الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغزل في نساءهم ، فأحرقته القبيلة حيا !

جابر حسين

2013 / 11 / 13
الادب والفن


سحيم عبد بني السحاس ، هكذا كانوا يسمونه ، ولا أسم له سواه ! كانت القبلية والعنصرية لا تزال في عنفوانها حين أدركها الإسلام ، فظلت وجها بغيضا من وجوه الحياة في ظلاله ، الرق كان فاشيا ومسنودا بالتقاليد شديدة الرسوخ للعصبية القبلية ، يباع الناس في مجتمعاتها ويشترون ، ثم يوصمون في المجتمع عبيدا وإماء ! سحيم كان " عبدا " أسودا ، نوبيا أعجميا ، مطبوعا ومتألقا في الشعر . فأشتراه بنو الحسحاس وهم بطن من بني أسد بن حزيمة . يقال أنه كان إذا أنشد الشعر استحسنه – مثلما يستحسنه غيره عادة – فيقول مزهوا به : " أهشنت والله " ، يريد " أحسنت والله " ، أدرك الإسلام ويقال أن النبي تمثل أبياتا من شعره في غير ما مرة !
سحيم كان أسودا قبيح الوجه ، وعن ذلك يقول :

أتيت نساء الحارثيين غدوة
بوجه يراه الله غير جميل
فشبهنني كلبا ولست بفوقه
ولا دونه إن كان غير قليل !

كان كثير الغزل في النساء ، كما هو مشهور عند العديد من الشعراء ، يشبب بهن في غير ما فحش أو فجور ، أشبه ما يكون بالعذريين الشعراء في عفتهم ورقتهم ولطفهم في المرأة وجمالياتها ...
وقد جري من شعره الرقيق الكثير في الأغاني والطرب وقتذاك ، ألحانا عذابا تسري بالمواجد في الناس . مضي في شعره يتغزل في نساء القبيلة ، وكان يعلم بما في ذلك من الخطر الذي يتهدده في حياته نفسها ، لكنه – كعادة من يضام من المجتمع – راح يدافع عن كينونته في الحياة وعزة نفسه بأدارة الحرب ضد القبيلة وسادتها إذ يصيبهم في موضع " عفتهم وطهارتهم " من جسدهم المشوه الفاسد ... حيث كانت النساء قابعات في الكمون من الكبت والقهر والحرمان ، ملذات تدور،
كحجر الرحي ، في الليالي الذكورية حيث تتري فيها مباذل وخلاعة الرجال . أدار معركته – بأصرار وقصد – وهو يري النار تقترب منه رويدا رويدا فلا يكترث !

السادة ، طفح منهم الكيد الذكوري الشرقي ، فأضمروا له ، ووثبوا عليه حين قرروا في ليلة مشئومة أن يقتلوه ، فصاح بهم : " دعوني إلي غد حتي أعذرها عند أهل الماء " ، فقالوا :
إن هذا صواب فتركوه ! فلما كان الغد إجتمعوا عليه فنادي في الناس : " يا أهل الماء ، ما فيكم أمرأة إلا قد أصبتها إلا فلانة – يقصد أصابتها بالشعر والتغزل فيها – فإني علي موعد معها " !
تلك كانت سهامة الأخيرة في الجسد المشوه للقبيلة !
فأخذوه وهو يردد في تهكم بليغ وسخرية سوداء :

شدو وثاق العبد لا يفلتكم
إن الحياة من الممات قريب
فلقد تحدر من جبين فتاتكم
عرق علي متن الفراش وطيب !
تلك طانت طعنته المسمومة في كبرياء الجسد القبلي الذي لطالما أثخنه بالجراح وتركه في نزيفه.
حفر له أخدود عميق في الأرض ، وألقي فيه وهو مكبل بالقيود الغلاظ ، وألقي عليه الكثير من الحطب ، وأشعلوا فيه النار ، فأحرقوه حيا وهو في صمته البليغ حتي صار رمادا ذهبت به الرياح
في تطوافها ، وقعت فاجعة أحراق الشاعر تحت ظلال الإسلام والنبي بعد حي !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظروا لقاء مع أبطال مسلسل دواعي السفر وحوار مع الفنان محمد


.. فاكرين القصيدة دى من فيلم عسكر في المعسكر؟ سليمان عيد حكال




.. حديث السوشال | 1.6 مليون شخص.. مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرت


.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص




.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..