرطوش ، ولا يشم سوى الغاز المسيل للدموع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -