الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الجانى؟؟

لبنى حسن

2005 / 6 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لقد تخلت اجهزة الأمن المصرية و خاصة جهاز الشرطة عن لعب دورها الأساسى المتمثل فى الحفاظ على الأمن الداخلى و حماية المواطنين و مع مرور الزمن و التشبع بالفساد نسى النظام ان الشرطة مسؤوليتها المحافظة على الأمن و أنها أقيمت اساسا من اجل نصرة المظلوم و القضاء على المجرمين و حماية الضعفاء و من أجل بث الثقة فى قلوب المواطنين و اشعارهم بالأمان و الطمأنينة على ارواحهم و اموالهم و حقوقهم.

الشرطة المصرية التى كانت ترفع شعار "الشرطة فى خدمة الشعب" تحولت الى "الشرطة لقمع الشعب" و جندت كل طاقتها لخدمة نظام ديكتاتورى متسلط و نصرة حزب او جماعة استولت على البلاد, فتورطت فى اهانة و تعذيب و أعتقال الألاف من ابناء الشعب حتى فقد المواطن احساسه بالأمان و اهتزت ثقته فى الشرطة و اجهزة الأمن التى فقدت مصداقيتها, فاصبح المواطن يرتاب و يشك فيها و كانه يتعامل مع عصابة عليه مواجهتها و هو أعزل لا يملك الا أستخدام عقلة لتجنب بطشها و كشف تلفيقها, لقد أصبح المواطن البسيط ينظر الى الشرطة على أنها منبع الظلم و البطش و مصدر القهر و القمع و الطغيان فلا يحاسبها احد على تلفيق الأتهامات و تعذيب المواطنين بمختلف انتماءتهم فهى التى تعتبر الطلاب مشاغبون و الفقراء ارهابيون و الليبراليون و المعارضون خونه و اعداء للوطن يهددون استقراره و آمنه و سلامته.

الضابط او الجندى تربى على انه عدو الشعب و حامى النظام و المحافظ عليه من فوضى الغوغاء لذا وجب عليه أستعمال اقصى انواع القسوة و الغلظة و مباح له الأذلال و الأمتهان اذا لزم الأمر ومادام فى مصلحة النظام, فهو الممسك بالدرع الواقى و الحامل للعصا و الحامى للبلطجية اذا اعتدوا على المعارضين , و لعل المظاهرات الأخيرة و يوم الأستفتاء خير شاهد على دور الشرطة المخزى و التى استدعت البلطجية و المسجلين خطر لمساندتها فى قمع المتظاهرين و ضرب و سحل المعارضين و عرقلة المراسلين و التشويش على الهتافات المعارضة و تعمد اهانة الصحفيات وضرب المصورين و تحطيم كاميراتهم و معداتهم لمنعهم من نقل صوت المساجين - اللى همه المواطنين - للعالم.

لقد عاش الشعب المصرى لعقود من الزمان كالرهينة فى يد عصابة احكمت السيطرة عليه حتى اختنق, فانفجر الشعب الصابر المهاود غيظا و كمدا بعد ما فقد كل شىء و اصبح يعيش فى ذل و فقر و مهانه و خسر آ دميته و اهدرت كرامته فلم يعد هناك ما يخشى عليه, اما افراد جهاز الشرطة فقد ارتضوا ان يكونوا مجرد اداه للجريمة أو يد باطشه للنظام الذى قهرهم قبل ان يستخدمهم لقهر الشعب, فيبدوا ان الضباط و الجنود اعتادوا على الطاعة و تنفيذ الأوامر دون ادنى تفكير او اعمال للعقل وكأنهم ليسوا افراد من هذا الشعب و لم يعانوا من الفساد الذى امتد لكل الوزارات بما فيهم وزارة الداخلية , فمؤكد ان لكل فرد من افراد الشرطة ابناء يعانوا من انهيار التعليم او اخوه و اقارب طالهم و باء البطالة و الفقر أو والدين ُانهكت قواهم و اصابهم المرض من جراء تلوث الهواء و الماء و الزرع ذات المبيدات المسرطنة و الشاهد على اكبر عمليات الفساد فى تاريخ البلاد.

ان ما يحدث الان من انتهاكات و تجاوزات و خروج عن الأعراف و التقاليد و القيم الأخلاقية يسطر بحروف من الدم صفحات سوداء فى ملف الشرطة المصرية, فسيذكر التاريخ ان جزء من ابناء الشعب اختار النظام الفاشى ليساندة و ليشارك فى القمع و القهر و التعذيب و اشاعة الفوضى و تخريب المجتمع.

قد يكون تشبث الأسره الحاكمة - و التى تظن نفسها مالكة - بالسلطة مبرر, فيكفى الخوف من كشف المستور و ظهورالفساد و المهازل الى النور مما يعرضهم الى المحاكمة او على الأقل للفضيحة, و ايضا قد نجد ما يبرر مساندة المقربين من السلطة وكبار المسؤولين الحكومين من اعضاء نادى المنتفعين و لكن ما تبرير غالبية ضباط الشرطة محدودى الدخل و جندى الأمن المركزى عديم الدخل؟ فهل تحول السجان الى مسجون مع مرور الوقت؟ و هل سجنتهم التعليمات و الأوامر و اعتادوا على الطاعة العمياء ام أصابهم الخوف و الهلع و ارتعدت فرائصهم من جراء ما ارتكابوا و شاهدوا من تعذيب و قتل ومعاناه فى المعتقلات و السجون؟ الا يجب ان نتوقف امام السعار الذى أصاب افراد الشرطة و جعلهم يتصرفون مع المواطنين بغل و قسوه و كأنهم يفرغوا شحنات الكبت فى الشعب الغلبان الذى لا تستطيع ايديهم الوصول لأحد سواه ‍‍‍‍‍‍‍‍!!

لقد نشأ حاجز نفسى و عداء وكراهيه و عدم ثقة جعلتنا نشعر بالعداء تجاه رجال الأمن و لا اعنى هنا القيادات بل الغالبية العظمى من الضباط و الجنود و الذين اعتبرهم أسرى للنظام, فالضابط يعانى من ازدواج فى الشخصية فهو اثناء الدوام من عسكر النظام الذين يجب عليهم الطاعة و الولاء و التصدى لأبناء الشعب, اما فى غير أوقات العمل الرسمية يعود لأسرته و لصفوف الشعب فيعيش الهم و الغم و المشاكل و يعانى معاناة المواطن البسيط و يحيا مع الرعايا المقهورين.

بالطبع لست احاول الدفاع عن الشرطة او التخفيف من بشاعة ممارستها او نفى تهم البلطجة و الوحشية فلا شك ان اشتراكهم و سكوتهم و خنوعهم منذ البداية هو ما ساعد على تطويقهم بالسلاسل الحديدية و احكم قبضت النظام عليهم و لكن لما لا نقول ان ضابط الشرطة ما هو الا اسير او مسجون برتبة عسكرية مربوط فى ساقية تدور لتنهك قواه و لا يقوى على التحرر منها و ان عنف رجال الشرطة مع المتظاهرين ما هو الا نوع من تفريغ شحنات الكبت النابع من الضغوط النفسية و الأزدواجية فى الشخصية والكراهية الشعبية و هو ما يدفعنا للسؤال هل هم حقا جناه ام ضحية ام مزيج من الأثنين معا؟

لقد حان الوقت ليقفوا صفا واحدا, لينتفضوا و يفيقوا من غفوتهم و يكسروا اسوار سجنهم و يحطموا حاجز الخوف و يعودوا الى صفوف الشعب ليلتحموا بالجماهير وينفوا عن أنفسهم عار الأشتراك فى تزوير ارادة الأمة و اغتيال حرية شعبها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجهز لنا أكلة أوزبكية المنتو الكذاب مع


.. غزة : هل تتوفر ضمانات الهدنة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. انهيار جبلي في منطقة رامبان في إقليم كشمير بالهند #سوشال_سكا


.. الصين تصعّد.. ميزانية عسكرية خيالية بوجه أميركا| #التاسعة




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الدفاع المدني بغزة: أكثر من 10 آلا