الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دستور القائد

كريم عبد مطلك

2005 / 6 / 5
كتابات ساخرة


فتحت جهاز التلفاز في احدى ليالي عام 1990 لتقع عيني على (الريس) وقد جمع اهل الحل والعقد ونخبة من المثقفين من رجال الفكر والسياسة والقانون من الكتاب العدول والمحامين والقضاة والحكام وتكلم معهم بتمهيد مسهب ليفجر بعدها قنبلته التاريخية قائلا :
نريد ان تكتب دستورا دائما للعراق فقد ان الاوان لنلغي صفة المؤقت عنه .
فقمت وصليت صلاة الشكر لكوننا سنلحقق بالامم الراقية وسنتخلص من تعديلات الدستور المؤقت بقرارات (مجلس قيادة الثورة ) واوامر ديوان الرئـاسة وانفعالات (الريس) وحماقات (زين الشباب) .
وبعد اربعة ايام التقيت صديقي المحامي حميد عباس فوجدته مهموما منزعجا ولما استفسرت منه عن سبب انزعاجه سرد لي الحكاية قائلا .. لقد اتممت بالامس كتابة مرافعتي عن موكلي وفقا لاحكام القانون ورجعت الى بيتي فنمت في تمام الساعة العاشرة ليلا ثم بكرت صباح هذا اليوم الى قاعة المحكمة للدفاع عن موكلي وحينما بدات بقراءتها وذكرت المادة والفقرة قاطعني الحاكم قائلا : الا تعلم ان هذه المادة قد تعدلت بقرار من مجلس قيادة الثورة؟ فاجبته متسائلا؟ !! متى سيادة الحاكم ؟ اجابني: بالامس وقد اذيع ذلك في نشرة اخبار الساعة الحادية عشرة .. فتلعثمت ثم تمالكت نفسي وقلت سيادة الحاكم لم ينشر ذلك في الجريدة الرسمية لذا فهو غير نافذ المفعول ، فسارع الى رفع جلريدة الوقائع العراقية الموضوعة على الطاولة امامه وقال : هذه الجريدة وهي صادرة صباح هذا اليوم وفيها قرار التعديل .. فقلت في نفسي احتاج الان الى محاميين اثنين احدهما لموكلي والاخر لي لارتكابي جريمتين الاولى : نومي قبل سماع نشرة اخبار الساعة الحادية عشر ليلا .. والثانية عدم قراءة جريدة الوقائع ( غبشة ) في باب المطبعة ، ثم خاطبت سيادة الحاكم ملتمسا منه تاجيل موعد المرافعة فوافق مشكورا على ذلك فماذا تقول انت ياصديقي ؟
قلت له : لنقرأ سورة الفاتحة ترحما على روح الدستور المؤقت والدائم وتعيش دولة
( الشيش بيش ) والله المستعان على ما تصفون ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب