الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام و الدولة المدنية .. في ضوء احداث البصرة

فرات مهدي الحلي

2013 / 11 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان بلوى " جيش الامام المهدي" التي عانى العراق منها لسنوات طويلة بدأت تعود في هذه الايام الحرجة من تاريخ العراق تحت مسميات جديدة كعصائب اهل الحق و حزب الله و كتاب ابو الفضل العباس و لواء النجباء و غيرها .
لقد اثار اشمئزازي تقرير اعدته هيئة الاذاعة البريطانية بعنوان " خمس سنوات دامية في البصرة " بين شيئا من القتول و الجرائم التي ارتكبها مقتدى الصدر بواسطة اتباعه في البصرة التي باتت ابان تلك السنوات العجاف تحت سطوة المليشيات المجرمة فانبرى اراذل الناس ليصبحوا سادتها امثال المجرم عبد الستار البهادلي الطبال الذي تحول في ليلة و ضحاها الى شيخ معمم و قيادي في جيش المهدي . . ودفعني لكتابة هذا المقال متعاطفا مع المواطن البريطاني العامل في شركة شلمبرجير البريطانية الذي دفع ضريبة التعبير عن رأيه .
ان عودة نشاط المليشيات الدينية في البصرة تحت مسميات دينية سيساهم في تكميم الافواه و تزوير الانتخابات القادمة فيها لصالح قوى ظلامية . فتكلفة التخلص من طواغيت الاسلام السياسي و على رأسهم نوري المالكي و حزب الدعوة ستدفع دما في شوارع المدن العراقية بايدي المليشيات التي تتقاتل فيما بينها و تهجر و تقتل العزل يوما بعد اخر في وتيرة متصاعدة .
ان ايجاز ما توصلنا اليه بعد سنوات الصراع الطويلة مع الاحزاب الاسلامية الشيعية و السنية يولد داخلنا الكثير من الخوف اتجاه مستقبل العراق الذي كنا نأمل ان يكون حرا . فسلال العبودية التي قُيد بها المواطن العراقي البسيط تحول دون حدوث نهضة اجتماعية , فالشيعة في العراق يؤسسون لدولة ملالي من نوع مختلف عن ملالي ايران الى حدٍ ما . ففي كل سنة تذلل مقدرات الدولة بكل مؤسساتها الامنية و الصحية و السياسية لذكرى عاشوراء و الاربيعينة و جرح الامام علي و النصف من شعبان و عيد الغدير وفقا للدستور الذي لم يكن منصفا لليبراليين . واقول الليبراليين و ليست القوى الليبرالية لاننا في العراق لا نملك ثقلا سياسيا و لا تجمعا حقيقيا . واغلبنا لا يشارك في الانتخابات و يجلس في ذاك اليوم يشتم الحكومة القادمة على مواقع التواصل الاجتماعي وموقع الحوار المتمدن !
في جزء اخر من السنة العراقية مولد النبي محمد عند السنة حيث تملى شوارع بغداد بالملصقات و الاشعار , فالسنة لا يجدون انفسهم قادرين على تمثيل انفسهم الا من خلال تلك المناسبة او مناسبة خبر الاساءة للنبي محمد فتملىء شوارع بغداد بشعار "الا رسول الله " و لعني اجدهم بعد سنوات يدفعون الاموال لصحفيين اجانب لاختلاق فرصة تمكنهم من النزول للشارع . فلهم كما للشيعة نفس النزعة حب الظهور و الهيمنة على العراق ولو كان ذاك على حساب مستقبل الوطن .
من خلال هذا المقال لا ارجو ان يفوز الليبراليون في الانتخابات القادمة باغلبية تمكنهم من تشكيل حكومة - وان كان ذلك طموحا مشروعا - لكني اتمنى ان ارى مشاركة لكل الاحرار المتخلصين من عقدة الدين و العرق و اللون و المذهب لنمضي بالانسان العراقي لما فيه خير البلاد .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة