الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر و فقدان الهوية

موريس رمسيس

2013 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


استطاعت أسرة "محمد على" الألبانية خلال (150) عام من النهوض بمصر في أغلب المجالات / التعليمية/ اقتصادية/ الاجتماعية / الثقافية /... ( 1805 - 1953 ) و استعادوا مصر ثانية إلى الخريطة الدولية بعدما طمسها "البدو العرب" و "العبيد الأتراك" من المماليك تحت الرمال لقرون طويلة و تم استرجاع اسمها و جزء من ماضيها و تاريخها المسلوب

اعتمدت الأسرة الحاكمة على أنجاح مشروعها النهضوى بتمصير "مشيخة الأزهر" و أنهاء سيطرة ابناء العشائر البدوية العربية المستوطنين في مصر و قطع التواصل القبلي مع جذورهم في الجزيرة العربية و الاعتماد في نفس الوقت على أبناء المماليك و المصرين الحقيقين

أستطاع "أبراهيم" ابن محمد على الكبير من القضاء على الدولة السعودية الأولى الوليدة "الوهابية" في منطقة الدرعية ( 1816 - 1819 ) و قام بأسر أميرهم "عبد الله بن سعود" و أرسله الوالد إلى الأستانة لكي يُمثل بجسده في شوارعها معاقبة على تمرده و تفكيره في انتزاع الخلافة الإسلامية من يدي العثمانيين

بعد عشرات السنوات استطاع "ابن سعود" العودة ثانية لثأر لعشيرته من أسرة "محمد على" و المشاركة في أنشاء جماعة الأخوان المسلمين مع "الشيخ السعاتى / حسن البنا" اعتمادا على البدو العرب في منطقة بيلبيس و الشرقية وساعدوهم في التغلغل بين باقية القبائل البدوية في ريف مصر و لم يمضى ثلاث عقود حتى استطاعوا اختراق مشيحة الأزهر و ضباط الجيش و صف ضباطه ثم قاموا بالقضاء على حكم الأسرة الألبانية و إسقاط الدولة المصرية من خلال مشاركتهم في انقلاب (1952)

تقاسم الإخوان وضباط الجيش (الغنيمة المصرية) و مؤسسات الدولة و تشاركا في إدارة بعضها و عملا سويا على طمس الهوية المصرية و التاريخ الحقيقي لها و اسمها من الخريطة الدولية و قاما بإدخالها في مستنقع الأمة العربية و الأمة الإسلامية .. تصادما الطرفان كثيرا بسبب محاولات الإخوان لسيطرة الأحادية و الخروج عن الخط المرسوم لها مما أدى إلى سجن قادة الإخوان تكرارا مع الإبقاء على قاعدتهم البشرية عاملة في مؤسسات الدولة

ما نشاهده الآن من أحداث لا يعدو كونه صراع متكرر متجدد على تقاسم السلطة و الثروة و على السيطرة و التحكم في مؤسسات الدولة و مفاصلها تارة باسم العروبة و آخري باسم الإسلام أو بأسهما معا في أغلب الأحيان

مدراس دينية بالآلاف تتواجد في ربوع مصر يتولاها البدو العرب تبث البغض و الكراهية بين الشعب بالدعوة إلى العروبة و الإسلام .. أجيال كثيرة من عديمي الولاء و الانتماء إلى الأرض و التاريخ المصري تحتقر جذور مصر الفرعونية و القبطية تقوم بالطمس و الاقتلاع و التزييف ، انه مخطط "أبن سعود" البدوي الوهابي القديم لسيطرة على مصر و تجريفها عرقيا و إفقادها لهويتها المصرية ليصيروا هم "الأسياد" بلا منازع و يتم استغلال البداوة و العروبة و الأسلام كتمهيد لطريق طويل نهايته "الخلافة" لعشيرة "آلـ السعود" على المسلمين في العالم

يُرجع سبب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق أساسا إلى عدم وجود الولاء و الانتماء إليه و سقط معه مفهوم اذابة الثقافات و القوميات في قومية أكبر و سقط ايضا مفهوم تخليق قومية مصطنعة لكي تحوى القوميات و الثقافات المختلفة كما يحدث في الغرب الآن .. أرى أنها نفس الأسباب التى ستؤدى إلى انهيار الاتحاد الأوربي الهش المتصارع القوميات و إلى تفكك دول المهجر المعروف و تكون دول عرقية أصغر

استبدل الجيش فى مصر قادة الإخوان بقادة من السلفيين مع علمه جيدا بتواجد إتباعهم معا في الشارع تحت عباءة الأزهر ايضا .. يطالب هؤلاء باسترداد الغنيمة المصرية و "العزبة" التي أخذت من بين أيديهم بوضع اليد التي لا نجد لها صاحب حقيقى يطالب بها في مؤسسات الدولة إلا القليل منهم على المستوى الفردي

هل "شيخ الأزهر و عصابته" يفتخرون بالقومية المصرية الفرعونية القبطية؟ و هكذا بالنسبة لـ (90%) من شيوخ المؤسسة؟ .. بالطبع لا ، بل أنهم يحتقرون تلك القومية و يعملون على بث و نشر الازدراء لها في العقول و النفوس و فى الوقت نفسه يستغلون القومية المصرية دوليا متخفيين وراء ماضيها و تاريخها المحترم لبث سمومهم و بغضهم و كراهيتهم حول العالم

أرى عم الاختلاف كثير سبق في مؤسسة العدل بين قضاتها و مستشاريها و هكذا مؤسسات / التعليم / الصحافة / الأعلام / الخارجية / الأمن و المخابرات فالسمة الغالبة الجامعة لهم جميعا هى عدم الولاء و عدم الانتماء لأرض و التاريخ

لجنة "الخمسين" لكتابة دستور مصر تحوى على "عشرة" من أعضائها بأقصى تقدير من "غير المشكوك" في مصريتهم أي في / القومية / الوطنية / الولاء / الأنتماء / الحقيقي إلى الأرض و التربة المصرية و التاريخ المصري المتراكم عبر الأباء و الأجداد منذ سبعة الالاف عام .. لجنة تم اختيارها بعناية من قبل الجيش و الأزهر لضمان السيطرة على "العزبة" المنهوبة و لضمان استمرار عدم الولاء و عدم الانتماء في النفوس و فقدان الهوية

مع شكري و محبتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى اين
على سالم ( 2013 / 11 / 13 - 16:37 )
مقال عظيم جدا ويبين ماساه المنحوسه مصر على مدار السنيين الغبراء ,اذن ماهو الحل السحرى للقضاء على عصابه ال سعود الفاجره وتخطيطها الاجرامى من وجهه نظر سيادتكم ,انا خائف انك تقول انه مفيش حل


2 - ال سعود والامارات هم من يمولون الانقلاب
عبد الله اغونان ( 2013 / 11 / 13 - 19:28 )

تبين لكل ذي عينين وأذنين أن ممولي الانقلاب هم السعودية والامارات والكويت وأمريكا نفسها
هذا واضح فلا داعي للمغالطات
والمعروف أن هذه المساعدات لايستفيد منها الا الانقلابيون ومن يتعاون معهم
الشعب لن ولاينتفع بهذه المساعدات
سينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون


3 - مُستعمرة سعوديه
هانى شاكر ( 2013 / 11 / 13 - 20:07 )




مصر ألأن مُستعمرة سعوديه .. و أخطبوطها فى مصر رأسه ألسيسى و ذنبه حزب ألنور ...

ألوهابيون ألمُشردون فى ألدرعيه قبل قرنين .. يملؤن قبورهم أليوم صخباً و ضحكا .. و يُنشدون : مصر ألأن مدوسة لأرجلنا و أجدع شنب فيها أليوم للبيع !

أما ألنسوان ؟ فهم غنيمة مجانية لنا ... بفضل ألله !


....

اخر الافلام

.. مصادر إسرائيلية تتحدث عن مفاوضات جديدة بشأن الهدنة في غزة


.. شاهد| مسيرة في شوارع دورا جنوب الخليل ابتهاجا بخطاب أبو عبيد




.. مقتل طيار بالقوات الجوية البريطانية بعد تحطم طائرة مقاتلة


.. دمار هائل خلفه قصف روسي على متجر في خاركييف الأوكرانية




.. حكومة السلفادور تلعن نشر آلاف الجنود لملاحقة العصابات