الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة امريكية شيطانية

وليد الميموني

2013 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


نحن العرب لا نتعلم من التاريخ حتى الحديث. لماذا نتناسى أن أمريكا كانت تزود العراق بالسلاح في الثمانينات وتدعمه لمقاتلة إيران، وفي الوقت ذاته كانت امريكا وإسرائيل تهربان السلاح لإيران كي تستمر في الحرب ضد العراق؟ والآن تتشدق أمريكا بأنها صديقة الشعب السوري، وتتظاهر بدعم المعارضة السورية وتأييد الثورة، بينما في الآن ذاته باركت دخول الميليشيات العراقية واللبنانية والإيرانية إلى سوريا لمقاتلة قوات المعارضة التي تدعي أنها تؤيدها. هل كان حزب الله وابو الفضل العباس وإيران ليقودوا الحرب على السوريين لولا الضوء الأخضر الأمريكي؟
فهناك سياسة امريكية شيطانية تضرب الخصوم ببعضهم وتدعم فريق بالعلن والاخر من تحت الطاولة. الخصوم السياسيون يدركون اسرار اللعبة ويسيرون في دهاليزها ولكن يتسترون على ذلك امام الشعوب لان السياسي لا يخسر ابدا فالمكاسب التي يجنيها لا تنقطع اينما حل , ولكن الذي يدفع الثمن على كافة الاصعدة هو الشعب المنقسم بين هذا القطب السياسي وذاك, الوطن الجريح بصرعات ابنائه يلعن ارواح سماسرة السياسة الذين يتكتمون على الحقائق لاجل مكاسب شخصية وضيعة كوضاعة نفوسهم النجسة .
انه مخطئ من يعتقد أن أمريكا وإسرائيل تفضل نظاماً على آخر في الشرق الأوسط إلا بقدر ما يقدم لهما من خدمات وتنازلات. هما ليستا حليفتين لا لإيران ولا للنظام السوري، لكنهما مستعدتان لدعم النظام وإيران طالما أن الاثنين يلبيان لهما مصالحهما في هذه اللحظة التاريخية أكثر من غيرهما.
اد لم يكن مسموحاً للشعب السوري منذ بداية الثورة ان يمسك بزمام اموره، لهذا عملت القوى الكبرى واسرائيل على إغراقه بالدماء والدمار حتى ينسى الحرية والديمقراطية ويقبل بأي حل يخرجه من محنته ويعيده فقط الى دياره
فسورية جارة مهمة جداً لاسرائيل. وبما ان اسرائيل أهم من امريكا بالنسبة للادارة الامريكية، فلا يمكن تركها إلا بأيد امينة تصون مصلحة اسرائيل.
حيث لم يكن الوقت مناسباً بالنسبة لإسرائيل في تاريخها أكثر من الآن لفرض شروطها على العرب وتحقيق تسويات على حسابهم كما أظهر خطاب وزير الخارجية الأمريكي أمام اللوبي الإسرائيلي في واشنطن.
ومن المتعارف ان معالجة المرض تبدأ بالكشف عنه، لا بالتستر عليه، والمرض الأكبر في المنطقة الآن الصراع المذهبي الفاقع بين إيران وأتباعها الشيعة من جهة، والفصائل السنية المختلفة من جهة أخرى. وساحة هذا الصراع الآن سورية. وكل من يحاول أن يتستر على ذلك بحجة الخوف من تهمة إثارة النعرات الطائفية فهو كمن تغطي وجهها بثوبها، فتظهر عوراتها الأخرى. المنطقة تسير باتجاه صراع طائفي مرعب، وكلما طال أمد المحرقة السورية، أصبحت السيطرة على الصراع المذهبي أكثر تعقيداً وصعوبة. وكما قلنا، فإن أمريكا وإسرائيل على وجه الخصوص سعيدتان بأن المنطقة تأكل بعضها البعض مذهبياً ربما لعقود وعقود.
ومن هنا لم يضع الأمريكيون نظرية الفوضى إلا لتطبيقها. ولا شك أنهم رصدوا لها ميزانيات ضخمة ذهب جزء منها على تدمير العراق، وبقي جزء لتطبيق النظرية في باقي الأجزاء العربية المستهدفة. لكنني على يقين الآن أن واشنطن وفرت الجزء المتبقي من الميزانية لتطبيق الفوضى الخلاقة، لأن بعض الأنظمة الطاغوتية طبقت لها الفوضى من جيوبها وبدماء وأشلاء شعوبها. يعني أمريكا لم تخسر سنتاً واحداً، فحققت ما حققته في العراق ببلاش هذه المرة. لكن أرجو أن لا يتنطع بعض القومجيين ليقول لنا: ألم نقل لكم إن أمريكا تطبق الفوضى الخلاقة؟ ربما أمريكا فعلاً تطبق الفوضى الخلاقة، لكن هل كان لها أن تنجح لو لم يساعدها الطواغيت الذين حولوا بلدانهم إلى خراب ودمار لمجرد أن شعوبهم طالبت بقليل من الحرية والكرامة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل